(واحد من الناس)
عضو نشط
- التسجيل
- 13 أبريل 2006
- المشاركات
- 1,138
«الراي» في المملكة المسترخية في المحيط الهادي وسط المرجان والذهب والماس والبخور (1 من 3) / «توبالو» يحكمها «ليربا الأول» وعقيلته جلالة الملكة «لولوة» الكويتية الأصل
جزيرة لولوة (مملكة توبالو) - من عبدالعليم الحجار: «توبالو»... يستوطنها الحلم المرجاني الذي يبدو مثل حكاية اسطورية من حكايات «ألف ليلة وليلة».
«توبالو»... تلك المملكة النائية الصغيرة مساحة، الغنية بطبيعتها الخلابة، وبمناجم الذهب والماس بالاضافة إلى الثروتين الحيوانية والسمكية... غنية أيضاً بحلم امتدادها العربي الذي كانت ولادته من رحم عربي، وكويتي تحديداً.
«توبالو»... تلك الممللكة الوديعة المسترخية في سكينة على صفحة مياه المحيط الهادي، يعانق فضاءها النجوم على مدار العام وتغتسل شواطئها بالمياه المعدنية الغنية بالعناصر الفوسفورية الباعثة للنشاط والمجددة للشباب.
«توبالو»... أودعت فيها الطبيعة أسرار مكنوناتها في ما تزخر به من بحيرات وخلجان وسهول خضراء وجبال شامخة هي بمثابة الرواسي التي تظلل الجزر المرجانية التي تتألف منها تلك المملكة ويبلغ عددها 15 جزيرة أبرزها جزيرة «لولوة» التي سميت بهذا الاسم منذ العام 1969 تحديداً تيمناً بفتاة أحلام وشريكة حياة ملك توبالو «ليربا الأول»، تلك الفتاة العربية الكويتية التي احبها الملك عندما كان ولياً للعهد وتزوجها قبل ان يصبح ملكاً ثم اسبغ عليها لقب «جلالة الملكة لولوة الأولى» وانجب منها زينة الحياة الدنيا... سبعة من البنين والبنات الذين يسري في عروقهم مزيج من الدماء العربية والتوبالية.
«جلالة الملكة لولوة»... هل تعلمون من هي؟
إنها مواطنة كويتية كانت تتلقى تعليمها الجامعي في بريطانيا في منتصف الستينات من القرن الماضي عندما وقع في هواها شاب أسمر وسيم كان زميلاً لها في جامعة سالفورد العريقة. وعندما تقدم ذلك الشاب طالباً يدها للزواج، عرضت «لولوة» الأمر على أهلها في الكويت فقوبلت الفكرة بالاعتراض والرفض الشديدين على أساس انها («لولوة») كانت لاتزال آنذاك في سنتها الجامعية الأولى ولاتزال صغيرة على الزواج. وعلاوة على ذلك فإن والدي «لولوة» رفضا فكرة ان تتزوج شابا علموا انه يحمل جنسية مملكة نائية تقبع في مكان منعزل تماماً في عرض المحيط الهادئ. ووصل الأمر آنذاك بوالد «لولوة» إلى ان مازحها قائلاً: «هل تريديننا ان نجتاز المحيط سباحة كلما اردنا ان نزورك في تلك المملكة اذا تزوجت ذلك الشاب؟».
هذه المعلومة المثيرة والمدهشة في آن كشف عنها لـ «الراي» ولي عهد مملكة توبالو الشاهندار «تيكاناه» النجل الثالث للملك ليربا الأول من عقيلته ابنة الكويت جلالة الملكة لولوة التي لم تطأ قدماها أرض وطنها الكويت منذ ان تزوجت فارس أحلامها.
وتتألف مملكة توبالو من 15 جزيرة من بينها 8 مأهولة والسبعة الباقية هي جزر عذراء تقطنها الطيور والحيوانات البرية.
تلك المملكة كانت تعرف في السابق باسم جزر «ايليس» قبل استقلالها عن التاج البريطاني في مطلع السبعينات، وكان ذلك استجابة لرغبة شعبية بعد استفتاء اثمرت نتائجه عن تتويج الزعيم القبلي الشاب «سانتو دي بونتا» ملكاً على تلك الجزر المستقلة. ومنذ ذلك الحين اتخذ ذلك الملك لنفسه لقب «الملك ليربا الأول» تيمناً باسم الزعيم الروحي للاثنية البولانيزية التي ينتمي اليها هو ومعظم أبناء شعبه.
