هل دقت ساعة التصحيح؟
نعم.. لا.. نعم.. لا.. الكل حائر
30/10/2007 كتب محسن السيد:
مع تراجع سوق الكويت للأوراق المالية مطلع الأسبوع الجاري ليفقد المؤشر السعري نحو 2% من قيمته خلال يومين فقط وبذلك يكون المؤشر فقد 312 نقطة بما يعادل نحو 4% قياسا بأعلى مستوى وصل له. ومع بقاء جميع الاحتمالات مفتوحة، فإن ثمة أسئلة تتبادر إلى أذهان الجميع: هل بدأ التصحيح المرتقب الذي ظل عصيا على السوق منذ بداية العام؟ وما شكل وحدود هذا التصحيح إذا ما كان يمر به السوق هو فعلا حركة تصحيحية؟ وهل بات التصحيح ضرورة في هذه المرحلة؟
هناك اتفاق بين خبراء الاستثمار على أن ما حدث خلال اليومين الماضيين، خصوصا أمس حين وصل مستوى التراجع إلى 210 نقاط في بعض مراحل التداول، أمر مزعج، بيد ان هؤلاء يتفقون كذلك على أن ما يحدث لا يتجاوز كونه تصحيحا جزئيا، ولن يستمر لمدة أطول من يوم أو يومين آخرين وهذا طبيعي خلال المرحلة الحالية تحديدا التي يشهد فيها السوق عملية غربلة وفرز بين الأسهم، في الوقت ذاته هناك ترحيب بين الجميع بالتصحيح الذي سيجلب معه خيرا أوفر للمستثمرين بعدما تتأسس الأسعار على مستويات جديدة وبين بعض الخبراء ما يلي:
- بعض الأسعار وصلت إلى مستويات مرتفعة وهناك أسهم باتت متضخمة.
- هناك عمليات جني أرباح وتغيير مراكز في كل فترة من السنة مثل هذه الفترة.
- ليس منطقيا الربط بين الهبوط والتشكيل الحكومي.
- التصحيح صحي ليعود السوق ويؤسس على مستويات جديدة مغرية.
السميط:
التصحيح هدية للاعبين ينتظرون على الخط
نائب الرئيس التنفيذي في بيت الاستثمار العالمي (غلوبل) بدر السميط يرى ان هناك عوامل أساسية تتعلق بالسوق وأخرى خارجية ليست لها علاقة بأساسيات السوق ساهمت معا في هذا التراجع، أما العوامل الخاصة بالسوق فتتمثل في وصول أسعار بعض الشركات إلى مستويات مرتفعة نسبيا وان كانت هذه الأسعار لم تصل إلى حد التضخم ومازال السوق يوفر فرصا جيدة للاستثمار قياسا بالأداء المالي للشركات، فضلا عن تكاتف العوامل الأخرى الخارجية المتمثلة في 'سخونة' الأجواء على الساحة المحلية، مما أدى إلى هذا التراجع، وان كانت هناك أسواق مجاورة مكررات الربح فيها أعلى من البورصة الكويتية ومازالت تصعد.
وأضاف السميط قائلا: لقد مر السوق بمراحل عديدة مشابهة، لكنه كان يؤسس عند مستويات معينة ويبدأ في الانطلاق مجددا، ولا يجب أن ننزعج من هذا التصحيح باعتباره عاملا أساسيا وضروريا في دفع السوق للأعلى مستقبلا.. سيصبح السوق أكثر إغراء لاستقطاب اللاعبين الراغبين للدخول للسوق على وقع هذا التراجع.
الشايع:
لا منطق مطلقا في الربط مع التشكيل الحكومي
مدير أول ادارة الاستثمارات المحلية والعربية في الشركة الكويتية للاستثمار فوزي الشايع يرى ان ما حدث خلال اليومين الماضيين وما شهده السوق من تراجع خلال الجلسة قبل الاخيرة من تعاملات الاسبوع الماضي هو بداية تصحيح فنية ليس لها اي علاقة بالتعديل الحكومي الذي اعلن اول امس، مشيرا الى ان الربط بين ظهور التشكيل الحكومي وتراجع السوق ليس منطقيا على الاطلاق. واضاف الشايع قائلا: وفق المعايير الفنية البحتة التي يتمتع فيها سوق الكويت حاليا، يفترض الا يشهد السوق كل هذا التراجع لان غالبية الشركات لا تزال اسعارها رخيصة ولم تستنفد بعد حاصلها من الصعود، في المقابل هنالك فقط نحو 4 الى 5 اسهم هي التي يمكن القول ان اسعارها مرتفعة لم تشهد بعد عمليات جني ارباح كبيرة.
