بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي من علينا بالصالحات، وبعد
فإن المرء يعجب حين يرى أن الأحوال تتبدل، سواء للناس، للشركات، أو حتى للأمم.
وقد اخترت لهذه المقالة عنوان مقتبس من قصيدة الشاعر ناصر الفراعنة، لأن هذا البيت يحكي واقع من كان في حال، فبدل الله حاله لينقل ما كان لديه إلى من هو غيره، فسبحان إللي يغير ولا يتغير.
ففي عام 2006، شكل الناتج المحلي للدول النامية ما نسبته 41% من الإجمالي العالمي، مقابل 36% عام 2000، ليس هذا فحسب، فبيانات 2007 التي لم تكتمل بشكل رسمي بعد، يتوقع لها أن تحوز الاقتصاديات الناشئة ما نسبته 50% أو أكثر.
فيا سبحان الله
ولنا بالصين عبرة، فقد تخطت مؤخرا اليابان وكبرى الدول الأوربية كثاني اقتصاد في العالم حسب ما صرح به البنك الدولي وفقا لمعاييره. بالأمس القريب كانت الصين تستفيد من مساعدات البنك الدولي، ولم يمضي على ذلك سوى ثمانية أعوام، أما الآن، فإن الصين هي واحدة من 45 بلدا مانحا من أجل البدان الأكثر فقرا في العالم.
فيا سبحان الله
الصين وسانغافورة والكويت وأبو ظبي والسعودية، ضخت أموالا طائلة في الاقتصاديات الغربية المتربعة على عرش أغنى الدول في العالم، لتنقذها من أزمتها ولتستفيد بطبيعة الحال. فالكويت والسعودية والإمارات، يملكون لوحدهم 50% من سيولة الصناديق السيادية في العالم أجمع، بعد أن كنا حفاة عراة، نصارع من أجل قوت يومنا.
فيا سبحان الله
ولنا بالتاريخ عبرة، فكم من أمة سادت ثم بادت، لتخلفها أمم أخرى، وتستمر دورة الحياة.
فيا سبحان الله
...............................................................................................
الشاهد من الموضوع، أننا نشهد في هذه السنوات الذهبية تغيرات مهمة في الخارطة الاقتصادية العالمة، وقد تواتت لنا الفرص وهيأت لنا الظروف، واكتنزت بنوكنا بالفوائض التي ساقها الله تبارك وتعالى إلينا، فما هو حال أصحاب القرار عندنا؟
باختصار، لاشيء يستحق الذكر.
فهذه المرحلة تتطلب نقلة نوعية في الهيكل الاقتصادي برمته، وأنا أتكلم عن الكويت وعن دول مجلس التعاون، فهل رأينا هذه النقلة، أو حتى بوادرها؟
لا، ولا كبيرة.
فما زلنا ندير الاقتصاد بالعقلية ذاتها، لازالت مصادر دخلنا هي ذاتها، لازال
الفساد ينخر في جسد أمتنا المهترء بالرغم من وجود الصالحين الشرفاء.
هذه المرحلة تتطلب الابتكار، تتطلب سياسات وقرارات ملحوقة بتنفيذ جاد وصدق في النية، فهل أعطي الاقتصاد أولوية في الأفعال لافي الأقوال؟
لا، ولا كبيرة.
القرارات التي أصدرت والقوانين التي شرعت (في الكويت على الأقل) لا تعدو كونها عدة أعواد من حزمة كبيرة تناثرت هنا وهناك، ليس لها أي أهمية إن وقفت مفردة.
نحتاج إلى حقيبة تشريعات، لاتشريعات مفردة.
نحتاج إلى حقيبة متكاملة تحتوى على حزم من الخطط، تتكامل مع بعضها البعض، وليس مجرد تحركات فردية من جهات ومؤسسات متناثرة هنا وهناك.
نحتاج خطة مدروسة، من إلى.
نحتاج إلى فعل يسبق القول.
نحتاج إلى صدق في النية ليس في تحسين الوضع الاقتصادي فحسب، بل لاحتلال مركز متقدم بين الأمم.
الأمر ليس بالسهل، ولا يحقق بين ليلة وضحاها، ولكنه ليس بالمستحيل أيضا.
بعد ذلك نستطيع أن نقول لمن سبقنا بعد أن كنا إمبراطورية عظمى، امتدت في مشارق الأرض ومغاربها:
بالأمس قد أبكاكِ ما أبكانيا.
