سؤال:هل يجب تكسير التماثيل في الإسلام ، ولو كانت من التراث الإنساني والحضاري ؟

محب التوحيد

عضو نشط
التسجيل
9 فبراير 2005
المشاركات
1,933

سؤال:
هل يجب تكسير التماثيل في الإسلام ، ولو كانت من التراث الإنساني والحضاري ؟ ولماذا لما فتح الصحابة البلاد ورأوا فيها التماثيل لم يكسروها ؟.


الجواب:

الحمد لله

دلت الأدلة الشرعية على وجوب هدم الأصنام ، ومن ذلك :

1- ما رواه مسلم (969) عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك ‏على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ، ‏ولا قبراً مشرفا إلا سويته " .‏

2- وما رواه مسلم (832) عن عمرو بن عبسة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : وبأي شيء ‏أرسلك ؟ قال : " أرسلني بصلة الأرحام ، وكسر الأوثان ، وأن يوحد الله لا يشرك ‏به شيء ".‏

ويتأكد وجوب هدمها إذا كانت تعبد من دون الله :

3- روى البخاري (3020) ومسلم (2476) عن جرير بن عبد الله البجلي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جرير ألا تريحني من ذي الخلصة بيت لخثعم كان يدعى كعبة اليمانية قال فنفرت في خمسين ومائة فارس وكنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب يده في صدري فقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا قال فانطلقَ فحرَّقها بالنار ثم بعث جرير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يبشره يكنى أبا أرطاة منا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما جئتك حتى تركناها كأنها جمل أجرب فبرك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات ".‏

قال الحافظ ابن حجر :

وَفِي الْحَدِيث مَشْرُوعِيَّة إِزَالَة مَا يُفْتَتَن بِهِ النَّاس مِنْ بِنَاء وَغَيْره سَوَاء كَانَ إِنْسَانًا أَوْ حَيَوَانًا أَوْ جَمَادًا اهـ.

4- وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه في سرية لهدم العزى .

5- وأرسل سعد بن زيد الأشهلي رضي الله عنه في سرية لهدم مناة .

6- وأرسل عمرو بن العاص رضي الله عنه في سرية لهدم سواع . وذلك كله بعد فتح مكة .

[البداية والهاية 4/712، 776 ، 5/83 ، السيرة النبوية للدكتور علي الصلابي 2/1186 ].

قال النووي في "شرح مسلم" في كلام له على التصوير :

وَأَجْمَعُوا عَلَى مَنْع مَا كَانَ لَهُ ظِلّ , وَوُجُوب تَغْيِيره اهـ .

والذي له ظل من الصور هو الصور المجسمة كهذه التماثيل .

وأما ما يقال في ترك الصحابة رضي ‏الله عنهم للأصنام في البلاد المفتوحة ، فهذا من الظنون والأوهام ، فما كان لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوا الأصنام والأوثان ، ‏لاسيما مع كونها معبودة في ذلك الزمن .

فإن قيل : فهذه الأصنام القديمة للفراعنة ‏والفينيقيين وغيرهم ، كيف تركها الصحابة الفاتحون ؟

فالجواب : أن هذه الأصنام لا تخرج عن ثلاثة وجوه :‏

الأول : أن تكون تلك الأصنام في أماكن نائية لم يصل إليها الصحابة ، فإن فتح الصحابة ‏لمصر مثلاً لا يعني

وصولهم إلى كل أرض فيها . ‏

الثاني : أن تكون تلك الأصنام غير ظاهرة ، بل داخل منازل الفراعنة وغيرهم ، وقد كان ‏هدي النبي صلى الله عليه وسلم الإسراع عند المرور على ديار الظلمة والمعذبين ، بل جاء ‏نهيه عن دخول تلك الأماكن . ‏

ففي الصحيحين : " لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين ، أن يصيبكم مثل ‏ما أصابهم " قال ذلك صلى الله عليه وسلم عند مروره على أصحاب الحجر، في ديار ثمود ‏قوم صالح عليه السلام .‏

وفي رواية في الصحيحين أيضاً : " فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم ، أن يصيبكم ‏مثل ما أصابهم ".‏

والظن بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم إن رأوا معبداً أو منزلاً لهؤلاء أن لا ‏يدخلوه ، وأن لا يطلعوا على ما فيه .‏

