السراي
عضو نشط
- التسجيل
- 27 مايو 2007
- المشاركات
- 379
منقول من موقع الامه دوت اورغ للعضو aadm .
http://www.alommah.org/forum/showthread.php?t=7814
الاستجواب المقدم من النائب الدكتور ضيف الله بورمية الى السيد وزير المالية بصفته
نص الاستجواب
من منطلق الأمانة التي فرضها الله سبحانه وتعالى علينا وطالبنا أن نحافظ عليها، وبعدما تأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن وزير المالية تقاعس عن أداء مهامه التي ألزمه بها الدستور وحنث بقسمه الذي أقسمه أمام صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه وأمام مجلس الأمة بأن يحترم الدستور وقوانين الدولة ويذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله ويؤدي أعماله بالأمانة والصدق.
فأي احترام لقوانين الدولة وهو يرفض تطبيقها على بعض المتنفذين وبعض البنوك التجارية والشركات الاستثمارية وأي ذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وقد ترك لبعض البنوك وشركات الاستثمار الاستيلاء على أموال المواطنين بالباطل بل وساعدهم على ذلك من خلال تشريعات يصدرها لصالح تلك البنوك والشركات لامتصاص أموال ومدخرات المواطنين بل وصل الأمر بوزير المالية على أن قام بالغاء بعض التشريعات القديمة التي تحمي هؤلاء المواطنين من جشع هذه الشركات والبنوك ويستبدلها بأخرى فيها من الجور والظلم الشيء الكثير من أجل ارضاء بعض المتنفذين.
لقد أصبح وزير المالية حاميا لحمى بعض المتنفذين وأصحاب الأموال والشركات الاستثمارية والبنوك التجارية ولم يلتفت الى المواطن محدود الدخل الذي أصابه الضرر الكبير ووقع عليه الظلم الجائر بسبب محاباة الوزير للبنوك والشركات التجارية على حساب هذا المواطن الذي لا يملك الا أن يرفع يديه لله سبحانه وتعالى بالدعاء.
ثم أين كان الوزير عندما قام برفع أسعار الفائدة عدة مرات على القروض الاستهلاكية المقسطة والتي حصل عليها المواطنون لأمور استهلاكية كشراء المنزل او ترميمه والتي أخذت بضمان رواتب هؤلاء المواطنين الذين لا يملكون غير تلك الرواتب. ألم يفكر الوزير الذي أقسم أن يذود عن مصالح المواطنين وأموالهم ان رفع أسعار الفائدة سيؤدي الى ارتفاع الفوائد على قروضهم التي حصلوا عليها منذ مدة وسيؤدي ذلك الى زيادة قيمة الأقساط الشهرية عليهم لتبتلع ما تبقى من رواتبهم؟ ألا يعلم وزير المالية أن هؤلاء المواطنين الذين حصلوا على تلك القروض ليس لهم مصدر مالي آخر غير تلك الرواتب التي قدمها الوزير على طبق من ذهب لارضاء البنوك والشركات الاستثمارية وأن هؤلاء المواطنين سيتضررون من رفع أسعار الفائدة على قروضهم؟، سيحاول الوزير أن يتملص من هذه المسؤولية وتحت ذريعة أن رفع أسعار الفائدة تحكمه قوانين البنك المركزي والظروف الدولية وربط الدينار الكويتي بالدولار الأمريكي، وسنقول له أن لديك في البنك المركزي من القوانين التي تستطيع من خلالها ان تضع أكثر من سعر للفائدة أحدها للأمور التجارية وآخر للأمور الاستهلاكية المقسطة حتى تمنع الضرر عن المواطنين من رفع سعر الفائدة وتحمي أموالهم وتذود عن مصالحهم كما أقسمت ولكنك أبيت الا أن تقدم المواطنين قربانا للبنوك والشركات الاستثمارية وذلك لذبحهم من الوريد الى الوريد ومص أموالهم ومدخراتهم تحت حماية التعاميم والقرارات التي أصدرتها من خلال البنك المركزي.
لقد تجاهل وزير المالية وبشكل متعمد قانون التجارة الكويتي وخاصة المادة 115 منه والتي تنص على «لا يجوز تقاضي فوائد على متجمد الفوائد ولا يجوز في أية حال أن يكون مجموع الفوائد التي يتقاضاها الدائن أكثر من رأس المال».
هذه المادة التي أوجدها المشرع لحماية المواطنين من جشع بعض البنوك والشركات التجارية والاستثمارية والتي ليس لها هم الا زيادة أرباحها السنوية حتى لو كانت على حساب حياة المواطنين وأسرهم. والتي يملك وزير المالية السلطة الرقابية عليها من خلال البنك المركزي الذي يفترض منه أن يشرع لهذه البنوك والشركات التجارية القرارات المنظمة للاقراض والتي تحمي المواطنين من استبداد واستغلال هذه البنوك والشركات ويراقب تطبيق هذه القرارات على أرض الواقع ويوقف أي تجاوز على أموال المواطنين من قبل تلك الشركات والبنوك.
ولقد تقدم عدد من المواطنين بشكاوى ضد بعض البنوك والشركات الاستثمارية التي خالفت هذا القانون وتجاوزته بان فرضت عليهم فوائد تتجاوز أصل الدين بأضعاف بحجة ارتفاع أسعار الفائدة، وقد سبق لي أن أوضحت في احدى جلسات مجلس الأمة لوزير المالية وللأخوة أعضاء مجلس الأمة احدى الحالات المتمثلة بقيام أحد المواطنين بالاقتراض من أحد البنوك التجارية مبلغ 70 ألف دينار لبناء منزله وقد احتسبت عليه الفوائد لمدة خمس عشرة سنة بمبلغ 70 ألف دينار وكذلك احتسب عليه مبلغ 6 آلاف دينار كرسوم تأمين للقرض ليصبح المبلغ الذي سيسدده هذا المواطن هو 146 ألف دينار على أقساط شهرية لمدة 15 عاما.
