سامر
موقوف
- التسجيل
- 7 مارس 2005
- المشاركات
- 596
دروس مستفادة من فضائح الشركات في العالم لمالكي الاسهم
كثير منا سمع عن الفضائح المالية التي حدثت لشركات عالمية كان يشار اليها بالبنان مثل شركة
1- ورلدكوم
2- انرون
3- بارملات
فالذي حدث ان اكتشفت حقيقة تلك الشركات المخادعة بعد فوات الأوان
وهنا احدى قصص الغش والخداع التي اصابت مالكي الاسهم
ونأخذ نموذج شركة بارملات
لقد سميت أكبر فضيحة مالية في اوروبا منذ العام 1945 بموجات ارتدادية شبيهة من حيث كارثيتها بما تسبب به في كانون الاول/ديسمبر 2001 افلاس شركة "انرون"العاملة في مجال الطاقة(1).
مقال منقول
فضيحة "بارمالات"
انياسيو رامونه
كانت شركة بارمالات نموذجا لنجاح تحقق من اندفاعة العولمة الليبيرالية. من معمل عائلي صغير لتوزيع الحليب المعقم في ضواحي مدينة بارما الايطالية في الستينات، توسعت بفضل دراية مؤسسها السيد كاليستو تانزي والدعم السخي من الاتحاد الاوروبي. ابتداء من العام 1974، تعولمت بارمالات لتفتح لها فروعا في البرازيل ومن ثم في فنزويلا والاكوادور. ضاعفت من عدد فروعها ومن تأسيس الشركات الواجهات في مناطق تؤمن التسهيلات الضرائبية (جزيرة مان، هولندا، لوكسمبورغ، النمسا، مالطا) ومن ثم في الجنات الضرائبية (جزر كايمان، الجزر العذراء البريطانية، الانتيل الهولندية). دخلت البورصة في العام 1990 لتؤكد حضورها كسابع مجموعة خاصة ايطالية وكالاولى عالميا في سوق الحليب المجفف. كان هذا العملاق يستخدم 37 الف أجير في أكثر من 30 بلدا وبلغ رقم أعماله عام 2002 7،6 مليار يورو وهو مبلغ يفوق الناتج المحلي الاجمالي لدول مثل الباراغواي وبوليفيا وانغولا او السنغال...
رفع هذا النجاح المنقطع النظير صاحب المجموعة السيد تانزي الى مصاف الوجوه الكبار في النخبة الايطالية وأصبح عضوا في قيادة غرفة الصناعة الايطالية وبات سهم بارمالات من أكثر الاسهم مدعاة للثقة في بورصة ميلانو.
حتى يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2003 عندما ابدى مراقبو الحسابات شكوكهم حول استثمار من 500 مليون دولار مسحوب على صندوق "ابيكوروم" ومركزه جزر كايمان. سارعت وكالة "ستاندرد وبورز" الى خفض قيمة اسهم بارمالات التي بدأت بالتراجع. في الوقت نفسه طلبت لجنة عمليات سوق الاسهم ايضاحات حول الطريقة التي تنوي من خلالها المجموعة سداد ديونها المستحقة نهاية العام 2003. استبد القلق بالدائنين وحملة الاسهم. وفي سبيل التطمين، أعلنت بارمالات وجود ارباح بقيمة 3،95 مليار يورو مودعة في "بنك اوف أميركا" في جزر كايمان وقدمت وثيقة صادرة عن المصرف الاميركي تؤكد حقيقة هذه الموجودات والسيولة المقابلة لها. خاطرت الادارة بتطمين الجميع وارتفاع السهم واستئناف العمل او باستمرار الشكوك ومعاناة الانهيار.
في تلك اللحظة الحاسمة وبينما اعتقدت المجموعة انها نجت بنفسها، تلقت الضربة القاسمة عندما أكد "بنك اوف أميركا" يوم 19 كانون الاول/ديسمبر، ان الوثيقة التي ابرزتها بارمالات لاثبات وجود 3،95 مليار يورو... مزورة! وبطريقة الهواة. انهار سعر الاسهم ولم تعد توازي شيئا تقريبا خلال ايام. هكذا تعرض 115 الفاً من المستثمرين والموفرين الصغار للخداع وبعضهم للافلاس. بدأت الفضيحة. وسرعان ما تبين ان ديون بارمالات تبلغ 11 مليار يورو! وانه تم اخفاء الامر عمدا منذ سنوات بواسطة نظام للتزوير في المحاسبة والموازنات الزائفة والوثائق المزورة والارباح الوهمية واهرامات من الشركات خارج الحدود المتداخلة بحيث يستحيل متابعة أثر الاموال وتدقيق الحسابات. كان يستحيل كشف الاحتيال الى درجة ان "بنك المانيا" اشترى، عشية الفضيحة، 5،1 في المئة من رأسمال بارمالات بينما كان المستشارون الماليون يوصون بقوة بشراء اسهم المجموعة... وقد اتهمت بالتواطؤ مكاتب معروفة للمحاسبة مثل "غرانت تورنتون" و"ديلويت اند توتش" اضافة الى مصارف كبيرة مثل "سيتيغروب". كما تبرهن مرة جديدة ما يمكن ان تتسبب به الجنات الضرائبية من سوء(2). اتخذت المسألة بعدا عالميا.
بعد افلاس "انرون" أكد دعاة العولمة الليبيرالية ان عهد ارباب العمل الاوغاد والشركات المارقة قد ولى. وان القضية كانت في نهاية المطاف مفيدة بما انها سمحت للنظام بتصحيح ادائه. ها هي فضيحة بارملات تبين ان هذا الطرح ليس دقيقا.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] نتيجة للتلاعب بالحسابات ادى افلاس "انرون" الى صرف 5600 شخص وتبخر 68 مليار دولار من الرسملة.