وهذا مما يزيل الإشكال حول عدم تعرض الصحابة للأهرام وما فيها ، مع احتمال كون أبوابها ‏ومداخلها مطمورة بالرمال في ذلك الوقت .‏

الثالث : أن كثيراً من هذه الأصنام الظاهرة اليوم كان مغموراً مطموراً ، أو اكتشف حديثاً ، ‏أو جيء به من أماكن نائية لم يصل إليها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .‏

فقد سئل الزركلي عن الأهرام وأبي الهول ونحوها : هل رآها الصحابة الذين دخلوا مصر؟

‏فقال : كان أكثرها مغموراً بالرمال ، ولاسيما أبا الهول .

(شبه جزيرة العرب 4/1188).‏

ثم بقال لو قدر وجود تمثال ظاهر غير مطمور ، فلا بد من ثبوت أن الصحابة رأوه، وأنهم ‏كانوا قادرين على هدمه . ‏

والواقع يشهد أن بعض هذه التماثيل يعجز الصحابة رضي الله عنهم عن هدمه ، فقد ‏استغرق هدم بعض هذه التماثيل عشرين يوماً ، مع وجود الآلات والأدوات والمتفجرات والإمكانيات التي لم ‏تتوفر للصحابة قطعاً .‏

ومما يدل على ذلك ما ذكره ابن خلدون في ( المقدمة ص 383) أن الخليفة الرشيد عزم ‏على هدم إيوان كسرى ، فشرع في ذلك وجمع الأيدي ، واتخذ الفؤوس ، وحَمَّاه بالنار ، ‏وصب عليه الخل ، حتى أدركه العجز وأن الخليفة المأمون أراد أن يهدم الأهرام في مصر ‏فجمع الفعلة ولم يقدر .‏

وأما التعلل بكون هذه التماثيل من التراث الإنساني ، فهذا كلام لا يلتفت إليه ، فإن ‏اللات والعزى وهبل ومناة وغيرها من الأصنام كانت تراثاً لمن يعبدها في قريش والجزيرة .‏

وهو تراث ، لكنه تراث محرم يجب إزالته ، وإذا جاء أمر الله ورسوله فالمؤمن يبادر إلى الامتثال ولا يرد أمر الله ورسوله بمثل هذه الحجج الواهية ، قال تعالى : ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) النور / 51

ونسأل الله أن يوفق جميع المسلمين لما يحبه ويرضاه . ‏

والله أعلم .



المصدر
http://www.islamqa.com/index.php?ref=20894&ln=ara
 

kooonan2002

عضو نشط
التسجيل
8 يوليو 2004
المشاركات
319
الاسلام دين المحبة و التآلف و الحضارة.

فالمسلمين عندما دخلوا مصر و وجدوا فيها الاهرامات و ابو الهول لم يكسروها و يحطموها.

و حتى افغانستان و الهند عندما وصل اليها الاسلام لم يقم بتحطيم مالديهم من تراث تاريخي و ارث حضاري.
 

محب التوحيد

عضو نشط
التسجيل
9 فبراير 2005
المشاركات
1,933
الاسلام دين المحبة و التآلف و الحضارة.

فالمسلمين عندما دخلوا مصر و وجدوا فيها الاهرامات و ابو الهول لم يكسروها و يحطموها.

و حتى افغانستان و الهند عندما وصل اليها الاسلام لم يقم بتحطيم مالديهم من تراث تاريخي و ارث حضاري.

اتمنى منك قراءة الفتوى بأكملها واليك اقتباس لما لم تقرأ.

((فإن قيل : فهذه الأصنام القديمة للفراعنة ‏والفينيقيين وغيرهم ، كيف تركها الصحابة الفاتحون ؟

فالجواب : أن هذه الأصنام لا تخرج عن ثلاثة وجوه :‏

الأول : أن تكون تلك الأصنام في أماكن نائية لم يصل إليها الصحابة ، فإن فتح الصحابة ‏لمصر مثلاً لا يعني

وصولهم إلى كل أرض فيها . ‏

الثاني : أن تكون تلك الأصنام غير ظاهرة ، بل داخل منازل الفراعنة وغيرهم ، وقد كان ‏هدي النبي صلى الله عليه وسلم الإسراع عند المرور على ديار الظلمة والمعذبين ، بل جاء ‏نهيه عن دخول تلك الأماكن . ‏

