هل يستمر التداول إنتقائياً ؟ [[ بقلم : أحمد معـرفي ]]

شركة أدام

ممثل الشركه
التسجيل
8 أغسطس 2006
المشاركات
221
الإقامة
K U W A I T
المقال المنشور لا يعبر عن رأي شركة دار الاستثمار والشركات التابعة ، فهدف النشر هو للقراءة والاستزدادة في المعرفة



الموضوع: هل يستمر التداول إنتقائياً ؟؟
بقلم : أحمد معرفي

عضو الجمعية الكويتية الاقتصادية
aamarafi@yahoo.com

large_61793_3228.jpg



لا يزال مسلسل التداول الممل مستمر ، والمتعاملين أصبحوا في حيرة من أمرهم و غير قادرين على فهم إتجاه السوق ووضع تفسير لحالة الحذر والتردد في الشراء ، بل أن البعض بدأ يتساءل مالنا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً فالجميع يتحدث عن جاذبية السوق الكويتي ومكررات الربحية المنخفضة وغيرها من الأمور الإيجابية عن عن السوق أو الإقتصاد والتي يطالعنا بها المسؤلين والمتخصصين سواء في الصحف أو على القنوات الفضائية ، ومع ذلك لم يتفاعل السوق بالشكل المطلوب .

أعتقد بأن السبب وراء هذه الحاله هو الغموض الذي يلف مستقبل عدد كبير من الشركات المدرجة في السوق وبالتالي عدم قدرة اللاعبين الكبار في السوق على التنبؤ بمستقبل تلك الشركات أو حتى الرهان عليها ، فالعبرة في الإستثمار ليس بالماضي ولكن في المستقبل وإن كان أداء الشركة في الماضي جيداً فليس بالضرورة أن يعكس الماضي المستقبل فهناك تساؤلات مثل ما هي تطلعات إدارة الشركة ؟و كيف ستحقق تلك التطلعات على أرض الواقع ؟ وهي أمور مبهمة بالنسبة للسواد الأعظم من الشركات ، وهناك شركات يمكن التنبؤ بأرباحها المستقبلية ولكنها قليلة ويمكن حصرها في البنوك وشركات الإتصالات وبعض الشركات الصناعية ذات الأداء التشغيلي أما البقية كقطاع الإستثمار فمن الصعب التنبؤ بمستقبلها نظراً لتشعب مصادر دخلها وإرتباطها في سوق الأسهم ، وينطبق ذلك أيضاً على بعض الشركات في قطاعي العقار والخدمات وهذه القطاعات الثلاثة تشكل نسبه تفوق 40 بالمائة من إجمالي القيمة السوقية للسوق ككل وبالتالي إذا تم تجاهل تلك الشركات من قبل المستثمرين سيكون له وقع كبير على السوق وهذا ما نراه الآن .

والسبب الرئيسي الآخر بإعتقادنا وراء حالة السوق الحالية يتمثل في إنحسار الدور المضاربي في السوق إذ يجب أن نعترف بأهمية دور المضابين فهم من يحرك السوق وهم من يقوم بتحديد القمم فيه ، وليس المستثمرين. ويرجع السبب وراء إنحسار دورهم إلى تغير البيئة التي عادة ما ينشطون بها فغياب عنصر الأخبار الإيجابية مثلاً بل حتى الأخبار التي تخص بعض الشركات قد أستهلكت معظهما في الفترة الماضية مما يجعلها غير مؤثره ، بل حتى المراهنة على التوزيعات أصبحت صعبة إذ لا تزال ذكرى التوزيعات في العام الماضي عالقة بالأذهان فقد رأينا توسع في توزيعات أسهم المنحة والزيادات في رؤس الأموال علماً بأن وضع السوق في العام 2005 كان جيدا فما بالك بالعام الحالي .

والأهم من ذلك فإن أي محاولة لدخول المضاربين يواجه بموجة بيع من قبل الأفراد أو حتى الملاك الإستراتيجيين في محاولة منهم لأستغلال الفرصة والهروب أو لتوفير المزيد من السيولة .

وللخروج من هذا الوضع يتوجب على الشركات عقد ندوات للشفافية يتم فيها دعوة المعنيين سواء مدراء المحافظ والصناديق أو المحللين لشرح وإعطاء تفاصيل أكبر عن إنجازاتهم ومشاريعهم المستقبلية.

وما لم يلمس المتعاملون تغيراً جوهرياً وإيجابياً بحيث يغير من قناعتهم في السوق والشركات سيصبح التوجه العام في مجمله نحو تحقيق الربح السريع والبيع دون إنتظار ويكون شعارهم بذلك " من خاف سلم "
 
أعلى