السوق دون راع والله يستر

بن تركي

عضو نشط
التسجيل
25 يونيو 2005
المشاركات
779
السوق دون راع.. والله يستر
بدر الشيخ امتناع هيئة الاستثمار عن القيام بدورها في مثل الظروف الحالية عمل غير منطقي فأين صناديقها التي تقول بأنها صناديق صانعة للسوق وحامية له ولن تتركه عرضة لاهواء المضاربين.
الظروف كلها في صالح السوق من ارتفاع البترول الى تنامي ميزانية الدولة الى ترقب قيام مشاريع عملاقة الى ارباح مثالية للشركات المدرجة فلماذا يتراجع بهذه الصورة المتواصلة دون اسباب حقيقية لمثل هذا التراجع والهيئة بصناديقها تتفرج وكأن الشيء لا يعنيها، نعم لقد قلنا مرارا وتكرارا بأن هناك دورا على الهيئة يجب ان تقوم به وسمعنا ردها مرارا وتكرارا بأنها لا تتدخل في السوق وتتركه لمعالجة اوضاعه بنفسه.. ولكن ذلك منطقي عندما تكون الحالة طبيعية اما عندما يكون هناك تعمد في ترك السوق يسقط والصناديق تتفرج فهذا يستوجب وقفة فالصناديق تستثمر في جزء كبير من رأس مالها من قوت الناس لأن اموال الهيئة ومساهماتها فيها اولا واخيرا مال عام ويجب ألا تكون سبب في خسارة تلك الاموال حتى وان كان المنطق يقول انه في النهاية سوف تعود الاموال وسوف يعود السوق الى اساسه والصناديق لها القدرة على الانتظار وتحقيق الربع ولكن يبقى ألا يكون الربح من المناورات المتبعة في تكسير عظام الصغار وطحنها وبيد من... بيد الصناديق ذراع الهيئة الاستثماري.
كل صغار المتداولين في الاسواق الخليجية مبتسمون وفرحون لأن ارباحهم تزداد ولكن العكس صحيح في سوقنا فما يلبث الصغير ان يبتسم حتى يقول له الكبار كفاية وعليك العودة لوضعك الحقيقي مع البكاء والخسارة ثم يرددون عليه المقولة السامية هذا سوق وعليك ادراك الخسارة قبل الربح، نعم السوق مربح وخسارة ولكن لماذا يربح الكبير على الدوام ويخسر الصغير على الغالب، لماذا يكون مستوى ربح السوق على سبيل المثال 20% بينما يكون ربح الصناديق اكثر من 50% ألا يجب ان يتناسق ربح الصناديق مع مستوى ربح السوق، أم عسى ان نكون مخطئين.
مرة ثانية مقولة «ترك السوق يعالج نفسه» يطرب لها الكثير من المضاربين المهيمنين على السوق لأنهم يديرون كفته كما يريدون ومتى يحلو لهم ولذلك نراهم يدعمون هذه المقولة ويثنون عليها في الصحف والمجلات ومنهم من ينزهه ويجله الناس ويضعهم في ارفع الرتب والمنازل ولكنهم مع الاسف لا ينشدون من دعمهم تلك المقولة الا الاستمرار في التحكم بمصير العباد من المتداولين وفوق هذا الكل يصفق لهم ويفتح لهم صفحات الجرائد لتحليلاتهم الاسبوعية.
 
أعلى