هذي الاية دائما الجأ اليها و تزيل همي:
الله تعالى لم يحرم على عباده الفرح إذا كان على أمر يستحق أن يفرح الإنسان من أجله، وإن أولى ما يفرح به المسلم دينه الذي أكمله الله ورضيه له.
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ *قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) [يونس:57-58].
قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله تعالى- في تفسيره:
(يقول تعالى ممتناً على خلقه بما أنزله من القرآن العظيم على رسوله الكريم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ ) أي زاجر عن الفواحش (وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ) أي من الشبه والشكوك وهو إزالة ما فيها من رجس ودنس، (وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) أي يحصل به الهداية والرحمة من الله تعالى، وإنما ذلك للمؤمنين به المصدقين الموقنين بما فيه، كقوله تعالى (وَنُنَـزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا )، وقوله (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) الآية، وقوله تعالى (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ) أي بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا فإنه أولى ما يفرحون به (هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) أي من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة) أ.هــ