روائع الفوائد لابن القيم الجوزية
(معرفة الله و الإعراض عنه)من أعجب الأشياء: أن تعرفه ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة، و أن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لاتطلب الأُنس بطاعته، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه.
و أعجب من هذا : علمك أنك لابد لك منه، وأنك أحوج شيء إليه، وأنت عنه معرض ، وفيما يبعدك عنه راغب
(الاستغناء بالله)
إذا استغنى الناس بالدنيا، فاستغنِ أنت بالله . و إذا فرحوا بالدنيا، فافرح أنت بالله. و إذا أنسوا بأحبابهم ، فاجعل أنسك بالله. و إذا تعرفوا إلى ملوكهم و كبرائهم، و تقربوا إليهم، لينالوا بهم العزة و الرفعة، فتعرف أنت إلى الله ، و تودّد إليه، تنل بذلك غاية العز و الرفعة.
قال أحد الزهاد: دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها، و كن في الدنيا كالنحلة: إن أكلت أكلت طيباً، و إن أطعمت أطعمت طيباً، و إن سقطت على شيء لم تكسره و لم تخدشه
( أنواع معرفة الله)
معرفة الله سبحانه نوعان:
الأول: معرفة إقرار و هي التي اشترك فيها الناس: البرّ و الفاجر و المطيع و العاصي.
و الثاني: معرفة توجب الحياء منه، و المحبة له، و تعلق القلب به، و الشوق إلى لقائه، و خشيته، و الإنابة إليه، و الأنس به، و الفرار من الخلق إليه. و هذه هي المعرفة الخاصة الجارية على لسان القوم، و تفاوتهم فيه لا يحصيه إلا الذي عرّفهم بنفسه، و كشف لقلوبهم من معرفته ما أخفاه عن سواهم، و كلٌّ أشار إلى هذه المعرفة بحسب مقامه و ما كشف له منها. و قد قال أعرف الخلق به: " لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك" (رواه مسلم)، و أنه أخبر: أنه سبحانه يفتح عليه يوم القيامة من محامده بما لا يحسنه الآن(البخاري).
و لهذه المعرفة بابان واسعان:
الباب الأول: التفكّر و التأمل في آيات القرآن كلها، و الفهم الخاص عن الله و رسوله.
و الباب الثاني: التفكّر في آياته المشهودة، و تأمّل حكمته فيها و قدرته و لطفه و إحسانه و عدله و قيامه بالقسط على خلقه.
.
تحياتي للجميع
(معرفة الله و الإعراض عنه)من أعجب الأشياء: أن تعرفه ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة، و أن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لاتطلب الأُنس بطاعته، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه.
و أعجب من هذا : علمك أنك لابد لك منه، وأنك أحوج شيء إليه، وأنت عنه معرض ، وفيما يبعدك عنه راغب
(الاستغناء بالله)
إذا استغنى الناس بالدنيا، فاستغنِ أنت بالله . و إذا فرحوا بالدنيا، فافرح أنت بالله. و إذا أنسوا بأحبابهم ، فاجعل أنسك بالله. و إذا تعرفوا إلى ملوكهم و كبرائهم، و تقربوا إليهم، لينالوا بهم العزة و الرفعة، فتعرف أنت إلى الله ، و تودّد إليه، تنل بذلك غاية العز و الرفعة.
قال أحد الزهاد: دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها، و كن في الدنيا كالنحلة: إن أكلت أكلت طيباً، و إن أطعمت أطعمت طيباً، و إن سقطت على شيء لم تكسره و لم تخدشه
( أنواع معرفة الله)
معرفة الله سبحانه نوعان:
الأول: معرفة إقرار و هي التي اشترك فيها الناس: البرّ و الفاجر و المطيع و العاصي.
و الثاني: معرفة توجب الحياء منه، و المحبة له، و تعلق القلب به، و الشوق إلى لقائه، و خشيته، و الإنابة إليه، و الأنس به، و الفرار من الخلق إليه. و هذه هي المعرفة الخاصة الجارية على لسان القوم، و تفاوتهم فيه لا يحصيه إلا الذي عرّفهم بنفسه، و كشف لقلوبهم من معرفته ما أخفاه عن سواهم، و كلٌّ أشار إلى هذه المعرفة بحسب مقامه و ما كشف له منها. و قد قال أعرف الخلق به: " لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك" (رواه مسلم)، و أنه أخبر: أنه سبحانه يفتح عليه يوم القيامة من محامده بما لا يحسنه الآن(البخاري).
و لهذه المعرفة بابان واسعان:
الباب الأول: التفكّر و التأمل في آيات القرآن كلها، و الفهم الخاص عن الله و رسوله.
و الباب الثاني: التفكّر في آياته المشهودة، و تأمّل حكمته فيها و قدرته و لطفه و إحسانه و عدله و قيامه بالقسط على خلقه.
.
تحياتي للجميع