عن الوطن السعوديه
تنازلات إيرانية جديدة تضع أنشطة التخصيب تحت سيطرة كونسورتيوم دولي
رسالة نجاد إلى بوش قنبلة دخانية لتغطية مراسلات بين طهران وواشنطن ولندن وباريس
طلاب إندونيسيون يلوحون بأيديهم للرئيس الإيراني أمس لدى مغادرته إحدى الجامعات الإسلامية في إندونيسيا
واشنطن، جاكرتا، موسكو، أمستردام: أحمد عبدالهادي، الوطن، الوكالات
تتوالى في واشنطن الآن مؤشرات تدل على أن رسالة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى نظيره الأمريكي جورج بوش لم تكن الرسالة الإيرانية الوحيدة التي بعثت بها طهران خلال الأيام القليلة الماضية بشأن البرنامج النووي وتداعياته الدولية، بل إن رسالة نجاد قد تكون أرسلت من قبيل التغطية الإعلامية لعرض إيراني آخر - أكثر جدية - يهدف إلى حل الأزمة الدولية جاء في الرسالة الثانية الصادرة عن مجلس الأمن القومي الإيراني.
فقد قالت مصادر مطلعة في واشنطن لـ"الوطن" إن اعتبارات داخلية إيرانية حتمت استخدام "ستار الدخان" الناجم عن رسالة نجاد إلى بوش لإبعاد الأنظار عن الرسالة الثانية التي لم تكن شخصية، وإنما صيغت على هيئة مبادرة أشرف على صياغتها الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني وتضمنت قدراً من التنازلات التي لم يعلن عنها.
وقد أرسلت نسخة من الرسالة الإيرانية الثانية إلى المسؤولين المعنيين في باريس ولندن في نفس وقت استلامها في العاصمة الأمريكية.
وطبقاً لتلك المصادر فإن الرسالة الإيرانية تضمنت تحولاً جوهرياً في الموقف الإيراني، إذ قبلت طهران للمرة الأولى بوضع أنشطة تخصيب اليورانيوم في أراضيها، تحت سيطرة كونسورتيوم دولي تكون هي عضوة فيه، وقال الإيرانيون إن بالإمكان اشتراك فرنسا وروسيا وألمانيا ودول أخرى في هذه الشراكة الدولية التي ستشرف على "كـل" أنشطة التخصيب في إيران.
وعرضت إيران أيضاً الموافقة على "تواجد دائم" للمفتشين الدوليين والقبول بإجراءات تفتيش صارمة ومفاجئة على منشآتها النووية، والموافقة النهائية على بروتوكولات اتفاقية حظر الانتشار، وتقديم تعهدات بعدم الانسحاب لاحقاً من الاتفاقية، ووضع حدود مع الوكالة لمدى التخصيب.
ولم تنشر تفصيلات الرسالة الثانية وإن كان عضو مجلس الأمن القومي الإيراني حسن روحاني قد نشر مقتطفات من العرض الإيراني في مجلة "تايم" الأمريكية. وكان روحاني هو المسؤول عن مفاوضات الملف النووي قبل أن ينحيه الرئيس نجاد. إلا أنه - أي روحاني - ظل يتمتع بدعم الزعيم الإيراني علي خامنئي.
وتعني المبادرة الإيرانية من الوجهة العملية القبول بقيام دول أخرى بإدارة عملية تخصيب اليورانيوم شرط بقاء هذه العملية على أراضيها. وقد أدى وصول المبادرة الإيرانية إلى إنهاء مفاوضات الدول الـ5 دائمة العضوية في مجلس الأمن، التي جرت في نيويورك، في الـ9 من هذا الشهر، والاتفاق على فترة أسبوعين تقوم خلالها اللجنة الثلاثية الأوروبية المكونة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بوضع الخطوط العامة لاتفاق "يهضم" المبادرة الإيرانية، أي يطورها على أسس أكثر تماسكاً.
وقالت مصادر واشنطن إن عشاء العمل الذي جمع وزيري خارجية الولايات المتحدة وفرنسا كونداليزا رايس وفيليب دوست بلازي في نيويورك في الـ9 من مايو، شهد نقاشاً مستفيضاً حول ما ينبغي أن يكون عليه الرد على المبادرة الإيرانية. وترى رايس أن مقترحات طهران "غير كافية" وأن بالإمكان الآن حملها على تخصيب اليورانيوم خارج أراضيها بمشاركة من فنييها مقابل مجموعة من "الحوافز". أما دوست بلازي فإنه يرى أن المبادرة تشكل نقطة انطلاق إيجابية. وقد اتفق الجانبان على مهلة الأسبوعين لإتاحة فرصة أفضل لدراسة العرض الإيراني وتحديد ملامح الخطوة الغربية المقبلة.
