دليلك الشامل نحو عالم تداول الفضة

محمد فوزي

عضو نشط
التسجيل
15 ديسمبر 2019
المشاركات
18
يُطلق على الفضة «ذهب الفقراء»، نظرا لأهميته الصناعية والاستثمارية، ويسيطر على جانب كبير من اهتمام المضاربين والمستثمرين، سعيا للاستفادة من تقلبات الأسعار التي يوفرها تداول الفضة، فهو أحد الأصول المفضلة للاستثمار للتحوط المالي، وتحقيق توازن وتنوع أصول للمحفظة الاستثمارية. وخلال السطور التالية يمكننا التعرف على الفضة وطرق تداولها.

لماذا تداول الفضة؟​

لا ينظر المتداول أو المضارب إلى معدن الفضة باعتباره معدن ثمين، بل ينظر إليه ببعد استثماري، وفقاً لفرص المكسب والخسارة، ومعدل الربح المتوقع من التداول، وهناك عدة معايير يمكن من خلالها أن يقرر المتداول البدء في المضاربة على الفضة وهي:

أصل آمن​

يُعد الفضة كغيره من المعادن التي توفر «ملاذ آمن» للمضاربين والمتداولين وخاصة في فترات التضخم، والانهيارات المالية، ولا يحمل تداول الفضة في أسواق المضاربة مخاطر كبيرة، إذ يُعد من الأصول الأقل تقبلاً ، وهو ما يجعل تداول الفضة وسيلة استثمارية آمنة خلال الأزمات الاقتصادية والسياسية، وأصل مالي قادر على تحمل مخاطر الأسواق المضطربة، حيث أنه يحافظ على القيمة ويقاوم التضخم ويميل سعره إلى الارتفاع على المدى الطويل.



أرخص من الذهب​

تبلغ نسبة الفضة مقابل الذهب في الطبيعة 16:1، أي أن كل 16 أوقية فضة يقابلها أوقية ذهب واحدة، وهو ما يفسر غلاء الذهب عن الفضة بحوالي 75 مرة. فالذهب يتطلب الكثير من المال لتتمكن من الاستثمار فيه، إذ يبلغ سعر أوقية الذهب ما يقرب من 1886 ألف دولار، بينما أوقية الفضة تصل إلى 23.5 دولار ونصف.، وبالرغم من هذا الفارق، هناك ترابط بين تداول الذهب وتداول الفضة، وبين أسعارهما أيضا، وهذا الترابط، يأتي في صالح المستثمر، لأنه يضمن ارتفاع سعر الفضة مقترناً بارتفاع سعر الذهب.



مستقبل تداول الفضة​

من أهم الأسئلة التي يوجهها المتداول إلى نفسه قبل البدء في استثمار المعدن الثمين، هي توقعات مستقبل الفضة، واحتمالية ارتفاع سعره، واتجاهه على المدى القريب والمتوسط، وتتوقف الإجابة على عدة عوامل بعضها سياسي، والآخر اقتصادي وهي:

الطلب الصناعي​

يصل معدل الطلب على الفضة لأهداف صناعية ما يقرب من 50%، نظراً لخواصه الكيميائية، وإذا ما نظرنا إلى الوضع الدولي في بداية 2023، نجد أن العالم يستعد لتعويض فترات الركود التي أصابته بسبب جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، من خلال الانطلاق بشكل متزايد في الصناعات، وبالتالي فإن الطلب عليه أعلى من أي وقت مضى، ومستقبل الفضة القريب يتجه لارتفاع السعر، لأنه من المتوقع مع تزايد حجم الطلب الصناعي على معدن الفضة، أن يقل المعروض منه بنسبة كبيرة، وقياساً على قاعدة العرض والطلب يصبح مستقبل تداول الفضة خلال الأعوام القليلة المقبلة إيجابي، مدعوم بتوقعات ارتفاع سعر الفضة.



تداول الفضة والتضخم​

يقدر صندوق النقد الدولي معدل التضخم في 2023 بـ 6.5%، وهو ما يجعل العملة النقدية تفقد قيمتها، وفي أوقات الأزمات يلجأ المتداولون إلى الأصول المستقرة، مثل المعادن وعلى رأسها الفضة، لأنها قادرة على حماية قيمتها، ومقاومة التضخم بعكس النقد المالي. فالتضخم لا يؤثر على المعدن الثمين، بل يساعد على زيادة قيمته، لأن الطلب يتزايد عليه، ما يؤدي إلى ارتفاع سعر الفضة، وهو ما يرجح أن يكون مستقبل الفضة إيجابياً خلال الفترة المقبلة.



