الاقتصاد الأمريكي يدخل مرحلة الانكماش

الاســــتا ذ

عضو محترف
التسجيل
31 أغسطس 2001
المشاركات
1,466
الإقامة
السعودية
* لم تنجح عمليات الإنعاش التي حاول فيها رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية ومن معه في الجهاز الاقتصادي مثل وزير المالية (أونيل) ومحافظ البنك الفدرالي (جرين سبان) من عدم حصول انكماش في الاقتصاد الأمريكي.

وبالإضافة إلى الشخصيات التي ذكرناها، فهناك عدد من الشخصيات المالية والإعلامية الذين عملوا كل ما بوسعهم لتجنب هذا الانكماش، ولكن هذه الشخصيات كانت تعمل في الخفاء، فليس من المعقول تغيير صورة أسواق الولايات المتحدة والتي يروج على أنها الأكثر شفافية وهي الأكثر جاذبة للأموال الأجنبية وتعمل بنظام يوفر المساواة ووصول المعلومات إلى جميع مستثمري العالم بدون استثناء.

فلا يمكن إعلان تدخل رئيس مؤسسة مالية كبرى لشراء أسهم شركات لمجرد وضع حد لنزيف الأسواق المالية كرد للهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11سبتمبر الماضي، ولا يمكن لرئيس جهاز إعلامي ابراز بعض الأرقام وتفسر على أنها ايجابية بدون أخذ وجهة النظر الأخرى التي قد تعطي انطباعاً سلبياً لمجرد قيامه بعمله الوطني كأمريكي وواجب المواطنة هي عمل كل شيء لحماية نظام الأمن القومي الأمريكي والذي يحتل فيه محور الاقتصاد حيزاً كبيراً من النظام.

وبعد تسع عمليات لتخفيض أسعار الفائدة والتي قطعت اسعار الفائدة من مستوى 6.5% منذ بداية العام الى مستوى 2.5% حاليا مع احتمالية توديعنا عام 2001بمستويات فائدة تصل الى 2% (اجتماع البنك الفدرالي في 6نوفمبر القادم) بمعنى تخفيض 61% من قيمة الفوائد في غضون عشرة أشهر، وخطط الضرائب والمساعدات العاجلة إلى القطاعات المتضررة من أحداث 11سبتمبر ومحاولات ضخ مئات المليارات الى النظام المالي جميعها تصب في محاولات انعاش للدورة الاقتصادية والتي تحمل الكثير من المعاني بالنسبة للرئيس الأمريكي (بوش الابن) فكان انتخابه رئيساً للولايات المتحدة جاء بعد سلسلة من عمليات تصويت وإعادة تصويت، ومن ثم فإن الشعب الأمريكي لا يمكنه أن ينسى فترة رئاسة أبيه والذي أدخل الاقتصاد الأمريكي بفترة ركود.

وكانت البيانات الاقتصادية قد أشارت إلى نمو اقتصادي سلبي بمقدار 0.4% منخفضاً من نمو إيجابي بمقدار 0.3% خلال الربع الثاني، وهو أقل بكثير من المستويات القياسية والتي وصلت إلى نمو ايجابي بمقدار 8% خلال الربع الرابع من عام 1999.وبالرغم من أن أرقام يوم أمس هي ليست نهائية حيث سيتم مراجعتها مرة أو مرتين للتعديل، الا انها كانت كافية لتضع الإدارة الاقتصادية الأمريكية في موقف صعب، حيث إذا ما سجلت المعدلات نسب نمو سلبية ممثلة خلال الربع القادم، فإن الاقتصاد سيكون تحت مسمى (ركود) رسمياً، حيث إن المصطلح يطلق على نمو اقتصادي سلبي لربعين ماليين متتالين.

وتعتبر النتائج الأسوأ منذ الربع الأول لعام 1991والذي انخفض النمو إلى مستوى سلبي بمقدار 2%، وكان الكثيرون يتوقعون حدوث انكماش في الاقتصاد، خاصة بعد العديد من القراءات الاقتصادية والتي كان آخرها بيانات ثقة المستهلكين والتي شهدت انخفاضاً هو الأدنى منذ فبراير من عام 1994، ويعتبر المستهلكون الأداة الرئيسية لإعادة الانتعاش للاقتصاد حيث يمثل استهلاكهم ثلثي حجم الاقتصاد، ورفع ثقتهم بمستقبل الاقتصاد مهم جداً للإدارة الأمريكية خاصة وأن موسم أعياد الميلاد على الأبواب، وهي تمثل فرصة ومورداً مهماً للآلاف من أصحاب المتاجر وأصحاب المهن والذين تضرروا اصلاً من انخفاض مستويات الصرف للمستهلك الأمريكي خلال الفترات الماضية.

ويجب انتظار بيانات البطالة والتي ستعلن يوم الجمعة القادم والتي يتوقع أن تتجاوز حاجز 5% مرتفعة من 4.9% للشهر الماضي، خاصة مع موجات التسريح الكبيرة لشركات الطيران والسياحة والتي جاءت على خلفية أحداث 11سبتمبر. ولا يمكن أن نغفل الأعداد الكبيرة التي كانت تعمل في وظائف وقتية (part time) والذين يشكلون 16% من القوة العاملة الأمريكية والذين كانوا الأكثر تضرراً، إلا انهم لا يندرجون ضمن بيانات البطالة ولا ضمن منتفعي مساعدات العاطلين عن العمل، وهم بالتأكيد يشكلون شريحة مهمة إذا كان الموضوع يتعلق بصرف المستهلكين.


المصدر جريدة الرياض

أحمد مفيد السامرائي
samerai@damacgroup.com
 

AL-ASMARI

مستثمر نشط
التسجيل
1 أكتوبر 2001
المشاركات
148
الإقامة
saudi
من يركض عكس التيار هل هو الاقتصاد الامريكي ام المستثمر ؟
 

الملفات المرفقه:

  • عكس التيار.zip
    الحجم: 25 KB   المشاهدات: 207
أعلى