مخلط ورقص شرقي!!
قبل التعليق على "التشكيلة" الوزارية أو "المخلط الحكومي" لابد من توجيه رسالة واضحة إلى الحركة الدستورية بشأن موقفهم من انتخابات رئاسة مجلس الأمة. لقد أخرت الحركة الدستورية إعلان موقفها ليس بهدف "التروي" ولا "دراسة الموقف" بل بهدف معرفة أعضاء الحكومة ثم إجراء "حسبة" لمعرفة ما إذا كانت الحكومة ستصوت لجاسم الخرافي ككتلة واحدة, سواء 15 صوت أو 16 وإضافة الأصوات المضمونة لجاسم الخرافي من النواب والاطمئنان إلى حصوله على الأكثرية المطلوبة دون أصوات الحركة الدستورية, لتقوم الحركة بعد ذلك بعمل "حركة مسرحية" تصوت فيها لأحمد السعدون بعد "ضمان" خسارته و"ضمان" نجاح الخرافي. هذه هي خطة الحركة الدستورية التي لبست "البرتقالي", والتي, ربما لو تطلب الأمر "ترقص" على إيقاع شرقي بعد أن تلبس بدلة الرقص!! إن الحركة الدستورية, لو أرادت المساهمة في إسقاط جاسم الخرافي أو إنجاح أحمد السعدون, لفعلت ولتحقق هذا الهدف, لكنها في الواقع تتمنى سقوط السعدون ونجاح الخرافي دون أن ينسب لها أي أمر من الأثنين.
أما عن الحكومة, فكما قلت هي اقرب إلى "المخلط" فيه "كازو وحب شمسي وحب أبيض مالح وسبال ونخي أصفر وشوية عنجكك ملحه قليل" فليس فيها معنى سياسي على الإطلاق, ولا توحي بأنها حكومة ذات برنامج جاد في تحقيق التنمية أو الإصلاح, وهي أيضا, ككل الحكومات السابقة, حكومة مؤقتة. واعتقد أن الإضافة الوحيدة إلى الحكومة هي الشيخ صباح الخالد الذي يعتبر من خيرة شباب الأسرة (ليس لأنه شقيق الشيخ محمد الخالد) لكنني لا أتصور أنه سيتمكن من تقديم إضافة نوعية لمجلس الوزراء, فهو محكوم "بالجو العام" السائد بين أوساط الأسرة الحاكمة.
ولعل ما يلفت النظر في موضوع تشكيل الحكومة هو كثرة الاعتذارات عن الانضمام إليها, وعلى الأسرة الحاكمة أن تبحث عن الأسباب الحقيقية لتلك الاعتذارات وهي برأيي لا تكمن في تركيبة مجلس الأمة وإنما نتيجة للخلل في أسلوب أداء مجلس الوزراء الذي لا يملك صلاحيات حقيقية ولن يكون الوزير فيه وزيرا حقيقيا, فرئيس الوزراء نفسه ليس لديه قرار نهائي ولابد أن "يشاور" في كل صغيرة وكبيرة, فكيف بالله عليكم تعثرون على "ناس فيها خير"! ولابد هنا أن أحيي من اعتذر عن المشاركة في الوزارة خاصة من اعتذر بسبب دخوله برنامج المديونيات الصعبة, فهذا الاعتذار يجسد حقيقة معنى الالتزام بروح الدستور والانسجام مع المبادئ. فله ألف تحية على موقفه الرائع.
لا يخفى أن الوزارة تم تشكيلها لمصلحة جاسم الخرافي, أو هي وزارة قصد بها دعم رئاسة الخرافي, فقد كان هناك أشخاص أفضل بكثير ممن تم توزيرهم لكنهم كانوا يميلون إلى التصويت لصالح أحمد السعدون في الرئاسة فتم استبعادهم. وعلى ذلك نستطيع القول أن الأسرة الحاكمة تشكل الحكومات حسبما يتفق مع مصلحة الخرافي الذي يستحق فعلا الآن أن يمنح رسميا لقب "سمو" وأن تعدل القوانين كي يكون صاحب "ذات مصانة"!!
ختاما ليس هناك ما "يسوى" أن يقال عن الحكومة الجديدة, فأبرز ما فيها هو إخراج أحمد الفهد وشرار!!
10/7/2006
http://meezan.aljasem.org/
!!
