الحكم على الشيء فرع عن تصوره
بعض الناس يرسم في ذهنه صورة خيالية عن أمر ما ويظن أن هذه هي الحقيقة الغير قابلة للنقاش أو حتى التعديل , والبعض الآخر يقرأ نصوصا أعمق من فهمه ويفسرها تفسيرا وفق محدودية إدراكه أو يسقطها في واقع غير واقعها . ومن المواضيع التي يدور حولها جدال هذه الأيام هي تهنئة النصارى بأعيادهم وطبيعة العلاقة بيننا وبينهم ومصادقتهم .
ومن باب إحقاق الحق وانطلاقا من قوله تعالى ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا, اعدلوا هو أقرب للتقوى ) وحتى لا ننجرف وراء ما يدعيه هننجتون في كتابه (صراع الحضارات ) -Clash of civilizations- وبما أنني عشت بين ظهرانيهم وفي عقر دارهم أنقل لكم تجربتي الشخصية المتواضعة معهم, وهنا أنوه قبل أن يسيء البعض الظن أننا يجب أن نفرق بين الأنصاف وحسن المعاملة ومحاولة كسب قلوبهم لهذا الدين بدون إكراه مع مخالفتهم وتبيان الأخطاء العقدية ولكن بالتي هي أحسن,وبين حبهم وموالاتهم ....واليكم بعضا من هذه المواقف .
الموقف الأول :أمريكي يطأطئ رأسه احتراما لصلاتنا
في أحد الليالي الربيعية في ولاية ويست فرجينيا كان يوجد خلف المنزل الذي استأجرته مساحة من الأرض مغطاة (بالثيل ) كما نطلق عليه وكنا قد جلسنا بعد أن فرشنا تحتنا بساطا لنتقي به البلل والسماد .... بدأنا الجلسة منذ العصر حيث شمس العصير الجميلة بعد ذلك حل الظلام وقمنا لتأدية صلاة المغرب جماعة وبعد الانتهاء منها عدنا للحديث وشرب الشاي والقهوة وكنا مجموعة من الكويت والمملكة العربية السعودية...بعد ذلك حانت صلاة العشاء فأذنا ثم أقمنا الصلاة وكبر الأمام - وكان على ما أذكر هو الأخ إبراهيم السعيد من أهل الرياض بالمملكة العربية السعودية ..وأثناء الصلاة التي كانت جهورية وكان صوت الأخ إبراهيم جميلا وصل رجل أمريكي نحيلا يرتدي بنطالا مصنوع من الجينز الأزرق الذي اختفى لونه لكثرة الاستهلاك ويضع قبعة رعاة البقر لونها أسود مغبر , وكان يسكن في ملحق خلف المنزل وكانت قبلتنا باتجاه الملحق .. فلما رأى الأمريكي هذا المشهد ....السماء زرقاء من البرد والقمر بدر.... والنجوم تتلألأ ورجال يصطفون خلف رجل يكاد صوته يلين الصخر .... فما كان من هذا لأمريكي إلا أن نزع قبعته ثم وضعها على صدره وطأطأ رأسه إلى أن أتممنا صلاتنا .. بعدها قال بتأثر شديد Amen -آمين- وهي كلمة يقولونها بعد الدعاء قبل الأكل وهي اللهم استجب.ثم دخل منزله .
الموقف الثاني: الأمريكية تبكي لأن زوجها المسلم لا يريد أن يصلي !!!
دخلتGreta والدموع تتساقط من عينيها وهي فزعة ....قالت لها أم محمد مابك بعد أن هدأت من روعها ...... زوجي العربي المسلم تعبت وأنا أنصحه لكي يصلي وهو مصر على عناده لا يريد الصلاة بل يقول I am animal - أنا حيوان والحيوان لا يصلي – أجلكم الله... وفعلا في أحد الأيام كنت في الجامعة وقد تأخرت عن صلاة الجمعة وذهبت مسرعا فمررت بالكافتيريا فاذا بي أجده جالسا مع أصحابه العرب الذين لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه يحتسون الشاي .... أما زوجته الأمريكية البيضاء فلا تفوتها الصلاة وهي نشيطة في المركز الإسلامي بل تعلمت الطبخ العربي لكي تشارك في طبق الخير الذي يقيمه المركز.....أتدرون ماذا حصل لها بعد أن تخرج صاحبنا وعاد إلى الأمارات طلقها لكي يتزوج واحدة من أقاربه.. أما أختنا هذه فوفقها الله للعمل في مدرسة أجنبية في الأمارات وهي تعيش مع ولدها ...محمد .وتزور والديها كل صيف في أمريكا لكي يتربى محمد في بيئة إسلامية كما تقول... وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم -( تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ).
