يبقى الانكشاف الأكبر على مجموعة القصيبي
البنوك الكويتية المنكشفة على مجموعة سعد تتطلع إلى معاملتها مثل «السعودية»
• معن الصانع
القبس ورويترز:
تراقب البنوك الكويتية باهتمام كبير التطورات الايجابية في تعثر لكل من مجموعتي القصيبي وسعد، حيث تنقسم مديونية عدد من المصارف بين المجموعتين، التي تزيد على مليار دولار تقريبا.
خلال اليومين الماضيين، تلقت البنوك صدمة ايجابية أعطتها املا بانفراجة كبيرة لملف مديونية مجموعة سعد تحديدا، تتعلق بالتوصل الى تسوية مع البنوك السعودية .
ويعني هذا التطور بالنسبة للبنوك الكثير، حيث ستطوي احد الملفات، التي تمثل مصدر ازعاج لها، وستتحرر من ضغوط مخصصات كانت ملزمة بها خلال الفترات المالية المقبلة.
مصادر مصرفية اوضحت لــ«القبس» انها تراقب باهتمام التطورات الايجابية التي تمت بين مجموعة سعد والبنوك السعودية، مشيرة الى ان هذه الاجراءات ستدفع البنوك تلقائيا الى توقيف الاجراءات القانونية.
واضافت المصادر: سيتم المضي قدما في استكمال المفاوضات بهدف التوصل الى تسوية مع مجموعة سعد، مشيرة الى ان خيار التسوية افضل لكل الأطراف.
وتشير المصادر الى ان البنوك الكويتية ترى ضرورة مراعاة الآتي عند التسوية:
ــ ان تكون المعاملة بالمثل في ما يخص الضمانات وغيرها.
ــ الا تكون هناك افضلية لأي بنوك او دائن على آخر، سواء كانت بنوكا سعودية او اقليمية.
ــ يجب ان تتم عمليات التسوية وفق قنوات واضحة وشفافة بالنسبة لكل الأطراف.
وأشارت المصادر الى انه من المنتظر ان تقوم البنوك الكويتية باستكمال المفاوضات، أملا في تحقيق محورين أساسهما الحصول على ضمانات مطمئنة، والتأكيد على الاستمرارية في سداد خدمة الدين، لافتة الى انه في حال كانت المفاوضات إيجابية في ما يخص هاتين الخطوتين، فلن يكون هناك أي مانع في جدولة الدين.
جدير ذكره، ان البنوك الكويتية الاربعة المكشوفة على مجموعتي القصيبي وسعد هي: الخليج والتجاري وبيتك، والاهلي.
ويتوقع مصدر ان تشهد موازنات تلك المصارف تحسنا نسبيا وتحررا من ضغوط المخصصات المحددة خلال الربعين الثالث والرابع، مشيرا الى تكثيف المفاوضات خلال الأيام المقبلة املا في التوصل الى نتائج ايجابية قبل اغلاق بيانات الربع الثالث بشكل خاص.
واظهرت بيانات سوق الاسهم السعودية ان معن الصانع مالك مجموعة سعد السعودية خفض حصته في مجموعة سامبا المالية بواقع 2.8 نقطة مئوية على الاقل.
واظهرت بيانات السوق المالية السعودية (تداول) قبل اغلاق الاربعاء ان لدى الصانع حصة تبلغ 7.8 في المائة في سامبا ثاني اكبر بنك في البلاد من حيث القيمة السوقية. ولم يظهر اسم الصانع بعد الاغلاق امس ضمن قائمة مساهمي سامبا الذين يملكون حصصا تبلغ خمسة في المائة او اكثر.
ويأتي خفض الصانع لحصته في سامبا عقب تقرير بثه الاربعاء تلفزيون العربية الذي يتخذ من دبي مقرا له، نقل عن مصادر لم يسمّها قولها ان الصانع قد توصل لتسوية ديونه مع بنوك سعودية.
ولم يتضح بشكل فوري ان كان التخفيض الواضح لحصة الصانع في سامبا مرتبطا بتلك التسوية ام لا.
وقالت سامبا يوم الاحد ان سعود القصيبي العضو المنتدب لمجموعة احمد حمد القصيبي واخوانه لم يعد رئيسا لمجلس ادارتها ولا عضوا بمجلس الادارة.
ورفعت مجموعة القصيبي دعوى قضائية على الصانع تتهمه فيها بمخالفات مالية قيمتها عشرة مليارات دولار في معركة قضائية وصلت للمحاكم الاميركية واثارت تساؤلات حول ممارسات الاقراض بالبنوك السعودية.
وكان الصانع الذي امتلك اخيرا ثلاثة في المائة من اسهم بنك اتش. اس. بي. سي قد باع في وقت سابق من العام حصتين في شركة بناء المنازل البريطانية بيركلي غروب هولدنغ و 3 آي انفر استركتشر، بعد ان كشفت مجموعتا سعد والقصيبي عن تعثرهما في سداد ديون ضخمة.
