قد يكون من قبح المنظر أن ترى عجوزاً قد أكل الدهر على وجهها وشرب تلبس لباس الصبايا وتتجمل تجمل الزوجة الحسناء لزوجها... فهذه الشمطاء قد تركها الخاطبون لقبحها وتركها الأزواج لكبرها و هرمها ، وهي تتجمل كل يوم لعل و عسى أن يقع في شباكها مفتون أو قليل خبرة أو من نتطلي عليه الخدعة... ولكن سرعان ما يكتشف حقيقة العجوز ومدى قبحها و حقارتها وقلة وفائها ودناءة نفسها وأنانيتها مغترة بجمالها المزعوم، هل هذا الكلام ينطبق على سوقنا؟ أشك أنه لا يختلف عنه كثيراً تشدقنا كما تشدقت العجوز بجمالها ، وبقوة سوقنا حتى أصبحنا في مؤخرة الركب دون سبب مقنع... قروض ربوية طائلة وأسر أصبحت عرضة للتفكك و التشتت وأمراض مزمنة وأحلام بالنهار وكوابيس بالليل شيب بدأ قبل أوانه شكاوى وإفلاس محاكم ملئ مخافر و مباحث تسعى وسجون تفيض ........................ وكثير وأكثر لكن دون أن نعرف من المستفيد ؟ ومتى نستفيد ؟ وغيرها أمور حتى أصبحنا نربط أنفسنا بسوق كذا وأسعار كذا للتسلية و ليس للحقيقة... و الحقيقة أننا لا نعرف متى ينتهى نفق النزيف ؟[/COLOR]