وفي الضباب تسود المضاربة

سهم كويتي

عضو نشط
التسجيل
5 أغسطس 2004
المشاركات
340
ثقافة الاستثمار تضمحل ..وفي الضباب تسود المضاربة


10/12/2006 كتب محمد البغلي:
حذرت مجموعة من المحللين الماليين من غياب واضح لسمة الاستثمار في تعاملات بورصة الكويت، بعد ان تحول عدد من كبار مديري الاستثمار، الذين يديرون عشرات ومئات ملايين الدنانير في محافظ وصناديق الى مضاربين يوميين وسط اجواء مملوءة بالاشاعات والتوقع الدائم لغير المتوقع، خصوصا فيما يتعلق بقرارات تحييد الاسهم وسحب عقود B.O.T الامر الذي ينذر بدخول البورصة في اتون مرحلة جديدة وحرجة، تغيب عنها معايير واصول وقواعد الاستثمار والمعلومات والشفافية لتحل عوضا عنها قوى المضاربة والاشاعة والضبابية.
وحسب المعلومات التي توفرت من كواليس التداول، فإن عددا من مديري الاستثمار اتبع خلال الاسابيع الماضية اسلوب (شاري، بايع) على سهم معين لنحو 3 او 4 جولات في اليوم الواحد، الامر الذي جعل مؤشرات التداول تتذبذب يوميا او خلال ايام معدودة وهو ما فسر ايضا من جهة اخرى ضخامة قيم التداول مقابل تدهور المؤشرين السعري والوزني، ويرى المحللون الذين تحدثت اليهم 'القبس' ابرز ملامح التعاملات التي تؤكد غياب النظرة الاستثمارية في التداول كالتالي:
يلجأ العديد من مديري الاستثمار في البورصة كلما صعد المؤشر الى تسييل معظم المحافظ والصناديق لان لا احد منهم بات يثق بالآخرين كما السابق، اذ كان في ذي قبل من السهولة بمكان ان يتفق المديرين في 3 شركات مثلا على عدم بيع سهم معين لمدة شهر او اكثر، في انتظار اعلان عقد او صفقة او غير ذلك، اما الآن، وخصوصا في الربع الاخير فلم يعد مدير محفظة يثق بتصرفات مدير الصندوق، وهما يعملان في الشركة نفسها،لان اي مدير استثمار، في مثل اوضاع كهذه، يريد ان 'يبيض وجهه' امام الادارة ومجلس الادارة لذلك يتعرف كل منهم على قاعدة 'اللهم نفسي' مما يجعل الثقة في السوق شبه غائبة وهذا اخطر مايواجه اي سوق.
ادت عمليات تحييد الاسهم الى تنبه كبار ملاك في عدد من الشركات الى مخالفتهم قانون الافصاح، فشرع هؤلاء في 'غسل اسهمهم' في عمليات مبادلات وتفتيت ملكيات لاعادة هذه الحصص دون 5 في المائة على عدد من الاطراف وحسابات العملاء كي يتوقى هولاء شر عقوبة التحييد، فكان لافتا في عدد من الشركات عديمة التداول تقريبا عقد صفقات مليونية (يتعدى بعضها 5 في المائة) في غضون ثوان معدودة من دون رقابة من البورصة على صفقات من هذا النوع يفترض ترتيبها مسبقا بعلم الادارة والمستثمرين، ولكن المشكلة هنا ان الشركات تريد ترتيب المبادلات الكبرى بعيدا عن عين الرقابة، حيث تلعب هذه المبادلات في رفع قيم التداول واعطاء مؤشرات غير صحيحة عن السوق والاسهم التي تجري عليها المبادلة.
تحولت العقلية الاستثمارية في البورصة الى عقلية قناصة الوقت بعد ان شمل التراجع أسهما لا علاقة لها بالقرارات الأخيرة وبلغت معها اسعارا تعتبر في السوق مغرية، الأمر الذي دعا البعض الى الدخول بقوة على أسهم بالحد الأدنى وبيعها في اليوم نفسه بالحد الأعلى أو دون ذلك بقليل ثم الدخول على سهم آخر وهكذا، ولعل من تابع البورصة الأسبوع الماضي يرى بجلاء كيف خسر المؤشر في 3 أيام 500 نقطة ثم عاد ليعوض 80 في المائة من التراجع في آخر يومين، حيث يعتقد البعض ان بعض الأسهم في البورصة بلغت ما بات يعرف ب'القاع' رغم ان هذه الأسهم محملة بخسائر 'لا تحملها البعارين'، ومع ذلك يعتبرها البعض فرصة شراء مجدية لا لسبب الا لكونها أسعارا لم تكن مألوفة على هذه الأسهم منذ عام أو أكثر، وعليه اعتبرت هذه الأسهم رخيصة (..) أي ان معيار الرخص أو الغلاء ليس مضاعف السعر الى الربحية أو القيمة الدفترية، بل فقط عندما يكون السعر غير مألوف على شريط التداول.
اتجه عدد من الملاك الى تدعيم ملكياتهم في الشركات التي يديرونها أو على الأقل يشاركون في إدارتها الى تدعيم ملكياتهم ليس لأن هذه الشركات جيدة، أو قوية، بل خوفا من Take over، كالطوفان يقتلعهم من على سدة مجلس الإدارة مما حدا بالبعض الى زيادة حصته بما يحميه من أي استحواذ محتمل تقوم به جهة ما على حين غرة.
بات بعض مديري الاستثمار يتصرفون بأسوأ مما يتصرف به عتاة المضاربين، خصوصا خلال عطلة نهاية الأسبوع في بث الاشاعات والمعلومات والتحليلات المتحيزة، بحيث يعمل كل منهم على 'تقريب النار صوب قرمه'.
 

مساعد الجارد

عضو نشط
التسجيل
18 يوليو 2006
المشاركات
254

مقال واقعي و يكشف فعلا ما يدور في أروقة البورصة و كواليس الصناديق .

التخلي عن فكرة الإستثمار وفقدان الثقة بالسوق و اللجوء الى المضاربة اليومية مؤشر خطير .

هذا ما جناه التخبط الحكومي على السوق .

الله يكون بالعون .

شكرا سهم كويتي .​
 
أعلى