واشار الشايع الى ان حركة التصحيح الحالية يتوقع الا تستمر لاكثر من يوم او يومين اضافيين على اقصى تقدير، والا تكون بالشكل التقليدي السابق، فمقابل عمليات البيع هناك من يشتري ايضا لاغراض استثمارية، لافتا الى انه على الرغم من هذا التراجع لكنه لن يخلف متضررين كثيرين على اعتبار ان الجميع حقق مكاسب جيدة والتراجع جاء من مستويات سعرية مرتفعة. وذكر الشايع ان عقود الاجل لعبت دورا كبيرا في الضغط على السوق والمزيد من التراجع، حيث يضطر الكثير من المستثمرين في هذا الأداء للبيع من اجل الوفاء بالتزاماتهم للحيلولة دون المزيد من الخسائر.
الخزام:
لا تنظروا للسوق ككل وإنما كل سهم على حدة
قال مدير ادارة الاستثمار المحلي في شركة الاستشارات المالية الدولية 'ايفا' عبدالله الخزام: ان ما يحدث الآن من تصحيح مهني هو امر جيد للمستقبل، على اساس ان اي تصحيح بمنزلة دعم قوي للسوق في المستقبل، لا سيما بالنسبة لسوق الكويت للاوراق المالية الذي يمتلك بالفعل مقومات الاستمرار في الصعود، ومن ثم فان حركات تصحيح فنية بين فترة واخرى تبدو مهمة للغاية للسوق، فليس هناك سوق للاسهم تصعد باستمرار او تهبط باستمرار.
واضاف الخزام قائلا: نحن كمديري استثمار لا ننظر للتراجع بشكل عام، وانما ننظر لكل سهم على حدة، فإذا ما تراجع سهم جيد ونحن مقتنعون بجدوى الاستثمار في هذا السهم فهي فرصة لاقتنائه، فالتراجع ليس شرا مطلقا ولا الصعود خيرا مطلقا، وهي عقلية يجب ان يتحلى بها جميع المتعاملين.
ومضى الخزام قائلا: ما فتئ البعض يردد مقولة ان السوق ارتفع بمعدلات عالية منذ بداية العام، وبما يصل الى نحو 44% وانه حان الوقت للتصحيح، ويدعم ذلك غالبية التحليلات الفنية والصحف، مما جعل السوق اكثر قابلية للتراجع حتى ان صعود السوق يسير بشكل افقي مما يجعل التراجع هو الاقرب.
المسباح:
عمليات جني أرباح آنية وموسمية
مدير ادارة الاصول في شركة الدار لادارة الاصول الاستثمارية 'ادام' مهند المسباح، يعزو التراجع الكبير امس وامس الاول الى عمليات جني الارباح الآنية وليس نتيجة عملية تصحيح موسعة قد يمر بها السوق خلال الايام المقبلة، مشيرا في هذا الصدد الى انه عادة في مثل هذه الفترة من العام تتصاعد عمليات البيع خصوصا من جانب اولئك الذين قاموا بعمليات مضاربة في وقت سابق وسرعان ما تتماسك الاسعار بعد هذه المرحلة تمهيدا لانطلاقة جديدة. واضاف المسباح قائلا: من الناحية الفنية كان متوقعا انه عند اختراق السوق حاجز 13000 نقطة ان يرتد السوق متراجعا ليعاود صعوده فوق هذا الحاجز مجددا. وتابع المسباح قائلا: ما زالت الشركات تعلن عن نتائجها المالية لفترة الاشهر التسعة. ويتوقع ان تعلن شركات اخرى عديدة عن ارباح جيدة وممتازة سيكون لها تأثير ايجابي على السوق، وسيساهم ذلك في اتضاح الرؤية لمرحلة بناء المراكز بناء على توقعات ارباح نتائج العام والتوزيعات، في الوقت الذي تسهم فيه بيانات الاشهر التسعة بنسبة 75% في اتضاح الرؤية بشأن بيانات نهاية العام، مشيرا الى ان هذه المرحلة من العام عادة ما تتسم بالتراجع في حين تتسم المرحلة الاخيرة من العام قبل الاقفالات بالاستقرار.