تداول الفضة عبر الإنترنت​

تُعرف الفضة على منصات وبورصات التداول باسمها الإنجليزي «SILVER»، ومن خلال رمز تداول الفضة، وإذا كان التداول أمام الدولار يكون الرمز «XAG USD»، أما إذا كان أما اليورو يكون رمز تداول الفضة «XAG EUR». ولا يحتاج تداول الفضة عبر الإنترنت إلا جهاز كمبيوتر متصل بالانترنت، وتحديد خيار التداول، وفيما يلي أبرز هذه الخيارات:

عقود الفضة الآجلة​

وفقاً لهذا الخيار فأنت تشتري عرضاً مستقبلياً لمقدار معين من الفضة، دون الحاجة لامتلاك المعدن الثمين بشكله المادي. ولكل عقد تاريخ محدد مسبقا، ويسمى وقت انتهاء الصلاحية.

ويُعتبر خيار العقود الآجلة شائع بين متداولي الفضة بسبب إمكانية استخدام الرافعة المالية، التي تمكن المضارب من فتح مركز كبير برأس مال صغير، وفي هذه الحالة إذا صار السعر في الاتجاه الصحيح، ستجني أموالاً طائلة في وقت قياسي، أما لو سار في الاتجاه المعاكس ستكون خسائرك أكبر مما تتوقع، وأكثر مما تحتمل.



عقود الفضة مقابل الفروقات «CFD»​

هي عبارة عن عقود مضاربة يتم إنشائها من خلال الوسيط دون امتلاك الفضة فعلياً، وعادة ما يتم اشتقاق سعره من سعر العقود الآجلة أو السعر الفوري للفضة. وهو اتفاق بين طرفين لتبادل الفرق بين سعري الافتتاح والإغلاق.

وتتميز هذه العقود بالمضاربة على الارتفاع والانخفاض، أي من الممكن تحقيق الربح في الاتجاهين، سواء ارتفع سعر الفضة أو انخفض، ولكن هذه الميزة تتوقف على تقدير الاتجاه الذي قد يتطور فيه سعر الفضة بشكل دقيق، والميزة الثانية هي إمكانية استخدام الرافعة المالية.





استراتيجيات تداول الفضة​

يُعد الفضة أكثر المعادن الثمينة تقلباً، ما يمكن أن يحقق أرباح طائلة للمضارب، الذي يعتمد على استراتيجية تداول تمكنه من تحديد اتجاه الأسعار. وتعتمد هذه الاستراتيجيات على الاستفادة من تقلبات الأسعار اليومية، ومن هنا تنقسم الاستراتيجيات، إلى الاتجاه والمدى.



اتجاه تداول الفضة​

تعتمد هذه الاستراتيجية على تحديد الاتجاه الذي سيتحرك فيه سعر السوق، والهدف هو الربح السريع داخل الاتجاه، بدلاً من الدخول في بداية الحركة والخروج عند نهاية.



مدى تداول الفضة​

يتم استخدام هذه الإستراتيجية عندما يكون سوق الفضة مستقر، ويتحرك بين مستويات الدعم والمقاومة المعروفة، وفقاً لمخططات الأسعار، ويتم تحديد مستويات الدعم والمقاومة باستخدام المؤشرات الفنية ، ويمكنك الاستفادة من الحركات داخل بين هذين المستويين.







يعتبر سوق الأسهم هو أفضل مكان يمكن من خلالها مضافة أموالك، وتحقيق عوائد ربحية في أقل مدة ممكنة، وبأقل خسائر متوقعة، وهو المكان المفضل لأغنياء العالم، المستثمر الأسطوري وارن بافيت، أصبح خامس أغنى رجل في العالم، بفضل هذا السوق، والاستثمار فيه.

ويعد تداول الاسهم من أبرز وسائل الاستثمار، وأهم مكونات المحافظ الاستثمارية، ومن أشهر أشكال التداول التي يفضلها المتداولين والمستثمرين والمضاربين. ويمكن تداول الأسهم من تحقيق عوائد مالية بصورة سلسة وغير معقدة بعكس أشكال التداول الأخرى، ويتوقف ذلك على اتخاذك القرارات المناسبة وقراءة سوق الأسهم جيدا، والتركيز على الأوراق المالية المربحة، التي تمكنك من تحقيق الأرباح، أو تقليل حجم خسائرك المتوقعة.

لا يحتاج تداول الأسهم توافر الخبرة الكبيرة، أو الجهد الشاق لدخول سوق الأسهم، وبدء التداول، فالخلفية البسيطة كافية لدخول سوق الأوراق المالية وبدء التداول، مع الحرص على تعلم الأساسيات، وتكوين الخبرات، لتتحول من متداول مبتدئ إلى خبير، قادر على قراءة حركة الأسواق، والتنبؤ بالأسهم القيادية القادرة، والاعتماد على استراتيجيات تداول تخلق صفقات ناجحة.



سوق الأسهم​

هو ذلك المكان الذي يحتوي على عدد من البورصات والاسواق المالية، المدرج فيها عدد من الشركات، والذي يمكن من خلاله شراء أسهمها وبيعها، والمضاربة عليها، ما يحقق أرباح قصيرة أو طويلة الآجل، حسب استراتيجية التداول، والهدف الاستثماري.

