إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
لا أذكر اسم مدرس اللغة العربية الذي كتب ذات يوم بيتا من الشعر لا يزال راسخا في ذهني رسوخ الجبال رغم عوامل
التعرية و رغم مرور السنين ، نسيت فيها اسم ذلك المدرس لكني لم أنس هذا البيت :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
لست بصـدد شـرح معنى هذا البيت لوضوحه الشديد ، فالشمس في كبد السماء لا تحتاج إلى دليل كما يقال ، ولست
أدري كيف ارتبط هذا البيت باسم أمير الشـعراء( أحمد شوقي ) فكلما كُتِب حول الأخلاق موضوعا يتم الاستشهاد بهذا
البيت سواء في الدوريات المختلفة أو موضوعات التعبير والإنشاء المدرسية دون زيادة أو نقصان و يتم التأكيد
في ذات الوقت على أن ( شوقي ) هو قائل هذه الحكمة ..
فهل الأمر كذلك ؟
وهل يجب أن نأخذ الموضوعات بتسليم تام وخضوع مطلق من دون أي بحث أواستقصاء ؟
هل فعلا قال ( أحمد شوقي ) هذا البيت أم أنه منه براء ؟
هل هذا البيت أصيل أم منحول .. ؟
بعد البحث والتقصي إليكم هذه الحقيقة ..
إن من يتصفح ديوان ( شوقي ) لن يعثر على أي أثر لهذا البيت بهذا النص وبهذه المفردات و إنما يجد بيتا آخرا مشابها
له في الصدر الأول و يختلف معه في العجز الأخير وإن كان بنفس المعنى المراد توصيله للمستقبِل :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن تولت مضوا في إثرها قُدُما
كيف حدث هذا التبديل والتعديل ؟
هل كان مجرد شرحا للبيت الأصلي الذي تواري في الخلفية لتحل الصورة محل الأصل ؟
ألا يغلب أحيانا اسم الشهرة على الاسم الأصلي للإنسان حتى يكاد يصبح من مبهمات الأمور وإشكالات البحث
هل يعرف أحد منكم ما هو اسم ( الأحنف بن قيس ) ذلك الذي ضرب به المثل في الحلم ؟
إن كلمة ( الأحنف ) هي مجرد صفة غلبت أسمه الأصلي ، ومن يتصفح كتب التراجم يجد أن هناك عدم اتفاق على اسم
( الأحنف ) الحقيقي ؟
ثم
من قام بهذا التعديل ؟
إلى الآن .. فإن هذه القضية مسجلة ضد ( مجهول ) .
مع خالص تحياتي
منقول للفائدة الأدبية ..