ففي الصحيحين : " لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين ، أن يصيبكم مثل ‏ما أصابهم " قال ذلك صلى الله عليه وسلم عند مروره على أصحاب الحجر، في ديار ثمود ‏قوم صالح عليه السلام .‏

وفي رواية في الصحيحين أيضاً : " فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم ، أن يصيبكم ‏مثل ما أصابهم ".‏

والظن بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم إن رأوا معبداً أو منزلاً لهؤلاء أن لا ‏يدخلوه ، وأن لا يطلعوا على ما فيه .‏

وهذا مما يزيل الإشكال حول عدم تعرض الصحابة للأهرام وما فيها ، مع احتمال كون أبوابها ‏ومداخلها مطمورة بالرمال في ذلك الوقت .‏

الثالث : أن كثيراً من هذه الأصنام الظاهرة اليوم كان مغموراً مطموراً ، أو اكتشف حديثاً ، ‏أو جيء به من أماكن نائية لم يصل إليها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .‏

فقد سئل الزركلي عن الأهرام وأبي الهول ونحوها : هل رآها الصحابة الذين دخلوا مصر؟

‏فقال : كان أكثرها مغموراً بالرمال ، ولاسيما أبا الهول .

(شبه جزيرة العرب 4/1188).‏

ثم بقال لو قدر وجود تمثال ظاهر غير مطمور ، فلا بد من ثبوت أن الصحابة رأوه، وأنهم ‏كانوا قادرين على هدمه . ‏

والواقع يشهد أن بعض هذه التماثيل يعجز الصحابة رضي الله عنهم عن هدمه ، فقد ‏استغرق هدم بعض هذه التماثيل عشرين يوماً ، مع وجود الآلات والأدوات والمتفجرات والإمكانيات التي لم ‏تتوفر للصحابة قطعاً .‏

ومما يدل على ذلك ما ذكره ابن خلدون في ( المقدمة ص 383) أن الخليفة الرشيد عزم ‏على هدم إيوان كسرى ، فشرع في ذلك وجمع الأيدي ، واتخذ الفؤوس ، وحَمَّاه بالنار ، ‏وصب عليه الخل ، حتى أدركه العجز وأن الخليفة المأمون أراد أن يهدم الأهرام في مصر ‏فجمع الفعلة ولم يقدر .‏

وأما التعلل بكون هذه التماثيل من التراث الإنساني ، فهذا كلام لا يلتفت إليه ، فإن ‏اللات والعزى وهبل ومناة وغيرها من الأصنام كانت تراثاً لمن يعبدها في قريش والجزيرة .‏

وهو تراث ، لكنه تراث محرم يجب إزالته ، وإذا جاء أمر الله ورسوله فالمؤمن يبادر إلى الامتثال ولا يرد أمر الله ورسوله بمثل هذه الحجج الواهية ، قال تعالى : ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) النور / 51

ونسأل الله أن يوفق جميع المسلمين لما يحبه ويرضاه . ‏

والله أعلم .



المصدر
http://www.islamqa.com/index.php?ref=20894&ln=ara ))
 

kooonan2002

عضو نشط
التسجيل
8 يوليو 2004
المشاركات
319
اذا كان الصحابة رضي الله عنهم لم يشاهدو ابو الهول و الاهرامات عند دخولهم القاهرة ( و كانت تسمى الفسطاط في عصر الصحابة)،
فهذه مصيبة و تجني و تعدي كبير على الصحابة رضي الله عنهم.

نعلم اخي الكريم حبك للاسلام، و لكن الله اعطانا العقل يجب ان نفكر به قبل كل شئ.
 

محب التوحيد

عضو نشط
التسجيل
9 فبراير 2005
المشاركات
1,933
اذا كان الصحابة رضي الله عنهم لم يشاهدو ابو الهول و الاهرامات عند دخولهم القاهرة ( و كانت تسمى الفسطاط في عصر الصحابة)،
فهذه مصيبة و تجني و تعدي كبير على الصحابة رضي الله عنهم.

نعلم اخي الكريم حبك للاسلام، و لكن الله اعطانا العقل يجب ان نفكر به قبل كل شئ.