وفيما عكف الأمريكيون على دراسة الأفكار الإيرانية الجديدة، فإنهم سيرسلون مساعد وزيرة الخارجية نيكولاس بيرنز إلى لندن الاثنين المقبل لبدء مفاوضات حول ما توصل إليه خبراء الولايات المتحدة.
ومن المحتمل أن يشكل ذلك أول انفراج هام في الأزمة النووية الإيرانية ما لم تتمسك واشنطن بشرطها السابق، أي ضرورة عدم السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها "مهما كانت الظروف"، أي حتى إذا كان ذلك يتم في إطار كونسورتيوم أو "شراكة" دولية مع الدول الأوروبية الأساسية وروسيا.
وحتى الاثنين المقبل، أي موعد وصول بيرنز إلى لندن، ستستطلع واشنطن رأي الإسرائيليين حول ما إذا كان الاقتراح الإيراني يكفي لمخاطبة قلقها الاستراتيجي من محاولات إيران امتلاك سلاح نووي، لاسيما وأن إيران تعهدت في رسالتها الثانية بوضع كل تفصيلات برنامجها النووي تحت الإشراف الدولي فور التوصل إلى اتفاق نهائي.
من جهة أخرى وصف نجاد التهديدات بشن الحرب على بلاده بأنها "مزحة".وقال للتلفزيون الإندونيسي"نملك نحن أيضاً القدرات التقنية وقدرات أخرى للدفاع عن مصالحنا".
ورحب محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس بإرجاء قرار مجلس الأمن بشأن فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي.
ودعا البرادعي خلال مؤتمر صحفي في أمستردام إلى قبول الجانبين للحلول الوسط لتسوية النزاع.
وفي موسكو، حذر رئيس مجلس الأمن الروسي إيجور إيفانوف أمس من أي تحرك عسكري ضد إيران قد "يفجر" الوضع في "المنطقة وما هو أبعد من حدودها" في إشارة إلى التهديدات الأمريكية.
تنازلات إيرانية جديدة تضع أنشطة التخصيب تحت سيطرة كونسورتيوم دولي
رسالة نجاد إلى بوش قنبلة دخانية لتغطية مراسلات بين طهران وواشنطن ولندن وباريس
طلاب إندونيسيون يلوحون بأيديهم للرئيس الإيراني أمس لدى مغادرته إحدى الجامعات الإسلامية في إندونيسيا
واشنطن، جاكرتا، موسكو، أمستردام: أحمد عبدالهادي، الوطن، الوكالات
تتوالى في واشنطن الآن مؤشرات تدل على أن رسالة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى نظيره الأمريكي جورج بوش لم تكن الرسالة الإيرانية الوحيدة التي بعثت بها طهران خلال الأيام القليلة الماضية بشأن البرنامج النووي وتداعياته الدولية، بل إن رسالة نجاد قد تكون أرسلت من قبيل التغطية الإعلامية لعرض إيراني آخر - أكثر جدية - يهدف إلى حل الأزمة الدولية جاء في الرسالة الثانية الصادرة عن مجلس الأمن القومي الإيراني.
فقد قالت مصادر مطلعة في واشنطن لـ"الوطن" إن اعتبارات داخلية إيرانية حتمت استخدام "ستار الدخان" الناجم عن رسالة نجاد إلى بوش لإبعاد الأنظار عن الرسالة الثانية التي لم تكن شخصية، وإنما صيغت على هيئة مبادرة أشرف على صياغتها الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني وتضمنت قدراً من التنازلات التي لم يعلن عنها.
وقد أرسلت نسخة من الرسالة الإيرانية الثانية إلى المسؤولين المعنيين في باريس ولندن في نفس وقت استلامها في العاصمة الأمريكية.
وطبقاً لتلك المصادر فإن الرسالة الإيرانية تضمنت تحولاً جوهرياً في الموقف الإيراني، إذ قبلت طهران للمرة الأولى بوضع أنشطة تخصيب اليورانيوم في أراضيها، تحت سيطرة كونسورتيوم دولي تكون هي عضوة فيه، وقال الإيرانيون إن بالإمكان اشتراك فرنسا وروسيا وألمانيا ودول أخرى في هذه الشراكة الدولية التي ستشرف على "كـل" أنشطة التخصيب في إيران.
