الأزمة انتزعت عرش «الشهرة» من شركات كان اسمها اللاعب الرئيسي في إقراضها وتعاملاتها

ستيفن

عضو نشط
التسجيل
16 أبريل 2010
المشاركات
160
يستحق بند الشهرة التوقف عنده لاسيما بعد اندلاع الأزمة المالية العالمية وتغير العديد من المعطيات بسقوط أسماء كبرى لشركات كان لها صيت عالمي، ففي حين ان المعايير الدولية تعترف بالشهرة وتعتبرها بندا مشروعا يدرج ضمن القوائم المالية للشركة، ويمكن اطفاؤه بطرق عدة، منها اختزال القيمة بخصمها من الارباح بنسب تحددها الشركة من ميزانياتها على مدة أيضا تحددها، وبعد انتهائها يحول أصل الشهرة من حقوق المساهمين إلى ميزانية الشركة كأصل ثابت، وهناك الطريقة الثانية التي طرحتها المعايير الدولية أخيرا وهي عبارة عن إعادة تقييم أصل الشهرة بعد فترة تكون تحركت فيها أسعار الأصل، ومن ثم إدراجها في ميزانية الشركة بالقيمة السوقية الجديدة، ووقتها لا يكون هناك وجود لبند الشهرة.

«الأنباء» ارتأت أن تصل إلى مدى الاعتماد على بند الشهرة في التقييم الائتماني للشركات وأهميته كآلية أو كضمان من قبل البنوك في عملية الإقراض حيث اجمع الاقتصاديون على انه بعد اندلاع الأزمة المالية العالمية فقدت الشهرة أهميتها وانتزع منها العرش بعد إفلاس شركات كان اسمها اللاعب الرئيس في عمليات الإقراض ومجمل التعاملات الأخرى.

التصنيف الائتماني

فقد استبعدت رئيس مجلس إدارة شركة كابيتال ستاندرز للتصنيف الائتماني د. أماني بورسلي بند الشهرة من ضمن الأسس الرئيسية لعملية التقييم أو التصنيف الائتماني للشركات، موضحة أن كل قطاع اقتصادي يخضع إلى منهجية خاصة للتصنيف.

وأفادت بورسلي بأن أسس التصنيف الائتمانية الرئيسية تتمثل في الملاءة المالية وحجم المديونية ونوعها وسجل الخبرة والمؤهلات العلمية للموظفين ومدى تطبيق الشركة لمعايير الحوكمة إلى غير ذلك من الأسس، مشيرة إلى أنه حسب القطاع يحدد التصنيف.

وقالت ان الشهرة كبند بناء على معايير التصنيف لا تمثل أهمية، مستدركة بقولها «أهميتها منخفضة جدا» وإذا ما تم الاستناد إليها فبعد الاعتماد على الأسس الأخرى الرئيسية وباجتهاد من المحللين والقائمين على التصنيف ممكن رفع درجة واحدة للشركة.

وأضافت أن «الشهرة» لا تعتبر بندا أساسيا في التصنيف الائتماني للشركات لا قبل ولا بعد الأزمة ولم تكن المحدد للتصنيف ويبقى تأثيرها بسيطا جدا في التقييمات.

الشهرة مرتبطة بالأداء
من جهته قال رئيس جمعية المحاسبين والمراجعين محمد الهاجري ان هناك أسسا لتسجيل وتقييم الشهرة، لافتا إلى أن تقيد الشهرة بالدفاتر لا يحدث إلا في حالات الاندماج والاستحواذ أي اندماج الأعمال بين شركتين، ويكون ذلك التقييم وفق تقرير جهة محايدة لها خبرة في مثل هذه الأمور النسبية.

وأوضح انه مع مرور الوقت يصبح الفرق بين القيمة الدفترية للشركة والقيمة السوقية فرقا كبيرا وشاسعا ويصبح التقييم السابق للقيمة الدفترية غير واقعي ومبالغا فيه عندها تضطر الشركة إلى تعديل الفرق بخفض القيمة الدفترية للأصول الجديدة.

وأكد على أن بند الشهرة يجب أن يختبر دوريا خاصة في حالات الخسائر، وأن ما يعرف بسمعة أو شهرة الشركات «Commercial brand» و«Trademark» يعتبر بندا يسجل في ميزانيات الشركة بقيمة نقدية على أنها أصل خلال سنوات عملها.

وأشار الهاجري إلى أن «الشهرة» كانت محددة بزمن معين لكن أصبحت اليوم في ظل مستجدات الأزمة العالمية تقيم كل سنة وبصفة دورية ومع عملية التقييم تختلف قيمتها من سنة إلى أخرى وذلك وفقا للأداء المالي للشركة.

