ما عدا قطاع البنوك
عــــدم توزيـــع أربـــاح ستكــــــون السمـــــــــة الغالبـــــــة فــــــي البـــورصــــة
كتب أحمد سليم
اضحى التراجع الحاد في سوق الكويت للأوراق المالية هاجسا يؤرق الجميع في ظل الأزمة المالية بالكويت خصوصا بعد تزايد مشكلات الائتمان للشركات فيما ظهرت مطالبات للشركات المدرجة في البورصة كي تقوم بتوزيع ارباح على المساهمين.
ومن هنا توجهت «عالم اليوم» لعدد من الخبراء والمحللين الماليين والاقتصاديين لاستطلاع ارائهم حول ما إذا كانت الشركات ستلجأ إلى توزيع ارباح على المساهمين أم لا، وفي حالة التوزيع هل ستركز على توزيع أرباح نقدية أم اسهم منحة، وفيما يلي تفاصيل التحقيق:
أكد نائب رئيس أول إدارة المحافظ وأصول الغير في شركة الاستثمارات الصناعية والمالية طلال المزيني انه في ظل الأزمة الطاحنة التي حدثت في 2008 وتداعياتها التي طالت كافة القطاعات في السوق المحلي وتأثرت بها الشركات، فأعتقد انه يعتبر من الذكاء والافضل للشركات ان تقوم به في ظل الوضع الراهن هو عدم توزيعها لارباح عام 2008، حيث ان الشركات حاليا ومع انتهاء 2008 تصارع الآن للبقاء فقط على قيد الحياة في 2009.
واسترسل المزيني قائلا انه لا يؤيد الشركات التي تقوم بتوزيع أرباح في ظل الأوضاع الراهنة، مشددا على أهميــــة اتجاه الشركــــات للعمل على تغطية التزاماتها وديونها للبنوك وتوجيه أي سيولة متوفرة لديها لهـــذا الهدف.
صراعات إدارية
اشار المزيني إلى أن الشركات سوف تشهد في الفترة المقبلة صراعات في مجالس إداراتها لتوزيع ارباح على المساهمين في ظل الظروف الحالية بسبب ممارسة ضغوط من قبل المساهمين في هذه الشركات على مجالس إدارتها وذلك لتعويض هؤلاء المساهمين عن خسائرهم.
ترحيل الأرباح
من جهته قال نائب العضو المنتدب لشركة أثمان الاستثمارية يوسف العبد الرزاق انه في ظل الأزمة المالية التي تمر بها الكويت والتراجع الحاد في سوق الكويت للأوراق المالية، فليس من المتوقع ان تلجأ الشركات إلى توزيع ارباح على المساهمين في مثل هذه الظروف موضحا ان الشركات التي حققت ارباحاً في 2008 ستلجأ إلى ترحيلها أو تحويلها إلى احتياطات حتى تكون لديها القدرة للخروج من الأزمة والوفاء بالتزاماتها خلال الفترة المقبلة. وأضاف العبدالرزاق انه حتى بعض البنوك الكبيرة والتي كانت تعتبر من أكثر الشركات توزيعا للأرباح في السوق ستظهر توزيعاتها للارباح هذا العام أقل من المتوقع وذلك في ظل الأزمة الراهنة والأوضاع الحالية للسوق.
التحويل إلى الاحتياطيات
ومن جهته أكد المحلل المالي والاقتصادي مجدي صبري على أنه ليس من المنطقي ان تقوم الشركات بتوزيع ارباح في ظل الأزمة المالية الحالية والتي تفرض على جميع الشركات تحويل ارباحها ان كانت موجودة إلى احتياطات لكي تساعدها على تجاوز الأزمة خلال الفترة المقبلة.
وأبدى صبري دهشته في ان تفكر شركة تحتضر ومهددة باشهار افلاسها ولا تستطيع الوفاء بالالتزامات التي عليها بأن تقوم بتوزيع ارباح لإرضاء مساهميها في ظل الضائقة المالية التي تواجه الشركات.
قطاع البنوك
وأضاف انه في ظل الأوضاع الحالية يصعب التنبؤ بالتوزيعات إلا ان قطاع البنوك هو القطاع الوحيد الذي يمكن أن يقوم بتوزيع ارباح أما بالنسبة للشركات فأنه ليس من السهولة ان تقوم بتوزيع أرباح.
وبين صبري ان ميزانية الدولة كذلك ستشهد تخفيضاً بما يوازي 30% مقارنة بالميزانية في العام السابق، وهو ما يعني انكماشا في الانفاق الحكومي الأمر الذي سينعكس سلبياً على التنمية الاقتصادية من جهة وعلى الشركات المدرجة من جهة أخرى وكل هذه الاسباب ترجع إلى عدم قيام الشركات بتوزيع أرباح.
ضبابية السوق
ومن جهة اخرى اوضح مدير اول الوساطة المالية في شركة كي اي سي للوساطة المالية فهد الشريعان انه في ظل التراجع الحاد لسوق الكويت للاوراق المالية بصورة لم تشهدها من قبل فأنه ليس من المناسب ان نضغط على السوق بتوزيع أسهم منحة أو زيادة رأسمال ، مشيراً الى أنه لايخدم السوق ويساعده إلا قيام الشركات بتوزيع أرباح نقدية على المساهمين.
واسترسل الشريعان قائلاً بأنه نظراً للاوضاع الحالية التي تمر بها الشركات واثر تأثرها بالأزمة المالية وازمة التمويل وشح السيولة نجد بأنه ليس من المنطقي ان تقوم بتوزيع ارباح نقدية، وبالتالي يكون الحل الامثل لهذه الشركات هو ترحيل الأرباح.
وأشار الشريعان الى ان السوق ضبابي في ظل غياب الشفافية وغياب البيانات والمعلومات الدقيقة عن الشركات المدرجة فيه والتي لايمكن ان يبني عليها أي توقعات للسوق للفترة المقبلة.