تابع عرق النسا
علاج النسا بالفصد:
ففي كتاب معالم القربة في طلب الحسبة يقول المؤلف وأما عروق الرجلين , فأربعة , منها عرق النسا , ويفصد عند الجانب الوحشي من الكعب , فإن خفي فلتفصد الشعبة التي بين الخنصر والبنصر [ من القدم ] ; ومنفعة ذلك عظيمة , سيما في النقرس والدوالي وداء الفيل . ومنها عرق الصافن , وهو على الجانب الأيسر [ من الساق ] , وهو أظهر من عرق النسا , وفصده ينفع من البواسير , ويدر الطمث , وينفع الأعضاء التي تحت الكبد . ومنها عرق مأبض [ باطن الركبة ] , وهو مثل الصافن في النفع . ومنها العرق الذي خلف العرقوب , وكأنه شعبة من الصافن , ومنفعة فصده مثل الصافن .
عرق النسا: بفتح النون: مقصور قبالة الصافن في الجانب الوحشي. أ.هـ
قلت وجدت في أكثر من مبحث أن عرق النسا يشار اليه على أنه وريدا " عرقا " وليس بعصب وهذا خلاف ما هو معروفا طبيا ، العلاقة بين عرق النسا والعصب النسئ؟ عرق النسا هو الأنبوبة أو الماصورة التي يمر بداخلها العصب النسئ. فإن كان وريدا ممتلئ بالأخلاط فإن علاج وجع عرق النسا يكون بفصد العرق الذي عند إصبع الرجل الصغرى واخرج الدم منه ، فإن لم يقلع ذلك الوجع فا فصد عرق النسا عند الجانب الوحشي من الكعب ، ومن كان يعاوده هذا الوجع فلا شيء أصلح له من الكي واحدة على الورك ثم أخرى على الفخذ ثم على الساق, والبعض يزيد اخرى قرب خنصر القدم .
وقيل إذا غلب على صاحبه واشتدّ ضربانه تأخذ تكّتين " حبل " فتعقدهما وتشدّ فيهما الفخذ الّذي به عرق النّسا من الورك إلى القدم شدّاً شديداً أشدّ ما يقدر عليه حتّى يكاد يغشى عليه يفعل ذلك به وهو قائم ثمّ تعمد إلى باطن خنصر القدم الّتي فيها الوجع فتشدّها ثمّ تعصرها عصراً شديداً فإنّه يخرج منه دم أسود ثمّ يحشى بالملح والزّيت فإنّه يبرأ بإذن اللّه عزّ وجلّ»
علاج النسا بالكي
وفي الطب القديم يقول ابن القف أما في علة عرق النسا فيستعمل الكي على أربعة وجوه:
1- أن يكون موضع المفصل في مكوى من خلال أنبوبة دون أن يصيبها شيء إذا لم يتمكن الوجع من النزول.
2- إن يكوى ثلاث كيات إحداها من خلف عمق المفصل، وأخرى فوق الركبة، وثالثة فوق الكعب من خارج.
3- أن تتخذ آلة شبيهة بالقدح من نحاس أو حديد طولها نصف شبر وغلظ شفتها قدر نواة تمر، وفي داخلها قدح أخر وثالث داخله ويكون البعد من كل قدح وقدح بقدر عقد الإبهام مفتوحة من الجهتين حتى يخرج منها الدخان عند الكي من الطرف ويكون بينهم اتصال ثم يتخذ مقبض للجميع من حديد يحمي بالنار ويكوي به حق الورك(عمق المفصل) والعليل متكئ على جنبه الصحيح ويعمق الكي ثم يترك ثلاثة أيام ويدهن بالسمن ويكشف الجرح أياما حتى تخرج المادة منه ثم يعالج بالمراهم.
4- أن يكوى بالماء الحار قدح داخل آخر وبينهما وصل في وسط القد-س ويكبس به حق الورك كبسا جيدا ويصب الماء الحار بينهما ويوصى المريض أن يصبر على الوجع فان موضعه يلذع: يحرق. وبعدما يرفع القدحين يمسح الموضع بماء ويترك ثلاثة أيام ويدهن بالسمن. يعالج بالمراهم الملحمة.