بعد عامين من التسديد المتواصل لأقساط هذا القرض راجع المواطن البنك ليسأل عن قيمة ما تبقى عليه من القرض وفوائده ويفاجأ بأن الفوائد زادت بسبب رفع البنك المركزي لسعر الفائدة عدة مرات خلال سنتين وأن الفوائد التي كان متفقا عليها بمبلغ 70 ألف دينار أصبحت 180 ألف دينار وليصبح القرض وفوائده مبلغ 256 ألف دينار أي ما يزيد عن ربع مليون دينار كويتي موزعه كالتالي 70 ألف قيمة القرض، 180 ألفا للفوائد، 6 آلاف دينار رسوم التأمين ويسدد هذا المبلغ على (35 سنة بدلا من 15 سنة كما كان)
والسؤال الذي يفرض نفسه أين كان الوزير عندما رفعت البنوك والشركات الاستثمارية قيمة الأقساط الشهرية على المواطنين المقترضين لتتجاوز الحد الأعلى الذي شرعته قرارات البنك المركزي وهو %50 من الراتب بحجة ارتفاع أسعار الفائدة والتي وصلت الى %80 أو %90 من رواتب بعض المقترضين؟
لماذا لم يتدخل وزير المالية الذي كان على علم بذلك من خلال البنك المركزي ليفرض هيبة القانون على البنوك المخالفة لقرارات البنك المركزي ويعاقبها على ذلك ويرفع الظلم والاستبداد عن المواطنين المقترضين بايقاف أي استقطاع من رواتبهم يزيد عن %50 من الراتب؟
كل هذا الظلم يقع على الشعب الكويتي الذي أصبح غالبية المقترضين منه عاجزين عن دفع أقساط قروضهم بسبب رفع أسعار الفائدة التي تسبب بها وزير المالية وعدم تطبيق القوانين والقرارات المنظمة للاقراض والتي تحمي المواطن من جشع واستبداد بعض البنوك والشركات التجارية، والوزير لا يحرك ساكنا لحماية المواطنين المقترضين بل على العكس من ذلك أخذ وزير المالية يتقرب لتلك البنوك والشركات بالغاء بعض القرارات التي تحمي المواطنين واستبدالها بقرارات أخرى تمكن تلك البنوك والشركات من استعباد المواطن وامتصاص أمواله ومدخراته بالباطل وتجعله تحت رحمتها.
وفي المقابل نجد أن وزير المالية الذي سحق المواطن الكويتي محدود الدخل بالتعاون مع البنوك يعرض خدماته على المتنفذين وأصحاب رؤوس الأموال قبل أن يطلبوها منه ويفتح لهم أبواب المال العام ليستولوا على ما يريدون من أموال بل ويحميهم ان تم اكتشاف سرقاتهم أو تعدياتهم على هذه الأموال ضاربا المادة (17) من الدستور بعرض الحائط.
ان وزير المالية قد تعدى على حرمة المال العام بتسهيل سرقته والاعتداء عليه لارضاء بعض المتنفذين وكسب ودهم معتقدا بانهم صمام الأمان لاستمراره بمنصبه الوزاري وخير دليل على ذلك ضياع 30 مليون دينار من أموال الاستثمارات الكويتية بالجزائر عن طريق تسهيل عملية اختلاسها وكذلك الدخول في صناديق أسهم محلية خاسرة بمبالغ تزيد عن 90 مليون دينار لارضاء بعض المتنفذين، فكيف تشارك الهيئة العامة للاستثمار بصناديق أسهم في ظل تدني أسعار الأسهم وخسائرها التي استمرت منذ أكثر من عامين وما زالت مستمرة حتى تاريخ المساهمة بها مع أن ضوابط الاستثمار في تلك الصناديق تمنع الدخول في صناديق خاسرة وتشترط أن تكون تلك الصناديق قد حققت أرباحا جيدة لمدة عامين ماليين متتاليين.
من أجل كل ما سبق وحفاظا على القسم العظيم الذي أقسمناه في بداية الفصل التشريعي والذي نصه (أقسم بالله العظيم أن اكون مخلصا للوطن وللأمير وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وامواله وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق) قررت أن أتقدم بهذا الاستجواب للأخ وزير المالية الذي أهمل في أداء واجباته الدستورية والقانونية ولم يحافظ على أموال الشعب ومصالحه وحرياته بل ولم يحترم أيضا قوانين الدولة التي وضعت لحماية هذا الشعب.
ولقد أوضحت للأخ وزير المالية هذه المخالفات من خلال الأسئلة التي أرسلتها له والتي الى الآن لم أستلم الردود على بعضها وكنت أتمنى أن يتحرك الوزير عند تلقيه هذه الأسئلة ويصلح الخلل ولكنه لم يفعل ذلك.... !!
وكذلك قمت بتوضيح المخالفات القانونية للسيد وزير المالية من خلال المناقشات تحت قبة البرلمان وخاصة في جلسة اسقاط القروض وأوضحت له بالأدلة الدامغة تجاوز البنوك والشركات الاستثمارية للقوانين والقرارات المنظمة للاقراض كما أوضحت له أن البنك المركزي متواطئ مع تلك البنوك والشركات ولم يفعل شيئا لايقافها عند حدودها وتطبيق القوانين والقرارات عليها ومعاقبتها لعدم تقيدها بذلك، بل على العكس بارك ذلك التوجه من قبل البنوك والشركات الاستثمارية المتمثل بالتعدي الصارخ على تلك القوانين والقرارات وألغى بعض القرارات التي تشكل حماية للمواطنين واستبدلها بقرارات تضر بمصالحهم وتتسبب بنهب أموالهم ومدخراتهم، ولم يكلف السيد الوزير نفسه حتى مجرد اجراء تحقيق داخلي للوقوف على صحة هذه التجاوزات وكأن الأمر لا يعنيه من قريب أو من بعيد.
لذا وانطلاقا من مسؤوليتي الدستورية كممثل للشعب الكويتي وجدت أنه لزاما علي أن أقف مدافعا عن هذا الشعب الكريم الذي انتهكت حرمة أمواله الخاصة والعامة من قبل بعض المتنفذين والبنوك والشركات التي ساعدها في التمادي بذلك ضعف وزير المالية أمامهم ومحاباته لهم ومحاولته كسب ودهم ورضاهم على حساب الأموال العامة و الخاصة وعلى حساب راحة واستقرار الوطن والمواطن.
المحور الأول
جرائم البنك المركزي بحق الشعب الكويتي
سبق وان أدخل البنك المركزي الكويتي البلاد في أزمة المديونيات الصعبة التي كلفت المال العام مليارات الدنانير والتي كان يمكن الاستفادة منها في تطوير البلاد وتأمين مستقبل الأجيال القادمة وها هو التاريخ يعيد نفسه ويكرر البنك المركزي جرائمه مرتكبا جريمة جديدة هو بطلها، ونفذها البنوك المحلية والشركات الاستثمارية والضحية هما المواطن الكويتي والمال العام.