الموقف الثالث: ما دينكم ؟؟
لم يدعني عواء طفل جارتنا أن أنام بسبب بكاءه طوال الليل بسبب المرض – وجارتنا هذه أمريكية سوداء – يعمل زوجها سائقا لشاحنة فلا يرونه في الأسبوع الا مرة أو مرتين , ولا يفصل بين شقتنا وشقتها سوى باب موصد ... وفي أحد الليالي – كما ذكرت - أخذ أحد أطفالها الصغار بالبكاء طوال الليل بسبب المرض ....فطلبت من زوجتي أم محمد أن تذهب وتقول لها أن نأخذ طفلها للمستشفى فاستحت أم محمد ...كما أن الطفل هدأ بكاءه ونام .. ولكن في الصباح ذهبت أم محمد لتطمئن على الطفل وقالت لجارتنا : إن زوجي طلب مني البارحة أن نأخذ طفلك الى المستشفى .... لم تكد تصدق جارتنا وقد فغرت فاها.... تذهبون في منتصف الليل في هذا البرد القارص بطفلي بدون مقابل !! قالت لها أم محمد نعم ألست جارتنا وهذا من حقوق الجار.... أتدرون ماذا قالت فورا : ما دينكم ؟؟ .
الموقف الرابع : مدرس مادة : مقارنة الأديان يقول ان الأسلام أفضل دين !
أثناء دراستي في كلية كياهوغا كميونيتي كوليج في كليفلاند – أوهايو- درسنا مادة : مقارنة أديان وكان الذي يدرسنا رجل دين نصراني (قسيس ) عرفت ذلك من ملابسه فانه دائما يرتدي بلوزة وفوقها جاكيت وقد درسنا تاريخ الأديان منذ نشأتها وما وصلت اليه في وقتنا الحاضر لأن القوم يجرون أبحاثا ويرسلون الباحثين الى مواطن هذه الأديان ...الطاوية والبوذية واليهودية والمسيحية والأسلام الذي شد انتباه الطلبة رغم أن مصادر المحاضر كانت عن الصوفية كابن عربي والحلاج وغيرهم وكان كلامه منصفا فقد تحدث عن الحج والحجاب وحين تحدث عن الزكاة قال بالحرف الواحد .. ان أفضل مصارف الزكاة تجدونها في الأسلام الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وفي سبيل الله ....وليس عندنا – والحديث للمحاضر- حيث تجد أموال التبرعات للكنيسة يشتري بها الفاذر سيارة آخر موديل .
أتمنى أن لاتحرموني من تعليقكم قبل أن أنشره في الجريدة ودمتم بخير .
بعض الناس يرسم في ذهنه صورة خيالية عن أمر ما ويظن أن هذه هي الحقيقة الغير قابلة للنقاش أو حتى التعديل , والبعض الآخر يقرأ نصوصا أعمق من فهمه ويفسرها تفسيرا وفق محدودية إدراكه أو يسقطها في واقع غير واقعها . ومن المواضيع التي يدور حولها جدال هذه الأيام هي تهنئة النصارى بأعيادهم وطبيعة العلاقة بيننا وبينهم ومصادقتهم .
ومن باب إحقاق الحق وانطلاقا من قوله تعالى ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا, اعدلوا هو أقرب للتقوى ) وحتى لا ننجرف وراء ما يدعيه هننجتون في كتابه (صراع الحضارات ) -Clash of civilizations- وبما أنني عشت بين ظهرانيهم وفي عقر دارهم أنقل لكم تجربتي الشخصية المتواضعة معهم, وهنا أنوه قبل أن يسيء البعض الظن أننا يجب أن نفرق بين الأنصاف وحسن المعاملة ومحاولة كسب قلوبهم لهذا الدين بدون إكراه مع مخالفتهم وتبيان الأخطاء العقدية ولكن بالتي هي أحسن,وبين حبهم وموالاتهم ....واليكم بعضا من هذه المواقف .
الموقف الأول :أمريكي يطأطئ رأسه احتراما لصلاتنا
في أحد الليالي الربيعية في ولاية ويست فرجينيا كان يوجد خلف المنزل الذي استأجرته مساحة من الأرض مغطاة (بالثيل ) كما نطلق عليه وكنا قد جلسنا بعد أن فرشنا تحتنا بساطا لنتقي به البلل والسماد .... بدأنا الجلسة منذ العصر حيث شمس العصير الجميلة بعد ذلك حل الظلام وقمنا لتأدية صلاة المغرب جماعة وبعد الانتهاء منها عدنا للحديث وشرب الشاي والقهوة وكنا مجموعة من الكويت والمملكة العربية السعودية...بعد ذلك حانت صلاة العشاء فأذنا ثم أقمنا الصلاة وكبر الأمام - وكان على ما أذكر هو الأخ إبراهيم السعيد من أهل الرياض بالمملكة العربية السعودية ..وأثناء الصلاة التي كانت جهورية وكان صوت الأخ إبراهيم جميلا وصل رجل أمريكي نحيلا يرتدي بنطالا مصنوع من الجينز الأزرق الذي اختفى لونه لكثرة الاستهلاك ويضع قبعة رعاة البقر لونها أسود مغبر , وكان يسكن في ملحق خلف المنزل وكانت قبلتنا باتجاه الملحق .. فلما رأى الأمريكي هذا المشهد ....السماء زرقاء من البرد والقمر بدر.... والنجوم تتلألأ ورجال يصطفون خلف رجل يكاد صوته يلين الصخر .... فما كان من هذا لأمريكي إلا أن نزع قبعته ثم وضعها على صدره وطأطأ رأسه إلى أن أتممنا صلاتنا .. بعدها قال بتأثر شديد Amen -آمين- وهي كلمة يقولونها بعد الدعاء قبل الأكل وهي اللهم استجب.ثم دخل منزله .
