هكذا يغرر المتلاعبون بصغار المتداولين

المستكشف

عضو نشط
التسجيل
16 يونيو 2004
المشاركات
186
هكذا يغرر المتلاعبون بصغار المتداولين






كتب سعود الفضلي:
«يفعلها المتلاعبون ويكتوي بنارها الصغار». هذه المقولة تنطبق تماماً على الكثير من تداولات البورصة، لا سيما تلك التي يغرر بها المتلاعبون في السوق من شركات ومحافظ ومضاربين بصغار المتداولين، الذين تنقصهم الخبرة الكافية بأمور السوق وكيف تدار الأمور فيه، فتكون نتائجها أرباحاً طائلة للكبار وخسائر فادحة للصغار.
«القبس» ومن خلال استطلاعها لآراء مجموعة من أهل السوق، خرجت بمجموعة من الصور التي يُخدع بها صغار المستثمرين في سوق الكويت للأوراق المالية ويغرر بهم من خلالها، نجمعها في التالي:

1- أوامر البيع الصورية كأن يتم وضع أوامر بيع لكميات كبيرة من سهم ما لا يستطيع أفراد شراءها، ليقوم الطرف المشتري بعد ذلك بعرضها للبيع بسعر أعلى إذا كانت العملية تهدف إلى رفع سعر السهم، وبسعر أقل إذا كانت العملية تستهدف خفض سعر السهم، ليعود الطرف الأول البائع إلى شرائها مرة أخرى، ليقوم بتصريف الكميات التي يملكها من السهم بأسعار مرتفعة، أو بتجميع السهم من ملاكه بأسعار منخفضة. وهذه الطريقة تتم عادة بين اثنين من كبار المضاربين، وتهدف إلى إيهام صغار المستثمرين بأن تغيرات سعرية حدثت لذلك السهم وأنه يحمل في طياته أخباراً إيجابية أو سلبية.

2- من صور البيع الصوري أن ينتهز المضارب أو المستثمر المخادع فرصة ارتفاع في القيمة السوقية لأسهمٍ يمتلكها، فيقوم بالاتفاق مع آخرين لبيعها عليهم صوريّاً بسعر أعلى من السعر السوقي، ثم يقوم هؤلاء الأشخاص في اليوم نفسه بإعادة بيعها له بسعر أعلى، أو يقوم المضارب نفسه بالبيع ثم يعرض بسعر أعلى، ثم يقوم بالشراء وهكذا. ومثل هذه التصرفات من شأنها أن تفرض حالة من الركون والاطمئنان لدى المضاربين بإبقاء أسهمهم وتزايد التعامل على تلك الأسهم. وهو ما يعتبره بعض المضاربين الذين لا يملكون أسهماً في هذه الشركة المساهمة مؤشراً على تحسن أداء الشركة مما يشجعهم على الدخول لشراء هذه الأسهم. فيتسابق الكثير من المتداولين على الشراء كي يظفروا ببعض الأرباح قبل الإقفال، فيقوم المضارب المحترف بالبيع والتصريف عليهم. فإذا أراد للسهم بعد ذلك النزول ليأخذه بأسعار متدنّ.ية، يقوم بالتقاط أسهمه بطريقة محترفة، بحيث لا تثير اهتمام المتعاملين والمضاربين، حتى إذا استحوذ على كمية يستطيع من خلالها ارباك صغار المضاربين على السهم، يقوم بالرش والبيع المكثَّف على السهم، عن طريق عرض كميات كبيرة ومفاجئة للضغط على ملاّك السهم وتخويفهم من وجود أخبار سيئة من شأنها أن تعمل على تدهور سعر السهم عن سعر السوق الحالي، فيقومون بالبيع، حتى يصل سعر السهم إلى أسعار متدنّية يرتضيها المضارب المحترف. فيقوم بعد ذلك بالتجميع والشراء ثم يعمل على رفع سعر السهم كما فعل في البداية.