انطلقت هذه الجريمة المنظمة باتقان بعد أن اكتشفت البنوك والشركات الاستثمارية أن القروض الاستهلاكية والتي تؤخذ بهدف تمويل شراء الاحتياجات الشخصية من السلع الاستهلاكية والمعمرة لا تصل الى طموح وجشع بعض هذه البنوك والشركات الاستثمارية كون هذه القروض لا تتجاوز 15 ضعف الراتب وبحد أقصى 15 ألف دينار وبفائدة ثابتة ومحددة بسعر الخصم (الفائدة) المعلـن من البـنك المركزي (حاليا %6.25) ولفترة سداد لا تتعدى 5 سنوات.
فقامت البنوك والشركات الاستثمارية بالبحث عن أنواع أخرى من القروض تغرق فيها المواطن الكويتي لمدة طويلة قد تتجاوز ما تبقى له من سنوات حياته وبأسعار فائدة كبيرة تزيد على قيمة أصل القرض حتى يصبح المواطن أسيرا للبنوك والشركات الاستثمارية طيلة حياته ولا يبقى له من راتبه الا القليل جدا والذي لا يلبي الحد الأدنى من احتياجاته المعيشية، فقام البنك المركزي بتفصيل قرارات جديدة للقروض تتفق مع أهواء وأطماع البنوك والشركات واوجد نوعا جديدا من القروض تحت مسمى القروض المقسطة وحدد شروط الحصول عليها من اجل شراء سكن خاص أو ترميم المنزل وبحد أقصى 70 ألف دينار بغض النظر عن حجم الراتب.
ولو تمعنا جيدا في القرارات الخاصة بالقروض المقسطة لوجدنا أنها قروض استهلاكية تؤخذ لشراء سكن خاص أو ترميم منزل وهي بعيدة كل البعد عن الأمور التجارية والاستثمارية ولكن تطبق عليها القرارات الخاصة بالقروض التجارية من حيث سعر الفائدة المتغير (سعر الفائدة المعلن من البنك المركزي + %4 عمولة للبنوك) في حين القروض الاستهلاكية سعر فائدتها ثابت (سعر الفائدة المعلن من البنك المركزي) وكذلك عدد سنوات السداد تصل الى خمسة عشر عاما وهذه فترات زمنية طويلة تطبق في حالات القروض التجارية فقط ولا تطبق في حالة القروض الاستهلاكية التي لا تزيد على خمس سنوات وأيضا تغير سعر الفائدة الذي هو من سمات القروض التجارية فقط في حين أن القروض الاستهلاكية أسعار الفائدة فيها ثابتة. وكلا القرضين الاستهلاكي والمقسط يؤخذ بضمان الراتب ويسدد من خلال الاستقطاع منه وبحد أقصى %50من صافي الراتب.
كل هذا التلاعب في هذا النوع من القروض وضع تلبية لمطالب البنوك وبعض الشركات الاستثمارية حيث يعطي لهم مكاسب وفوائد لا يحصلون عليها من خلال القروض الاستهلاكية القديمة ويسمح لهم باستغلال المواطن وامتصاص راتبه الشهري لفترات طويلة وبفوائد كبيرة تتعدى في أحيان كثيرة أصل الدين الذي حصل عليه ويصبح المواطن في النهاية أسيرا لهذه البنوك والشركات الاستثمارية طيلة فترة حياته تتحكم فيه كيفما تشاء فتخصم من راتبه ما تريد وتعطيه الفتات الباقي الذي لا يكفيه لتوفير حياة كريمة له ولعائلته.
وبعد أن طبقت البنوك قرارات القروض المقسطة لم يعجبها الأمر لذا لم تلتزم بهذه القرارات التي فصلها البنك المركزي حسب طلبها فضربت جميع قرارات البنك المركزي بعرض الحائط فلم تلتزم بقيمة القسط الشهري وهو %50 من الراتب بحد أقصى ولم تلتزم كذلك بفترة السداد التي كان مقررا لها أن لا تزيد على خمسة عشر عاما.
ولم تلتزم تلك البنوك والشركات أيضا بسعر عمولة معتدل بل اتفقت فيما بينها على الحد الأقصى لسعـر العمولة (%4) اضافة لسعـــر الخصم (الفائــدة) المفـــروض من قــــبل البــنك المركـزي حـــــاليا (%6.25) ليصبح اجمالي الفائدة حاليا (%10.25).
وقد وصل الاستهتار بالبنوك والشركات الاستثمارية الى أنها تقوم باقراض العميل وترفض تزويده بنسخة من عقد الاقتراض ليس خوفا من البنك المركزي الذي أمنت جانبه وانما خوفا من لجوء المقترض الى القضاء العادل، كما وأنها تصر على فرض سعر فائدة متغير عليه اذا ما طلب سعر فائدة ثابت.
ان ضمان البنوك لعدم ممارسة البنك المركزي لدوره الرقابي عليها جعلها تسرح وتمرح دون حسيب أو رقيب ومن هنا يتضح أن وراء صمت البنك المركزي عن البنوك والشركات الاستثمارية أحد أمرين لا ثالث لهما فاما أن يكون تصرف تلك البنوك والشركات بايعاز ومباركة من الحكومة لجعل الكويت طبقتين غنية تملك كل شيء وفقيرة معدمة لا تملك قوت يومها، واما أن يكون ذلك التصرف بسبب تقديم تسهيلات مالية كبيرة من قبل البنوك والشركات الاستثمارية لبعض قياديي وزارة المالية والبنك المركزي مقابل عدم تطبيق الرقابة المشددة عليها.
وبعد ارتكاب هذه الجريمة المالية ظهرت مشاكل اجتماعية كبيرة أثرت على الشعب الكويتي حيث وصل الحال ببعض المواطنين الذين أثقلتهم الديون ولم يستطيعوا سدادها الى عرض أعضائهم للبيع من أجل السداد وتوفير الحاجات الأساسية لأطفالهم وأسرهم وتعرض البعض الآخر الى المطاردة من قبل رجال الأمن والزج بهم في السجون بسبب عدم التمكن من سداد التزاماتهم المالية مما أدى الى ضياع أسرهم وتشرد أبنائهم، ولم تتوقف جريمة القروض عند أرباب الأسر والموظفين بل امتدت الى طلبة الجامعة والتعليم التطبيقي والذين تقل أعمارهم عن السن القانونية و يمنع القانون اعطاءهم أي نوع من أنواع القروض، فتجد أن موظفي القروض العاملين بالبنوك والشركات الاستثمارية يجوبون هذه الأماكن الطلابية لاستغلال الطلبة وترغيبهم بالحصول على هذه القروض التي يؤجل سدادها الى ما بعد التخرج والحصول على وظيفة والمصيبة هي أن هذه المبالغ المقترضة تتضاعف فوائدها عدة مرات قبل الحصول على وظيفة لسداد القرض وفوائده.
