العقار ومواد البناء
معارض العقار... مشاركات ضعيفة وإقبال أضعف
عيسى الحمصي
i.alhomsi@aljarida.com
لم يحظ المعرض العقاري الأخير سوى بمشاركة 12 شركة، مما يدلل على قوة الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي عصفت بقطاعات الاقتصادات كلها، وكان من أبرزها قطاع المعارض، ولاسيما المعارض العقارية.
لم تكن المعارض العقارية في دبي وحدها في ساحة التأثر بما أصاب عالم العقار والاستثمار والمال من كوارث وانهيارات اقتصادية، ولم يكن اكبر معرض عقاري في دبي ونقصد به معرض سيتي سكيب وحده ضحية الأزمة المالية العالمية الخانقة، بل
ان معارض العقار في الكويت هي الاخرى جلبت اليها الازمة المالية العالمية نحاسة الحظ، اذ وقعت هي الأخرى في شَرَك الخسارة والكساد وعدم الإقبال.
ومما يدلل على ذلك -وبالطبع هذا مقياس معارض العقار- حجم الإقبال على المعارض والحضور والمشاركة، اضافة الى مدى الإعلانات عن المشاريع وحجمها الى جانب الصفقات التي تبرم خلال فترة المعرض طالت أم قصرت.
ومن اللافت ان معظم معارض العقار التي اقيمت في الكويت، لو قارنا بعضها ببعض من حيث حجم الإقبال والصفقات والحضور والمشاركة، فإنها قد لاقت المصير نفسه الذي لاقاه 'سيتي سكيب' ما جعلها تعقد المؤتمرات الصحافية المتأخرة لمسح غبار الفشل عن بعض جوانب الفشل، ولكن لن تصلح المؤتمرات الصحافية ما افسدته الأزمة المالية العالمية، فضلا عن أساليب التنظيم التي افتقرت هذا العام الى أدنى مقومات النجاح، ولو في أبسط الصور من حيث سعة الإعلانات والدعوات الى المؤتمرات التمهيدية التي تسبق المعارض، الى جانب ضعف حجم المطبوعات، بل وربما الى افتقار المعرض لأدنى انواع البروشورات التي تعطي للصحافي المدعو لتغطية المعرض ثم الى الزائرين للمعرض ابسط المعلومات حول عدد الشركات المشاركة وطبيعة المشاريع ومنتجات تلك الشركات المعروضة في المعرض.
ومن اللافت ان بعض المعارض العقارية التي أقيمت أخيرا
اعتبرت عنوان الفشل من حيث عدد الشركات المشاركة ثم من حيث عدد الصفقات المبرمة خلالها، اضافة الى نوعية الشركات المشاركة الى جانب نوعية الشركات الراعية مع غياب الشركات المصرفية عن بعضها، وبالطبع غياب البنوك مدعاة شك في قدرة الشركات المنظمة على خطب ود تلك البنوك لتضفي على هذا المعرض او ذاك سمة النجاح، وهذا ما لم يكن بالطبع متوفرا فيها.
وفي جولة لـ'الجريدة' في معرض العقار الأخير، أفضل استثمار، كانت لنا هذه اللقاءات السريعة:
عمق الأزمة
قال رئيس مجلس إدارة شركة الأمراء الدولية العقارية حسين اسماعيل دشتي، إن
الاقبال على معرض العقار المقام تحت شعار افضل استثمار بدا ضعيفا ولاسيما في حجم المشاركة البالغ نسبتها 12 شركة فقط.
واضاف دشتي، ان حجم المشاريع المعروضة ايضا وبقية منتجات الشركات العقارية الاثنتي عشرة المشاركة في المعرض لم يكن بذات المستوى لبقية المعارض المقامة في السنوات السابقة، وهذا امر يدلل ايضا على عمق الأزمة المالية التي يعانيها سوق معارض العقار.
ولفت الى ان
نوعية الزائرين ايضا اضافة الى عددهم الذي تناقص عن السنوات التي سبقت الازمة بشكل كبير، لا يشجع الشركات على المشاركة لاحقا في مثل هذه المعارض، لأنها لم تجن من ورائها ما كانت تصبو اليه.
الاعتماد على الوقت
اشاح د. خالد الشمري مدير ادارة التسويق في شركة باز للنظم العقارية اللثام عن بعض دلائل ومبشرات دخول الأزمة المالية الى سوق معارض العقار من خلال ضعف المشاركة في المعرض المقام، اضافة
الى قلة عدد المشاركين، الى جانب عزوف الناس عن الإقبال على المشاركة في المعرض او حتى الزيارة، في ظل اختيار وقت سيئ لإقامة مثل هذا المعرض الذي يجدر ان يكون من الاهمية بمكان تدفع المنظمين الى اختيار افضل الاوقات التي تستقطب اكبر شريحة من الناس.