أكرر طلبي منك مرة أخري قراءة الفتوى كاملة قبل اصدار أي حكم
فيا أخي الكريم/ أرجو منكم قراءة الوجوه الثلاثة المذكورة في الفتوى.
وجزاك الله خيرا
 

white soul

عضو نشط
التسجيل
6 ديسمبر 2005
المشاركات
1,213

اخوي ما حكم من لم يعمل بهذه الفتوى؟؟

وهل يوجد نص قراني او من السنه النبويه يوصي بتكسيرر هالتماثيل؟؟

ولماذا لم يتم تهديم قرى عاد وثمود الى الان الموجوده في المملكه هل الرسول ما رآها او ما سمع عنها؟؟​
 

محب التوحيد

عضو نشط
التسجيل
9 فبراير 2005
المشاركات
1,933

اخوي ما حكم من لم يعمل بهذه الفتوى؟؟

وهل يوجد نص قراني او من السنه النبويه يوصي بتكسيرر هالتماثيل؟؟

ولماذا لم يتم تهديم قرى عاد وثمود الى الان الموجوده في المملكه هل الرسول ما رآها او ما سمع عنها؟؟​

تطالب بدليل والأدلة موجودة بالفتوى.
أطالبك أخي الكريم بقراءة الفتوى كاملة قبل الرد عليها فهو أفيد لك ولي وأكثر حفاظا على وقتك ووقتي.
فالعلم يحصل بلسان سؤول وقلب عقول
وجزاك الله خيرا
 

$$قصب سكر $$

عضو نشط
التسجيل
8 نوفمبر 2006
المشاركات
92
فتاوي

أخوي محب التوحيد كلام الرجل واضح لماذا لم يهدم الرسول صلى الله عليه واله وسلم ابوالهول والاهرامات بعد فتح مصر.

الرجاء الجواب وعدم الاستناد الى فتاوي الفضائيات المظلمه.
 

محب التوحيد

عضو نشط
التسجيل
9 فبراير 2005
المشاركات
1,933
أخوي محب التوحيد كلام الرجل واضح لماذا لم يهدم الرسول صلى الله عليه واله وسلم ابوالهول والاهرامات بعد فتح مصر.

الرجاء الجواب وعدم الاستناد الى فتاوي الفضائيات المظلمه.

بسم الله الرحمن الرحيم
وبالله وحده أستعين.
أولاً
أطلب منكم أمرين:
1- قراءاة الفتوى بكاملها والتعقل وتفهم محتواها.لأنه قيل لابن عباس بم نلت العلم ? ، قال : نلت العلم بلسان سؤول ، وقلب عقول " .
2-قراءة سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.

ثانياً:
أ-ان من لديه أدنى علم شرعي ولديه أدنى نظر في سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وفي فتوحاته وغزواته يعرف أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم تفتح في عهده بلاد مصر.

ب-قال الله جل في عليائه وتقدس في أسمائه وصفاته(وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) سورة الأنبياء



ج-أختم بفتوى لشيخ الاسلام العلامة ابن باز رحمه الله تعالى(
السؤال: ما حكم التماثيل التي توضع في المنازل للزينة فقط وليس لعبادتها؟

لا يجوز تعليق التصاوير ولا الحيوانات المحنطة في المنازل ولا في المكاتب ولا في المجالس، لعموم الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدالة على تحريم تعليق الصور وإقامة التماثيل في البيوت وغيرها.

لأن ذلك وسيلة للشرك بالله، ولأن في ذلك مضاهاة لخلق الله وتشبهاً بأعداء الله، ولما في تعليق الحيوانات المحنطة من إضاعة المال والتشبه بأعداء الله وفتح الباب لتعليق التماثيل المصورة، وقد جاءت الشريعة الإسلامية الكاملة بسد الذرائع المفضية إلى الشرك أو المعاصي.

وقد وقع الشرك في قوم نوح بأسباب تصوير خمسة من الصالحين في زمانهم ونصب صورهم في مجالسهم، كما بين الله سبحانه ذلك في كتابه المبين حيث قال سبحانه: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً * وَقَدْ أَضَلُّوا} الآية، فوجب الحذر من مشابهة هؤلاء في عملهم المنكر الذي وقع بسببه الشرك.

وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته" (خرجه مسلم في صحيحه)، وقال صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون" (متفق على صحته)، والأحاديث في ذلك كثيرة، والله ولي التوفيق.


والله أسأل أن يرد المسلمين اليه ردا جميلا
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
أعلى