تحليل
ضريبة إدمان المضاربين بالأوراق المالية
السبت 26 أبريل 2014 - الأنباء
بقلم: المحلل فهد الصقر
في دراسة قام بها الأستاذ فهد الصقر للدوافع الرئيسية للاستثمار في المضاربات اليومية والتأثيرات النفسية والجسدية على المضاربين.
خلصت الدراسة إلى أن الاستثمار الناجح يعني الوعي الكامل بجميع العوامل المؤثرة في حركة أسعار الأسهم والأدوات الاستثمارية المختلفة وطرق إدارتها وتقليل المخاطر، ومعرفة المؤثرات الاقتصادية والسياسية والأمنية المحلية والعالمية اليومية ومجريات الأمور المؤثرة في السوق، ومتابعة أداء الشركات التاريخي من خلال الأداء المالي والفني وحركة سلوك السهم بالسوق، وذلك للتنبؤ بالحركة المستقبلية للسهم، لذا تم حصر الأسباب الرئيسة لذلك.
أولا: الدوافع توظيف الأموال بالمضاربات:
«إن سرعة وتيرة الحياة التي نعيشها والغلاء العالمي وحب الرفاهية والثراء تبرز هنا دوافع جديدة لدخول ما نعتقد انه أسهل طريق للاستثمار بأقل المجهود».
وتتركز هذه الدوافع في التالي:
1 ـ السوق ناشئة وتشجع على الاستثمار.
2 ـ حصول السوق والكثير من الشركات المدرجة على تصنيفات عالية عالمية.
3 ـ أسعار السوق مصنفة على انها أرخص الأسعار بمنطقة الخليج وعلى أسس تشغيلية.
4 ـ ضغوط العمل في الأوراق المالية اقل مقارنة بالضغوط الاعمال التجارية.
5 ـ العمل بساعات عمل مفتوحة وحرة.
6 ـ نسبة العوائد العالية السنوية للشركات.
7 ـ الإحساس بملكية الأسهم والتأثير في القرارات.
8 ـ الإحساس بالمساواة مع الآخرين.
9 ـ توقع الربح السريع دون مجهود.
10 ـ تسعير الأوراق المالية بطريقة حرة.
ثانيا: عوامل النفسية المؤثرة على قرارات البيع والشراء:
«السوق قد يتفاعل بالارتفاع والانخفاض للتغيرات النفسية وسط المتداولين، ما يعطي الفرصة لقرارات استثمارية صحيحة».
1 ـ الإشاعة: يستمع الكثير من المتداولين لأصدقائهم وأقاربهم لتوجيهات الشراء وذلك بسبب اعتقادهم أن هؤلاء لهم علاقاتهم مرتبطة مع صناع السوق ولديهم خبرات أكبر في التعاملات مع الأسهم.
2 ـ الخوف: أقوى العوامل المؤثرة على القرارات، فالمضاربون قد يبيعون خوفا من انخفاض الأسعار ما يدفعهم للبيع في التوقيت الخاطئ، أو الاحتفاظ بها أثناء الانخفاضات الأسعار خوفا من ارتفاعها في اليوم التالي.
3 ـ العلاقة: أن تقع في حب البورصة من خلال حبك لسهم معين، لأنها درت ربحا في السابق ما يخلق ارتباطا أبديا ينسى معه المرء التفكير في أمور وبدائل استثمارية أخرى.
4 ـ الطمع: إذا بدأ الطمع والجشع يزحفان عليك فقد تشتري بسعر عال جدا أو تشتري كمية كبيرة جدا من المنتج نفسه ما يزيد الخطورة واحتمالات الخسارة، كما يحتفظ بالأسهم في وقت اكبر للحصول على أعلى قدر من الأرباح.
5 ـ التفاؤل: الإفراط في التفاؤل غير المبرر، يدعو إلى نسيان الأساسيات الاستثمارية ومعرفة توابع الأمور من بيع وشراء مما لا يجعلك قادرا على تفادي الانخفاضات.
6 ـ التقليد: بمعنى الانجراف وراء الآخرين لأنهم اشتروا هذا السهم أو تدافعوا وراء تلك الشركة، أو باعوا هنا وهناك، وذلك بسبب عدم معرفتك الكبيرة بالشركات وأسس التعامل مع قرارات البيع والشراء.
7 ـ ربط الأحداث: بعض المستثمرين يربطون بين أحداث ما وفترة ما خلال مسيرة السوق فقط، لأنهم قد تعودوا على ذلك.
8 ـ الأمل: عندما تنخفض قيمة الاستثمارات تبدأ مشاعر الأمل في انه سيتحسن الوضع في اليوم التالي ويتكرر هذا الأمل يوما بعد يوم حتى يفقد قيمة كبيرة ويأخذ قرارات خاطئة.