ومن أهم وأول النصائح للمبتدئين هي تنويع محفظة الأسهم، مثال، إذا كنت تمتلك 100 سهم في الشركة «A» ومثلهم في شركة «B» و50 سهما في شركة «C»، فأنت الآن لديك محفظة من ثلاثة أسهم، إذا تراجع سعر أي منهم، وحققت خسائر من خلاله، يمكن للسهم تعويض هذه الخسائر.







تداول الأسهم

يقوم تداول الأسهم على المبدأ الاستثماري التقليدي من خلال الشراء ثم البيع، والسلعة في هذه الحالة هي الأسهم، حيث يركز المضارب على شراء أسهم الشركات بسعر منخفض، ثم البيع بسعر مرتفع، معتمدا على تقلبات حركة الأسعار اليومية، التي تمكنه من تحقيق أرباح. ويجب على المتداول مراقبة حركة السوق جيدا لاقتناص الفرص، ومحاولة التنبؤ بحركة الأسهم، ما يمكنه من فتح مراكز، وإعطاء أوامر للسوق تعظم من أرباح محفظته.

وهنا يجب الإشارة إلى أن الاتجاه التقليدي لتداول الأسهم قائم على التداول قصير المدى، الذي لا يميل فيه المستثمر إلى الاحتفاظ بالأسهم مدى طويلة، وإنما يركز على فروقات الأسعار التي تحقق ربح كبير في وقت قصير، ولكن هذا النهج محفوف بالمخاطرة العالية، بعكس التداول الاستثماري طويل الأجل، الذي يعتمد الاحتفاظ بالأسهم لمدة طويلة، ويمكن المستثمر من تحقيق عائد مادي أقل ولكنه أكثر أمانا، وخاصة للمتداول الغير قادر على توقع اتجاه السهم بشكل صحيح.



أنواع أوامر سوق الأسهم

أمر في سوق الأسهم عبارة عن هو الحركة التي تترجم نشاط المتداول، ويكون عبارة عن طلب تتقدم به للوسيط، أو تقوم به بنفسك على منصة التداول الخاصة بك، وتنقسم إلى:



أمر السوق

وهو أمر ببيع أو شراء، مجموعة محددة من الأسهم، وبسعر محدد، وغالباً ما يكون سعر السوق، ومن الأفضل أن يكون أقل منه في حالة الشراء، أو أعلى منه في حال البيع.



الأمر المحدد

هو أمر بالبيع أو الشراء مرتبط بسعر أو وقت محدد. أي أنك تعطي أمرا للوسيط، بشراء عدد من الأسهم إذا ما انخفض سعره عن سعر السوق ولمستوى محدد، أو البيع إذا ما ارتفعت قيمته عن مستواه الحالي، ولا يمكن تجاوز هذا الحد.



أمر وقف الخسارة

يشبه أمر وقف الخسارة الأمر المحدد، لأن المتداول يحدد السعر الذي يريد شراء أو بيع الأسهم به. لكن الأمر المحدد العادي يحدد الحد الأقصى أو الأدنى للسعر الذي يرغب في قبوله، بينما يتحول أمر وقف الخسارة إلى أمر سوق عند تسجيل السعر المحدد.



أمر وقف محدد

وفيه يحدد المتداول سعر أدنى وأعلى لصفقته، لكن مع وقفها يحرك السعر في حالة البيع أو الشراء ضمن نطاق الحد المحدد، ويكون التحريك بشكل تدريجي لضمان تحقيق أعلى مكسب، أو أقل خسارة ممكنة.



التداول والاستثمار

الاستثمار يختلف عن التداول، وليس أحد أنواعه، فكلاهما نهج استثماري، ويتوقف الاختيار بينهما، على عوامل عدة، أبرزها الاستراتيجية الاستثمارية، والهدف المراد تحقيقه.



التداول

يقوم التداول على المضاربة على تحركات أسعار الأسهم، للاستفادة من فروق الأسعار، وتعتمد على شراء وبيع الأسهم على مدى زمني قصير، قد يصل لعدة ساعات، وهي الاستراتيجية الأساسية التي يعتمدها المتداولون التقليديون في سوق الأوراق المالية، وتتسم بقدرتها على تحقيق أرباح سريعة، وكبيرة، ولكن مخاطرها عالية بسبب التقلب في السوق.



الاستثمار

ويعني شراء المستثمرون الأسهم، ثم الاحتفاظ بها لمدى زمنية كبيرة، قد تصل لسنوات. في محاولة للاستفادة من تغيرات أسعار الأسهم. ويحتاج هذه الطريقة لراس مال كبير، ويتسم بأرباحه الضعيفة، بل يجب أن يدرك المستثمر أنه قد يحصل على عائد أقل مما استثمروا في البداية، بسبب التضخم والتغيير في قيمة العملة، ولكنه أكثر أمانا من التداول، لأنه لا يعرض راس المال لمخاطر التقلبات السوقية.
 
أعلى