يحكى أنه ذات يوم كان هناك طالب علم فقير يجلس في المسجد مع
شيخه ورفاقه وبينما الشيخ يحدثهم قال لهم:
يا طلابي اعلموا أن من تمنى شيئًا
وحرص عليه
وبذل أسبابه
وتحمّل صعابه
ناله ولو بعد حين !
فقال ذلك الطلاب في نفسه:
"لأجرب هذه المعادلة وأرى هل ستنجح أم لا"
وأخذ الشرط الأول "من تمنى شيئًا"
فقال: أتمنى أن أتزوّج بنت الملك.
وذهب في اليوم التالي إلى القصر وقال للحراس:
أريد مقابلة الملك.
فقالوا له:
وماذا تريد منه ؟
فقال:
أريد أن أطلب يد ابنته !
فضحكوا منه واستهزءوا وطردوه.
ثم أخذ الشرط الثاني "وحرص عليه"
وأخذ يتردد مراتٍ عديدة في كل يوم وهو يعيد نفس الطلب الغريب !
وفي أحد الأيام أدخلوه على الملك بعد محاولاتٍ عديدة فقال له الملك:
ماذا تريد ؟
فقال:
أريد أن أطلب يد ابنتك للزواج مني !
استغرب الملك لهذا الشاب الفقير الذي أتى لطلب يد ابنته وقال له:
ولم تطلب يد ابنتي بالذات وهي ليست من مقامك ؟
فقال:
إن شيخي قال لي:
"من تمنى شيئًا" فتمنيت الزواج من ابنتك
"وحرص عليه" فحرصت على ذلك وأصررت رغم طرد الحراس لي
"وبذل أسبابه" وأنا بذلت السبب في الحضور في كل مرة والإصرار على دخولي إليك بأي وسيلة
"وتحمّل صعابه" وأنا شابٌ فقير لي لدي شيء وتحملت المشاق من أجل هذه الأمنية
"ناله ولو بعد حين" .
فأعجب الملك به وبتفكيره وزوجّه ابنته وأجزل له بالعطاء فنال تلك الأمنية بعد حين
-----------
كل إنسان يتمنى أن يكون مميزًا وجادًا ومخلصًا ومتفوقًا في أدائه من جميع النواحي
وكثيرون منا يتمنون التغيير والوصول إلى الأهداف وهم واقفون في نفس المكان يراقبون
الناس وينتظرون السماء أن تمطر ذهبًا !
إن التغيير لا يأتي إلا من داخل النفس ومن يريد النجاح لابد أن يستغل جميع
طاقاته وإمكانياته وتفكيره ..
ولا بد من التعثر والفشل والسقوط والألم حتى يتحقق النجاح المراد الوصول إليه
وكما أقول أنا دائمًا:
نحن لا نعيش لنتألم .. إنما نتألم لنعيش !
ابحث عن التغيير في خبايا روحك ..
اكتشف طاقاتك وحررها ..
أبدع في عملك وتوجّه إلى ما تحب حتى تعطي فيه ..
اجعل عطائك للكل وبروحٍ راضية ..
افخر بنفسك واستشعر طعم التميّز والانتصار ..
أنت إنسانٌ مميزٌ ومختلف بروحك وبتفكيرك وبشكلك وجوهرك
ومظهرك وحتى بصمة يديك ..
لا تكن إمعة .. كوّن شخصيتك
وانطلق في الفضاء ولا تستسلم ..
واصل عملك دومًا .. فسوف تصل إلى ما يرضيك
واتخذ لك رفقةً مميزة تعين وتعاون وتقوّمك عند سقوطك ..
الحياة فرص فلا تضيع فرصك بالإنتظار بل بادر بإقنتاصها