بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، وبعد
فإن العالم يترقب عدة أزمات على المدى المتوسط إلى البعيد، فأسعار البترول في ازدياد، مما أدى إلى التوجه لإنتاج وسائل طاقة بديلة تقلل ولو بشكل بسيط من الاعتماد على هذه الطاقة.
اتجهت كثير من الدول إلى إنتاج الإيثانول الحيوي، وعلى رأس هذه الدول، دول الاتحاد الأوروبي، التي تشجع وبقوة على إنتاجه.
ليس كمصدر طاقة فقط، بل لخلطه مع البنزين لتقليل أول أكسيد الكربون والوقود غير المحترق من العوادم. وهذا بالطبع يعتمد على قوانين البيئة المشرعة حول العالم.
قبل أن نشير إلى علاقة الإيثانول بعنوان الموضوع فلنستعرض إنتاج الإيثانول الفعلي والمتوقع إلى ما بعد العام 2015 م في بعض الدول:
الولايات المتحدة الأمريكية
الاتحاد الأوروبي
كندا
الصين وما أدراك ما الصين
البرازيل
بعد أن أخذنا فكرة سريعة عن ازدهار هذا الإنتاج، دعونا نتأمل قليلا في توابع هذا الأمر، ولنسأل أنفسنا:
ماهو تأثير ازدهار انتاج الإيثانول الحيوي بالتزامن مع ارتفاع التضخم حول العالم+النمو السكاني+الطلب المتزايد على الغذاء؟
الحاصل الآن أن كثير من الأراضي المخصصة لإنتاج المزروعات الغذائية، تفقد لصالح إنتاج الإيثانول الحيوي، فكم من مزارع خصصت لزراعة الأرز أو القمح من قبل، تحولت لإنتاج الذرة وقصب السكر، المنتجين الرئيسيين للإيثانول الحيوي.
هذا بالتأكيد سوف يأخذ أسعار الأرز والقمح إلى مستويات لم نسمع بها من قبل، فتخيل أن تشتري خيشة الرز (40 كلغ) بحوالي 200 دينار.
لاحظوا كيف قفزت أسعار المنتوجات الزراعية وفقا لمؤشر جولدمان ساكس من 2007 إلى الآن:
ولاحظوا الأسعار من 2005 إلى يوم كتابة شهر مارس 2008
وهذا أداء الأغذية المتنوعة السعري خلال العام
...................................................................
أين هي بقراتنا السمان؟
بالنسبة لنا في دول الخليج، فإن الفوائض المالية هي بقراتنا السمان، ولكن هذه الفوائض إذا ما كدست أو ستثمرت بالودائع التي لا تغطي عوائدها ما تخسره النقود جراء التضخم، فقل عليها السلام.
تعالت الكثير من الأصوات تطالب الاستثمار في السودان (سلة الغذاء العربي) لتلافي الأزمة الغذائية القادمة.
وأقول: خيرا أن نصل متأخرا من ألا نصل أبدا، فتوجيه جزء من هذه الفوائض إلى الإنتاج الزراعي هو أمر بديهي، وسيعود علينا بالنفع بصورتين:
مال وغذاء
ولا أعرف مالذي يردعنا من الاستثمار في هذا القطاع وقطاعات البنى التحتية والتعليم والقطاع الصحي؟
الدول الغربية فرضت قوانين متعسفة على الصناديق السيادية، ولا ألومهم، فوضعهم صعب، وبالرغم من أن الدول الخليجية لا تملك أجندة سياسية في توجيه هذه الصناديق، إلا أن القانون يشملها.
فمالنا ومالهم، أن نعمل لصالحنا خير من توجيه جل هذه الفوائض في استثمارات شبه خاسرة ونسبة المخاطرة فيها عالية.
الوقت ليس من صالحنا، فإذا ما تقاعسنا، أكلتنا البقرات العجاف وجلسنا نتحسر.
