المضاربجي قال:
وهل هذه المنحه من اموال الشعب
ام منه شخصيا
روى مسلم رضي الله عنه في صحيحه، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته،
فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة عنهم،
والعبد راع على مال سيده، وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع مسئول عن رعيته))
صحيح مسلم
شرح:
والراعي هو الحافظ المؤتمن، الملتزم بصلاح ما أؤتمن على حفظه. فهو مطالب بالعدل فيه، والقيام بمصالحه. وقوله عليه السلام: كلكم راع. فيه من التعميم ما يندرج تحته كل فرد في المجتمع حتى المنفرد الذي لا زوج له ولا ولد ولا خادم، فإنه يصدق عليه أنه راع على جوارحه وحواسه حتى يعمل المأمورات الشرعية، ويجتنب المنهيات، فعلا ونطقاً واعتقاداً، فجوارحه وحواسه رعيته، وهو مسئول عنها. أما قوله عليه السلام ((وكلكم مسئول عن رعيته)) فالمراد به، أن كون الإنسان راعياً ليس بتشريف له، وإنما هو تكليف عليه أن يؤدي حقه، وينهض بتبعاته ولا يخفى ما في قوله عليه السلام ((كلكم مسئول عن رعيته)) من تحذير صريح لمن يغفل عن واجبه، ويظن أنه مطلق اليد فيما ولى عليه)).
هذه المسئولية تتسع وتضيق تبعاً للدائرة التي يمارس الراعي مسئوليته داخلها، ولهذا انتقل الحديث من الإجمالي إلى التفصيل يقول عليه السلام: (( فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته))
إن أوسع دوائر المسئولية هي الدائرة التي يحتلها الحاكم، لأن مسئوليته تمتد إلى كل ما فيه صلاح الأمة، فعليه حفظ الشريعة بإقامة الحدود والعدل في الحكم، ورسم السياسات العامة، ومتابعة تنفيذها، وبالجملة هو ربان السفينة، والمسئول الأول عن قيادتها وتوجيهها إلى الطريق الآمنة، التي تحفظ سلامتها وأمنها. ومن هنا كان الإمام العادل يوم القيامة، أول من يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، وفي المقابل، ((فما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم، إلا حرم الله عليه الجنة))، كما جاء في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن اربع : عن عمره فيما افناه , و عن علمه ما فعل به,
و عن ماله من اين اكتسبه و فيما انفقه , و عن جسمه فيما ابلاه "