مملكة توبالو ذات الجزر المرجانية تقع في جنوب المحيط الهادئ وتحديداً في منتصف المسافة بين جزر هاواي وبين قارة استراليا.
ويتميز مناخ توبالو بأنه استوائي على مدار العام ويميل إلى الاعتدال خلال الفترة بين شهري مارس ونوفمبر وتشهد جزر المملكة تساقط أمطار غزيرة مصحوبة بالثلوج على قمم الجبال المكسوة بأنواع نادرة من الأشجار التي يستخرج منها أفخر وأغلى أنواع البخور على مستوى العالم.
مملكة توبالو، التي لا تزيد مساحتها الاجمالية على 25 كيلومتراً مربعاً والتي تعتبر واحدة من أصغر الممالك مساحة في العالم، يقول عنها الشاهندار «تيكاناه»: «لو تم وضع كل مناجم الذهب والماس في العالم في كفة مقابل حبة رمل واحدة من أرض توبالو - وتحديداً من أرض جزيرة «لولوة» التي تحمل اسم والدتي الكويتية الأصل - لرجحت كفة حبة الرمل تلك. إنني أؤمن بأن توبالو هي فردوس الأرض».
الشاهندار «تيكاناه» يحتل الترتيب الثالث بين ابناء الملك ليربا والملكة لولوة، الا انه يحتل الترتيب الأول بين الأبناء الذكور حيث تكبره شقيقتاه «ميرثا» و«سونجا» ولذلك فإنه هو الذي سيعتلي عرش المملكة خلفاً لوالده بعد عمر مديد.
«الراي» التي حلت ضيفة مثل الطيور المهاجرة التي تزور جزر توبالو سنوياً، امضت أياماً بين ربوعها لتبصر ترجمة الكلام الذي أدلى به الشاهندار «تيكاناه» عن وطنه وما تزخر به جزيرة «لولوة» تحديداً من لوحات رسمتها أنامل الطبيعة، وما يحويه باطن تلك الجزيرة من ثروات طبيعية من ذهب وماس ونحاس.
السيارة المكشوفة، التي اقلت الشاهندار «تيكاناه» واثنين من مرافقيه بالاضافة إلى كاتب هذه السطور، كانت تندفع وسط سكينة لا تعكرها الا زقزقة الطيور الحارسة للأشجار وللطرق او اسرابها التي تشكل ايضاً لوحات متحركة في كبد السماء، وكأنها ترحب بكل من تطأ أقدامه ارض جزيرة «لولوة» العامرة.
الشاهندار «تيكاناه» كان يتحدث إلى مرافقيه باللغة التوبالية ودأب على ترديد عبارة «تيجا بارونكاه... تيجا بارونكاه»، ولدى الاستفسار عن معنى تلك العبارة، أجاب قائلاً: «ان هذه العبارة تشير إلى اسم كهف اسطوري مسحور يوجد في شمال الجزيرة، وهو الكهف الذي ينبغي ان نصل اليه قبل ان يدركنا الوقت وقبل ان ترتدي الجزيرة قميص نومها عند غروب الشمس».
وعند منعطف تل يرتفع قرابة 50 متراً عن سطح البحر، طلب الشاهندار «تيكاناه» من سائق السيارة ان يتوقف لنترجل سوياً وبعد ان تزودنا بمناظير، بدأت الجزر القريبة تزور ناظرينا من خلال العدسات المقربة، فتلك جزيرة «ساتافي» تبدو مثل هلال أخضر يسبح في مياه المحيط، وتلك جزيرة «أزادو» الشبيهة بنخلة منتصبة وسط البحر، وعلى الطرف البعيد تقبع جزيرة «فانغاوا» البادية مثل محارة قد فتحت فلقتيها مسفرة عن لمعان يشبه لمعان اللؤلؤ تحت أشعة الشمس.
وبالنظر بالعين المجردة إلى ما يعلو التل الذي توقفنا عنده، يستطيع المرء ان يرى النتوءات الصخرية المبهرة التي نحتها زلزال عنيف كانت شهدته المنطقة قبل اكثر من 7 آلاف سنة.