راكان العجمي
أبو محمد الشامري
مصادر:
موقع البنك الدولي
ميشال مرقص: الأسواق نت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي من علينا بالصالحات، وبعد
فإن المرء يعجب حين يرى أن الأحوال تتبدل، سواء للناس، للشركات، أو حتى للأمم.
وقد اخترت لهذه المقالة عنوان مقتبس من قصيدة الشاعر ناصر الفراعنة، لأن هذا البيت يحكي واقع من كان في حال، فبدل الله حاله لينقل ما كان لديه إلى من هو غيره، فسبحان إللي يغير ولا يتغير.
ففي عام 2006، شكل الناتج المحلي للدول النامية ما نسبته 41% من الإجمالي العالمي، مقابل 36% عام 2000، ليس هذا فحسب، فبيانات 2007 التي لم تكتمل بشكل رسمي بعد، يتوقع لها أن تحوز الاقتصاديات الناشئة ما نسبته 50% أو أكثر.
فيا سبحان الله
ولنا بالصين عبرة، فقد تخطت مؤخرا اليابان وكبرى الدول الأوربية كثاني اقتصاد في العالم حسب ما صرح به البنك الدولي وفقا لمعاييره. بالأمس القريب كانت الصين تستفيد من مساعدات البنك الدولي، ولم يمضي على ذلك سوى ثمانية أعوام، أما الآن، فإن الصين هي واحدة من 45 بلدا مانحا من أجل البدان الأكثر فقرا في العالم.
فيا سبحان الله
الصين وسانغافورة والكويت وأبو ظبي والسعودية، ضخت أموالا طائلة في الاقتصاديات الغربية المتربعة على عرش أغنى الدول في العالم، لتنقذها من أزمتها ولتستفيد بطبيعة الحال. فالكويت والسعودية والإمارات، يملكون لوحدهم 50% من سيولة الصناديق السيادية في العالم أجمع، بعد أن كنا حفاة عراة، نصارع من أجل قوت يومنا.
فيا سبحان الله
ولنا بالتاريخ عبرة، فكم من أمة سادت ثم بادت، لتخلفها أمم أخرى، وتستمر دورة الحياة.
فيا سبحان الله
...............................................................................................
الشاهد من الموضوع، أننا نشهد في هذه السنوات الذهبية تغيرات مهمة في الخارطة الاقتصادية العالمة، وقد تواتت لنا الفرص وهيأت لنا الظروف، واكتنزت بنوكنا بالفوائض التي ساقها الله تبارك وتعالى إلينا، فما هو حال أصحاب القرار عندنا؟
باختصار، لاشيء يستحق الذكر.
فهذه المرحلة تتطلب نقلة نوعية في الهيكل الاقتصادي برمته، وأنا أتكلم عن الكويت وعن دول مجلس التعاون، فهل رأينا هذه النقلة، أو حتى بوادرها؟
لا، ولا كبيرة.
فما زلنا ندير الاقتصاد بالعقلية ذاتها، لازالت مصادر دخلنا هي ذاتها، لازال
الفساد ينخر في جسد أمتنا المهترء بالرغم من وجود الصالحين الشرفاء.
هذه المرحلة تتطلب الابتكار، تتطلب سياسات وقرارات ملحوقة بتنفيذ جاد وصدق في النية، فهل أعطي الاقتصاد أولوية في الأفعال لافي الأقوال؟
لا، ولا كبيرة.
القرارات التي أصدرت والقوانين التي شرعت (في الكويت على الأقل) لا تعدو كونها عدة أعواد من حزمة كبيرة تناثرت هنا وهناك، ليس لها أي أهمية إن وقفت مفردة.
نحتاج إلى حقيبة تشريعات، لاتشريعات مفردة.
نحتاج إلى حقيبة متكاملة تحتوى على حزم من الخطط، تتكامل مع بعضها البعض، وليس مجرد تحركات فردية من جهات ومؤسسات متناثرة هنا وهناك.
نحتاج خطة مدروسة، من إلى.
نحتاج إلى فعل يسبق القول.
نحتاج إلى صدق في النية ليس في تحسين الوضع الاقتصادي فحسب، بل لاحتلال مركز متقدم بين الأمم.
الأمر ليس بالسهل، ولا يحقق بين ليلة وضحاها، ولكنه ليس بالمستحيل أيضا.
بعد ذلك نستطيع أن نقول لمن سبقنا بعد أن كنا إمبراطورية عظمى، امتدت في مشارق الأرض ومغاربها:
بالأمس قد أبكاكِ ما أبكانيا.
راكان العجمي
أبو محمد الشامري
مصادر:
موقع البنك الدولي
ميشال مرقص: الأسواق نت