وقد أخل وزير المالية بمسؤولياته الدستورية والقانونية بعدم تطبيق القوانين والقرارات المنظمة للاقراض على البنوك والشركات الاستثمارية التي تركها تتحكم برواتب المواطنين وتمتصها ظلما وبدون وجه حق متجاوزة بذلك كل القوانين والقرارات التي وضعت لحماية المواطنين المقترضين من الابتزاز والاستبداد والاستعباد من قبل تلك البنوك والشركات ومن أهم تلك المخالفات ما يلي:
ـ1 عدم تطبيق المادة 115 من قانون التجارة الكويتي
ليس غريبا أن نجد من يخالف القانون من عامة الناس ولكن الغريب والعجيب أن يخالف القانون من يناط به تنفيذ القانون، وهي الحكومة فكيف تطالب الشعب الكويتي باحترام وتطبيق القانون وهي ممثلة بوزير المالية لا تحترم القانون ولا تطبقه.
ان وزير المالية لم يحترم قانون التجارة الكويتي ولم يقم بتطبيقه على البنوك والشركات الاستثمارية وخاصة المادة 115 منه والتي تنص على :
«لا يجوز تقاضي فوائد على متجمد الفوائد ولا يجوز في أية حال أن يكون مجموع الفوائد التي يتقاضاها الدائن أكثر من رأس المال»
فنجد أن كثيرا من البنوك وشركات الاستثمار تجاوزت فوائدها على المواطنين المقترضين أكثر من قيمة القرض الذي حصلوا عليه بكثير فلعلنا لا نبالغ اذا قلنا أن هناك حالات تعدت الفوائد فيها ضعفي أصل القرض ولتوضيح ذلك نضرب مثلا بمواطن اقترض من أحد البنوك مبلغ 70 ألف دينار وبعد رفع أسعـار الفائدة (الخصم) من قبل البنك المركزي طالبه البنك أن يسدد مبلغاً وقدره 256 ألف دينار عن ذلك القرض وفوائده.
كل هذه المخالفات وقعت تحت سمع وبصر البنك المركزي ووزارة المالية الذين كانوا يعلمون بذلك علم اليقين ولكن لم يحركوا ساكنا لاصلاح هذه المخالفات وايقاف البنوك والشركات الاستثمارية المخالفة عند حدودها وتطبيق العقوبات عليها في حال عدم انصياعها للقوانين والقرارات المنظمة للاقراض.
ـ2 تجاوز البنوك والشركات الاستثمارية حدود الاستقطاع الشهري.
عدم محاسبة البنوك والشركات الاستثمارية المانحة للقروض على تجاوزاتها لحدود الاستقطاع الشهري من رواتب المقترضين والذي حددته وزارة المالية ممثلة بالبنك المركزي بما لا يزيد على %50 من راتب المقترض فنجد أن غالبية الاستقطاعات الشهرية من رواتب المقترضين قد تجاوزت هذا الحد بكثير ووصلت في أحيان كثيرة الى أكثر من %80 من رواتبهم.
وأصبح بعض المقترضين يعمل شهرا كاملا ولا يحصل الا على %10 الى %20 من راتبه الشهري والبقية تذهب لتلك البنوك والشركات التي استعبدت هؤلاء المواطنين وأصبحوا كأنهم أجراء يعملون لحسابها وليسوا موظفين يعملون في الحكومة أو القطاع الخاص لذا أصبحت البنوك والشركات الاستثمارية هي الجهة التي تعطي وتخصم بملء ارادتها بلا حسيب أو رقيب فراتب المواطن المقترض يحول من مركز عمله الى تلك البنوك والشركات التي ترفع القسط الشهري على هذا المواطن بحجة ارتفاع أسعار الفائدة وبدون موافقته على ذلك ولا يستطيع هذا المواطن أن يرفض أو حتى أن ينقل راتبه الى بنك آخر ما دام عليه قرض لهذا البنك الذي استعبده وأصبح أسيرا له يتحكم في راتبه كيفما يريد ومتى ما شاء مخالفا بذلك جميع القرارات والقوانين التي تمنع هذا الاستقطاع غير الشرعي والذي يجب ألا يتجاوز نصف الراتب فقط. كل هذا والبنك المركزي ووزارة المالية يقفان صامتين وعاجزين عن وقف هذه المخالفات التي تقع تحت أنظارهم وبعلمهم، والمواطن المقترض يذبح من الوريد الى الوريد من قبل تلك البنوك والشركات التي تستولي على جل راتبه وتترك له بعض الفتات الذي لا يكفي لبعض المتطلبات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس فقط، ناهيك عن الكماليات التي أصبحت في عصرنا هذا من الأمور الأساسية لحياة الأسر وأفرادها والتي لا غنى لهم عنها.
ـ3 تجاوز البنوك والشركات الاستثمارية فترة السداد المحددة
التقصير في محاسبة البنوك والشركات الاستثمارية المانحة للقروض عن تجاوزاتها لحدود فترة السداد للقروض المقسطة والتي حددتها وزارة المالية ممثلة بالبنك المركزي بما لا يتعدى 15 عاما.
فنجد أن كثيرا من المواطنين المقترضين عندما استفسروا عما تبقى عليهم من مبالغ لسداد مديوناتهم فوجئوا بأن فترة السداد التي كانت 15 عاما قد زادت الى أكثر من 20 عاما وذلك بسبب ارتفاع أسعار الفائدة ومن ثم ارتفاع قيمة الفوائد على قروضهم بشكل كبير أدى الى زيادة فترة السداد لعدة سنوات قادمة حتى تتمكن البنوك من استرداد المبالغ المقرضة مع فوائدها المتراكمة بشكل كبير وغير قانوني.
وهنا السؤال يفرض نفسه هل جميع البنوك المحلية اتفقت على تجاوز فترة السداد دون الرجوع الى البنك المركزي أم أنها أخذت الموافقة مسبقا منه لتجاوز هذا القرار؟
كما ان هذه البنوك لم تكتف بتجاوز الفوائد أصل الدين ولم تكتف أيضا باستقطاع أكثر من %50 من الراتب بل تمادت الى جعل فترة السداد اكثر من 20 سنة حتى تستعبد المواطنين فترة طويلة من اجل ان تستولي على رواتبهم لأطول مدة.