وأوضح أن بند الشهرة لاعتباره بندا غير ملموس ونظرا لغياب الأسس الواضحة لتقييمه وتفاوت المعايير المحددة له وخضوعه إلى تقدير شخصي فانه نتج عنه مشكلة أساسية بشأن قيمة الشهرة، مشيرا إلى أنه من يضع اسمه على التقييم يحاسب باعتبار انه ليس هناك قانون ينظم تقييم بند الشهرة الذي أضحت عملية تقييمه أكثر دقة وحساسية وصعوبة خلال فترة ما بعد الأزمة.

وقال مسؤول بنكي فضل عدم ذكر اسمه ان البنوك الكويتية قبل الأزمة كانت تعتمد على بند الشهرة في الإقراض لكن مع اندلاع الأزمة وسقوط أكثر من شركة كانت لها شهرة وصيت عالمي تغيرت آليات التعامل مع الشركات ولاسيما العائلية وفقدت قيمة الشهرة.

وأضاف ان إعادة النظر في بند الشهرة فرض نفسه على الجميع بعد الأزمة وتساوت كل الشركات الصغيرة والكبيرة وأصبح الفيصل في عملية الإقراض الأصول الجيدة والأداء التشغيلي للشركات.

ومن جهته قال رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مجموعة الأوراق المالية علي الموسى ان الشهرة لا تعد ظاهرة سلبية ولا يمكن اعتبارها فريدة فهي موجودة بالفعل في الأسواق العالمية والمعايير المحاسبية الدولية أقرتها، مستدركا بأن التقنين في تحديد القيمة أمر ضروري.
وأفاد بأن «مجموعة الأوراق» لا تستخدم هذا البند ضمن قوائمها المالية بل تستند إليه كبند في تعاملها مع الشركات.

بند الشهرة لبعض الشركات المحلية

من الشركات التي تتضمن حساباتها بند الشهرة من العيار الثقيل، وتتميز بالنشاط التشغيلي شركة الاتصالات المتنقلة «زين» التي يمثل فيها بند الشهرة 1067% مقابل رأسمالها، وهناك بيت التمويل الكويتي الذي تشغل الشهرة في حساباته نسبة تبلغ 314% مقابل رأسمال البنك، اما شركة المخازن العمومية «اجيليتي» فيبلغ فيها بند الشهرة 263% مقابل رأسمالها.

البنك الوطني

وفي رصد لحجم الشهرة في بنك الكويت الوطني، فقد بلغت 243.275 مليون دينار خلال عام 2008 مقارنة بـ 244.988 مليونا في 2007 بانخفاض يقدر بنحو مليون دينار. وقد قام البنك في 31 أكتوبر 2007 بحيازة حصة أغلبية في رأسمال البنك الوطني المصري وتم تحديد قيمة مؤقتة للموجودات والمطلوبات المحددة التي تم حيازتها حتى يتم الانتهاء من عملية توزيع سعر الشراء.

وقام البنك خلال السنة باتمام عملية توزيع سعر الشراء، وتم توزيع القيمة المؤقتة للشهرة على مختلف الموجودات غير الملموسة المحددة وتم احتساب القيمة التخزينية كشهرة، وتمثل الشهرة الزيادة في حصة المجموعة في القيمة العادلة للموجودات والمطلوبات المحددة للشركة التابعة التي تم حيازتها. وتعتبر الإضافات في شهرة بنك الكويت الوطني خلال السنة تتعلق بالزيادات في الاستثمار في البنك الوطني المصري، وبنك الائتمان العراقي اس. ايه.

أجيليتي

أما شركة أجيليتي فارتفعت الشهرة لديها خلال 2008 الى 235.228 مليون دينار، مقارنة بـ 204.248 ملايين في 2007. ونتجت الزيادة في قيمة الشهرة عن اقتناء شركات تابعة مما أضاف الى قيمة الشهرة نحو 31 مليون دينار، الا ان فروقات تحويل العملات الأجنبية كلفتها خسائر بمقدار 333 ألف دينار. وأدت الاستحواذات التي قامت بها اجيليتي خلال 2008 على شركات من خلال شركات تابعة الى ارتفاع الشهرة الناتجة عن الاقتناء بمقدار 17.578 مليون دينار، وذلك مقابل شراء بنحو 20 مليون دينار لـ 8 شركات.

ما معنى «الشهرة»؟

الشهرة هي الأصول التي لا يمكن لمسها أو وزنها أو قياسها كما أنه لا يمكن استخدامها لسداد ديون على الشركة وعادة ما تكون ضئيلة القيمة في حالة تصفية الشركة أو خروجها من النشاط.

وتمثل الشهرة القيمة التي يزيد بها ثمن شراء أسهم أو حصة في أسهم شركة ما عن القيمة العادلة لصافي الأصول المقتناة الخاصة بتلك الشركة، وتكون الشهرة نتيجة العديد من العوامل والظروف التي تعطي مزايا للشركة وتسهم في تحديد قيمتها وقدرتها الربحية. والأصول غير الملموسة التي تظهر بالميزانية هي تلك الأصول التي حصلت عليها الشركة من الغير بمقابل، أما تلك التي تتولد لدى الشركة تلقائيا فلا تظهر بالميزانية، لذا لا يظهر بند الشهرة في ميزانيات معظم الشركات إلا في حالات الاندماج والميزانيات المجمعة. ويتم إهلاك الأصول غير الملموسة على مدى العمر الاقتصادي المقدر لكل منها، وذلك بتوزيع تكلفة الأصل كمصروف على الفترات المحاسبية وتتراوح من 3-5 سنوات.

