وسع صدرك
عضو نشط
- التسجيل
- 6 مارس 2007
- المشاركات
- 151
خطوات في الكون معلومة تندم اذا فاتتك
--------------------------------------------------------------------------------
خطوات في الكون
د . أحمد عدنان الجبوري
متخصص في جراحة الجملة العصبية
ليس من السهل تتأمل سعة الكون وما فيه من نجوم ومجرات ؛ من مسافات شاسعة وقياسات بعيدة ، لكني سأحاول في هذه المقالة الاقتراب من تصور سعة الكون وعظمته التي هي تجلٍّ من تجليات عظمة وقدرة خالقه ، وكل الذي أطلبه منك الصبر والتأمل وأنت تقرأ هذه المقالة الصغيرة الحجم الطويلة الأبعاد والمسافات .......
ومادمنا في صدد التحدث عن المسافات فإن أول شيء وضعه العلماء كوحدة لقياس المسافة الكونية هي سرعة الضوء ، وهي تساوي 300 ألف كم في الثانية الواحدة ، ولعلك لم تدرك معنى هذه السرعة ، لذا سأضرب لك مثالاً يوضح معناه ، فلو كانت هناك مركبة تسير بهذه السرعة فإنها ستقطع المسافة من الموصل إلى البصرة - وهما مدينتان في العراق - 300 مرة في الثانية الواحدة ذهاباً وإياباً ، وأن هذه المركبة ذات السرعة الضوئية ستجوب محيط الأرض ثمان مرات في الثانية الواحدة .
هذه هي الوحدة التي استخدموها لقياس المسافات الكونية ، لا الكيلومترات والأميال !! وهم لم يختاروا هذه الوحدة القياسية هكذا خبط عشواء ، إنما وجدوا تلك أنسب وحدة حين يُتَكَلَم عن النجوم والمجرات ....
وحين نشرع بترك الأرض والسير بأعماق السماء بهذه السرعة ، فأول شيء سنلتقي به هو القمر إذ إنه يبعد عنا 1,5 ثانية ضوئية
أي أنك لو أرسلت شعاعاً ضوئياً من الأرض فإن مُقَدّمته ستصل القمر بعد 1,5 ثانية في حين استغرقت المركبة الفضائية التي أرسلت إليه سنة 1967 ثلاثة أيام بلياليها لترسو على سطح القمر.
أما المسافة التي بين أرضنا وأقرب نجم إلينا وهو الشمس فهي 8 دقائق ضوئية أي أن شعاع الشمس وهو يترك سطحها فإنه يستغرق ثمان دقائق حتى يضرب سطح الأرض ، لكنه سيحتاج إلى 6 ساعات حتى يصل إلى أبعد كوكب في المجموعة الشمسية ألا وهو كوكب بلوتو ، ثم يسير هذا الضوء المنطلق من الشمس وحيداً فريداً لا يصادف أي جسم ليس لدقائق أو ساعات ولا حتى لأيام أو شهور بل لمدة أربع سنوات حتى يصل إلى أقرب نجم لشمسنا وهو النجم الذي يسمونه (فاقنطورس) تَصَوّر –إذا كنت تستطيع التصور !– ضوء يقطع المسافة من الموصل إلى البصرة 300 مرة بالثانية الواحدة يسير لمدة 4 سنوات حتى يصل إلى (الجار الملاصق!) للشمس ، هذا واعلم أن الضوء يقطع مسافة حوالي عشرة ملايين ملايين كم في السنة الواحدة !!
ولكي أقرب إليك معنى هذه المسافة (أربع سنين ضوئية) هاك المثال التالي : لو كانت الشمس بحجم برتقالة قطرها 10 سم موضوعة في بغداد فإن الأرض ستكون بحجم كرة صغيرة قطرها 1,5 ملم موضوعة على مسافة 15 متر من تلك البرتقالة أما النجم الجار (فاقنطورس) فإنه سيكون بحجم برتقالة قطرها 10 سم لكنها موضوعة في لندن !!