ان التجاوزات قد تحصل من بنك واحد فقط ولكن حصول هذه التجاوزات من جميع البنوك ليس محل صدفة بل هو مؤشر على أن البنك المركزي متواطئ مع هذه البنوك.
http://www.alommah.org/forum/showthread.php?t=7814
الاستجواب المقدم من النائب الدكتور ضيف الله بورمية الى السيد وزير المالية بصفته
نص الاستجواب
من منطلق الأمانة التي فرضها الله سبحانه وتعالى علينا وطالبنا أن نحافظ عليها، وبعدما تأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن وزير المالية تقاعس عن أداء مهامه التي ألزمه بها الدستور وحنث بقسمه الذي أقسمه أمام صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه وأمام مجلس الأمة بأن يحترم الدستور وقوانين الدولة ويذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله ويؤدي أعماله بالأمانة والصدق.
فأي احترام لقوانين الدولة وهو يرفض تطبيقها على بعض المتنفذين وبعض البنوك التجارية والشركات الاستثمارية وأي ذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وقد ترك لبعض البنوك وشركات الاستثمار الاستيلاء على أموال المواطنين بالباطل بل وساعدهم على ذلك من خلال تشريعات يصدرها لصالح تلك البنوك والشركات لامتصاص أموال ومدخرات المواطنين بل وصل الأمر بوزير المالية على أن قام بالغاء بعض التشريعات القديمة التي تحمي هؤلاء المواطنين من جشع هذه الشركات والبنوك ويستبدلها بأخرى فيها من الجور والظلم الشيء الكثير من أجل ارضاء بعض المتنفذين.
لقد أصبح وزير المالية حاميا لحمى بعض المتنفذين وأصحاب الأموال والشركات الاستثمارية والبنوك التجارية ولم يلتفت الى المواطن محدود الدخل الذي أصابه الضرر الكبير ووقع عليه الظلم الجائر بسبب محاباة الوزير للبنوك والشركات التجارية على حساب هذا المواطن الذي لا يملك الا أن يرفع يديه لله سبحانه وتعالى بالدعاء.
ثم أين كان الوزير عندما قام برفع أسعار الفائدة عدة مرات على القروض الاستهلاكية المقسطة والتي حصل عليها المواطنون لأمور استهلاكية كشراء المنزل او ترميمه والتي أخذت بضمان رواتب هؤلاء المواطنين الذين لا يملكون غير تلك الرواتب. ألم يفكر الوزير الذي أقسم أن يذود عن مصالح المواطنين وأموالهم ان رفع أسعار الفائدة سيؤدي الى ارتفاع الفوائد على قروضهم التي حصلوا عليها منذ مدة وسيؤدي ذلك الى زيادة قيمة الأقساط الشهرية عليهم لتبتلع ما تبقى من رواتبهم؟ ألا يعلم وزير المالية أن هؤلاء المواطنين الذين حصلوا على تلك القروض ليس لهم مصدر مالي آخر غير تلك الرواتب التي قدمها الوزير على طبق من ذهب لارضاء البنوك والشركات الاستثمارية وأن هؤلاء المواطنين سيتضررون من رفع أسعار الفائدة على قروضهم؟، سيحاول الوزير أن يتملص من هذه المسؤولية وتحت ذريعة أن رفع أسعار الفائدة تحكمه قوانين البنك المركزي والظروف الدولية وربط الدينار الكويتي بالدولار الأمريكي، وسنقول له أن لديك في البنك المركزي من القوانين التي تستطيع من خلالها ان تضع أكثر من سعر للفائدة أحدها للأمور التجارية وآخر للأمور الاستهلاكية المقسطة حتى تمنع الضرر عن المواطنين من رفع سعر الفائدة وتحمي أموالهم وتذود عن مصالحهم كما أقسمت ولكنك أبيت الا أن تقدم المواطنين قربانا للبنوك والشركات الاستثمارية وذلك لذبحهم من الوريد الى الوريد ومص أموالهم ومدخراتهم تحت حماية التعاميم والقرارات التي أصدرتها من خلال البنك المركزي.
لقد تجاهل وزير المالية وبشكل متعمد قانون التجارة الكويتي وخاصة المادة 115 منه والتي تنص على «لا يجوز تقاضي فوائد على متجمد الفوائد ولا يجوز في أية حال أن يكون مجموع الفوائد التي يتقاضاها الدائن أكثر من رأس المال».
هذه المادة التي أوجدها المشرع لحماية المواطنين من جشع بعض البنوك والشركات التجارية والاستثمارية والتي ليس لها هم الا زيادة أرباحها السنوية حتى لو كانت على حساب حياة المواطنين وأسرهم. والتي يملك وزير المالية السلطة الرقابية عليها من خلال البنك المركزي الذي يفترض منه أن يشرع لهذه البنوك والشركات التجارية القرارات المنظمة للاقراض والتي تحمي المواطنين من استبداد واستغلال هذه البنوك والشركات ويراقب تطبيق هذه القرارات على أرض الواقع ويوقف أي تجاوز على أموال المواطنين من قبل تلك الشركات والبنوك.
ولقد تقدم عدد من المواطنين بشكاوى ضد بعض البنوك والشركات الاستثمارية التي خالفت هذا القانون وتجاوزته بان فرضت عليهم فوائد تتجاوز أصل الدين بأضعاف بحجة ارتفاع أسعار الفائدة، وقد سبق لي أن أوضحت في احدى جلسات مجلس الأمة لوزير المالية وللأخوة أعضاء مجلس الأمة احدى الحالات المتمثلة بقيام أحد المواطنين بالاقتراض من أحد البنوك التجارية مبلغ 70 ألف دينار لبناء منزله وقد احتسبت عليه الفوائد لمدة خمس عشرة سنة بمبلغ 70 ألف دينار وكذلك احتسب عليه مبلغ 6 آلاف دينار كرسوم تأمين للقرض ليصبح المبلغ الذي سيسدده هذا المواطن هو 146 ألف دينار على أقساط شهرية لمدة 15 عاما.