وبين د. الشمري ان عودة الناس من اجازات طويلة الى جانب بدء توقيت المدارس رسميا، اضافة الى انتهاء فترة الاعياد تجعل حجم الاقبال على المعرض العقاري المقام في مثل هذا الوقت ضعيفا جدا.
ولفت الى ان المعرض لا يقرأ من خلال اليوم الأول، راجيا ان تختلف النظرة في بقية الأيام وهو ما لا يتوقعه.
التوقيت غير موفق
أكد المدير التنفيذي في مجموعة اوريجينال العالمية محمد توفيق التي تعرض منتج صكوك سرايا الخيران ما قاله د. الشمري من حيث توقيت المعرض إذ يعتبر اسوأ توقيت فقد جاء في فترة تلت فترة اجازات الصيف واجازة العيد ثم افتتاح المدارس، فضلا عما لفت اليه توفيق من كون من لديه القليل من المال قد استثمره في فترة الإجازة وما ادخره قد استهلكه.
واشار توفيق الى ان عزوفا واضحا لدى الشركات العقارية والاستثمارية عن المشاركة في المعرض، لافتا الى ان هذا دلالة على ضعف المعرض في مثل هذا التوقيت وليس دلالة قوة.
وذكر ان معظم الشركات التي عزفت عن المشاركة هذا العام في هذا المعرض في مثل هذا التوقيت جاء ايضا ان الشركات تسعى الى التوفير قليلا في مصروفاتها لإخراج ميزانية تحمل في طياتها القليل من الخسارة في نهاية العام، ما حدا تلك الشركات الى الاقلاع عن المشاركة في مثل هذا النوع من المعارض، التي ربما رأت انها تزيد من معدل مصروفاتها وانها لن تجني منها شيئا سوى المزيد من المصروفات التي هي بغنى عنها.
هناك من لم يسمع بالمعرض
قال المسوق التجاري في شركة البانيان وليد الهادي إن الإقبال ضعيف على المعرض العقاري الاخير، حتى ان هناك من لم يسمع بالمعرض اصلا.
وبين الهادي ان حجم الاعلام عن المعرض قد يكون احد الاسباب في عدم الاقبال عليه، لافتا الى ان سببا آخر وقف هو الاخر بشدة وراء عدم الاقبال، متمثلا في سوء التوقيت الذي جاء على خلفية عودة الناس من اجازاتهم الصيفية والخروج من اجازة عيد الفطر ثم امر آخر الا وهو انشغال الناس بعودة الطلبة الى المدارس وما يتطلبه من تحضيرات تلهي عن المعارض، وتكون في اول سلم اولوليات الناس.
وشاطرته الرأي المسوق في مجموعة اوريجينال ذاتها عهود الروضان، إذ قالت ان المعرض الاول كان الاقبال عليه افضل بكثير مما هو عليه حال المعرض حاليا.
ولفتت الى ان هناك نواقص كثيرة من حيث التنظيم، غير ان الاقبال على المعرض ربما مرده الى الخروج من فترة عطلة الاعياد، اضافة الى وقت افتتاح المدارس هذا بالنسبة للزوار، اما بالنسبة للشركات فربما الأمر يختلف، اذ ان المفترض ان يكون حجم مشاركة في المعرض من قبل شركات العقار والاستثمار وهذا ما لم نلحظه هنا.
ولفت الى ان المعرض ايضا ساهم في عدم ارتقائه الى المستوى المطلوب ضعف التغطية الاعلامية حتى ان بعض الصحافيين لم يعرف عن المعرض سوى باليوم نفسه الذي اقيم فيه او قبله بيوم في احسن تقدير!
ورأت الروضان ان المطلوب زيادة حجم التغطية الإعلامية اولا قبل المعرض ثم خلاله ثم متابعة نتائجه بإحصائيات عن الشركات المشاركة وحجم المشاريع المشاركة في المعرض، وذلك عبر مؤتمرات صحافية تدعو الشركة المنظمة اليها ممثلين عن الصحافة المحلية وغيرها، وهذا امر يسهم في بث روح التفاؤل لدى المشاركين في ان مشاريعهم التي يشاركون فيها قد تمت الترويج لها من قبل الشركة المنظمة للمعرض قبل واثناء وبعد المعرض.