بعد (فاقنطورس) يظل الضوء يسير ويسير في ظلمة الكون وحيداً لسنوات أخرى في جارة أخرى من جارات الشمس ، وستمضي عليه عشر سنين ضوئية ليمر على كل جارات الشمس السبعة ، بعد أن يقطع الضوء مسيرة عشر سنين وهو يتجول بين جارات الشمس ؛ سنجد أنفسنا وسط بحر من النجوم لا حصر لعددها تحيط بنا من كل جهة وسنلتقي حتماً بنجوم جديدة عند 13 سنة ....وعشرين سنة ...
نجوم من فوقنا وتحتنا ومن أمامنا وخلفنا لعشرات بل ومئات السنين الضوئية ومع ذلك ستستمر النجوم الجديدة بالظهور في طريقنا كما في بدايته ، وسنشعر بحاجتنا إلى وقفة تأمل في أعداد هذه النجوم ، أما بعيوننا المجردة فإننا لا نستطيع أن نحسب أكثر من 6 آلاف نجم ! ، لكن في حقيقة الأمر فإن المجرة التي نحن فيها تحتوي على مائتي ألف مليون نجم .
وهذا عدد سهل اللفظ لكنه مستحيل التصور ، ولعله يتبادر إلى ذهنك الآن أن في وسط هذا الزحام الشديد من النجوم فإنه لابد وان تحدث حالات من الصدام بين نجم وآخر ، وهذا الشيء لا يحدث أبداً ! لأن معدل المسافة التي تفصل بين نجم وآخر هي أربع سنين ضوئية أي أنه لو كان النجم على شكل سيارة عرضها متر فإنها ستسير بمفردها بشارع عرضه خمسون ألف كم (أي عشرة آلاف كم أكثر من محيط الأرض) وإن أقرب نجم إلينا ستكون سيارة ثانية لكي تسير بشارع خيالي آخر مثل شارعها !! و هكذا فإن الفلك (الشارع) الخاص بكل نجم يبلغ خمسين مليون ضعف حجم ذلك النجم .
ثم يجوب الضوء في أعماق مجرتنا ذات المليارات من النجوم بسنوات طويلة حتى إذا سار بين نجم في طرفها ونجم في طرفها الآخر (قطر المجرة) فإنه سيحتاج إلى مئة ألف سنة ، أما إذا سار من الشمس إلى حدود المجرة الخارجية فإنه سيحتاج إلى ثلاثين ألف سنة ؛ عندها سيترك المجرة ليسير مرة أخرى وحيداً لا يعترض طريقه شيء لآلاف السنين الضوئية حتى يصل إلى جارة مجرتنا التي يسمونها (الأندروميدا) بعد مسيرة مليوني سنة !!
أتستطيع أن تدرك هذا الكلام ؟
لا أقول تتخيل ، لأن ذلك فوق طاقة عقلك ...
ضوء يسير بسرعة 300 ألف كم في الثانية الواحدة سيحتاج إلى مليوني سنة كي يصل إلى الجار القريب لمجرتنا ولعلك الآن وبعد أن أصابك الإعياء تقول : إذن هذه هي السماوات السبع وهذه هي حدود الكون ..
في الحقيقة إننا لم نزل في أول خطوة نتجول فيها بمركبتنا الضوئية نجوب بها هذا الكون !! لأن عدد المجرات في كوننا والتي نستطيع أن نرصدها بالتلسكوبات الحديثة يبلغ (مئة مليار مجرة)! مرة أخرى رقم سهل النطق به وكتابته ، لكنه صعب إدراكه أو تخيله ....
ألا ما أعظم هذا الكون وما أوسعه !!
وصدق الله فاطره حين قال : (لا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) .
وصدق تعالى خالق الكون ومبدعه في قوله: (لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون). نعم أكثر الناس لا يعلمون .
إن القلة الذين يعلمون ، فيقفون بخشوع أمام عظمة الله الذي يدبر هذه المنظومة الكونية بحكمة وإتقان لا يشغله ذلك عن تدبير شؤون الحياة لملايين الأنواع من الأحياء الذين يدبون على سطح هذا الكوكب الذي مَثَلهُ في وسط هذه المجرات كمثل نملة صغيرة في وسط غابات الأرض مجتمعة .!!
