ريفالدو
موقوف
- التسجيل
- 26 أغسطس 2003
- المشاركات
- 698
كتاب جديد يصف بوش بالرئيس المناهض للعلم
التاريخ: الثلاثاء 07 شباط/فبراير 2006
الموضوع: اوروبا ، اسيا ، افريقبا وأمريكا ...
تقرير واشنطن- يحيى عبد المبدي محمد
يفرد الكاتب الفصل الأول من كتابه الذي جاء بعنوان "أين بدأت الحرب؟" لتتبع ظاهرة عداء وحرب زعماء الحزب الجمهوري على البحوث العلمية منذ الستينات وفي عهد إدارة الرئيس نيكسون ثم إدارة الرئيس ريغان في الثمانينات وامتد هذا العداء في عهد كل من بوش الأب وبوش الإبن.
تقرير واشنطن- يحيى عبد المبدي محمد اسم الكتاب: The Republican War On Science
حرب الجمهوريين على العلم
الكاتب: Chris Mooney
الناشر: Basic Books, New York
تاريخ النشر: 2005
عدد الصفحات: 264
حالة الانقسام التي يمر بها المجتمع الأمربكي في السنوات الأخيرة بين الاتجاه المحافظ والتيار الليبرالي ومحاولات المحافظين تقديم نظريات وقيم جديدة وبديلة لنظريات علمية راسخة في المجتمعات الغربية، مثل محاولة الترويج لنظرية التكوين الذكيIntelligent Design في مقابل نظرية النشوء والارتقاء لدارون، وانقسام المجتمع الأمريكي إزاء هذا القضية إلى ثلاث فرق، الفريق الأول من المتدينين الذين يؤمنون بالنظرية التي فحواها أنه لابد أن يكون وراء هذا الكون البالغ التعقيد خالق وأنه لم يتطور من تلقاء ذاته.
ويحاول هذا الفريق منذ فترة أن يضغط لتدريس النظرية في المدارس العامة. وعلى النقيض يقف الفريق الثاني العلماني يرفض بأي شكل مناقشة النظرية ويعتبر أن محاولات الضغط لتدريسها يقوض أسس الدولة العلمانية في الولايات المتحدة.
أما الفريق الثالث فلا يمانع تدريس النظريتين جنبا إلى جنب دون إصدار احكاما تقيمية لصحة أو خطأ أي منهما. دفع هذا الواقع الكاتب الصحفي المتخصص في علاقة العلم بالسياسة ومراسل دورية سيدSeed في واشنطن كريس موني Chris Mooneyإلى شن هجوم شديد على توجهات الجموريين ويصف الرئيس بوش في كتابه الجديد" حرب الجمهوريين على العلم" بالرئيس المناهض للعلم The Antiscience President. وذلك في عنوان الفصل الرابع من الكتاب الذي يتناول تاريخ عداء القادة والزعماء الجمهوريين والمحافظين في الولايات المتحدة للعلم تحت مزاعم أخلاقية.
بداية الحرب
يفرد الكاتب الفصل الأول من كتابه الذي جاء بعنوان "أين بدأت الحرب؟" لتتبع ظاهرة عداء وحرب زعماء الحزب الجمهوري على البحوث العلمية منذ الستينات وفي عهد إدارة الرئيس نيكسون ثم إدارة الرئيس ريغان في الثمانينات وامتد هذا العداء في عهد كل من بوش الأب وبوش الإبن. ورغم أن الرئيس ريغان كما يقول الكاتب كان أكثر انفتاحا من غيره من الرؤساء الجمهوريين فيما يتعلق بالبحوث العلمية، إلا أنه قد فشل في الاختبار الذي تعرض له بظهور مرض نقص المناعة المكتسبة (ايدز)، حيث لم يجرؤ عن الحديث علنا عن الوباء حتى عام 1987. بل تراجع مستشاره للسياسات الداخلية غاري بوير عن دعوة لتعليم الأطفال قواعد سلامة ممارسة الجنس واستخدام الواقي الذكري. كما منعت الحكومة كافة المسئولين عن الإدلاء بأية تصريحات عن وباء الأيدز طوال الفترة الأولى من ولاية الرئيس ريغان. ومن أهم القضايا العلمية التي يشير إليها الكاتب معارضة الجمهوريين لبحوث خلايا الجذع Stem Cell، والاستنساخ، بالإضافة إلى إجراء البحوث على الأجنة والإجهاض والاحتباس الحراري.
بوش عدو الأبحاث العلمية
في صيف عام 2001 وبعد انتخابه لفترة الرئاسة الأولى وقبل أن يصبح رئيس مرحلة الحرب على حد تعبير الكاتب وجد الرئيس جورج دبليو بوش نفسه في مأزق فيما يتعلق بأبحاث خلايا الجذع التي كان قد تعهد أثناء حملته الانتخابية وامام مؤتمر القساوسة الكاثوليك بعدم تقديم أي ميزانية في حالة فوزه لتمويل أبحاث خلايا الجذع خاصة وأن بعض الجمهوريين من أمثال السيناتور أورين هاتش ممثل ولاية يوتا، قد أبدوا اعتراضا على هذه التصريح.
وهو ما دفع الرئيس إلى التوصل لحل وسط يقوم على السماح بمواصلة بحوث خلايا الجذع على الأجنة في حالة واحدة وهي عند التأكد من وفاة الجنين. ويتهم الكاتب الرئيس بوش ومعظم الساسة الجمهوريين بمحاولة تسيس العلم، ذلك في الوقت الذي لا ينفي وجود ساسة جمهوريين معتدلين في هذا السياق مثل السيناتور جون ماكين ممثل ولاية أريزونا الذي طالما عارض رؤى وقرارات إدارة بوش خاصة في مسألة الاحتباس الحراري.