كثير منا سمع عن الفضائح المالية التي حدثت لشركات عالمية كان يشار اليها بالبنان مثل شركة
1- ورلدكوم
2- انرون
3- بارملات
فالذي حدث ان اكتشفت حقيقة تلك الشركات المخادعة بعد فوات الأوان
وهنا احدى قصص الغش والخداع التي اصابت مالكي الاسهم
ونأخذ نموذج شركة بارملات
لقد سميت أكبر فضيحة مالية في اوروبا منذ العام 1945 بموجات ارتدادية شبيهة من حيث كارثيتها بما تسبب به في كانون الاول/ديسمبر 2001 افلاس شركة "انرون"العاملة في مجال الطاقة(1).
مقال منقول
فضيحة "بارمالات"
انياسيو رامونه
كانت شركة بارمالات نموذجا لنجاح تحقق من اندفاعة العولمة الليبيرالية. من معمل عائلي صغير لتوزيع الحليب المعقم في ضواحي مدينة بارما الايطالية في الستينات، توسعت بفضل دراية مؤسسها السيد كاليستو تانزي والدعم السخي من الاتحاد الاوروبي. ابتداء من العام 1974، تعولمت بارمالات لتفتح لها فروعا في البرازيل ومن ثم في فنزويلا والاكوادور. ضاعفت من عدد فروعها ومن تأسيس الشركات الواجهات في مناطق تؤمن التسهيلات الضرائبية (جزيرة مان، هولندا، لوكسمبورغ، النمسا، مالطا) ومن ثم في الجنات الضرائبية (جزر كايمان، الجزر العذراء البريطانية، الانتيل الهولندية). دخلت البورصة في العام 1990 لتؤكد حضورها كسابع مجموعة خاصة ايطالية وكالاولى عالميا في سوق الحليب المجفف. كان هذا العملاق يستخدم 37 الف أجير في أكثر من 30 بلدا وبلغ رقم أعماله عام 2002 7،6 مليار يورو وهو مبلغ يفوق الناتج المحلي الاجمالي لدول مثل الباراغواي وبوليفيا وانغولا او السنغال...
رفع هذا النجاح المنقطع النظير صاحب المجموعة السيد تانزي الى مصاف الوجوه الكبار في النخبة الايطالية وأصبح عضوا في قيادة غرفة الصناعة الايطالية وبات سهم بارمالات من أكثر الاسهم مدعاة للثقة في بورصة ميلانو.
حتى يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2003 عندما ابدى مراقبو الحسابات شكوكهم حول استثمار من 500 مليون دولار مسحوب على صندوق "ابيكوروم" ومركزه جزر كايمان. سارعت وكالة "ستاندرد وبورز" الى خفض قيمة اسهم بارمالات التي بدأت بالتراجع. في الوقت نفسه طلبت لجنة عمليات سوق الاسهم ايضاحات حول الطريقة التي تنوي من خلالها المجموعة سداد ديونها المستحقة نهاية العام 2003. استبد القلق بالدائنين وحملة الاسهم. وفي سبيل التطمين، أعلنت بارمالات وجود ارباح بقيمة 3،95 مليار يورو مودعة في "بنك اوف أميركا" في جزر كايمان وقدمت وثيقة صادرة عن المصرف الاميركي تؤكد حقيقة هذه الموجودات والسيولة المقابلة لها. خاطرت الادارة بتطمين الجميع وارتفاع السهم واستئناف العمل او باستمرار الشكوك ومعاناة الانهيار.
في تلك اللحظة الحاسمة وبينما اعتقدت المجموعة انها نجت بنفسها، تلقت الضربة القاسمة عندما أكد "بنك اوف أميركا" يوم 19 كانون الاول/ديسمبر، ان الوثيقة التي ابرزتها بارمالات لاثبات وجود 3،95 مليار يورو... مزورة! وبطريقة الهواة. انهار سعر الاسهم ولم تعد توازي شيئا تقريبا خلال ايام. هكذا تعرض 115 الفاً من المستثمرين والموفرين الصغار للخداع وبعضهم للافلاس. بدأت الفضيحة. وسرعان ما تبين ان ديون بارمالات تبلغ 11 مليار يورو! وانه تم اخفاء الامر عمدا منذ سنوات بواسطة نظام للتزوير في المحاسبة والموازنات الزائفة والوثائق المزورة والارباح الوهمية واهرامات من الشركات خارج الحدود المتداخلة بحيث يستحيل متابعة أثر الاموال وتدقيق الحسابات. كان يستحيل كشف الاحتيال الى درجة ان "بنك المانيا" اشترى، عشية الفضيحة، 5،1 في المئة من رأسمال بارمالات بينما كان المستشارون الماليون يوصون بقوة بشراء اسهم المجموعة... وقد اتهمت بالتواطؤ مكاتب معروفة للمحاسبة مثل "غرانت تورنتون" و"ديلويت اند توتش" اضافة الى مصارف كبيرة مثل "سيتيغروب". كما تبرهن مرة جديدة ما يمكن ان تتسبب به الجنات الضرائبية من سوء(2). اتخذت المسألة بعدا عالميا.
بعد افلاس "انرون" أكد دعاة العولمة الليبيرالية ان عهد ارباب العمل الاوغاد والشركات المارقة قد ولى. وان القضية كانت في نهاية المطاف مفيدة بما انها سمحت للنظام بتصحيح ادائه. ها هي فضيحة بارملات تبين ان هذا الطرح ليس دقيقا.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] نتيجة للتلاعب بالحسابات ادى افلاس "انرون" الى صرف 5600 شخص وتبخر 68 مليار دولار من الرسملة.