محكمة المشروعية
محمد مساعد الصالح
27/12/2006
قرأت باهتمام بالغ حكم المحكمة الادارية الثالثة في القضية المرفوعة من شركة المخازن العمومية ضد وزير التجارة والصناعة بصفته، ومدير الهيئة العامة للصناعة بصفته، ولا اريد ان ابدي رأيا في الجانب القانوني من الحكم، لان لغة القانون صعبة وثقيلة على القارئ غير المتخصص في القانون، وان كان لا بد من تسجيل حقيقة هي ان الحكم قد ناقش القضية من جميع جوانبها نقاشا قانونيا شاملا لينتهي الى ما انتهى اليه، وكما يقول اخواننا المصريون الحكم 'ما يخرش منه الميه'..
ولم يكتف الحكم بالجانب القانوني، بل كان هم قضاة المحكمة باعتبارها محكمة وطنية حرصهم على تطبيق القانون، وبالذات من قبل الحكومة التي نصحت مواطنيها ومقيميها بذلك ولكنها في الجانب الآخر تخالف القانون او تتجاوزه، فقد جاء في حكم المحكمة عبارات لو تحدثت لنطقت بالحق والعدالة حيث تقول 'لقد وقر في يقينها (المحكمة) واطمأن ضميرها الى ان جهة الادارة مصدرة القرار قد انحرفت عن جادة الصواب سادرة في غيها بالجنوح عن الحق وقت ان كان متعينا عليها ان تصرح به وتنصاع له احتراما لسيادة الدستور والقانون، الامر الذي يتعين معه على قاضي المشروعية ان يردها صاغرة الى حظيرة القانون امتثالا لاحكام العدالة والمشروعية واعلاء لمبادئ الدستور التي تحكم هذه البلاد (حكاما ومحكومين) واشعر ان المحكمة وهي تكتب هذه القطعة الادبية الرائعة انما توجه خطابها الى الجميع حكاما ومحكومين باحترام نصوص الدستور والانصياع للقانون، وهو ما اغفلته جهة الادارة، وايا كانت نتيجة الحكم امام محكمة الاستئناف فإن النتيجة هي خسارة الدولة ومواطنيها المساهمين في الشركة، ولهذا فإن الحل لايكون بعمل استشكال في الحكم لإيقاف تنفيذه،
بل بتنفيذ الحكم الى ان يصبح (الحكم) انتهائيا، وذلك لتقليل خسارة الدولة فيما لو صدر الحكم الاستئنافي بتأييد حكم المحكمة الادارية المستأنف او اللجوء الى المفاوضة الودية مع الشركة التي كسبت القضية.
والله من وراء القصد.
آخر العمود:
تحتوي صفحات رسائل القراء في الصحف الكثير من المشاكل، وبالذات الصحية، تستحق الاهتمام بها، اتمنى ان تتضمن قصاصات الصحف المقدمة للوزير هذه القضايا وان يتخذ الوزراء قرارات تحل هذه المشاكل بعد بحثها لمعرفة جدية ما ورد في هذه القضايا، وبالذات مشاكل المرض للاطفال والعجائز، واذا لم تقم الوزارات بذلك فإن الجمعيات الخيرية مطالبة بالتصدي لذلك من اموال المتبرعين.
Asap@alsalehandpartners.com
www.alsalehandpartners.com