سهيل الدراج
عضو محترف
اليورو يتعرض لأكبر خسارة اسبوعية منذ عام ونصف .. !!
سهيل الدراج - الرياض - 9 فبراير 2008م
سهيل الدراج - الرياض - 9 فبراير 2008م
تلقى اليورو هذا الاسبوع خسارة كبيرة امام اكثر من 14 عملة عالمية ، حيث فقــد حوالي 2.3% امام الدولار وهذه تعتبر اكبر خسارة اسبوعية لليورو منذ اكثر من سنة ونصف.. وجاء هذا التراجع بعد ان تحدث السيد جين كلاود تريشيت ، رئيس البنك المركزى الأوروبي ECB عن ان المركزى الأوروبي قد يغير سياسته تجاه الفائدة الأوروبية التى مازالت عند 4% ( اربعة بالمائة ) وهو اعلى معدل للفائدة منذ اكثر من 6 سنوات ، ولم يخفى السيد ترتشيت قلقه من انزلاق الاقتصاد الأوروبي الى الركود متأثراً بالركود في الولايات المتحدة ، وبعد هذا الخطاب زالت المخاوف لدى الاقتصاديين من ان البنك المركزى الأوروبي قد يرفع الفائدة للسيطرة على التضخم .. لكن قرار البنك جاء متــوازناً وابقى على الفائدة دون تغير عند مستوى 4% ( اربعة بالمائة ) ..
وكان تريشيت قد صرح يوم الخميس 7 فبراير على هامش اجتماع البنك المركزى الأوروبي أن أوروبا لن تنجو من تبعات التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة ، وأن كل الخيارات ستبقى مفتوحة امامه بما فيه خيار خفض الفائدة على اليورو .. هذه التصريحات وما سبقها من تكهنات خلال الاسبوع المنصرم أدت الى انخفاض اليورو مقابل العملة الأمريكية ، وبذلك يكون الدولار قد عوض خسائره امام اليورو التى خسرها خلال هذا العام 2008م .. في حين ان محلليين اقتصاديين بدأو يتوقعون ان القرارات التى اتخذها الفدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بشكل متسارع قد يعجل بتعافى الاقتصاد الأمريكي قبل الاقتصاديات الأخرى .
ومما ساهم فى هذه المكاسب للدولار ايضاً ، نصائح من قبل بنك UBS السويسري و بنك مورجان ستانلى الأمريكي ، حيث نصحا عملائهما بشراء الدولار وبيع اليورو ، بعد ظهور تقارير اقتصادية عن الاقتصاد الأوروبي لم تكن مشجعة .. وكان الدولار قد سجل اقل قيمة له امام اليورو في يوم 23 نوفمبر 2007م عندما سجل 1.4967 ، وبدأ بعدها بتحقيق المكاسب حتى بلغ يوم امس الجمعة 1.4495$ ، ليضيف 2.3% خلال الاسبوع الأخير وحده .
على الرغم من الخفض المتسارع في الفائدة على الدولار ، الا ان الدولار حقق مكاسب جيدة خلال هذه السنة ، وحسب رأينا ، فان هذا التراجع لليورو مقابل الدولار هو عملية طبيعية لجنى الأرباح وأن هذه الحركة لن تؤثر في الاتجاه الصاعد للعملة الأوروبية ، وكان اليورو قد حقق مكاسب بلغت 13.8% ( ثلاثة عشر وثمانية بالمائة ) خلال عام 2007م ، و11.4% ( احد عشر وأربعة بالمائة ) خلال عام 2006م ، و 10.6% ( عشرة و ستة بالمائة ) خلال عام 2005م ، وكان السيد وارن بوفيت قد تحدث هذا الاسبوع عن ان الدولار قد يستمر في الانخفاض لعدة سنوات قادمة بسبب تزايد العجز في الميزان التجاري الأمريكي .
بنك انجلترا المركزى هو الآخر بادر في اجتماعه الاعتيادي يوم الخميس الماضي الى خفض الفائدة بمقدار 0.25% ( ربع بالمائة ) على الجنية الاسترلينى لتصبح 5.25% ( خمسة وربع بالمائة ) .. ونلاحظ العقلانية الكبيرة التى تسير بها البنوك المركزية الأوروبية في التعامل مع معدلات الفائدة ، ولكن نتوقع ان البنوك الأوروبية قد تبدأ بخفض الفائدة للتخفيف من وطأة الانزلاق الى ركود اقتصادي ، وكذلك للسيطرة على ارتفاع عملتها الأمر الذى يضعف صادراتها الى العالم .
والى الجانب الآخر من الأطلسى ، وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية ، فقد بات في حكم المؤكد ان الفدرالي الأمريكي سيقوم بخفض جديد للفائدة في اجتماعه القادم يوم 18 مارس 2008م .. وقد اظهر احدث استطلاع للرأى في الولايات المتحدة قامت به شبكة بلومبيرغ الاخبارية ، أن الاقتصاديين يرجحون ان ينخفض النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الى 0.5% خلال الربع الأول من هذا العام ، وهو اضعف معدل نمو منذ عام 2001م الذى شهد أخر ركود اقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية ، في حين اظهر استطلاع أخر للرأى ، ان الاقتصاديين يعتقدون ان منطقة اليورو ستنمو بمقدار 1.7% خلال الربع الأول من هذا العام ..
وتعيش الاسواق المالية في هذه الفترة حالة من القلق بسبب تعرض الاقتصاد الأمريكي لجملة من المشاكل منها مشكلة الرهون العقارية والركود الإقتصادي والتضخم وانخفاض اسعار المنازل وتناقص انفاق المستهلكين ، في فترة يستعد فيها الناخبين الأمريكيين لخوض معركة الانتخابات الرئاسية ..