وعرضت إيران أيضاً الموافقة على "تواجد دائم" للمفتشين الدوليين والقبول بإجراءات تفتيش صارمة ومفاجئة على منشآتها النووية، والموافقة النهائية على بروتوكولات اتفاقية حظر الانتشار، وتقديم تعهدات بعدم الانسحاب لاحقاً من الاتفاقية، ووضع حدود مع الوكالة لمدى التخصيب.
ولم تنشر تفصيلات الرسالة الثانية وإن كان عضو مجلس الأمن القومي الإيراني حسن روحاني قد نشر مقتطفات من العرض الإيراني في مجلة "تايم" الأمريكية. وكان روحاني هو المسؤول عن مفاوضات الملف النووي قبل أن ينحيه الرئيس نجاد. إلا أنه - أي روحاني - ظل يتمتع بدعم الزعيم الإيراني علي خامنئي.
وتعني المبادرة الإيرانية من الوجهة العملية القبول بقيام دول أخرى بإدارة عملية تخصيب اليورانيوم شرط بقاء هذه العملية على أراضيها. وقد أدى وصول المبادرة الإيرانية إلى إنهاء مفاوضات الدول الـ5 دائمة العضوية في مجلس الأمن، التي جرت في نيويورك، في الـ9 من هذا الشهر، والاتفاق على فترة أسبوعين تقوم خلالها اللجنة الثلاثية الأوروبية المكونة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بوضع الخطوط العامة لاتفاق "يهضم" المبادرة الإيرانية، أي يطورها على أسس أكثر تماسكاً.
وقالت مصادر واشنطن إن عشاء العمل الذي جمع وزيري خارجية الولايات المتحدة وفرنسا كونداليزا رايس وفيليب دوست بلازي في نيويورك في الـ9 من مايو، شهد نقاشاً مستفيضاً حول ما ينبغي أن يكون عليه الرد على المبادرة الإيرانية. وترى رايس أن مقترحات طهران "غير كافية" وأن بالإمكان الآن حملها على تخصيب اليورانيوم خارج أراضيها بمشاركة من فنييها مقابل مجموعة من "الحوافز". أما دوست بلازي فإنه يرى أن المبادرة تشكل نقطة انطلاق إيجابية. وقد اتفق الجانبان على مهلة الأسبوعين لإتاحة فرصة أفضل لدراسة العرض الإيراني وتحديد ملامح الخطوة الغربية المقبلة.
وفيما عكف الأمريكيون على دراسة الأفكار الإيرانية الجديدة، فإنهم سيرسلون مساعد وزيرة الخارجية نيكولاس بيرنز إلى لندن الاثنين المقبل لبدء مفاوضات حول ما توصل إليه خبراء الولايات المتحدة.
ومن المحتمل أن يشكل ذلك أول انفراج هام في الأزمة النووية الإيرانية ما لم تتمسك واشنطن بشرطها السابق، أي ضرورة عدم السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها "مهما كانت الظروف"، أي حتى إذا كان ذلك يتم في إطار كونسورتيوم أو "شراكة" دولية مع الدول الأوروبية الأساسية وروسيا.
وحتى الاثنين المقبل، أي موعد وصول بيرنز إلى لندن، ستستطلع واشنطن رأي الإسرائيليين حول ما إذا كان الاقتراح الإيراني يكفي لمخاطبة قلقها الاستراتيجي من محاولات إيران امتلاك سلاح نووي، لاسيما وأن إيران تعهدت في رسالتها الثانية بوضع كل تفصيلات برنامجها النووي تحت الإشراف الدولي فور التوصل إلى اتفاق نهائي.
من جهة أخرى وصف نجاد التهديدات بشن الحرب على بلاده بأنها "مزحة".وقال للتلفزيون الإندونيسي"نملك نحن أيضاً القدرات التقنية وقدرات أخرى للدفاع عن مصالحنا".
ورحب محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس بإرجاء قرار مجلس الأمن بشأن فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي.
ودعا البرادعي خلال مؤتمر صحفي في أمستردام إلى قبول الجانبين للحلول الوسط لتسوية النزاع.
وفي موسكو، حذر رئيس مجلس الأمن الروسي إيجور إيفانوف أمس من أي تحرك عسكري ضد إيران قد "يفجر" الوضع في "المنطقة وما هو أبعد من حدودها" في إشارة إلى التهديدات الأمريكية.