هل بدأ الدولار الأمريكي بالسقوط ؟

المهذب جداً

عضو مميز
التسجيل
28 مارس 2004
المشاركات
3,017
الإقامة
مانشستر يونايتد
.



عندما تفقد العملة ثقة مواطنيها يصبح سقوطها حادا كما حدث للدولار الزيمبابوي حيث كان يساوي دولاراً أمريكيا في عام 1982 والآن اصبح الدولار الأمريكي يساوي 000.200 دولار زيمبابوي.

الدولار الامريكي لم يقترب بعد من هذه الحالة ولكن من الواضح ان الادارة الامريكية ليس لها خطة ولا رغبة في اصلاح العجز التجاري الامريكي وبالتالي فاننا نجد اعدادا متزايدة في البنوك المركزية تتجه الى اليورو كعملة احتياطية مبتعدة عن الدولار.

ليس من السهل قياس العملة المتهاوية والسقوط يحدث في مراحل لتدهور الثقة في العملة وهو شيء يصعب قياسه مسبقا.

انه تطور عاطفي يحدث في شكل تشنجات عندما تدمر احداث معينة الثقة شيئا فشيئا وفي مثل هذا الجو فان التآكل المنتظم للثقة في العملة يؤدي الى تأثير يمكن ان نسميه عملية الهضبة والجرف وبينما تتآكل الثقة فان العملة تبدو مستقرة نسبيا، بعد ذلك تقع حادثة معينة تسبب انهيارا وتنحدر العملة فجأة مثل السقوط من جرف الى أن تجد قاعا قصير الامد وتحافظ على ذلك المستوى لمدة كما لو كانت تستقر على هضبة ثم تكرر العملية نفسها، بعد ذلك يتسارع التدهور بحيث يحدث السقوط من الجرف الى الهضبة المستقرة التالية بسرعة اكبر.

السقوط النهائي يحدث عندما تفقد العملة مصداقيتها كلية ولا يستخدمها إلا الذين ليس لديهم خيار آخر ومن الخيارات الممكنة في هذه الحالة تغيير العملة الى عملة أخرى يستند اصدارها الى اصول ثابتة مثل الارض وتكون مقصورة على علاقة ثابتة بتلك الاصول الى أن يتم استعادة الثقة عن طريق اقتصاد معافي وميزان مدفوعات متوازن، وهذا يوفر الاساس للثقة في العملة، ولكن اذا كان الدولار الامريكي متجها الى الانهيار وهو اصل احتياطي عالمي فلا شيء في الولايات المتحدة- مثل الارض- او اي من الاصول الثابتة سيكون كافيا، الاصول يجب ان تكون في متناول الدائنين خارج الولايات المتحدة الذين يكونون على استعداد لقبول تلك الاصول في حالة عجز الولايات المتحدة عن الوفاء، استخدام الدولار الامريكي داخليا وخارجيا يجلب هذه المشاكل بحيث يكون الدولار في الحالات المتطرفة النهائية غير مناسب لعملية احتياطية عالمية.

ولكي يؤدي السوق الى تآكل الثقة في الدولار فان هذا يحتاج الى وقت ولكننا نعتقد ان ذلك سيحدث.

اذا نظرنا الى الخلف قبل سنتين فسنجد الدولار سائدا بعد ذلك جاءت التحذيرات ضد الدولار مع نمو العجز التجاري، الآن يبدو ان هناك انكسارا حيث بدأت بعض البنوك المركزية في التحول الى اليورو وهجر الدولار وقد حدث هذا في ثلاث مراحل محددة.

المرحلة التالية هي سقوط الدولار بعنف مقابل اليورو والعملات المرتبطة به بعد ذلك سيأتي الدفاع عن الدولار الى أن يؤدي ثقل ضغط الشراء إلى انهاك الدولار مقابل العملات الاخرى «يرجى ملاحظة ان الولايات المتحدة لديها القليل من العملات الاجنبية التي تستطيع بها الدفاع عن الدولار». ولكن مجلس الاحتياطي الاتحادي وضع تدابير تسمح له بالتدخل في البورصات العالمية.

هذا قد يؤجل السقوط لزمن معين ولكن التاريخ يوضح انه عندما يدافع البنك المركزي عن سعر العملة في السوق فانه يستسلم مرارا ويضطر إلى تخفيض قيمة العملة واذا لم يكن ذلك كافيا فانه يضطر الى الدفاع مرة بعد مرة، وليس لدى شك في ان البنوك المركزية سوف تستخدم هذا الدفاع لاعادة الدولار الى الولايات المتحدة.

وفي مرحلة ما فانه سيتعين على الولايات المتحدة فرض ضوابط لمنع رأس المال الاجنبي من مغادرة الولايات المتحدة ورفض الدولارات العائدة من الخارج، وعندما يحدث هذا فان الكثير من العملات سوف تواجه نفس المصاعب بينما تصبح احتياطياتها مشبوهة ايضا ولا تستطيع الدفاع عن عجوزات موازين مدفوعاتها.

وعند هذه النقطة فانه لكي يعمل الاقتصاد العالمي بصورة صحيحة فلابد من استحداث عملة عالمية جديدة وان توفر بكمية كافية لكي تستعيد الثقة العالمية ونحن لا نتصور حدوث ذلك بدون اللجوء إلى الذهب بدرجة ما.

اثناء هذه العملية ستكون الثقة في العملة عامل قياس وهي عنصر غامض وغير مستقر في حد ذاته القوة سوف تحدد كيفية سقوط الدولار وبالطبع اذا استطاعت الولايات المتحدة ان تظهر ذلك في عملية موازنة ميزان المدفوعات فان الطلب على الدولار قد يتغلب على العرض ولكن هذا الفعل سيعني ركودا كبيرا في الولايات المتحدة مما يشكل كابوسا داخليا وركودا عالميا.

ومن المحتمل ان تقوم الادارة الامريكية بعزل الولايات المتحدة من بقية العالم بفرض قيود صارمة على تحويل العملة وهو ما يخلق ازدهارا داخليا في وقت يقصر أو يطول.

ديفيد كلارك
.
 

بورش

عضو مميز
التسجيل
25 سبتمبر 2005
المشاركات
3,660
الإقامة
دار بالبورصة
المهذب شلونك؟
عساك بخير
ولهنا على توصياتك ( يعني واحد بقولك ولهنا عليك بس بلغة البورصة )
 
أعلى