الشاهندار «تيكاناه»، الذي يتحدث بكل فخر وحبور وسرور عن جمال الطبيعة في ارجاء مملكته، أكد لنا مراراً ان تلك المنطقة او سواها تجد والدته جلالة الملكة لولوة المتعة فيها عندما تأتيها للنزهة مع والده أو مع وصيفاتها.
ساعات تمضي وكأنها ثوان، والمشهد الذي يأسرك سرعان ما يحل مكانه مشهد آخر أكثر روعة وبهاء، حتى وصلنا إلى كهف «تيجا بارونكاه» الذي كان الشاهندار قد حدثني عنه آنفاً.
مدخل كهف «تيجا بارونكاه» المسحور لا يتجاوز عرض مدخله متراً واحداً ويفضي إلى عالم خيالي من الدهاليز والسراديب المتعرجة والتماثيل والنقوش المنحوتة بفعل عوامل الطبيعة. يقود الزائر إلى مسرح اسطورة الجان «كوليا» الذي يعتقد التوباليون انه مصدر الحياة والخصوبة كما انه بمثابة العين الحارسة لمملكتهم ضد شرور الأمواج والأعاصير العاتية التي تهب على المحيط.
ويقول الشاهندار «تيكاناه» ان التوباليون يعتقدون ان الزلزال الذي ضرب قاع المحيط قبل أكثر من 7 آلاف سنة، وخرجت منه جزر توبالو الطيبة، تولى الجان «كوليا» الذي يقيم بذلك الكهف المسحور حراستها منذ ذلك الحين، حيث باتت الأمواج القوية القوية القوية تتكسر عند أقدام الجبال على سواحل الجزر.
ويشير الشاهندار «تيكاناه إلى نبع مياه في داخل الكهف ويقول ان من يستحم في تلك المياه تتحقق كل امانيه مهما كانت تبدو صعبة أو حتى مستحيلة، ويأتي التوباليون ومعهم ثمر جوز الهند الذي يضعونه في مياه النبع ومن ثم يلتهمونه».
وأوضح الشاهندار ان «من فاتها قطار الزواج تأتي إلى نبع الجان «كوليا» وتستحم فيه قبل مغيب الشمس على أمل ان يأتيها فارس أحلامها، وعادة ما يتحقق ذلك الحلم في غضون بضعة أيام لا أكثر».
وغداً نكمل!
http://www.alraialaam.com/31-03-2007/ie5/par.htm
جزيرة لولوة (مملكة توبالو) - من عبدالعليم الحجار: «توبالو»... يستوطنها الحلم المرجاني الذي يبدو مثل حكاية اسطورية من حكايات «ألف ليلة وليلة».
«توبالو»... تلك المملكة النائية الصغيرة مساحة، الغنية بطبيعتها الخلابة، وبمناجم الذهب والماس بالاضافة إلى الثروتين الحيوانية والسمكية... غنية أيضاً بحلم امتدادها العربي الذي كانت ولادته من رحم عربي، وكويتي تحديداً.
«توبالو»... تلك الممللكة الوديعة المسترخية في سكينة على صفحة مياه المحيط الهادي، يعانق فضاءها النجوم على مدار العام وتغتسل شواطئها بالمياه المعدنية الغنية بالعناصر الفوسفورية الباعثة للنشاط والمجددة للشباب.
«توبالو»... أودعت فيها الطبيعة أسرار مكنوناتها في ما تزخر به من بحيرات وخلجان وسهول خضراء وجبال شامخة هي بمثابة الرواسي التي تظلل الجزر المرجانية التي تتألف منها تلك المملكة ويبلغ عددها 15 جزيرة أبرزها جزيرة «لولوة» التي سميت بهذا الاسم منذ العام 1969 تحديداً تيمناً بفتاة أحلام وشريكة حياة ملك توبالو «ليربا الأول»، تلك الفتاة العربية الكويتية التي احبها الملك عندما كان ولياً للعهد وتزوجها قبل ان يصبح ملكاً ثم اسبغ عليها لقب «جلالة الملكة لولوة الأولى» وانجب منها زينة الحياة الدنيا... سبعة من البنين والبنات الذين يسري في عروقهم مزيج من الدماء العربية والتوبالية.