ولم يتسن الوصول لمتحدث باسم مجموعة سعد على الفور للتعقيب.
ويقول بعض المصرفيين ان اجمالي تكلفة تخفيضات الديون لمجموعتي سعد والقصيبي قد يبلغ 22 مليار دولار ويؤثر في 120 بنكا.
وهناك عدة بنوك اقليمية ودولية منها سيتي غروب وبي. ان. بي باريبا لديها نسبة تعرض كبيرة للمجموعتين.
وقدر بنك ستاندرد تشارترد حجم تعرض البنوك السعودية للمجموعتين بخمسة مليارات دولار.
ويقول مصرفيون ان الضوء سلط على المشاكل في المجموعتين في اواخر مايو الماضي، عندما جمد البنك المركزي السعودي حسابات الصانع ثم قام بخطوة مماثلة على حسابات مرتبطة بملاك مجموعة القصيبي.
واظهرت بيانات البورصة السعودية يوم الاربعاء ايضا ان المؤسسة العامة للتقاعد، وهي ثاني اكبر صندوق تقاعد بالمملكة من حيث الاصول رفعت حصتها في سامبا بواقع 2.6 نقطة مئوية لتبلغ 15 في المائة.
وظلت حصص باقي مساهمي سامبا المدرجين في البورصة، وهم صندوق الاستثمار العام والهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية دون تغيير عند 22.9 في المائة و11.4 في المائة على الترتيب.
ولم تكشف البورصة السعودية عن تفاصيل للصفقات التي تمت يوم الاربعاء في سامبا. ولا تخضع الحصص الاقل من خمسة في المائة للافصاح عن الملكية في السعودية.
وبحسب موقعها على الانترنت فانه لا يتم الافصاح للجمهور عن الصفقة اذا حصل طلب بيع كبير على سعر بناء على الظروف السائدة في السوق.
وقال تلفزيون «العربية» إن مالك مجموعة سعد السعودية الخاصة المثقلة بالديون توصل إلى تسوية بشأن ديون مستحقة لبنوك محلية.
ونقلت القناة الاخبارية التي مقرها في دبي نبأ الاتفاق الذي أبرمه معن الصانع عن مصادر في السعودية لم تكشف هويتها.ورفض متحدث باسم مجموعة سعد التعليق.
وتقوم «سعد» ومجموعة عائلية أخرى، هي مجموعة أحمد حمد القصيبي وإخوانه بإعادة هيكلة ديون بمليارات الدولارات بعد تخلف عن السداد ووضع القطاع المصرفي السعودي أمام أضخم تحد يواجهه في عقود.
وفي الشهر الماضي قدر «ستاندرد تشارترد» إجمالي تعرض البنوك السعودية للمجموعتين بنحو خمسة مليارات دولار.
وتخوض «سعد» و«القصيبي» معارك قضائية في المحاكم الأميركية بعد تخلفهما عن سداد ديون.
وقالت «العربية» إن التوصل إلى اتفاق تسوية للديون المستحقة على الصانع لبنوك أجنبية يتوقف على «عوامل خارجية» لم تحددها المصادر.
وهناك عدة بنوك إقليمية وعالمية من بينها «سيتي غروب» و«بي.ان.بي باريبا» معرضة للمجموعتين.
وسلطت الأضواء على مشاكل المجموعتين في أواخر مايو عندما جمد البنك المركزي السعودي حسابات معن الصانع رئيس مجلس إدارة مجموعة سعد، والذي يملك حصة نسبتها 7.8 في المائة في مجموعة سامبا المالية، لكنه ليس عضوا في مجلس الإدارة. كما جمد البنك المركزي حسابات تعود إلى مالكي مجموعة القصيبي.
وتقاضي القصيبي الصانع وتتهمه بالاحتيال في قضية تشمل مزاعم عن مخالفات مالية قيمتها عشرة مليارات دولار.
من ناحية أخرى، قال بنك المشرق، ومقره دبي، إن حجم تعرضه لمجموعة أحمد حمد القصيبي وإخوانه المتعثرة وشركات ذات صلة بلغ 400 مليون دولار. ويشمل إجمالي المبلغ 225 مليون دولار في معاملات صرف أجنبي يحاول المشرق استعادتها عن طريق دعوى قضائية أمام محكمة في نيويورك.
وردت مجموعة القصيبي برفع قضية تطالب فيها بالتعويض عن خسائر بأكثر من ملياري دولار من المشرق والملياردير معن الصانع رئيس مجموعة سعد.
وقال بنك المشرق في بيان إنه يواصل متابعة هذه المزاعم وإنه على ثقة من كسب الدعوى. وأضاف البنك أن المسألة «تحت السيطرة» في ضوء حجم البنك وقوته.
وقال البنك إن نسبة المستوى الأول لرأس المال لديه وهي مقياس للقدرة المالية بلغت 14.8 في المائة في 30 يونيو.