ويذكر الرازي في الحاوي في الطب أن صاحب وجع النسا الذي يعرض من أجل كثرة الرطوبة البلغمية في الورك وتنخلع فخذه ثم تعود إلى موضعها فتضمر وتنتقص فخذه إن لم يبادر إلى تجفيف تلك الرطوبة بالكي ويجب أن يكوي مفصل الورك كيما تنفذ تلك الرطوبات البلغمية وتشتد بالكي رخاوة الجلد في الموضع الذي يقبل منه المفصل تلك الرطوبة وتمنعه النقلة عن موضعه فإن مفصل الورك إذا لبث مدة منخلعا من كثرة الرطوبة ودام ذلك حدثت من قبل ذلك عرجة لا محالة ويتبع ذلك ضرورة إلا تغتدي الرجل على ما يجب فتضمر لذلك وتنقص كما يعرض لسائر الأشياء التي تعدم حركاتها الطبيعية.
وفي موضع آخر يقول وجع الورك يكون من " فساد " الصفراء ويكون من كثرة القيام في الشمس فتجف لذلك رطوبة الورك. وينفع من وجع الورك قطع العرقين اللذين عند خنصر القدم والحقن والحمام والأضمدة الملينة أولا ثم المحللة ، قال: فإن لم ينفع ذلك كوي على العصب الذي في الظهر إلى جانب الكلية وعلى الفخذين أربع كيات وعلى الركبتين أربع كيات وعلى كل ساق بالطول موضعين وأربع كيات عند الكعب وأربع على أصابع الرجلين.
علاج النسا بالقي والحجامة
ويقول : ومن أفضل علاج الورك نفض الجمد بما يقلل فضوله ويقلل غذاءه وينقيه. قال: وإذا كان الفضل حارا يخالطه رياح فأنا نقطع بعد قطع الأكحل العرق الذي عند خنصر القدم وبعض عروق القدم الظاهرة. والطعام بالأدوية القيء عجيب جدا لوجع الورك فعوّده القيء أولا بعد الطعام الورك قال: ومن شرب لوجع الورك الأدوية الحارة فصار الفضل ناشبا في وركه فإنه ينفعه أن يحجم على الورك والحقن القوية التي تخرج الدم أ.هـ.
والتكميد بالماء الدافئ قد ينفع في تخفيف الألم الذي بسبب العضلات المسئولة عن الألم ولكن لا ينفع في علاج العصب الوركي العميق .
علاج النسا بالأعشاب
ومن الأعشاب المفيدة للنسا ما ذكره الإمام الفيروزآبادي في القاموس المحيط في معرض كلامه عن الحرمل يقول :
الحَرْمَلُ: حَبُّ نَباتٍ ، يُخْرِجُ السَّوْداءَ والبَلْغَمَ إسْهالاً، وهو غايَةٌ، ويُصَفِّي الدَّمَ ويُنَوِّمُ، واسْتِفافُ مِثْقالٍ ونِصْفٍ منه غيرَ مَسْحوقٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً يُبْرِئُ من عِرْقِ النَّسا، مُجَرَّبٌ.
الحرف : وفي زاد المعاد ذكر ابن القيم أن من منافع الحرف وتسميه العامة: الرشاد، قلت: والحديث الذي أشار إليه، ما رواه أبو عبيد وغيره، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ماذا في الأمرين من الشفاء ؟ الصبر والثفاء)) رواه أبو داود في المراسيل.
وقوته في الحرارة واليبوسة في الدرجة الثالثة، وهو يسخن، ويلين البطن، ويخرج الدود وحب القرع، ويحلل أورام الطحال، ويحرك شهوة الجماع، ويجلو الجرب المتقرح والقوباء. وإذا ضمد به مع العسل، حلل ورم الطحال، وإذا طبخ مع الحناء أخرج الفضول التي في الصدر، وشربه ينفع من نهش الهوام ولسعها، وإذا دخن به في موضع، طرد الهوام عنه، ويمسك الشعر المتساقط، وإذا خلط بسويق الشعير والخل وتضمد به نفع من عرق النسا، وحلل الأورام الحارة في آخرها.
وإذا تضمد به مع الماء والملح أنضج الدماميل، وينفع من الاسترخاء في جميع الأعضاء، ويزيد في الباه، ويشهي الطعام، وينفع الربو، وعسر التنفس، وغلظ الطحال، وينقي الرئة، ويدر الطث، وينفع من عرق النَّسا ووجع حقِّ الوَرِك مما يخرج من الفضول إذا شرب أو احتقن به، ويجلو ما في الصدر والرئة من البلغم اللزج.