التأثيرات الجسدية والنفسية المحتملة:
«يتلقى كل متعامل في البورصة تأثيرات متفاوتة وفقا للقدرات الشخصية وخبراته وتجاربه السابقة»
أولا التأثيرات الجسدية:
1 ـ الأرق واضطرابات النوم.
2 ـ ضغط الدم والسكر.
3 ـ أمراض القلب.
4 ـ ضعف القدرة الجنسية.
5 ـ الانتحار.
ثانيا التأثيرات النفسية:
1 ـ الإصابة بالاضطراب النفسي وبالهوس.
2 ـ الكآبة والقلق وكراهية الذات.
3 ـ كراهية النفس والآخرين.
4 ـ الشعور بالإحباط.
5 ـ الإحساس بالذنب.
6 ـ صدمة الحدث.
إرشادات أولية لمواجهة الخسائر:
«مشاعر الألم لأي خسارة تعقبها حالة اكتئاب. وهذا أمر طبيعي، لكن إذا حاولت ونهضت وحولت مشاعرك تلك إلى قوة دافعة للاستمرار بحكمة بحيث تحول التجربة إلى خبرة للاستفادة منها في المستقبل».
٭ لكن إذا حدثت خسارة في انهيار البورصة أو سوق المال كما حدث، فماذا تفعل؟
1 ـ توقف عن أي إحساس سلبي والارتباك وتقبل الأمر الواقع.
2 ـ الابتعاد من الإصرار والعصبية والاندفاعية وكأنك تنتقم من السهم لتعويض بعض أو كل ما خسرته، ولسوف تحزن أكثر وربما خسرت أكثر.
3 ـ توقف عن القول السلبي مثل:
لو فعلت كذا لما حدث ذلك، إنها كارثة، لقد ضاع كل شيء، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل.
4 ـ حول مشاعر الألم والاكتئاب إلى قوة دافعة.
5 ـ حول التجربة إلى خبرة للاستفادة منها في المستقبل.
6 ـ قيم الوضع (المالي لمحفظتك) الراهن من الخسائر.
7 ـ وضع الحلول الأولية لكيفية المحافظة على باقي الاستثمارات.
8 ـ تقييم الاختيارات الاستثمارية البديلة الآمنة.
9 ـ استشر مكاتب الخبرة المتخصصة.
ثالثا: كيف يأخذ الإنسان العادي قراراته الاستثمارية؟
يأخذ الإنسان القرارات بناء على الحاجات الأساسية والكمالية التي من خلالها يمكن أن يتعايش مع النفس والآخرين بحيث يسد ضروريات الحياة ومحاولة للمساواة مع الآخرين، لذا يتم البحث عن مصادر الرزق التي تأتي بثمار كبيرة بأقل مجهود ممكن، فهو يركز كل نشاطاته الذهنية المرتبطة بالقدرة على التكهن والتصرف بشكل أفضل في كل خطوة قادمة.
وهذا لا يعني بالضرورة إجراء الإجراءات الصحيحة، فهو يتعلم من الخطأ أن المضاربة الممتازة تحتاج بالإضافة الى القدرات التحليلية، فهي تتطلب من أصحابها فهم سلوكيات الآخرين وطريقة تفكيرهم، واتجاهاتهم النفسية.
٭ في كل الأحوال فإن نشاط الذهن يكون مرتبطا إلى حد بعيد بدورته الكيميائية العصبية، ونمط الشخصية وأبعادها، ونمط السلوك تجاه الأمور المختلفة وليست تلك المحددة في السوق فقط.
٭ ان التأثيرات والضغوط الاجتماعية التنافسية وحب المساواة والمنافسة خاصة بعالم تسود فيه الرفاهية والحرية والأمن الاجتماعي والصحي.
٭ المقامرة ليست شطارة: نفسيا المكابرة والمقامرة خطر يجب التوقف عنه لأنه لا يعني الشطارة لكنه يعني أن هناك عيوبا في الشخصية اسأل نفسك بأمانة: إذا كان ضروريا أن نتوقف فلم لا؟
وعليك بالأمور التالية: تهيئة الذهنية: هدوء النفس والذهن والجسم.
٭ الثقة: الثقة بالنفس في كل قراراتك السابقة الناجحة حتى تلك التي في الأمور الصغيرة، وتدعيمها بالتحاليل المدروسة.
٭ الشجاعة: شجاعة الانسحاب والتوقف، شجاعة تحمل الخسارة.
٭ الأرباح: تقبل الأرباح القليلة بمخاطر قليلة وعدم التهور.
٭ الصحة: تذكر أن صحتك أغلى من المال.
٭ القدر: تذكر أن ما أصابك ما كان ليخطئك.