القبس تلتقي المدير العام في «سنيار الدولية العقارية»
العصفور: «السكني» و«الاستثماري» ينفضان غبار الأزمة
اعداد نهى فتحي
أكد المدير العام في شركة سنيار الدولية العقارية فهد العصفور انتعاش القطاعين العقاريين السكني والاستثماري بمعدل 15 في المائة، وذلك بفضل التحسن الاقتصادي الطفيف الذي يشهده السوق، مشيراً إلى أن العقار التجاري لم ينتعش كما ينبغي.
وحذر العصفور، في مقابلة مع «القبس»، من إمكانية عودة القطاع التجاري للركود بسبب أسعاره المرتفعة وتخوف الناس من إيجاراته.
ولفت إلى أن تنفيذ خطة التنمية التي أعلنت عنها الحكومة ستحمل عوائد مجزية على كل القطاعات، لاسيما العقار، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة ضغط الحكومة على البنوك لكي تخفف من شروط منح القروض وضخ السيولة في الآن ذاته لأن ذلك سيحمل في طياته آثارا إيجابية.
وأضاف العصفور أن عروضاً تلقتها شركة سنيار لشراء عقارات وبنايات تدر عائداً جيداً، لافتاً إلى أن الشركات العقارية ليست مغيبة عن تلك الفرص ولكنها تواجه الآن أزمة تمويل، لذلك فهي لا تريد التفريط بـ «الكاش» إذا توفر لديها، في حين أن الشركات التي لا تعاني مشاكل مع البنوك هي فقط التي تستطيع الاستفادة من تلك الفرص في الوقت الحالي.
وحول رؤيته للسوق العقاري قال: بعض القطاعات بدأت تنفض غبار الركود، وتتعافى من تداعيات الأزمة المالية العالمية خلال الربع الأول من العام الحالي ومنها السكني والصناعي والمخازن، متوقعاً أن تستمر تلك القطاعات في الانتعاش، لاسيما بعد زوال الأسباب التي دفعتها إلى التباطؤ.
فرص متميزة
وأكد العصفور أن القطاعين السكني والاستثماري برهنا على متانتهما بعد الأزمة الأخيرة، واستطاعا الانتعاش بمعدل 15 في المائة، في حين أن القطاع التجاري لم يكن كذلك، إذ لا يزال يشهد فتوراً في العرض والطلب قياساً بالمعدلات السابقة.
وأضاف: مع هذا، فإن السوق العقاري يضم الآن العديد من الفرص المتميزة التي يستطيع المستثمر اقتناصها، حيث توجد عقارات متميزة معروضة للبيع بأسعار منخفضة، والمالك مجبر على ذلك لسداد ما عليه من التزامات تجاه البنوك. علاوة على أن المشتري لديه الفرصة للاختيار وفق شروطه، خاصة في ظل تواضع الأسعار التي تشهده العقارات الآن والتي تعتبر واقعية، خاصة أن أسعار بعض العقارات كانت فلكية في الفترة التي سبقت الأزمة، وكان من الصعب على الشركات تحقيق عائد معقول من جراء شرائها، لاسيما في ظل ارتفاع أسعار مواد البناء، أما الآن مع تراجع تلك الأرقام فقد أصبح تحقيق عائد متميز أمرا ليس بالصعب.
وتوقع العصفور أن ينتعش قطاع العقارات السكنية بقوة خلال العام الحالي بسبب مجموعة عوامل أبرزها عودة التمويل، وقرار السماح بالفرز، لاسيما في المناطق الجديدة التي سمح بالبناء بها أخيراً مثل: مدينة جابر الأحمد، ومدينة سعد العبد الله، ومدينة صباح الأحمد، والصديق، وشرقي القرين وفي مناطق
الفنيطيس وأبو الفطيرة والمسيلة.تغير التوجهات
وأشار العصفور الى أن الأزمة تسببت في تغيير توجهات العديد من الشركات العقارية في استثمارها بالعقارات التجارية في العاصمة وشرق، حيث باتت الشركات تسعى الى تحويل مشاريعها التي كانت قد أعدت لها خططا لتنفيذ أبراج ادارية الى مشاريع لشقق فندقية وعيادات طبية وذلك لتفادي الوقوع في الورطة التي لحقت بملاك أبراج المكاتب الادارية والتي تعاني حاليا من تراجع شديد في معدلات الايجار الى جانب ارتفاع نسب الشاغر بها.
