قلم حر
عضو مميز
الحطيئه العبسي
هو جرول بن أوس بن مالك أبو مليكة العبسي، ويلقب بالحطيئة ؛ لقصر قامته. ولد في بادية المدينة المنورة في العصر الجاهلي في قبيلة بني عبس .
حبسه في السجن
كان سبب حبسه أن الزبرقان بن بدر التيمي سيد قومه عَمِل للنَبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وكان يجمع زكاة قومه ويؤديها لهم. وقد أشتكى لعمراً لما هجاه الحطيئة. فقال له عمر وما قال لك: قال: قال لي:
دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبغيتها = واقعـدْ فإنّك أنـت الطاعمُ الكاسي
فقال عمر: ما أسمع هجاء ولكنها معاتبة. فقال الزبرقان: أو لا تبلغ مروءتي إلا أن آكل وألبس! والله يا أمير المؤمنين ما هُجيت ببيت قط أشد عليَّ منه. فدعا عمر حسان بن ثابت وسأله: أتراه هجاه؟ قال حسان: نعم وسلح عليه! فحبس عمر الحطيئة، فجعل الحطيئة يستعطفه ويرسل إليه الأبيات، فمن ذلك قوله:
اذا تقول لأفراخٍ بذي مرخٍ = زغبُ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ
فلم يلتفت إليه عمر، حتى أرسل إليه الحطيئة:
غادرْتَ كاسبَهم في قعر مُظلمة = فارحم هداك مليكُ الناس يا عمرُ
أنت الإمامُ الذي من بعد صاحبه = ألقى إليك مقاليدَ النُّهى البشرُ
لم يؤثروك بها إذ قدّموك لها= لكن لأنفسهم كانت بك الأثرُ
فامنن على صبيةٍ بالرَّمْلِ مسكنُهم = بين الأباطح يغشاهم بها القدرُ
نفسي فداؤك كم بيني وبينَهُمُ= من عَرْضِ واديةٍ يعمى بها الخبرُ
قال عمر: فإياك والمقذع من القول فقال الحطيئة: وما المقذع؟ قال عمر: أن تخاير بين الناس فتقول فلان خير من فلان وآل فلان خير من آل فلان؛ قال الحطيئة: فأنت والله أهجى مني. ثم قال له عمر: والله لولا أن تكون سُنّة لقطعت لسانك. فاشترى عمر منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم، وأخذ عليه عهداً ألا يهجو أحداً ولكن يقال أنه رجع للهجاء بعد استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ولقد هجاء أمه فـقال:
تـنـحي فـاقعدي مـني بـعيداً أراح الله مــنـك الـعـالـمينا
ألـم أوضـح لـك البغضاءَ مني ولـكـن لا أخـالُـكِ تـعـقلينا
أغـربـالاً إذا اسـتُودعت سـراً وكـانـوناً عـلـى الـمتحدثينا
جـزاكِ الله شـراً مـن عـجوز ولـقَّـاك الـعقوق مـن الـبنينا
حـياتكِ مـاعلمت حـياةُ سـوءٍ ومـوتُـكِ قــد يـسرُّالصالحينا
وهجا أبوه فـقال:
لـحـاك الله ثــم لـحاك حـقاً أبــاً ولـحـاكمن عـمٍّ وخـالِ
فـنعم الـشيخُ أنت لدى المخازي وبـئس الشيخُ أنت لدى المعالي
جـمعت الـلُّؤم لا حـياك ربـي وأبــواب الـسـفاهةِ والـظلالِ
وقال يهجو نفسه :
أبـت شـفتاي الـيوم إلا تـكلماً بـسوءٍ فـما أدري لمن أنا قائله
أرى لـي وجـهاً شوَّه الله خلقهُ فـقُبِّح مـن وجـهٍ وقُبِّح حامله
هو جرول بن أوس بن مالك أبو مليكة العبسي، ويلقب بالحطيئة ؛ لقصر قامته. ولد في بادية المدينة المنورة في العصر الجاهلي في قبيلة بني عبس .
حبسه في السجن
كان سبب حبسه أن الزبرقان بن بدر التيمي سيد قومه عَمِل للنَبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وكان يجمع زكاة قومه ويؤديها لهم. وقد أشتكى لعمراً لما هجاه الحطيئة. فقال له عمر وما قال لك: قال: قال لي:
دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبغيتها = واقعـدْ فإنّك أنـت الطاعمُ الكاسي
فقال عمر: ما أسمع هجاء ولكنها معاتبة. فقال الزبرقان: أو لا تبلغ مروءتي إلا أن آكل وألبس! والله يا أمير المؤمنين ما هُجيت ببيت قط أشد عليَّ منه. فدعا عمر حسان بن ثابت وسأله: أتراه هجاه؟ قال حسان: نعم وسلح عليه! فحبس عمر الحطيئة، فجعل الحطيئة يستعطفه ويرسل إليه الأبيات، فمن ذلك قوله:
اذا تقول لأفراخٍ بذي مرخٍ = زغبُ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ
فلم يلتفت إليه عمر، حتى أرسل إليه الحطيئة:
غادرْتَ كاسبَهم في قعر مُظلمة = فارحم هداك مليكُ الناس يا عمرُ
أنت الإمامُ الذي من بعد صاحبه = ألقى إليك مقاليدَ النُّهى البشرُ
لم يؤثروك بها إذ قدّموك لها= لكن لأنفسهم كانت بك الأثرُ
فامنن على صبيةٍ بالرَّمْلِ مسكنُهم = بين الأباطح يغشاهم بها القدرُ
نفسي فداؤك كم بيني وبينَهُمُ= من عَرْضِ واديةٍ يعمى بها الخبرُ
قال عمر: فإياك والمقذع من القول فقال الحطيئة: وما المقذع؟ قال عمر: أن تخاير بين الناس فتقول فلان خير من فلان وآل فلان خير من آل فلان؛ قال الحطيئة: فأنت والله أهجى مني. ثم قال له عمر: والله لولا أن تكون سُنّة لقطعت لسانك. فاشترى عمر منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم، وأخذ عليه عهداً ألا يهجو أحداً ولكن يقال أنه رجع للهجاء بعد استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ولقد هجاء أمه فـقال:
تـنـحي فـاقعدي مـني بـعيداً أراح الله مــنـك الـعـالـمينا
ألـم أوضـح لـك البغضاءَ مني ولـكـن لا أخـالُـكِ تـعـقلينا
أغـربـالاً إذا اسـتُودعت سـراً وكـانـوناً عـلـى الـمتحدثينا
جـزاكِ الله شـراً مـن عـجوز ولـقَّـاك الـعقوق مـن الـبنينا
حـياتكِ مـاعلمت حـياةُ سـوءٍ ومـوتُـكِ قــد يـسرُّالصالحينا
وهجا أبوه فـقال:
لـحـاك الله ثــم لـحاك حـقاً أبــاً ولـحـاكمن عـمٍّ وخـالِ
فـنعم الـشيخُ أنت لدى المخازي وبـئس الشيخُ أنت لدى المعالي
جـمعت الـلُّؤم لا حـياك ربـي وأبــواب الـسـفاهةِ والـظلالِ
وقال يهجو نفسه :
أبـت شـفتاي الـيوم إلا تـكلماً بـسوءٍ فـما أدري لمن أنا قائله
أرى لـي وجـهاً شوَّه الله خلقهُ فـقُبِّح مـن وجـهٍ وقُبِّح حامله