3- من صور التغرير أيضاً ما يفعله بعض المضاربين من احتكارهم لبعض الأسهم مع البيع الصوري حتى يرتفع السهم، فيقومون بعد ذلك بالبيع والتصريف على الناس، حيث يقوم المضارب بالتجميع على سهم معين لفترة طويلة. فكلما وجد عرضاً للبيع أقدم على الشراء حتى تكاد تنعدم عروض البيع على هذا السهم. وبعد أن يرتفع السعر بفوارق سعريّة جيدة، وإما لكثرة الطلب عليه، إما لوجود أخبار إيجابية حول الشركة، يقوم المضارب بالضغط على السهم، بعرض كمياته التي اشتراها أصلاً بسعر متدن حتى يمل ملاّك السهم من صغار المتداولين، فيضطرون للخلاص من هذا السهم إلى سهم آخر يضاربون فيه، فيبيعونه بخسارة، ليقوم المضارب الكبير بالشراء منهم، حتى إذا خلا له الجو، قام بالشراء من نفسه لنفسه أو بالاتفاق مع آخرين معه، قبل صدور خبر إيجابي حول هذا السهم، أو قبيل انعقاد الجمعية العمومية، ليستفيد من الفارق السعري الجديد عبر المحافظ التي يديرها، معتمداً في ذلك على ضخامة رأس المال الذي يملكه، وقلة خبرة صغار المتداولين في السوق، وضعف الرقابة والإشراف، وعلاقاته التي تمكنه من معرفة الكثير من الأخبار عن الشركات المساهمة قبل غيره.

4- يعتمد البعض أسلوب العروض الوهمية في التغرير بصغار المستثمرين، حيث يقوم مضارب السهم، الذي يملك كميات كبيرة من سهم ما، بوضع أوامر بيع بصفقات مختلفة قبل افتتاح السوق، ليوهم المتداولين في السوق بأن هذه العروض من أكثر من شخص، وأن السهم عليه تصريف، أو أن هناك خبراً سيئاً حوله. مما يجعل ملاك السهم يعرضون ما يملكونه منه للبيع بسعر أقل من سعر المضارب، ليقوم بعدها بسحب عروض البيع الخاصة به، وشراء عروض ملاك الأسهم المخدوعين، ليبدأ السهم في الصعود تدريجياً ليعود المضارب لبيع السهم بفارق سعري عال. وإذا علم المضارب المحترف أن السهم لديه أخبارٌ سلبية قبل إعلان هذا الخبر في سوق المال أو انتشاره، يقوم بعرض طلبات لشراء السهم بأسعار متفاوتة وبصفقات مختلفة، ليوهم المضاربين بأن السهم يحمل محفّزاً أو خبراً جيّداً، فيسارع الناس بعرض طلباتهم بسعر أعلى، حتى يصل سعر السهم لكثرة الطلب إلى أسعار عالية، إلى أن تصل إلى المستوى الذي يُرضي مطمع المضارب، فإذا لم يبق على افتتاح السوق إلا ثوان معدودة، قام بإلغاء جميع طلباته، فما أن يفتتح السوق إلا ويقفز سعر السهم إلى الأعلى، فيغتنم فرصة هذا الصعود ليعرض جميع أسهمه للبيع، ويقوم بالتصريف حتى نفاد الكمية التي لديه.

5- من صور التغرير أيضاً، ما يقوم به بعض كبار المضاربين من عرض طلب شراء لكمية كبيرة من السهم تحت سعر معين، وعرض طلب بيع كمية كبيرة من السهم نفسه فوق سعر معين، وذلك لضبط التذبذب السعري للسهم مع فارق سعري محدد، يتحكّم من خلاله في المضاربة على فوارق بسيطة قد لا تفيد صغار المضاربين لينفرد هو بالمضاربة على السهم بنفسه، فعندما يخشى هذا المضارب تدهور سعر السهم يضع طلبه لشراء كمية كبيرة من السهم بسعر منخفض، مما يساعد على ارتفاع سعر السهم، حتى إذا وصل سعره إلى حد معين، يعرض كميات كبيرة من السهم للبيع بسعر مرتفع ليبدأ السهم بالنزول وهكذا.

6- صور أخرى للتغرير تتمثل في نشر الشائعات والأكاذيب، والترويج للأخبار، وتسريب معلومات خاطئة عن شركة من الشركات، والقيام بعمليات تداول تصاحب هذه الأخبار والشائعات. وما من شك أن مثل هذه الشائعات والمعلومات الخاطئة سوف تترجم عملياً إلى اتخاذ مواقف بيع أو شراء من قبل ملاّك هذا السهم حسب نوع هذه الأخبار. ويقوم عدد من الشركات والمحافظ والأفراد ممن لهم علاقة بمجالس إدارات بعض الشركات بتسريب تلك الأخبار المضللة ليدفعوا صغار المستثمرين لبيع أسهم شركة معينة فتنخفض أسعار أسهمها، فيغتنم بعض صناع السوق والمضاربين المضللين هذا النزول وهذا التدهور ليقوموا بشراء تلك الأسهم بأسعار منخفضة. ثم بعد فترة تظهر الأخبار الإيجابية الصحيحة حول السهم، ليتجه سعر السهم إلى الصعود، فيبادر المتداولون إلى الشراء بعد أن باعوها بخسارة. وتواصل الأسعار مسيرتها التصاعدية إلى أن تصل إلى المستوى الذي يرضي مطامع المضاربين، فيبيعون ما في حوزتهم من ذلك السهم، ثم لا يلبث بعد ذلك أن يتدهور سعر السهم بسبب كثرة الطلب، والنتيجة مزيد من الخسائر على صغار المستثمرين. وقد يعمد البعض إلى تسريب معلومات خاطئة وكاذبة عن سهم شركة معينة تتسبب في ارتفاعه ارتفاعاً حادًّا مفاجئاً، فيبيع على صغار المستثمرين إذا وصل السهم إلى السعر الذي يرتضيه.










