الجريء وأعجبني

navy_q8

عضو نشط
التسجيل
25 أبريل 2006
المشاركات
2,289
الإقامة
الكويت
مقالة رائعة لرئيس تحرير رائع




رئيس تحرير جريدة السياسة كتب مقالة أفتتاحية لهذا اليوم جميلة جدا وجريئة بكل ما تعنيه من كلمه فعلا يستحق ألف شكر للسيد / أحمد الجارالله.


احتشاد سني كاثوليكي للردع والمواجهة


لاتقرأ جولة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لاسبانيا وفرنسا وبولندا بمعزل عن مرجعيته السنية الطاغية المنتمية الى أرض الرسالة وموطن الحرمين الشريفين, وبمعزل عن المرجعية الكاثوليكية للدول الثلاث, حيث الكاثوليكية في التفسير المذهبي تمثل السنية المسيحية البعيدة عن البدع التي طرأت على مذاهب مسيحية اخرى كادت ان تحولها الى فرق هرطوقية لايعترف بها الفاتيكان حتى يومنا هذا.
من دون هذا الربط لن يكون هناك الا المعنى السياحي لجولة خادم الحرمين وهو معنى لايحتاج إليه ولا يتقصده.
وقد أطلق الرئيس الفرنسي جملة من المواقف على هامش الزيارة تم اشتقاقها من معاني الانتماء السني الاسلامي المسيحي, اذ اعتبر ان وجود المملكة ضروري لاحلال السلام في المنطقة, وضروري لازالة سوء الفهم والالتباسات فيما يتعلق بالحضارات وعلاقاتها بعضها ببعض... الحضارات, بهذا المسمى, لاتعني شيئا غير الاديان, والاسلام والمسيحية, بما يجمعا من سنة وكاثوليك, هما على ما يبدو عماد التصالح الحضاري, وهما ايضا في الوقت نفسه الموضوع المستهدف من اهل البدع, والمذاهب الخارجة, الذين يحاولون جاهدين هذه الايام تفتيت الوطن العراقي واللبناني والفلسطيني تمهيدا لابتلاع هذه الاوطان ومجانستها بالكيان اليهودي الصهيوني المستجد في المنطقة, والقائم على الاراضي التاريخية لفلسطين, وعلى حساب الفلسطينيين وحساب حياتهم المغتصبة.
المعركة هذه هي اصطفافاتها, وهذه هي عناوينها. وهي ذاتها المعركة التي كانت رحاها تدور بلا هوادة بين الكاثوليك في أوروبا والبروتستانت والانكلوساكسون, والتي على خلفيتها يمكن قراءة التوترات, بل والعداوات التاريخية الراسبة في النفسيات الاوروبية, الفرنسية وغيرها, وفي النفسيات الانكلوساكسونية المتوطنة في انكلترا, حيث الملكة هي رأس الكنيسة, وفي الولايات المتحدة الحديقة المذهبية الخلفية التابعة للعرش البريطاني الديني والمذهبي.
نحن في المنطقة لم تخمد بعد مطالب الثأر منذ نحو قرن ونصف, ولم يتوقف استحضار ماضي الخلافات السياسية الغائرة لتوظيفها في حاضر المسلمين وتحويلها إلى ألغام يتم بواسطتها تفكيك مستقبلهم. ولايبدو ان هذه المعركة ستتوقف, اذ نراها الآن تزداد حدة وشراسة, والعراق ولبنان وفلسطين هي النموذج, وتتطلع الى المزيد من إشعال الحرائق في أوطان عربية أخرى بالامكان تضليل أهلها بالكلمات الرنانة المفصولة تماما عن الفعل والتقرير.
في معركة تاريخية كبرى من هذا النوع, حيث أصبح التفاهم مطلبا مستحيلا, لابد للملك عبدالله بن عبدالعزيز بمرجعيته السنية الطاغية ان يعيد ترتيب الصفوف, وأن يعمل على حماية السلطة التاريخية للسنة من أصحاب الطموحات الخارجة, وأن يقيم التحالفات, ليس فقط مع الكاثوليكية الاوروبية, بل ومع تركيا السنية, الدولة الوحيدة التي اجتاح سلطانها سليم الثاني طهران عاصمة اسماعيل الصفوي, ووضع حدا لاجتهاداته الشعوبية التي تحتكر حب آل البيت, وتعلق دماءهم في رقاب العرب, وليس في رقبة الظروف السياسية التي كانت سائدة والتي كانت تتطلب بروز دولة اسلامية قوية لاينازعها احد.
خادم الحرمين بهذه المروحة العريضة من التحشيد الحضاري لقوى الاسلام السني والمسيحية السنية الكاثوليكية, يكون قد أحكم الطوق على الطموحات الخارجة والعدوانية, وفي الوقت نفسه يكون قد أعطى اصحاب هذه الطموحات فرصة لمراجعة مواقفهم وسياساتهم, وانتهاج سياسات جديدة لاترمي الى تفتيت الاوطان العربية وتفخيخ مجتمعاتها.
ان سياسة خادم الحرمين الستراتيجية قد تم استيعابها في اوروبا. وهذه السياسة تم وضعها في وقت لم يجد فيه العاهل السعودي وقتا للاستراحة بعد اعتلائه سدة العرش السعودي, فباشر العمل على الملفات الساخنة مع الاستيعاب الكلي لخلفيات اشتعال هذه الملفات, ولدوافعها التاريخية والسياسية.
مرئيات خادم الحرمين الآن وضعته على رأس هرم تاريخي مفعم بالمعاني والدلالات تتكون أضلاعه من السلطات التاريخية للسنة على مدى التاريخ الاسلامي, والسلطات التاريخية للكاثوليكية, اي للسنية المسيحية, وما يندرج تحت هذه السلطات من جحافل مؤمنة, ودول قوية لاينازعها أحد من الاقليات في هذا العالم, لا الاقلية اليهودية, ولا الانكلوساكسونية, ولا الفرق الضالة المفتونة الآن بجنونها ونزوعها نحو الانتحار السخيف.





أحمد الجارالله
 

yoyo1983

عضو نشط
التسجيل
22 أبريل 2007
المشاركات
22,665
الإقامة
DaMBy
شكرا
 

navy_q8

عضو نشط
التسجيل
25 أبريل 2006
المشاركات
2,289
الإقامة
الكويت
أعلى