تهاوى مؤشر سوق الكويت للاوراق المالية في تداولات الامس بمقدار 93.5 نقطة، وهوت اسعار معظم الاسهم المدرجة وعلى اختلاف تصنيفاتها وفئاتها بشكل ملحوظ ومؤثر، نتيجة لاجواء الهلع والمخاوف غير المبررة التي استغلها البعض بعد تخفيض مؤسسة «موديز» لتصنيف مجموعة «الصناعات الوطنية»، كما خسر المؤشر الوزني 6.2 نقاط تقريبا بعد عمليات البيع المكثف التي طالت السهم وعددا من الاسهم التشغيلية الاخرى، هذا وقد تزامن ذلك التصنيف للوكالة واشاعات منظمة تم تسريبها بالسوق مما اثر على الاداء العام للسوق «الهش» الذي مازال يفتقر الى الثقة والشفافية.
وانخفضت المؤشرات الفنية لمعظم قطاعات السوق باستثناء الارتفاع المحدود لقطاع الاغذية، كما انخفضت القيمة النقدية المتداولة لتبلغ 61.3 مليون دينار، بينما كسر المؤشر السعري حاجز الـ 7000 نقطة هبوطاً ليغلق عند مستوى 6975.1 نقطة.
تماسك نسبي.. في «البنوك»
التداولات المتوازنة والمتماسكة نسبيا لاسهم القطاع وخصوصا سهمي «بيتك» و«الوطني» على الرغم من تراجعه المحدود، ساهمت نوعا ما في عدم انزلاق الامور الى بعض النقاط «الحرجة» حيث تمكنت عمليات الدعم من تخفيف حدة التوتر والمخاوف التي اجتاحت السوق والمتداولين بعد التراجع المثير والكبير لسهمي «الصناعات» و«زين»، واتسمت بقية التداولات بالهدوء والتباين ما بين الارتفاع النسبي والانخفاض المحدود.
هشاشة وفرصة.. في «الاستثمار» و«العقار»
الانخفاض العام والشمولي لاسهم الاستثمار والعقار تقريبا وان كان متباينا ومرتبطا بالتكتيكات الفنية التي قد تمارسها بعض المجاميع والمحافظ المالية الكبرى بهدف الضغط على السوق ومعاودة عمليات التجميع على عدد من الاسهم المنتقاة بأقل الاسعار، الا انها قد اثبتت بالفعل وكما كنا نشير سابقا بافتقار السوق للمحفزات الحقيقية والدعم المستمر من قبل الجهات المسؤولة، والمتابع لتداولات الامس سيلاحظ ان التراجع الشمولي لم يستهدف تلك الاسهم التابعة للمجاميع النشطة التي شهدت نشاطا قياسيا خلال الاسبوعين الماضيين فحسب بل انها توزعت لتشمل معظم اسهم القطاعين وخصوصا الاسهم الراكدة التي لم تشهد أي نشاط يذكر خلال التداولات الماضية، ويرى المراقبون ان هشاشة الاوضاع الحالية هي التي ساهمت في ذلك الانخفاض وان تقرير «موديز» المتعلق بتصنيف «الصناعات الوطنية» قد يكون العذر والمبرر لتلك الهشاشة، وتركزت عمليات البيع المكثف بالامس على اسهم «الصفاة» و«عارف» و«صكوك» و«المدينة» بالاضافة الى اسهم «عقارات الكويت» و«ابيار» و«المنتجعات»، بينما لوحظ تماسك اسهم «الوطنية العقارية» و«المباني» و«المستثمر الدولي» و«المشاريع».
مفاجأة.. في «الصناعة والخدمات»
انخفض مؤشر قطاعي الصناعة والخدمات بشكل ملحوظ ومؤثر في تداولات الامس والتي تركزت تحديدا على سهم «الصناعات الوطنية» الذي هوى معروضا بالحد الادنى بعد اعلان تصنيفي كان اشبه بالمفاجأة لوكالة «موديز»، كما اثر ذلك التراجع الحاد والعنيف للسهم الذي يعتبر من اهم واعرق الاسهم الكويتية على الاداء العام للسوق واسهم القطاع بشكل خاص، وذلك ما بدا واضحا على تداولات اسهم «الاسمنت» و«الانابيب» و«الكابلات» و«بوبيان للبتروكيماويات» وهي الاسهم التي تراجعت جميعا في نسب محدودة، كما تركزت عمليات البيع بالامس على سهم «زين» الذي تراجع بشكل ملحوظ، هذا بالوقت الذي هوت فيه الاسهم التابعة لـ «مجموعة الصفاة» و«هيتس تلكوم» و«عارف طاقة» تحت وطأة عمليات جني الارباح التكتيكية والمتباينة ما بين التخارج الفني وما بين الضعط والتجميع، كما لوحظ ارتفاع عمليات الشراء على اسهم «الصناعات المتحدة» و«الرابطة» و«المعادن» و«اجيليتي» على الرغم من التذبذب والحذر.