بعد عامين من التسديد المتواصل لأقساط هذا القرض راجع المواطن البنك ليسأل عن قيمة ما تبقى عليه من القرض وفوائده ويفاجأ بأن الفوائد زادت بسبب رفع البنك المركزي لسعر الفائدة عدة مرات خلال سنتين وأن الفوائد التي كان متفقا عليها بمبلغ 70 ألف دينار أصبحت 180 ألف دينار وليصبح القرض وفوائده مبلغ 256 ألف دينار أي ما يزيد عن ربع مليون دينار كويتي موزعه كالتالي 70 ألف قيمة القرض، 180 ألفا للفوائد، 6 آلاف دينار رسوم التأمين ويسدد هذا المبلغ على (35 سنة بدلا من 15 سنة كما كان)
والسؤال الذي يفرض نفسه أين كان الوزير عندما رفعت البنوك والشركات الاستثمارية قيمة الأقساط الشهرية على المواطنين المقترضين لتتجاوز الحد الأعلى الذي شرعته قرارات البنك المركزي وهو %50 من الراتب بحجة ارتفاع أسعار الفائدة والتي وصلت الى %80 أو %90 من رواتب بعض المقترضين؟
لماذا لم يتدخل وزير المالية الذي كان على علم بذلك من خلال البنك المركزي ليفرض هيبة القانون على البنوك المخالفة لقرارات البنك المركزي ويعاقبها على ذلك ويرفع الظلم والاستبداد عن المواطنين المقترضين بايقاف أي استقطاع من رواتبهم يزيد عن %50 من الراتب؟
كل هذا الظلم يقع على الشعب الكويتي الذي أصبح غالبية المقترضين منه عاجزين عن دفع أقساط قروضهم بسبب رفع أسعار الفائدة التي تسبب بها وزير المالية وعدم تطبيق القوانين والقرارات المنظمة للاقراض والتي تحمي المواطن من جشع واستبداد بعض البنوك والشركات التجارية، والوزير لا يحرك ساكنا لحماية المواطنين المقترضين بل على العكس من ذلك أخذ وزير المالية يتقرب لتلك البنوك والشركات بالغاء بعض القرارات التي تحمي المواطنين واستبدالها بقرارات أخرى تمكن تلك البنوك والشركات من استعباد المواطن وامتصاص أمواله ومدخراته بالباطل وتجعله تحت رحمتها.
وفي المقابل نجد أن وزير المالية الذي سحق المواطن الكويتي محدود الدخل بالتعاون مع البنوك يعرض خدماته على المتنفذين وأصحاب رؤوس الأموال قبل أن يطلبوها منه ويفتح لهم أبواب المال العام ليستولوا على ما يريدون من أموال بل ويحميهم ان تم اكتشاف سرقاتهم أو تعدياتهم على هذه الأموال ضاربا المادة (17) من الدستور بعرض الحائط.
ان وزير المالية قد تعدى على حرمة المال العام بتسهيل سرقته والاعتداء عليه لارضاء بعض المتنفذين وكسب ودهم معتقدا بانهم صمام الأمان لاستمراره بمنصبه الوزاري وخير دليل على ذلك ضياع 30 مليون دينار من أموال الاستثمارات الكويتية بالجزائر عن طريق تسهيل عملية اختلاسها وكذلك الدخول في صناديق أسهم محلية خاسرة بمبالغ تزيد عن 90 مليون دينار لارضاء بعض المتنفذين، فكيف تشارك الهيئة العامة للاستثمار بصناديق أسهم في ظل تدني أسعار الأسهم وخسائرها التي استمرت منذ أكثر من عامين وما زالت مستمرة حتى تاريخ المساهمة بها مع أن ضوابط الاستثمار في تلك الصناديق تمنع الدخول في صناديق خاسرة وتشترط أن تكون تلك الصناديق قد حققت أرباحا جيدة لمدة عامين ماليين متتاليين.
من أجل كل ما سبق وحفاظا على القسم العظيم الذي أقسمناه في بداية الفصل التشريعي والذي نصه (أقسم بالله العظيم أن اكون مخلصا للوطن وللأمير وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وامواله وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق) قررت أن أتقدم بهذا الاستجواب للأخ وزير المالية الذي أهمل في أداء واجباته الدستورية والقانونية ولم يحافظ على أموال الشعب ومصالحه وحرياته بل ولم يحترم أيضا قوانين الدولة التي وضعت لحماية هذا الشعب.
ولقد أوضحت للأخ وزير المالية هذه المخالفات من خلال الأسئلة التي أرسلتها له والتي الى الآن لم أستلم الردود على بعضها وكنت أتمنى أن يتحرك الوزير عند تلقيه هذه الأسئلة ويصلح الخلل ولكنه لم يفعل ذلك.... !!
وكذلك قمت بتوضيح المخالفات القانونية للسيد وزير المالية من خلال المناقشات تحت قبة البرلمان وخاصة في جلسة اسقاط القروض وأوضحت له بالأدلة الدامغة تجاوز البنوك والشركات الاستثمارية للقوانين والقرارات المنظمة للاقراض كما أوضحت له أن البنك المركزي متواطئ مع تلك البنوك والشركات ولم يفعل شيئا لايقافها عند حدودها وتطبيق القوانين والقرارات عليها ومعاقبتها لعدم تقيدها بذلك، بل على العكس بارك ذلك التوجه من قبل البنوك والشركات الاستثمارية المتمثل بالتعدي الصارخ على تلك القوانين والقرارات وألغى بعض القرارات التي تشكل حماية للمواطنين واستبدلها بقرارات تضر بمصالحهم وتتسبب بنهب أموالهم ومدخراتهم، ولم يكلف السيد الوزير نفسه حتى مجرد اجراء تحقيق داخلي للوقوف على صحة هذه التجاوزات وكأن الأمر لا يعنيه من قريب أو من بعيد.
لذا وانطلاقا من مسؤوليتي الدستورية كممثل للشعب الكويتي وجدت أنه لزاما علي أن أقف مدافعا عن هذا الشعب الكريم الذي انتهكت حرمة أمواله الخاصة والعامة من قبل بعض المتنفذين والبنوك والشركات التي ساعدها في التمادي بذلك ضعف وزير المالية أمامهم ومحاباته لهم ومحاولته كسب ودهم ورضاهم على حساب الأموال العامة و الخاصة وعلى حساب راحة واستقرار الوطن والمواطن.
المحور الأول
جرائم البنك المركزي بحق الشعب الكويتي
سبق وان أدخل البنك المركزي الكويتي البلاد في أزمة المديونيات الصعبة التي كلفت المال العام مليارات الدنانير والتي كان يمكن الاستفادة منها في تطوير البلاد وتأمين مستقبل الأجيال القادمة وها هو التاريخ يعيد نفسه ويكرر البنك المركزي جرائمه مرتكبا جريمة جديدة هو بطلها، ونفذها البنوك المحلية والشركات الاستثمارية والضحية هما المواطن الكويتي والمال العام.
