خبراء ومصرفيون‏:‏ الوديعة القطرية بداية للتدفقات الخارجية لانقاذ الاقتصاد المصرى

Arabeya Online

عضو نشط
التسجيل
24 مايو 2012
المشاركات
6,504
أثارت الوديعة القطرية التي من المقرر وضعها بالبنك المركزي المصري خلال الأيام القادمة جدلا واسعا في الشارع المصري بين مؤيد ومشكك في أهداف هذه الوديعة التي لم تحدد معالمها حتي الأن.

فبالرغم من أن السعودية قد سبقت قطر الشهر الماضي في هذا الأمر ووضعت مليار دولار كوديعة أيضا بالبنك المركزي الا ان الأمر لم يتعدي كونه خبرا عاديا ليمر مرور الكرام دون ادني تعليق ولكن نظر للشائعات التي كانت تتردد بقوة منذ عدة أشهر من أن هناك أتجاها قطريا بدفع مبلغ مالي ضخم لمصر مقابل حصولها علي حق انتفاع لقناة السويس جعل البعض يعيد ترويج هذه الشائعة مرة أخري.

في البداية يقول الدكتور عبده رشاد الخبير الاقتصادي ان وديعة قطر سيكون لها أثار أيجابية عديدة علي الوضع الأقتصادي في مصر اهمها تأمين الأحتياطي النقدي الأجنبي خاصة بعد تراجعه الي 14.42 مليار دولار الامر الذي يجعل مصر علي حافة الخطر وفقا للمعادلة الدولية التي تؤكد ان اي دولة يقل حجم الأحتياطي النقدي لديها من العملة الاجنبية الي حد يتراوح مابين 12 الي13 مليار دولار فهذا يعني احتمالية دخولها في حالة مجاعة خاصة أن مصر أقتربت من هذا الرقم بشكل كبير إضافة الي استيرادها أكثر من 60% من السلع الأستراتيجية فكان لابد من ارتفاع هذا الرقم حتي لا توضع مصر في تصنيف أئتماني ضعيف يضر بالأقتصاد علي المدي القريب، وأستبعد رشاد ما يتردد من البعض أن يكون السبب وراء هذه الوديعة استغلال قطر لجزء من قناة السويس ووصفه بالأمر المستحيل لأن الشعب لن يقبل بذلك الأمر الذي سيكون كفيل باسقاط الحكومة والنظام بأكملة ولكن كل ماتسعي اليه قطر بحد أدني هو البحث عن دور ريادي بالمنطقة خاصة بعد قيام السعودية الشهر الماضي بأعطاء مصر مبلغ مليار دولار.

ويري الدكتور فؤاد شاكر أمين عام أتحاد المصارف العربية السابق أن هذه الوديعة في مجملها شئ مهم جدا لمصر وتعطي نوع من الاستقرار في الأوضاع الأقتصادية اضافة إلي انه سيجعل الودائع الأجنبية والقروض ستنهال علينا من دول وجهات دولية أخري خاصة مع اقتراب مواجهتنا مشكلة حقيقية وهي نقص الأحتياطي من النقد الأجنبي الذي أصبح لا يكفي أكثر من ثلاث شهور لشراء السلع الأستراتيجية الأساسية، لافتا الي أن مشكلتنا ليست أقتصادية بقدر ماهي مشكلة أمن وفوضي وأرتباك مابين العمالة ورجال الأعمال في عدد من القطاعات. اما عما يثار حول أن هناك أهداف سياسية وراء وديعة قطر فيري شاكر أن هذا الكلام مزايدات لا تفيد البلد ولا تدعم الأقتصاد بأي حال من الأحوال.

أما إسماعيل حسن- محافظ البنك المركزي الأسبق فيري أن هذه الوديعة تعكس ثقة قطر في مصر كدولة قادرة علي استعادة وضعها الأقتصادي وقادرة علي احداث اصلاح حقيقي وقدرتها في المستقبل علي رد التزاماتها الأمر الذي سينعكس علينا بالأيجاب وسيعطي انطباعا جيدا لدي صندوق النقد الدولي الذي من المقرر أن يرد علي منح مصر قرضا بنحو 3.2 مليار دولار بعد عيد الفطر المبارك، أما عن أثر الوديعة علي الأحتياطي النقدي فقد أكد حسن أن الأيداع لدي المركزي سيؤدي الي زيادة الأحتياطي من العملة الأجنبية وعدم أستخدام أحتياطاتي في الأحتياجات العاجلة مما يساعد علي نمو الأقتصاد القومي ويساعد علي الوفاء بالتزاماته في المستقبل دون المزيد من النقص وجذب المزيد من الأستثمارات خاصة الأجنبية المباشرة لحين عودتها لمعدلاتها السابقة قبل الثورة، مشيرا إلي أن الوديعة سيتم سدادها علي المدي الطويل بعد ان تكون مصر قد استطاعت أن تلتقط أنفاسها وتحقق أستقرارا سريعا لأقتصادها من خلال عودة السياحة وتنشيط الأنتاج وارتفاع معدلات التصدير.
المصدر: الأهرام المصرية
 
أعلى