ويعرفها عالم الاقتصاد Canning العام (1929) كونها «Master of Evaluation» أو «وعاء بواقي التقييم» وهذه الفكرة مستقاة من فلسفة المدرسة التفسيرية وعاكسة للفكر الاقتصادي وخاصة أفكار Fisher، حيث إن قيمة المنشأة أو الوحدة المحاسبية المدفوعة في حالة التوازن تعادل القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية، فإذا ما تم تغير في توقع التدفقات النقدية سواء كمية أو خصما، فإن الفرق سواء كان إيجابيا أو سلبيا يمثل وعاء التقييم، أو الشهرة الإيجابية أو السلبية، وحددت الشهرة أحيانا، وخاصة في بريطانيا، بأنها مقابل حقوق السيطرة، فالشركة المستثمرة تدفع مبالغ زيادة عن قيم الأصول العادلة لاعتقادها بقدرتها على السيطرة على القرار وبالتالي زيادة التدفقات النقدية المستقبلية.

وإذا أخذنا الشهرة بالمعنى اللفظي أو النظري فإنها لا تعدو كونها عقلا ومنطقا عبارة عن الفرق بين القيمة الحالية للدخل المتوقع والذي يزيد على الدخل العادي لنموذج أعمال مماثل.


المعيار المحاسبي العالمي للشهرة

لقد عالجت المعايير الدولية الشهرة في المعيار IAS-38 من ضمن معالجة الأصول غير الملموسة، وكذلك بالمعيار IAS-36 والخاص باختبارات هبوط الأصول، كما عالجت معايير المحاسبة السعودية الشهرة بالمعيار الصادر من الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين في ديسمبر 2002، وكذلك معيار الهبوط في الأصول غير المتداولة الصادر في أبريل 2007 ومن أهم الخطوط الأساسية المشتركة لتلك المعايير ما يلي: ‌أ ـ تعتبر القيمة العادلة للأصل غير الملموس غير القابل للتمييز بشكل مستقل (الشهرة) الناتجة عن شراء منشأة بالكامل بالفرق بين تكلفة الشراء والقيمة العادلة لصافي الأصول التي يتم الحصول عليها.

‌ب ـ يجب أن يتم فحص الشهرة دوريا للتأكد من عدم هبوطها وقدرتها على توليد تدفقات نقدية إيجابية، وذلك من خلال تحديد القيمة الممكن استردادها لوحدة توليد النقد التي تنتمي إليها، إذا وجدت سوقا نشطا، فإذا لم تتوافر يلزم استعمال أفضل تقدير تتوصل إليه الإدارة للسعر المتوقع للمنتج في سوق حر، وذلك لتقدير التدفقات النقدية المستقبلية المتوقعة من مجموعة من الأصول، ويلزم عند تخصيص الشهرة التي تنشأ عند الاندماج إلى وحدة توليد نقد محددة والتي من المتوقع أن تستفيد من مزايا الاستحواذ والاندماج، ويلزم أن يتم فحص وحدة توليد النقد هذه سنويا، فإذا وجد هبوط يتم إثباته. ‌ج ـ يلزم أن يتم إثبات خسائر هبوط وحدة توليد النقد المنتمية إليه الشهرة، إذا كانت القيمة الممكن استردادها منها أقل من قيمتها الدفترية، وتحمل خسائر الهبوط بتخصيص القيمة الدفترية لأصول الوحدة بدءا بالشهرة ذاتها ثم الأصول الأخرى للوحدة مع أساس نسبي بناء على القيمة الدفترية لكل أصل في الوحدة.

تسجيل الشهرة

لا تسجل الشهرة في السجلات المحاسبية إلا عند شرائها فقط ـ ويحدث ذلك عند شراء وحدة اقتصادية قائمة فعلا، وبعد تسجيل الأصول بقيمتها السوقية العادلة في السجلات المحاسبية للمالك الجديد، فإن أي مبلغ إضافي يدفع يسجل مدينا في حساب أصل يطلق عليه الشهرة، ويجب بعد ذلك إهلاك هذا الأصل غير الملموس على مدى عدة فترات لا تزيد عن أربعين سنة، وبعد صدور قائمة معايير المحاسبة المالية رقم (142) الصادرة عن (FASB) عام 2001 والتي تطلب مدخل الاختبار السنوي لانخفاض قيمة الشهرة ـ على الأقل ـ على أن يتم اختبار الانخفاض في القيمة على مستوى الوحدة محل التقرير.

 
أعلى