انطلقت هذه الجريمة المنظمة باتقان بعد أن اكتشفت البنوك والشركات الاستثمارية أن القروض الاستهلاكية والتي تؤخذ بهدف تمويل شراء الاحتياجات الشخصية من السلع الاستهلاكية والمعمرة لا تصل الى طموح وجشع بعض هذه البنوك والشركات الاستثمارية كون هذه القروض لا تتجاوز 15 ضعف الراتب وبحد أقصى 15 ألف دينار وبفائدة ثابتة ومحددة بسعر الخصم (الفائدة) المعلـن من البـنك المركزي (حاليا %6.25) ولفترة سداد لا تتعدى 5 سنوات.
فقامت البنوك والشركات الاستثمارية بالبحث عن أنواع أخرى من القروض تغرق فيها المواطن الكويتي لمدة طويلة قد تتجاوز ما تبقى له من سنوات حياته وبأسعار فائدة كبيرة تزيد على قيمة أصل القرض حتى يصبح المواطن أسيرا للبنوك والشركات الاستثمارية طيلة حياته ولا يبقى له من راتبه الا القليل جدا والذي لا يلبي الحد الأدنى من احتياجاته المعيشية، فقام البنك المركزي بتفصيل قرارات جديدة للقروض تتفق مع أهواء وأطماع البنوك والشركات واوجد نوعا جديدا من القروض تحت مسمى القروض المقسطة وحدد شروط الحصول عليها من اجل شراء سكن خاص أو ترميم المنزل وبحد أقصى 70 ألف دينار بغض النظر عن حجم الراتب.
ولو تمعنا جيدا في القرارات الخاصة بالقروض المقسطة لوجدنا أنها قروض استهلاكية تؤخذ لشراء سكن خاص أو ترميم منزل وهي بعيدة كل البعد عن الأمور التجارية والاستثمارية ولكن تطبق عليها القرارات الخاصة بالقروض التجارية من حيث سعر الفائدة المتغير (سعر الفائدة المعلن من البنك المركزي + %4 عمولة للبنوك) في حين القروض الاستهلاكية سعر فائدتها ثابت (سعر الفائدة المعلن من البنك المركزي) وكذلك عدد سنوات السداد تصل الى خمسة عشر عاما وهذه فترات زمنية طويلة تطبق في حالات القروض التجارية فقط ولا تطبق في حالة القروض الاستهلاكية التي لا تزيد على خمس سنوات وأيضا تغير سعر الفائدة الذي هو من سمات القروض التجارية فقط في حين أن القروض الاستهلاكية أسعار الفائدة فيها ثابتة. وكلا القرضين الاستهلاكي والمقسط يؤخذ بضمان الراتب ويسدد من خلال الاستقطاع منه وبحد أقصى %50من صافي الراتب.
كل هذا التلاعب في هذا النوع من القروض وضع تلبية لمطالب البنوك وبعض الشركات الاستثمارية حيث يعطي لهم مكاسب وفوائد لا يحصلون عليها من خلال القروض الاستهلاكية القديمة ويسمح لهم باستغلال المواطن وامتصاص راتبه الشهري لفترات طويلة وبفوائد كبيرة تتعدى في أحيان كثيرة أصل الدين الذي حصل عليه ويصبح المواطن في النهاية أسيرا لهذه البنوك والشركات الاستثمارية طيلة فترة حياته تتحكم فيه كيفما تشاء فتخصم من راتبه ما تريد وتعطيه الفتات الباقي الذي لا يكفيه لتوفير حياة كريمة له ولعائلته.
وبعد أن طبقت البنوك قرارات القروض المقسطة لم يعجبها الأمر لذا لم تلتزم بهذه القرارات التي فصلها البنك المركزي حسب طلبها فضربت جميع قرارات البنك المركزي بعرض الحائط فلم تلتزم بقيمة القسط الشهري وهو %50 من الراتب بحد أقصى ولم تلتزم كذلك بفترة السداد التي كان مقررا لها أن لا تزيد على خمسة عشر عاما.
ولم تلتزم تلك البنوك والشركات أيضا بسعر عمولة معتدل بل اتفقت فيما بينها على الحد الأقصى لسعـر العمولة (%4) اضافة لسعـــر الخصم (الفائــدة) المفـــروض من قــــبل البــنك المركـزي حـــــاليا (%6.25) ليصبح اجمالي الفائدة حاليا (%10.25).
وقد وصل الاستهتار بالبنوك والشركات الاستثمارية الى أنها تقوم باقراض العميل وترفض تزويده بنسخة من عقد الاقتراض ليس خوفا من البنك المركزي الذي أمنت جانبه وانما خوفا من لجوء المقترض الى القضاء العادل، كما وأنها تصر على فرض سعر فائدة متغير عليه اذا ما طلب سعر فائدة ثابت.
ان ضمان البنوك لعدم ممارسة البنك المركزي لدوره الرقابي عليها جعلها تسرح وتمرح دون حسيب أو رقيب ومن هنا يتضح أن وراء صمت البنك المركزي عن البنوك والشركات الاستثمارية أحد أمرين لا ثالث لهما فاما أن يكون تصرف تلك البنوك والشركات بايعاز ومباركة من الحكومة لجعل الكويت طبقتين غنية تملك كل شيء وفقيرة معدمة لا تملك قوت يومها، واما أن يكون ذلك التصرف بسبب تقديم تسهيلات مالية كبيرة من قبل البنوك والشركات الاستثمارية لبعض قياديي وزارة المالية والبنك المركزي مقابل عدم تطبيق الرقابة المشددة عليها.
وبعد ارتكاب هذه الجريمة المالية ظهرت مشاكل اجتماعية كبيرة أثرت على الشعب الكويتي حيث وصل الحال ببعض المواطنين الذين أثقلتهم الديون ولم يستطيعوا سدادها الى عرض أعضائهم للبيع من أجل السداد وتوفير الحاجات الأساسية لأطفالهم وأسرهم وتعرض البعض الآخر الى المطاردة من قبل رجال الأمن والزج بهم في السجون بسبب عدم التمكن من سداد التزاماتهم المالية مما أدى الى ضياع أسرهم وتشرد أبنائهم، ولم تتوقف جريمة القروض عند أرباب الأسر والموظفين بل امتدت الى طلبة الجامعة والتعليم التطبيقي والذين تقل أعمارهم عن السن القانونية و يمنع القانون اعطاءهم أي نوع من أنواع القروض، فتجد أن موظفي القروض العاملين بالبنوك والشركات الاستثمارية يجوبون هذه الأماكن الطلابية لاستغلال الطلبة وترغيبهم بالحصول على هذه القروض التي يؤجل سدادها الى ما بعد التخرج والحصول على وظيفة والمصيبة هي أن هذه المبالغ المقترضة تتضاعف فوائدها عدة مرات قبل الحصول على وظيفة لسداد القرض وفوائده.