الموقف الثاني: الأمريكية تبكي لأن زوجها المسلم لا يريد أن يصلي !!!
دخلتGreta والدموع تتساقط من عينيها وهي فزعة ....قالت لها أم محمد مابك بعد أن هدأت من روعها ...... زوجي العربي المسلم تعبت وأنا أنصحه لكي يصلي وهو مصر على عناده لا يريد الصلاة بل يقول I am animal - أنا حيوان والحيوان لا يصلي – أجلكم الله... وفعلا في أحد الأيام كنت في الجامعة وقد تأخرت عن صلاة الجمعة وذهبت مسرعا فمررت بالكافتيريا فاذا بي أجده جالسا مع أصحابه العرب الذين لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه يحتسون الشاي .... أما زوجته الأمريكية البيضاء فلا تفوتها الصلاة وهي نشيطة في المركز الإسلامي بل تعلمت الطبخ العربي لكي تشارك في طبق الخير الذي يقيمه المركز.....أتدرون ماذا حصل لها بعد أن تخرج صاحبنا وعاد إلى الأمارات طلقها لكي يتزوج واحدة من أقاربه.. أما أختنا هذه فوفقها الله للعمل في مدرسة أجنبية في الأمارات وهي تعيش مع ولدها ...محمد .وتزور والديها كل صيف في أمريكا لكي يتربى محمد في بيئة إسلامية كما تقول... وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم -( تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ).
الموقف الثالث: ما دينكم ؟؟
لم يدعني عواء طفل جارتنا أن أنام بسبب بكاءه طوال الليل بسبب المرض – وجارتنا هذه أمريكية سوداء – يعمل زوجها سائقا لشاحنة فلا يرونه في الأسبوع الا مرة أو مرتين , ولا يفصل بين شقتنا وشقتها سوى باب موصد ... وفي أحد الليالي – كما ذكرت - أخذ أحد أطفالها الصغار بالبكاء طوال الليل بسبب المرض ....فطلبت من زوجتي أم محمد أن تذهب وتقول لها أن نأخذ طفلها للمستشفى فاستحت أم محمد ...كما أن الطفل هدأ بكاءه ونام .. ولكن في الصباح ذهبت أم محمد لتطمئن على الطفل وقالت لجارتنا : إن زوجي طلب مني البارحة أن نأخذ طفلك الى المستشفى .... لم تكد تصدق جارتنا وقد فغرت فاها.... تذهبون في منتصف الليل في هذا البرد القارص بطفلي بدون مقابل !! قالت لها أم محمد نعم ألست جارتنا وهذا من حقوق الجار.... أتدرون ماذا قالت فورا : ما دينكم ؟؟ .
الموقف الرابع : مدرس مادة : مقارنة الأديان يقول ان الأسلام أفضل دين !
أثناء دراستي في كلية كياهوغا كميونيتي كوليج في كليفلاند – أوهايو- درسنا مادة : مقارنة أديان وكان الذي يدرسنا رجل دين نصراني (قسيس ) عرفت ذلك من ملابسه فانه دائما يرتدي بلوزة وفوقها جاكيت وقد درسنا تاريخ الأديان منذ نشأتها وما وصلت اليه في وقتنا الحاضر لأن القوم يجرون أبحاثا ويرسلون الباحثين الى مواطن هذه الأديان ...الطاوية والبوذية واليهودية والمسيحية والأسلام الذي شد انتباه الطلبة رغم أن مصادر المحاضر كانت عن الصوفية كابن عربي والحلاج وغيرهم وكان كلامه منصفا فقد تحدث عن الحج والحجاب وحين تحدث عن الزكاة قال بالحرف الواحد .. ان أفضل مصارف الزكاة تجدونها في الأسلام الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وفي سبيل الله ....وليس عندنا – والحديث للمحاضر- حيث تجد أموال التبرعات للكنيسة يشتري بها الفاذر سيارة آخر موديل .
أتمنى أن لاتحرموني من تعليقكم قبل أن أنشره في الجريدة ودمتم بخير .