مشاريع الشركة
قال فهد العصفور ان الشركة تمكنت في الآونة الأخيرة من تنفيذ عدة مشاريع تجارية واستثمارية، منها مجمع الصباح في منطقة الفحيحيل، وذلك بالتعاون مع شركة مكة بالاس بقيمة بلغت 4.5 ملايين دينار، ومجمع العصفور ويقع في منطقة حولي شارع العثمان وقيمته 2.5 مليون دينار، وكذلك مجمع سنيار الذي يعد آخر المشاريع الانشائية التجارية التي نفذتها الشركة ويطل على شارع ابن خلدون والقاهرة، وهو أحد المجمعات التجارية الحديثة والمبني وفق أحدث المعايير العالمية. الى جانب 14 مشروعاً آخر ما بين مجمعات سكنية وأخرى استثمارية، حيث تمتلك الشركة 6 بنايات في منطقة المهبولة و3 بنايات في منطقة المنقف بكلفة اجمالية تبلغ 5 ملايين دينار.
قرار الفرز إيجابي بشرط الاهتمام بالبنية التحتية
رحب فهد العصفور بقرار مجلس الوزراء الأخير بالموافقة على مشروع مرسوم نظام فرز ودمج القسائم بجميع مناطق السكن الخاص والاستثماري والتجاري والشريط الساحلي والصناعي والحرفي، مؤكداً أنه سيعيد الانتعاشة من جديد الى القطاع العقاري بكل قطاعاته كونه يمكن الملاك من التصرف في قسائمهم من خلال تقسيم القسيمة الى قسيمتين أو ضم قسيمة الى أخرى سواء بغرض البناء أو البيع، لكنه شدد على ضرورة أن يقترن تنفيذ هذا القرار بعمليات تطوير البنية التحتية لمختلف المناطق التي سيشملها القرار.
وأضاف: هذا القرار سيسهل على الكثيرين من الباحثين عن بيت العمر، سواء من الشباب حديث الزواج أو الطبقة المتوسطة، الحصول على منازل مناسبة بأسعار مقبولة نظرا لأنه مع هذا القرار يمكن لهؤلاء الاكتفاء بأصغر مساحة متوافرة في السوق وتتناسب مع امكاناتهم المادية، لاسيما أن هذا القرار سيساهم في زيادة عرض القسائم ذات المساحات الصغيرة. خاصة أن الفرز سوف يلبي حاجة الكثير من المواطنين، كونه سيسمح بتقسيم الأرض الى قسيمتين مع تعدد المداخل في كل قسيمة لخدمة السكان فيها.
كما سيعيد القرار التفاؤل من جديد الى السوق خاصة بعد فترة الركود الطويلة التي مر بها لكونه ينعش ويحرك عقارات راكدة في مختلف المناطق سواء السكن الخاص والاستثماري والتجاري والشريط الساحلي والصناعي والحرفي، كما يتيح القرار للملاك مزيدا من الحرية للتصرف في عقاراتهم ويمنحهم فرصة لتداولها واستقرار وتحسن الأسعار.
وأشار العصفور الى أن الفرز يسمح لمالك القسيمة الكبيرة بتقطيعها الى وحدات أصغر تُسهّل عملية بيعها أو تأجيرها، كما يفتح الدمج لمالك القسائم الصغيرة بأن يدمجها في قسيمة كبيرة ويبيعها للاستخدام في انشاء مشروع كبير، أو تقطيعها الى وحدات بأحجام مختلفة قابلة للاستخدام في مشروع صغير أو منزل. أما بالنسبة للكثير من القسائم الصناعية فستستفيد من قرار دمج القسائم خاصة أن هناك مئات الطلبات من الصناعيين لتوسيع مصانعهم، وهذا القرار سيسمح لهم بشراء القسائم المجاورة وتوسيع مشاريعهم دون انتظار لسنوات طويلة حتى تنظر الهيئة العامة في مطالبهم.
economic@alqabas.com.kw