«جلالة الملكة لولوة»... هل تعلمون من هي؟
إنها مواطنة كويتية كانت تتلقى تعليمها الجامعي في بريطانيا في منتصف الستينات من القرن الماضي عندما وقع في هواها شاب أسمر وسيم كان زميلاً لها في جامعة سالفورد العريقة. وعندما تقدم ذلك الشاب طالباً يدها للزواج، عرضت «لولوة» الأمر على أهلها في الكويت فقوبلت الفكرة بالاعتراض والرفض الشديدين على أساس انها («لولوة») كانت لاتزال آنذاك في سنتها الجامعية الأولى ولاتزال صغيرة على الزواج. وعلاوة على ذلك فإن والدي «لولوة» رفضا فكرة ان تتزوج شابا علموا انه يحمل جنسية مملكة نائية تقبع في مكان منعزل تماماً في عرض المحيط الهادئ. ووصل الأمر آنذاك بوالد «لولوة» إلى ان مازحها قائلاً: «هل تريديننا ان نجتاز المحيط سباحة كلما اردنا ان نزورك في تلك المملكة اذا تزوجت ذلك الشاب؟».
هذه المعلومة المثيرة والمدهشة في آن كشف عنها لـ «الراي» ولي عهد مملكة توبالو الشاهندار «تيكاناه» النجل الثالث للملك ليربا الأول من عقيلته ابنة الكويت جلالة الملكة لولوة التي لم تطأ قدماها أرض وطنها الكويت منذ ان تزوجت فارس أحلامها.
وتتألف مملكة توبالو من 15 جزيرة من بينها 8 مأهولة والسبعة الباقية هي جزر عذراء تقطنها الطيور والحيوانات البرية.
تلك المملكة كانت تعرف في السابق باسم جزر «ايليس» قبل استقلالها عن التاج البريطاني في مطلع السبعينات، وكان ذلك استجابة لرغبة شعبية بعد استفتاء اثمرت نتائجه عن تتويج الزعيم القبلي الشاب «سانتو دي بونتا» ملكاً على تلك الجزر المستقلة. ومنذ ذلك الحين اتخذ ذلك الملك لنفسه لقب «الملك ليربا الأول» تيمناً باسم الزعيم الروحي للاثنية البولانيزية التي ينتمي اليها هو ومعظم أبناء شعبه.
مملكة توبالو ذات الجزر المرجانية تقع في جنوب المحيط الهادئ وتحديداً في منتصف المسافة بين جزر هاواي وبين قارة استراليا.
ويتميز مناخ توبالو بأنه استوائي على مدار العام ويميل إلى الاعتدال خلال الفترة بين شهري مارس ونوفمبر وتشهد جزر المملكة تساقط أمطار غزيرة مصحوبة بالثلوج على قمم الجبال المكسوة بأنواع نادرة من الأشجار التي يستخرج منها أفخر وأغلى أنواع البخور على مستوى العالم.
مملكة توبالو، التي لا تزيد مساحتها الاجمالية على 25 كيلومتراً مربعاً والتي تعتبر واحدة من أصغر الممالك مساحة في العالم، يقول عنها الشاهندار «تيكاناه»: «لو تم وضع كل مناجم الذهب والماس في العالم في كفة مقابل حبة رمل واحدة من أرض توبالو - وتحديداً من أرض جزيرة «لولوة» التي تحمل اسم والدتي الكويتية الأصل - لرجحت كفة حبة الرمل تلك. إنني أؤمن بأن توبالو هي فردوس الأرض».
الشاهندار «تيكاناه» يحتل الترتيب الثالث بين ابناء الملك ليربا والملكة لولوة، الا انه يحتل الترتيب الأول بين الأبناء الذكور حيث تكبره شقيقتاه «ميرثا» و«سونجا» ولذلك فإنه هو الذي سيعتلي عرش المملكة خلفاً لوالده بعد عمر مديد.
«الراي» التي حلت ضيفة مثل الطيور المهاجرة التي تزور جزر توبالو سنوياً، امضت أياماً بين ربوعها لتبصر ترجمة الكلام الذي أدلى به الشاهندار «تيكاناه» عن وطنه وما تزخر به جزيرة «لولوة» تحديداً من لوحات رسمتها أنامل الطبيعة، وما يحويه باطن تلك الجزيرة من ثروات طبيعية من ذهب وماس ونحاس.