والحمد لله رب العالمين
منقول من نوادي المضاربة والاستثمار
--------------------------------------------------------------------------------
خطوات في الكون
د . أحمد عدنان الجبوري
متخصص في جراحة الجملة العصبية
ليس من السهل تتأمل سعة الكون وما فيه من نجوم ومجرات ؛ من مسافات شاسعة وقياسات بعيدة ، لكني سأحاول في هذه المقالة الاقتراب من تصور سعة الكون وعظمته التي هي تجلٍّ من تجليات عظمة وقدرة خالقه ، وكل الذي أطلبه منك الصبر والتأمل وأنت تقرأ هذه المقالة الصغيرة الحجم الطويلة الأبعاد والمسافات .......
ومادمنا في صدد التحدث عن المسافات فإن أول شيء وضعه العلماء كوحدة لقياس المسافة الكونية هي سرعة الضوء ، وهي تساوي 300 ألف كم في الثانية الواحدة ، ولعلك لم تدرك معنى هذه السرعة ، لذا سأضرب لك مثالاً يوضح معناه ، فلو كانت هناك مركبة تسير بهذه السرعة فإنها ستقطع المسافة من الموصل إلى البصرة - وهما مدينتان في العراق - 300 مرة في الثانية الواحدة ذهاباً وإياباً ، وأن هذه المركبة ذات السرعة الضوئية ستجوب محيط الأرض ثمان مرات في الثانية الواحدة .
هذه هي الوحدة التي استخدموها لقياس المسافات الكونية ، لا الكيلومترات والأميال !! وهم لم يختاروا هذه الوحدة القياسية هكذا خبط عشواء ، إنما وجدوا تلك أنسب وحدة حين يُتَكَلَم عن النجوم والمجرات ....
وحين نشرع بترك الأرض والسير بأعماق السماء بهذه السرعة ، فأول شيء سنلتقي به هو القمر إذ إنه يبعد عنا 1,5 ثانية ضوئية
أي أنك لو أرسلت شعاعاً ضوئياً من الأرض فإن مُقَدّمته ستصل القمر بعد 1,5 ثانية في حين استغرقت المركبة الفضائية التي أرسلت إليه سنة 1967 ثلاثة أيام بلياليها لترسو على سطح القمر.
أما المسافة التي بين أرضنا وأقرب نجم إلينا وهو الشمس فهي 8 دقائق ضوئية أي أن شعاع الشمس وهو يترك سطحها فإنه يستغرق ثمان دقائق حتى يضرب سطح الأرض ، لكنه سيحتاج إلى 6 ساعات حتى يصل إلى أبعد كوكب في المجموعة الشمسية ألا وهو كوكب بلوتو ، ثم يسير هذا الضوء المنطلق من الشمس وحيداً فريداً لا يصادف أي جسم ليس لدقائق أو ساعات ولا حتى لأيام أو شهور بل لمدة أربع سنوات حتى يصل إلى أقرب نجم لشمسنا وهو النجم الذي يسمونه (فاقنطورس) تَصَوّر –إذا كنت تستطيع التصور !– ضوء يقطع المسافة من الموصل إلى البصرة 300 مرة بالثانية الواحدة يسير لمدة 4 سنوات حتى يصل إلى (الجار الملاصق!) للشمس ، هذا واعلم أن الضوء يقطع مسافة حوالي عشرة ملايين ملايين كم في السنة الواحدة !!
ولكي أقرب إليك معنى هذه المسافة (أربع سنين ضوئية) هاك المثال التالي : لو كانت الشمس بحجم برتقالة قطرها 10 سم موضوعة في بغداد فإن الأرض ستكون بحجم كرة صغيرة قطرها 1,5 ملم موضوعة على مسافة 15 متر من تلك البرتقالة أما النجم الجار (فاقنطورس) فإنه سيكون بحجم برتقالة قطرها 10 سم لكنها موضوعة في لندن !!