ويقارن الكاتب بين عداء وحرب الجمهوريين في الولايات المتحدة على الأبحاث العلمية وبين العداء والظلم الذي تعرض له الفلكي الإيطالي الشهير غاليليو في بدايات عصر النهضة في أوربا.
بين الدين والمال
يذهب كريس موني في كتابه إلى أن فلسفة المحافظين الجمهوريين في عدائهم للعلم تقوم على قناعات وقيم اليمين المتدين من جهة والمصالح المالية والاقتصادية لأصحاب المؤسسات الصناعية الكبري التي يمكن أن تضار من نتائج ابحاث الاحتباس الحراري ومعاييرالصحة والسلامة للمنتجات من جهة أخرى. وإدارة الرئيس بوش من وجهة نظر الكاتب ولعوامل سياسية تستجيب لضغط الفريقين. ويضيف الكاتب قائلا إن الساسة المحافظين لا يقرون بعدائهم للعلم بل على العكس فإنهم يتهمون معارضيهم بالتطرف وعدم احترام قيم العلم. وقول الكاتب إن المشرعيين الجمهوريين في مجلس النواب بقيادة النائب كريس كانون ومراكز البحوث العلمية اليمينية الآخذة في الانتشار مثل مركز انابوليس للبحوث العلمية في ولاية ميرلاند تدافع عن هذه الأفكار المحافظة وتروج لها في أوساط اليمين.
وفي سياق خطورة الدور الذي يقوم به أصحاب المصالح الاقتصادية في عرقلة ومنع الأبحاث العلمية يقول الكاتب إن اصحاب شركات التبغ الكبرى وشركات مصادر الطاقة كانوا لسنوات طويلة السبب الأول في تعطيل مسيرة الابحاث العلمية حرصا على مصالحهم وأعمالهم.
التوعية الاجتماعية أهم من البحوث العلمية
من المآخذ التي يأخذها الكاتب على المتدينين في أوساط الجمهوريين أنهم يلقون باللائمة على غياب دور مؤسسات المجتمع في التوعية الاجتماعية والنصح والإرشاد بخطورة انتقال الأمراض الجنسية المعدية مثل الايدز، وانها السبب الرئيسي في انتشار المرض بدلا من الدعوة إلى اجراء المزيد من الأبحاث العلمية لمواجهة المرض، وأن الإجهاض يزيد من احتمال انتشار إصابة النساء بأمراض سرطان الثدي والأمراض العقلية...إلخ. ويضفي معظم المحافظين بعدا اخلاقيا ودينيا على قضايا العلم بشكل عام على غرار أن الوقاية أفضل من العلاج.
كيف نواجه هذا التهديد؟
التهديد الذي تمثله حرب الجمهوريين على العلم يتعدى من وجهة نظر الكاتب عرقلة مسيرة البحث العلمي والإضرار بصحة وسلامة البشر والحفاظ على البيئة، فهو يمثل أيضا خطرا على الديموقراطية الأمريكية التي تعتمد في استمرارها بشكل أساسي على الخبرات العلمية والتقنية. ففي الوقت الذي تتوقف فيه الخيارات السياسية على الكفاءة العلمية والتقنية للساسة المنتخبين فإن تجاهل البحث العلمي ومعاداته سيؤدي بالتأكيد كما يقول الكاتب غلى عواقب وخيمة على مستقبل الولايات المتحدة العلمي والسياسي.
المشكلة كما يراها المؤلف تكمن في وجود فجوة شاسعة بين العلماء وصناع السياسات في الولايات المتحدة، وذلك بسبب صعود ودور حركة المحافظين. ويرى الكاتب أن مواجهة هذا التهديد يمكن أن يتم من خلال خيارين، أولهما تحذير الجمهوريين من مشاكل المستقبل الناتجة عن تجاهل الابحاث العلمية وهذا الخيار على ما يبدو لن يجدي او يحقق فائدة. والخيار الآخر لمواجهة هذا التهديد يتمثل في الدعوة لتقوية دور الخبرة والتخصص في قرارات الحكومة وذلك عن طريق إحياء لجنة الكونغرس للأبحاث التقنية وإيجاد دور للعلم في الفرع التنفيذي للحكومة الأميركية واستحداث منصب ووظيفة مستشار علمي كمساعد للرئيس وتعزيز دور مكتب البيت الأبيض للسياسات التكنولوجية والعلمية. ويؤكد الكاتب على ضرورة أن يكون هناك طرق لحماية اللجان العلمية من الابتزاز السياسي. وهذه هي البداية الصحيحة كما يراها الكاتب، أما الخطوة الثانية فتتمثل في زيادة الاهتمام من جانب العلماء بالقوانيين الجديدة لحماية البيئة، وأن يعاد التفكير في كتابة وتغطية الصحفيين عن القضايا العلمية وأن تقوم الصحف وبقية وسائل الإعلام بتوضيح المعلومات العلمية التي ترد في النشرات العلمية والأكاديمية. فضلا عن ذلك يقول المؤلف إنه لابد أن يقوم العلماء والمهتمون بحماية البيئة بتشجيع محافظي الوسط من أمثال ارنولد شوارزنيغر جون ماكين على الوقوف بقوة وحسم ضد الجناح اليميني من الحزب الجمهوري.