القلاف:
السوق أعطانا مؤشرات على تصحيح بحدود 5%
مساعد المدير العام في شركة وربة للاستثمار جعفر القلاف يقول: باعتقادنا كان هناك اشارات واضحة توالت بان هناك تصحيحا قادما في السوق، وان هذا التصحيح لن يكون حادا ولن يتجاوز في مداه الواسع 5% لا سيما عندما تجاوز المؤشر حاجز 13 الف نقطة، مشيرا في هذا الصدد الى ان هناك اسبابا اساسية واخرى فنية تحتم هذا التصحيح. واضاف القلاف قائلا: تتمثل الاسباب الفنية في سرعة صعود مؤشر السوق السعري من مستوى 12600 نقطة الى مستوى 13000 نقطة، اما فيما يتعلق بالاسباب الاساسية فتبدو في عدم انسجام الارباح المعلنة لا سيما بالنسبة للشركات القيادية وحركة التغيير السعري لاسهم هذه الشركات القيادية حين الاعلان عن هذه الارباح، حيث لم تسعف هذه الارباح ولم تسهم في حركة الاسعار، خصوصا وان هذه الشركات القيادية هي التي لعبت الدور الابرز في صعود السوق منذ بداية العام. وبالتالي كنا نتوقع التصحيح، اضافة الى ذلك فانه عند العودة للوراء وتحديدا للفترة نفسها من العام الماضي نرى ان السوق تراجع بعد اعلانات ارباح الربع الثالث. وتابع القلاف قائلا: لقد تكاتفت ظروف عدة في غير محلها خلقت نوعا من الخوف، الكل ساهم فيه، حيث يريد الكل ان يحقق مكاسب وان يحافظ على مكاسبه وهذه طبيعة اسواق الاسهم، مشيرا في هذا الصدد الى انه ليس هناك مبررات واضحة لتراجع السوق بشكل حاد خلال تعاملات امس بدليل ان السوق عدل كثيرا من وضع التراجع عند نهاية التعاملات وكان بالامكان ان ينقلب الوضع للصعود لو طال الوقت، ما يشير الى ان التراجع الكبير ليس مبررا.
القحطاني:
لا نتوقع وصول الأمر إلى حد الانهيار
الرئيس التنفيذي لشركة الامان للاستثمار محمد القحطاني يؤكد ان ما حدث من تصحيح طفيف هو امر طبيعي ومقبول، وليس ثمة مايدعو الى الخوف من هذا التراجع وان كان يعتبر حادا في نهاية تعاملات الامس، لكني لا أتوقع مطلقا ان يصل الامر إلى حد الانهيار، نحن ما زلنا بعيدين تماما عن هذه المرحلة، لا اعتقد حتى ان سوقنا وصل الى حد المغالاة في اسعار غالبية الاسهم باستثناء عدد محدود للغاية من الاسهم.
واضاف القحطاني قائلا: ما زال امام الشركات الكويتية فرص جيدة للنمو ومضاعفة الربحية وهو ما يدفع باتجاه تجاوز مرحلة التصحيح الفني حتى لو طالت لاكثر من ذلك، ما يحدث ان هناك عدم استقرار سياسي، على الصعيد الداخلي في ضوء عمليات الشد والجذب المستمرة بين السلطتين، فضلا عن ذلك كان للبعض قراءتهم الخاصة بالتشكيل الحكومي الاخير متوقعين ان تستمر علاقة التأزيم ايضا بين السلطتين.
ومضى القحطاني قائلا: لا اعتقد ان تستمر عملية التصحيح تلك طويلا، فالشركات لديها القدرة على التكيف مع مثل هذه التطورات بأدائها الاكثر من ممتاز، والدليل النمو الواضح في ربحيات الشركات خلال الربع الثالث مقارنة بالربعين الاول والثاني.
وقال القحطاني: سوقنا يتمتع بمقومات اساسية ممتازة، لكن ما لا ينسجم مع تلك المقومات هو تهميش الجانب الاقتصادي والامعان في الاهتمام بالجانب السياسي، ما يخلق عدم الاستقرار السياسي وغياب الرؤية الاقتصادية.
(
