ماذا لو فاتتك رحلة “الطائرة الماليزية” المفقودة؟

AlBustan

عضو نشط
التسجيل
15 يوليو 2011
المشاركات
1,388
العاب
من المفترض أن يكون محمد هو الراكب رقم (240) على متن الطائرة الماليزية المفقودة على الرحلة رقم (MH0370)، الصورة التي في الأعلى لتذكرة ” محمد “، الناجي الوحيد “حتى الآن” من الطائرة الماليزية المفقودة، فقد تأخر عن الطائرة حتى طارت بدونه.
“إن صحت الرواية أن هذه التذكرة لأحد من فاتتهم الطائرة الماليزية المفقودة “
برجوعنا 3 اشهر إلى الوراء قبل كتابة هذا المقال, وبتاريخ 8 مارس 2014 “قبل انطلاق الطائرة المفقودة” وبالتحديد فور إقلاعها بدون الراكب “محمد”، ماذا يمكن أن يكون لسان حاله؟ ربما كان يحاول جهده للحاق بالطائرة، مرتبك يكسوه الغضب ثم الحزن ثم الكآبة، ربما من المفترض أن يلحق باجتماع مهم في الصين، أو عقد صفقة تجارية كبيرة، أو قضاء عطلة مريحة، أو شيء آخر يعود عليه بالنفع.
أياً كانت أسباب سفره، فهو الآن متحسر على فواتها ويلوم نفسه أو من تسبب في تأخره عن الطائرة، ربما قد قطع علاقته وكره كل من كان حوله، ربما أظلمت الدنيا في وجهه وتحسف على مبلغ التذكرة على الأقل، أترك لكم فرصة التحليق بخيالكم لتتأملوا حال من فاتته طائرة، يمكنك أن تضع نفسك مكانه وتتخيل أن تفوتك الطائرة (بعيد عنك).
الآن وبعد ساعات قليلة من إقلاع الطائرة ثم الإعلان عن اختفائها، نرجع إلى محمد لندخل في أعماق نفسه ونتأمل عن حالته النفسية والصحية بعد علمه بالخبر، محمد الآن يتخيل نفسه في الطائرة المفقودة مع الـ (239) راكب الآخرين، يتخيل أنه الآن مفقود معهم ولا يعلم بحاله أحد إلا الله، يقلب في عقله الاحتمالات الواردة مثل جميع الناس، يحاول حل اللغز ولكن ليس ليجد مكان الطائرة، إنما ليتأمل حاله إن كان ما يزال على متنها.
يشاهد الأخبار ويحلل التعليقات واضعاً نفسه على كرسيه الذي ذهب بدونه، ماذا لو كانت الطائرة قد سقطت في أعماق المحيط، كيف سيكون حالي؟ هل سأموت فور ارتطام الطائرة بسطح البحر أو هل سيتقطع جسمي أثناء سقوط الطائرة نتيجة الضغط الجوي والرياح الشديدة؟ ماذا لو قفزت وتعلقت بحطام الطائرة، هل سأستطيع أن أسبح إلى شاطئ الأمان؟ ماذا لو أتت إلي أسماك القرش فالتهمتني؟
وما يزال عقله يتأمل في هذا العواقب حتى يسمع تحليلاً آخر أن هناك عناصر ربما قد اختطفت الطائرة، فيطير عقله ليتأمل في حاله وهو في الطائرة المخطوفة، كيف سيعامله المختطفون؟ وهل سيبقونه على قيد الحياة أم سيقدمونه قرباناً لرؤسائهم؟ وكيف ستكون حالته النفسية وهو يفكر في أهله وزوجته وأبنائه وقلقهم عليه؟
ربما دارت هذه الأفكار في رأس محمد أو ربما أنه لا يبالي، غير أنه فرح أن فاتته الطائرة.
حالتان نفسيتان تفصلهما ساعات ، محمد واقف مكانه لم يتغير شيء غير أنه قد أدرك الفارق بمخيلته، ربما كان الآن يردد قول الله سبحانه وتعالى:
﴿ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾ سورة البقرة ، الآية 54
قبل إعلان خبر فقد الطائرة الماليزية: سخط وغضب وحسرة وندامة وكآبة
بعد إعلان خبر فقد الطائرة الماليزية: فرح وسرور وحمد لله على النعمة (ليس على فقد الطائرة ومن فيها، إنما على نجاته).
إن تأملنا في حكمة الله عز وجل نجد أن هناك عشرات وربما مئات من الطائرات (الفرص) التي تفوتنا يومياً، فنحزن ونغضب وربما نسب القدر والزمن على فوات الكثير من الفرص، مهلاً فلا بد لنا من أن نقف مع أنفسنا ونتأمل حكمة الله تعالى وقوله ” وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم”.
المؤمن لا يسخط ولا يغضب مما يصيبه من الله، وهو يدرك قول النبي صلى الله عليه وسلم:
” عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ ” رواه مسلم
ربما تغضب على فوات نعمة ثم يتبين لك بعد حين أنها كانت نقمة، فتحمد الله تعالى على نعمة خلاصك منها، المؤمن لا ينتظر أن تلقنه الدنيا درساً حتى يتعظ، بل يحمد الله تعالى في جميع أحواله، ففي إخفاء الغيب حكمة كبيرة لا يدركه إلا المؤمن الفطن الذي يرضى بقضاء الله وقدره في السراء والضراء.
أرجع الآن لأقول، ماذا لو تم العثور على الطائرة الماليزية المفقودة وقد حصل كل راكب فيها على كنز من ذهب أو ملايين من الدولارات؟ ماذا سيكون موقف محمد الذي كان للتو مسروراً من فوات الطائرة؟ هل سينقلب فرحه إلى كآبة وحزن على فوات هذه الكنوز عليه؟ أم سيحمد الله تعالى دائماً وأبداً؟
ماذا عنك أنت؟
فكر في الحوادث التي تعرضت لها اليوم أو خلال الأسبوع الماضي، ما هي الأشياء التي أصابتك وجعلتك تحزن أو تقلقل؟ لا تتحسر أبداً وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم:
” اِحفظِ اللهَ تَجٍدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يَعرِفْكَ في الشّدةِ، وَاعْلَم أن مَا أَخطأكَ لَمْ يَكُن لِيُصيبكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُن لِيُخطِئكَ، وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ، وَأَنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً “
فكم من مصيبة كانت تحمل في طياتها الفرج:
قَد يُنعِمُ اللَهُ بِالبَلوى وَإِن عَظُمَت *** وَيَبتَلي اللَهُ بَعضَ القَومِ بِالنِعَمِ
أسأل الله أن يحفظكم وأن يبعد عنكم المصائب والكوارث وأن يرزقكم الحياة الكريمة المليئة بذكر الله وعبادته.
 

يوسف محمد

عضو نشط
التسجيل
8 أبريل 2008
المشاركات
674
الإقامة
الكويت الحبيبه
عندي سؤال اخوي البستان انت اللي تكتب بالمنتديات الاماراتيه
 

السعد محمد

عضو مميز
التسجيل
26 أكتوبر 2005
المشاركات
9,966
بالاخير كلنا راح نموت

المهم خاتمة الاعمال

ممكن يكون من اهل الجنة لو مات بالطائرة

ولكن الحين ممكن يرتكب من المعاصي ما يجعله يتحسف على الطائرة مرة اخرى

اللهم اغفل لنا وارحمنا
 

المهذب2

عضو نشط
التسجيل
11 يوليو 2005
المشاركات
169
اهم شي التوكل علي الله وهذا نصيبه
ونصيبنه بالبورصه الصبر
 
أعلى