بعد (فاقنطورس) يظل الضوء يسير ويسير في ظلمة الكون وحيداً لسنوات أخرى في جارة أخرى من جارات الشمس ، وستمضي عليه عشر سنين ضوئية ليمر على كل جارات الشمس السبعة ، بعد أن يقطع الضوء مسيرة عشر سنين وهو يتجول بين جارات الشمس ؛ سنجد أنفسنا وسط بحر من النجوم لا حصر لعددها تحيط بنا من كل جهة وسنلتقي حتماً بنجوم جديدة عند 13 سنة ....وعشرين سنة ...
نجوم من فوقنا وتحتنا ومن أمامنا وخلفنا لعشرات بل ومئات السنين الضوئية ومع ذلك ستستمر النجوم الجديدة بالظهور في طريقنا كما في بدايته ، وسنشعر بحاجتنا إلى وقفة تأمل في أعداد هذه النجوم ، أما بعيوننا المجردة فإننا لا نستطيع أن نحسب أكثر من 6 آلاف نجم ! ، لكن في حقيقة الأمر فإن المجرة التي نحن فيها تحتوي على مائتي ألف مليون نجم .
وهذا عدد سهل اللفظ لكنه مستحيل التصور ، ولعله يتبادر إلى ذهنك الآن أن في وسط هذا الزحام الشديد من النجوم فإنه لابد وان تحدث حالات من الصدام بين نجم وآخر ، وهذا الشيء لا يحدث أبداً ! لأن معدل المسافة التي تفصل بين نجم وآخر هي أربع سنين ضوئية أي أنه لو كان النجم على شكل سيارة عرضها متر فإنها ستسير بمفردها بشارع عرضه خمسون ألف كم (أي عشرة آلاف كم أكثر من محيط الأرض) وإن أقرب نجم إلينا ستكون سيارة ثانية لكي تسير بشارع خيالي آخر مثل شارعها !! و هكذا فإن الفلك (الشارع) الخاص بكل نجم يبلغ خمسين مليون ضعف حجم ذلك النجم .
ثم يجوب الضوء في أعماق مجرتنا ذات المليارات من النجوم بسنوات طويلة حتى إذا سار بين نجم في طرفها ونجم في طرفها الآخر (قطر المجرة) فإنه سيحتاج إلى مئة ألف سنة ، أما إذا سار من الشمس إلى حدود المجرة الخارجية فإنه سيحتاج إلى ثلاثين ألف سنة ؛ عندها سيترك المجرة ليسير مرة أخرى وحيداً لا يعترض طريقه شيء لآلاف السنين الضوئية حتى يصل إلى جارة مجرتنا التي يسمونها (الأندروميدا) بعد مسيرة مليوني سنة !!
أتستطيع أن تدرك هذا الكلام ؟
لا أقول تتخيل ، لأن ذلك فوق طاقة عقلك ...
ضوء يسير بسرعة 300 ألف كم في الثانية الواحدة سيحتاج إلى مليوني سنة كي يصل إلى الجار القريب لمجرتنا ولعلك الآن وبعد أن أصابك الإعياء تقول : إذن هذه هي السماوات السبع وهذه هي حدود الكون ..
في الحقيقة إننا لم نزل في أول خطوة نتجول فيها بمركبتنا الضوئية نجوب بها هذا الكون !! لأن عدد المجرات في كوننا والتي نستطيع أن نرصدها بالتلسكوبات الحديثة يبلغ (مئة مليار مجرة)! مرة أخرى رقم سهل النطق به وكتابته ، لكنه صعب إدراكه أو تخيله ....
ألا ما أعظم هذا الكون وما أوسعه !!
وصدق الله فاطره حين قال : (لا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) .
وصدق تعالى خالق الكون ومبدعه في قوله: (لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون). نعم أكثر الناس لا يعلمون .
إن القلة الذين يعلمون ، فيقفون بخشوع أمام عظمة الله الذي يدبر هذه المنظومة الكونية بحكمة وإتقان لا يشغله ذلك عن تدبير شؤون الحياة لملايين الأنواع من الأحياء الذين يدبون على سطح هذا الكوكب الذي مَثَلهُ في وسط هذه المجرات كمثل نملة صغيرة في وسط غابات الأرض مجتمعة .!!
والحمد لله رب العالمين
منقول من نوادي المضاربة والاستثمار