وقد أخل وزير المالية بمسؤولياته الدستورية والقانونية بعدم تطبيق القوانين والقرارات المنظمة للاقراض على البنوك والشركات الاستثمارية التي تركها تتحكم برواتب المواطنين وتمتصها ظلما وبدون وجه حق متجاوزة بذلك كل القوانين والقرارات التي وضعت لحماية المواطنين المقترضين من الابتزاز والاستبداد والاستعباد من قبل تلك البنوك والشركات ومن أهم تلك المخالفات ما يلي:
ـ1 عدم تطبيق المادة 115 من قانون التجارة الكويتي
ليس غريبا أن نجد من يخالف القانون من عامة الناس ولكن الغريب والعجيب أن يخالف القانون من يناط به تنفيذ القانون، وهي الحكومة فكيف تطالب الشعب الكويتي باحترام وتطبيق القانون وهي ممثلة بوزير المالية لا تحترم القانون ولا تطبقه.
ان وزير المالية لم يحترم قانون التجارة الكويتي ولم يقم بتطبيقه على البنوك والشركات الاستثمارية وخاصة المادة 115 منه والتي تنص على :
«لا يجوز تقاضي فوائد على متجمد الفوائد ولا يجوز في أية حال أن يكون مجموع الفوائد التي يتقاضاها الدائن أكثر من رأس المال»
فنجد أن كثيرا من البنوك وشركات الاستثمار تجاوزت فوائدها على المواطنين المقترضين أكثر من قيمة القرض الذي حصلوا عليه بكثير فلعلنا لا نبالغ اذا قلنا أن هناك حالات تعدت الفوائد فيها ضعفي أصل القرض ولتوضيح ذلك نضرب مثلا بمواطن اقترض من أحد البنوك مبلغ 70 ألف دينار وبعد رفع أسعـار الفائدة (الخصم) من قبل البنك المركزي طالبه البنك أن يسدد مبلغاً وقدره 256 ألف دينار عن ذلك القرض وفوائده.
كل هذه المخالفات وقعت تحت سمع وبصر البنك المركزي ووزارة المالية الذين كانوا يعلمون بذلك علم اليقين ولكن لم يحركوا ساكنا لاصلاح هذه المخالفات وايقاف البنوك والشركات الاستثمارية المخالفة عند حدودها وتطبيق العقوبات عليها في حال عدم انصياعها للقوانين والقرارات المنظمة للاقراض.
ـ2 تجاوز البنوك والشركات الاستثمارية حدود الاستقطاع الشهري.
عدم محاسبة البنوك والشركات الاستثمارية المانحة للقروض على تجاوزاتها لحدود الاستقطاع الشهري من رواتب المقترضين والذي حددته وزارة المالية ممثلة بالبنك المركزي بما لا يزيد على %50 من راتب المقترض فنجد أن غالبية الاستقطاعات الشهرية من رواتب المقترضين قد تجاوزت هذا الحد بكثير ووصلت في أحيان كثيرة الى أكثر من %80 من رواتبهم.
وأصبح بعض المقترضين يعمل شهرا كاملا ولا يحصل الا على %10 الى %20 من راتبه الشهري والبقية تذهب لتلك البنوك والشركات التي استعبدت هؤلاء المواطنين وأصبحوا كأنهم أجراء يعملون لحسابها وليسوا موظفين يعملون في الحكومة أو القطاع الخاص لذا أصبحت البنوك والشركات الاستثمارية هي الجهة التي تعطي وتخصم بملء ارادتها بلا حسيب أو رقيب فراتب المواطن المقترض يحول من مركز عمله الى تلك البنوك والشركات التي ترفع القسط الشهري على هذا المواطن بحجة ارتفاع أسعار الفائدة وبدون موافقته على ذلك ولا يستطيع هذا المواطن أن يرفض أو حتى أن ينقل راتبه الى بنك آخر ما دام عليه قرض لهذا البنك الذي استعبده وأصبح أسيرا له يتحكم في راتبه كيفما يريد ومتى ما شاء مخالفا بذلك جميع القرارات والقوانين التي تمنع هذا الاستقطاع غير الشرعي والذي يجب ألا يتجاوز نصف الراتب فقط. كل هذا والبنك المركزي ووزارة المالية يقفان صامتين وعاجزين عن وقف هذه المخالفات التي تقع تحت أنظارهم وبعلمهم، والمواطن المقترض يذبح من الوريد الى الوريد من قبل تلك البنوك والشركات التي تستولي على جل راتبه وتترك له بعض الفتات الذي لا يكفي لبعض المتطلبات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس فقط، ناهيك عن الكماليات التي أصبحت في عصرنا هذا من الأمور الأساسية لحياة الأسر وأفرادها والتي لا غنى لهم عنها.
ـ3 تجاوز البنوك والشركات الاستثمارية فترة السداد المحددة
التقصير في محاسبة البنوك والشركات الاستثمارية المانحة للقروض عن تجاوزاتها لحدود فترة السداد للقروض المقسطة والتي حددتها وزارة المالية ممثلة بالبنك المركزي بما لا يتعدى 15 عاما.
فنجد أن كثيرا من المواطنين المقترضين عندما استفسروا عما تبقى عليهم من مبالغ لسداد مديوناتهم فوجئوا بأن فترة السداد التي كانت 15 عاما قد زادت الى أكثر من 20 عاما وذلك بسبب ارتفاع أسعار الفائدة ومن ثم ارتفاع قيمة الفوائد على قروضهم بشكل كبير أدى الى زيادة فترة السداد لعدة سنوات قادمة حتى تتمكن البنوك من استرداد المبالغ المقرضة مع فوائدها المتراكمة بشكل كبير وغير قانوني.
وهنا السؤال يفرض نفسه هل جميع البنوك المحلية اتفقت على تجاوز فترة السداد دون الرجوع الى البنك المركزي أم أنها أخذت الموافقة مسبقا منه لتجاوز هذا القرار؟
كما ان هذه البنوك لم تكتف بتجاوز الفوائد أصل الدين ولم تكتف أيضا باستقطاع أكثر من %50 من الراتب بل تمادت الى جعل فترة السداد اكثر من 20 سنة حتى تستعبد المواطنين فترة طويلة من اجل ان تستولي على رواتبهم لأطول مدة.
ان التجاوزات قد تحصل من بنك واحد فقط ولكن حصول هذه التجاوزات من جميع البنوك ليس محل صدفة بل هو مؤشر على أن البنك المركزي متواطئ مع هذه البنوك.