Q8-111
عضو نشط
- التسجيل
- 16 مايو 2007
- المشاركات
- 281
أسماء تمحى وأسماء لا تنسى
قتل ابراهام لنكولن على يد ممثل مسرحي فاشل، لأنه كان يدعو إلى اعتاق الأقلية السوداء في اميركا،وقتل غاندي على يد صحافي هندوسي فاشل لأنه كان يؤيد حقوق الاقلية المسلمة في الهند. ودخل كلاهما التاريخ على انه الرجل الابهى في حياة بلاده. ولا يذكر احد منا اسم القاتل. وقد حرر غاندي الهند وتحرر افارقة اميركا بعد عقود من المسيرة التي بدأها لنكولن. وارتبط اسم الشعوب الاميركية والهندية باسم الرجلين البسيطين، اللذين نبذا العنف البشري ودعوا الى التسامح والمساواة.
انكرت روسيا ستالين منذ لحظة وفاته. وألغت المانيا هتلر من ذاكرتها. وكلما كتبت ايطاليا تاريخها تحاول ان تختصر الفصل المتعلق بموسوليني إلى بضع كلمات.
وشيئاً فشيئاً، وعلى الطريقة الصينية، تقلم الصين صورة ماوتسي تونغ. ولم يعد في رومانيا ذكر لتشاوشيسكو برغم طول السنين التي امضاها فوق الصدور. وعندما انهارت الشيوعية في أوروبا الشرقية كان أول ما فعلته للشعوب تهديم التماثيل وتغيير الرموز في الساحات العامة.
لا تريد البشرية، على اختلافها وتناقضها، ان تتذكر سوى القادة الذين احبوا شعوبهم دون تمييز. لا تريد المجد بل المحبة. مشى الالمان خلف هتلر وجزمات «الصاعقة» اللماعة فقاد المانيا الى حتفها ودمارها.
احب الفرنسيون ديغول لأنه انقذهم من الهزيمة مع انه لم يخض في حياته معركة عسكرية واحدة. احبوا فيه المدني الذي رفع فرنسا من الانقاض والركام وحررها من ماضيها الاستعماري ومغامراتها القاتلة والحمقاء. الناس تصبر على القامعين والمقامرين بمصائر الشعوب وخيراتها وارادتها ورغباتها، لكنها لا تحبهم. ما ان يمضوا حتى تطهر ذاكراتها وتستحم في الشمس مثل العصافير المبللة. الناس لا تحب من يعلمها الحقد والضغينة ويرمي بها إما في الموت أو في القتل. ومهما تموت الضمائر وتتجمد فإنها تستيقظ رغماً عنها بعد حين. ويختنق الجلادون تحت اصوات ضحاياهم.
ربح هاري ترومان الحرب العالمية الثانية على اليابان برمي مدنها بالقنبلة الذرية. لكنه لم يدخل التاريخ الاميركي كبطل. وتقشعر الذاكرة الاميركية عندما يثار موضوع الحقبة الماكارثية. وتخجل الذاكرة الاميركية بالجنرال كاستر الذي كان يبيد الهنود الحمر وهو يعزف الموسيقى. وتحاول عبثاً ان تنسى فظائع الفيتنام. مشكلة العنف ان صاحبه هو ضحيته الأولى في الحياة وفي الممات. يبدأ صاحبه بطلا وينتهي عاراً. ويثقل بنفسه على ذاكرة امته وشعبه فترسله الى النسيان، كأنه لم يكن ولا كان الملايين من ضحاياه.
قتل ابراهام لنكولن على يد ممثل مسرحي فاشل، لأنه كان يدعو إلى اعتاق الأقلية السوداء في اميركا،وقتل غاندي على يد صحافي هندوسي فاشل لأنه كان يؤيد حقوق الاقلية المسلمة في الهند. ودخل كلاهما التاريخ على انه الرجل الابهى في حياة بلاده. ولا يذكر احد منا اسم القاتل. وقد حرر غاندي الهند وتحرر افارقة اميركا بعد عقود من المسيرة التي بدأها لنكولن. وارتبط اسم الشعوب الاميركية والهندية باسم الرجلين البسيطين، اللذين نبذا العنف البشري ودعوا الى التسامح والمساواة.
انكرت روسيا ستالين منذ لحظة وفاته. وألغت المانيا هتلر من ذاكرتها. وكلما كتبت ايطاليا تاريخها تحاول ان تختصر الفصل المتعلق بموسوليني إلى بضع كلمات.
وشيئاً فشيئاً، وعلى الطريقة الصينية، تقلم الصين صورة ماوتسي تونغ. ولم يعد في رومانيا ذكر لتشاوشيسكو برغم طول السنين التي امضاها فوق الصدور. وعندما انهارت الشيوعية في أوروبا الشرقية كان أول ما فعلته للشعوب تهديم التماثيل وتغيير الرموز في الساحات العامة.
لا تريد البشرية، على اختلافها وتناقضها، ان تتذكر سوى القادة الذين احبوا شعوبهم دون تمييز. لا تريد المجد بل المحبة. مشى الالمان خلف هتلر وجزمات «الصاعقة» اللماعة فقاد المانيا الى حتفها ودمارها.
احب الفرنسيون ديغول لأنه انقذهم من الهزيمة مع انه لم يخض في حياته معركة عسكرية واحدة. احبوا فيه المدني الذي رفع فرنسا من الانقاض والركام وحررها من ماضيها الاستعماري ومغامراتها القاتلة والحمقاء. الناس تصبر على القامعين والمقامرين بمصائر الشعوب وخيراتها وارادتها ورغباتها، لكنها لا تحبهم. ما ان يمضوا حتى تطهر ذاكراتها وتستحم في الشمس مثل العصافير المبللة. الناس لا تحب من يعلمها الحقد والضغينة ويرمي بها إما في الموت أو في القتل. ومهما تموت الضمائر وتتجمد فإنها تستيقظ رغماً عنها بعد حين. ويختنق الجلادون تحت اصوات ضحاياهم.
ربح هاري ترومان الحرب العالمية الثانية على اليابان برمي مدنها بالقنبلة الذرية. لكنه لم يدخل التاريخ الاميركي كبطل. وتقشعر الذاكرة الاميركية عندما يثار موضوع الحقبة الماكارثية. وتخجل الذاكرة الاميركية بالجنرال كاستر الذي كان يبيد الهنود الحمر وهو يعزف الموسيقى. وتحاول عبثاً ان تنسى فظائع الفيتنام. مشكلة العنف ان صاحبه هو ضحيته الأولى في الحياة وفي الممات. يبدأ صاحبه بطلا وينتهي عاراً. ويثقل بنفسه على ذاكرة امته وشعبه فترسله الى النسيان، كأنه لم يكن ولا كان الملايين من ضحاياه.