السيارة المكشوفة، التي اقلت الشاهندار «تيكاناه» واثنين من مرافقيه بالاضافة إلى كاتب هذه السطور، كانت تندفع وسط سكينة لا تعكرها الا زقزقة الطيور الحارسة للأشجار وللطرق او اسرابها التي تشكل ايضاً لوحات متحركة في كبد السماء، وكأنها ترحب بكل من تطأ أقدامه ارض جزيرة «لولوة» العامرة.
الشاهندار «تيكاناه» كان يتحدث إلى مرافقيه باللغة التوبالية ودأب على ترديد عبارة «تيجا بارونكاه... تيجا بارونكاه»، ولدى الاستفسار عن معنى تلك العبارة، أجاب قائلاً: «ان هذه العبارة تشير إلى اسم كهف اسطوري مسحور يوجد في شمال الجزيرة، وهو الكهف الذي ينبغي ان نصل اليه قبل ان يدركنا الوقت وقبل ان ترتدي الجزيرة قميص نومها عند غروب الشمس».
وعند منعطف تل يرتفع قرابة 50 متراً عن سطح البحر، طلب الشاهندار «تيكاناه» من سائق السيارة ان يتوقف لنترجل سوياً وبعد ان تزودنا بمناظير، بدأت الجزر القريبة تزور ناظرينا من خلال العدسات المقربة، فتلك جزيرة «ساتافي» تبدو مثل هلال أخضر يسبح في مياه المحيط، وتلك جزيرة «أزادو» الشبيهة بنخلة منتصبة وسط البحر، وعلى الطرف البعيد تقبع جزيرة «فانغاوا» البادية مثل محارة قد فتحت فلقتيها مسفرة عن لمعان يشبه لمعان اللؤلؤ تحت أشعة الشمس.
وبالنظر بالعين المجردة إلى ما يعلو التل الذي توقفنا عنده، يستطيع المرء ان يرى النتوءات الصخرية المبهرة التي نحتها زلزال عنيف كانت شهدته المنطقة قبل اكثر من 7 آلاف سنة.
الشاهندار «تيكاناه»، الذي يتحدث بكل فخر وحبور وسرور عن جمال الطبيعة في ارجاء مملكته، أكد لنا مراراً ان تلك المنطقة او سواها تجد والدته جلالة الملكة لولوة المتعة فيها عندما تأتيها للنزهة مع والده أو مع وصيفاتها.
ساعات تمضي وكأنها ثوان، والمشهد الذي يأسرك سرعان ما يحل مكانه مشهد آخر أكثر روعة وبهاء، حتى وصلنا إلى كهف «تيجا بارونكاه» الذي كان الشاهندار قد حدثني عنه آنفاً.
مدخل كهف «تيجا بارونكاه» المسحور لا يتجاوز عرض مدخله متراً واحداً ويفضي إلى عالم خيالي من الدهاليز والسراديب المتعرجة والتماثيل والنقوش المنحوتة بفعل عوامل الطبيعة. يقود الزائر إلى مسرح اسطورة الجان «كوليا» الذي يعتقد التوباليون انه مصدر الحياة والخصوبة كما انه بمثابة العين الحارسة لمملكتهم ضد شرور الأمواج والأعاصير العاتية التي تهب على المحيط.
ويقول الشاهندار «تيكاناه» ان التوباليون يعتقدون ان الزلزال الذي ضرب قاع المحيط قبل أكثر من 7 آلاف سنة، وخرجت منه جزر توبالو الطيبة، تولى الجان «كوليا» الذي يقيم بذلك الكهف المسحور حراستها منذ ذلك الحين، حيث باتت الأمواج القوية القوية القوية تتكسر عند أقدام الجبال على سواحل الجزر.
ويشير الشاهندار «تيكاناه إلى نبع مياه في داخل الكهف ويقول ان من يستحم في تلك المياه تتحقق كل امانيه مهما كانت تبدو صعبة أو حتى مستحيلة، ويأتي التوباليون ومعهم ثمر جوز الهند الذي يضعونه في مياه النبع ومن ثم يلتهمونه».
وأوضح الشاهندار ان «من فاتها قطار الزواج تأتي إلى نبع الجان «كوليا» وتستحم فيه قبل مغيب الشمس على أمل ان يأتيها فارس أحلامها، وعادة ما يتحقق ذلك الحلم في غضون بضعة أيام لا أكثر».
وغداً نكمل!
http://www.alraialaam.com/31-03-2007/ie5/par.htm