دور الإفصاحات والإشاعات





هذه بعض مما قد يقوم به أعضاء مجالس الإدارات للتغرير بصغار المتداولين:
• يقوم بعض أعضاء مجلس إدارة شركة ما، بنفي أخبار حقيقية عن الشركة، إذا ما لاحظوا صعوداً للسهم للحد من ارتفاعه، كي يقوم بعض أصحاب النفوذ بالتجميع على السهم. وبعد مضي أسابيع أو شهور يصدر من الشركة نفسها ما يخالف الإعلان السابق. فتأخذ القيمة السوقية للسهم في الارتفاع ليسارع المتنفذون وشركاؤهم في ممارسة سلسلة من البيوع الصورية لرفع سعر السهم بشكل أكبر، ومن ثم بيع الكميات التي في حوزتهم الأمر ينطبق كذلك على نفي أحد أعضاء مجلس إدارة الشركة وجود خسائر مالية أو أخبار سيئة حول الشركة، ثم بعد ذلك بفترة يفاجأ جمهور المتعاملين في السهم بصحة هذه الأخبار، والقصد من ذلك هو بيع أحد أعضاء مجلس إدارة تلك الشركة غالب أسهمه عند سعر معين من قبل بعض مديري المحافظ.
• من أساليب التغرير بث وإشاعة أخبار إيجابية حول الشركة مما يرفع سعر السهم، وعندما يتورط الكثيرون، وتقوم بعض كبار المحافظ بتصريف أسهمها، تعلن الشركة بأنه لا مبرر لارتفاع السهم، لعدم وجود محفز، فينزل سعر السهم ويتدهور.
• الإفصاحات المنقوصة من قبل بعض الشركات حول الصفقات التي تبرمها، كأن تعلن الشركة عن بيعها لأصل من أصولها دون أن تذكر قيمة الربح، أو أن تستحوذ على شركة دون أن تذكر تفاصيل عن الشركة المستحوذ عليها. هذه الإفصاحات ترفع من سعر سهم الشركة حتى لو لم تتحقق أي ربحية للشركة من بيع الأصل أو من الاستحواذ على الشركة. وفي ذلك خداع وتضليل واضح لجمهور المتداولين.
• تقوم شركة بإبرام صفقة في سرية وهدوء تامين ودون أن يترك ذلك أثراً على السهم. ليبدأ المتنفذون داخل الشركة وخارجها في نشر معلومات بصورة غير رسمية داخل السوق عن بيع بعض أراضيها، وأثر ذلك في زيادة أرباح الشركة. وكنتيجة لهذه الجهود يزداد الطلب على السهم، وتبدأ القيمة السوقية للسهم في الارتفاع، فيسارع المتنفذون في إجراء المزيد من عمليات البيع الصوري، وعندما تصل القيمة السوقية للسهم إلى أقصاها، يسعى هؤلاء إلى التخلص مما يملكونه من تلك الأسهم بالهدوء والسرية نفسهما التي اشتروها بهما، وبشكل لا يترك أثراً عكسياً على السهم، ولا يضير بعد ذلك ان تمت الصفقة أو ألغيت.
 

anw-exchange

عضو نشط
التسجيل
19 يونيو 2008
المشاركات
935
الإقامة
الكويت
جزاك الله خير
 

Metalforever

عضو نشط
التسجيل
19 يوليو 2008
المشاركات
1,321
الإقامة
الكويت
وأين القوانين والضوابط التي يمكن معها منع حدوث هذا التغرير؟ وهل - على سبيل المثال لا الحصر - الأسواق العالمية يوجد لديها ضوابط تحد من هذا الشيئ؟ أقصد ومن وجهة نظري، من الصعب الحد من إستغلال العرض أو الطلب و حياكة مؤامرات طالما عمليات البيع والشراء صحيحة . شكلنا بنترك البورصة على هالكلام هذا ، عشان الواحد فينا بروح بالرجلين بين الكبار ونحن نتفرج كالمساكين مش عارفين كوعنا من بوعنا ...
 
أعلى