راكان العجمي
أبو محمد الشامري
مصادر:
ويكيبيديا
منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة
ستوك شارتس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، وبعد
فإن العالم يترقب عدة أزمات على المدى المتوسط إلى البعيد، فأسعار البترول في ازدياد، مما أدى إلى التوجه لإنتاج وسائل طاقة بديلة تقلل ولو بشكل بسيط من الاعتماد على هذه الطاقة.
اتجهت كثير من الدول إلى إنتاج الإيثانول الحيوي، وعلى رأس هذه الدول، دول الاتحاد الأوروبي، التي تشجع وبقوة على إنتاجه.
ليس كمصدر طاقة فقط، بل لخلطه مع البنزين لتقليل أول أكسيد الكربون والوقود غير المحترق من العوادم. وهذا بالطبع يعتمد على قوانين البيئة المشرعة حول العالم.
قبل أن نشير إلى علاقة الإيثانول بعنوان الموضوع فلنستعرض إنتاج الإيثانول الفعلي والمتوقع إلى ما بعد العام 2015 م في بعض الدول:
الولايات المتحدة الأمريكية
الاتحاد الأوروبي
كندا
الصين وما أدراك ما الصين
البرازيل
بعد أن أخذنا فكرة سريعة عن ازدهار هذا الإنتاج، دعونا نتأمل قليلا في توابع هذا الأمر، ولنسأل أنفسنا:
ماهو تأثير ازدهار انتاج الإيثانول الحيوي بالتزامن مع ارتفاع التضخم حول العالم+النمو السكاني+الطلب المتزايد على الغذاء؟
الحاصل الآن أن كثير من الأراضي المخصصة لإنتاج المزروعات الغذائية، تفقد لصالح إنتاج الإيثانول الحيوي، فكم من مزارع خصصت لزراعة الأرز أو القمح من قبل، تحولت لإنتاج الذرة وقصب السكر، المنتجين الرئيسيين للإيثانول الحيوي.
هذا بالتأكيد سوف يأخذ أسعار الأرز والقمح إلى مستويات لم نسمع بها من قبل، فتخيل أن تشتري خيشة الرز (40 كلغ) بحوالي 200 دينار.
لاحظوا كيف قفزت أسعار المنتوجات الزراعية وفقا لمؤشر جولدمان ساكس من 2007 إلى الآن:
ولاحظوا الأسعار من 2005 إلى يوم كتابة شهر مارس 2008
وهذا أداء الأغذية المتنوعة السعري خلال العام
...................................................................
أين هي بقراتنا السمان؟
بالنسبة لنا في دول الخليج، فإن الفوائض المالية هي بقراتنا السمان، ولكن هذه الفوائض إذا ما كدست أو ستثمرت بالودائع التي لا تغطي عوائدها ما تخسره النقود جراء التضخم، فقل عليها السلام.
تعالت الكثير من الأصوات تطالب الاستثمار في السودان (سلة الغذاء العربي) لتلافي الأزمة الغذائية القادمة.
وأقول: خيرا أن نصل متأخرا من ألا نصل أبدا، فتوجيه جزء من هذه الفوائض إلى الإنتاج الزراعي هو أمر بديهي، وسيعود علينا بالنفع بصورتين:
مال وغذاء
ولا أعرف مالذي يردعنا من الاستثمار في هذا القطاع وقطاعات البنى التحتية والتعليم والقطاع الصحي؟
الدول الغربية فرضت قوانين متعسفة على الصناديق السيادية، ولا ألومهم، فوضعهم صعب، وبالرغم من أن الدول الخليجية لا تملك أجندة سياسية في توجيه هذه الصناديق، إلا أن القانون يشملها.
فمالنا ومالهم، أن نعمل لصالحنا خير من توجيه جل هذه الفوائض في استثمارات شبه خاسرة ونسبة المخاطرة فيها عالية.
الوقت ليس من صالحنا، فإذا ما تقاعسنا، أكلتنا البقرات العجاف وجلسنا نتحسر.
راكان العجمي
أبو محمد الشامري
مصادر:
ويكيبيديا
منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة
ستوك شارتس