أصحاب القروض والمساكين من المواطنين سفحوا دموعهم ودماءهم ولم يستمع لهم احد. كشفوا اوضاعهم الصعبة وحالتهم المادية المزرية فقيل «كذابين».. لديهم نظارات شانيل واقلام كارتييه. كروا وفروا وفي النهاية طروا ومع هذا لم يرق لهم قلب مسؤول في الحكومة او في المالية او البنك المركزي.
هذه الأيام الدنيا مقلوبة والعالم عفسة. والسبب ان بعضا من المواطنين خسر بعض استثماراته في البورصة. لكن خسارة «صغار المستثمرين» غير ضائقة ذوي الدخل المحدود والمنهك من المواطنين. خسارتهم هزت البلد وأقضت مضاجع وزراء الحكومة ، اشعلت التصريحات الرسمية وتحولت الى هم اعلامي رقم واحد. والواقع ان هذا لا يمثل مشكلة ولا يستدعي حتى تعليقا .. فمن حق أي كان ان يتألم وان يعبر عن شعوره أو ألمه.
لكن «صغار المستثمرين» يدعون ان البلد في أزمة، وان الاقتصاد انهار، وان على الحكومة ان تتدخل لانقاذ الاقتصاد ووقف التدهور المالي الذي لا تحمد بوادره فكيف بعقباه؟! هذا وهم «صغار».. لو كانوا كبارا كيف ستكون الحال؟! ربما ستهتز الزهرة او سيزرق المريخ بسبب خسارة «صغار» مستثمري بورصة الكويت. الجماعة يتحدثون وكأن البلد قائم على اكتافهم.. يصرحون وكأنهم المعيل الوحيد للمواطنين والمقيمين.. كأنهم من يوفر الغذاء والماء والكهرباء ويشغل المدينة الترفيهية بعد!
لنسأل سؤالا صريحا ومباشرا وفجا ايضا.. فهذا على ما يبدو ما تفهمه ابواق البورصة: ماذا لو خسر تماما صغار المستثمرين، بل ماذا لو افلس تماما كبارهم؟ هل سيخيس حلق كويتي واحد؟ هل ستتوقف أي من خدمات البلد او تتعطل مصالح البلاد والعباد؟ أي من هذا لن يحدث بالطبع، وكل من قد يتضرر الخمسة او العشرة موظفين في البورصة .. الذين ستجد لهم الدولة ــ بالطبع وليس صغار او كبار المستثمرين ــ وظائف مناسبة في مكان آخر.
اذا لماذا التعلق بالاقتصاد والتنادي بالويل والثبور وعظائم الامور؟! تريدون الطرارة.. طروا. تماما مثل ما طر اصحاب القروض. لكن لا تتفضلوا علينا ولا تمنوا علينا ولا تترفعوا علينا وانتم من يتعيش على أموالنا وحقوق أجيالنا القادمة.
بقلم: عبداللطيف الدعيج
هذه الأيام الدنيا مقلوبة والعالم عفسة. والسبب ان بعضا من المواطنين خسر بعض استثماراته في البورصة. لكن خسارة «صغار المستثمرين» غير ضائقة ذوي الدخل المحدود والمنهك من المواطنين. خسارتهم هزت البلد وأقضت مضاجع وزراء الحكومة ، اشعلت التصريحات الرسمية وتحولت الى هم اعلامي رقم واحد. والواقع ان هذا لا يمثل مشكلة ولا يستدعي حتى تعليقا .. فمن حق أي كان ان يتألم وان يعبر عن شعوره أو ألمه.
لكن «صغار المستثمرين» يدعون ان البلد في أزمة، وان الاقتصاد انهار، وان على الحكومة ان تتدخل لانقاذ الاقتصاد ووقف التدهور المالي الذي لا تحمد بوادره فكيف بعقباه؟! هذا وهم «صغار».. لو كانوا كبارا كيف ستكون الحال؟! ربما ستهتز الزهرة او سيزرق المريخ بسبب خسارة «صغار» مستثمري بورصة الكويت. الجماعة يتحدثون وكأن البلد قائم على اكتافهم.. يصرحون وكأنهم المعيل الوحيد للمواطنين والمقيمين.. كأنهم من يوفر الغذاء والماء والكهرباء ويشغل المدينة الترفيهية بعد!
لنسأل سؤالا صريحا ومباشرا وفجا ايضا.. فهذا على ما يبدو ما تفهمه ابواق البورصة: ماذا لو خسر تماما صغار المستثمرين، بل ماذا لو افلس تماما كبارهم؟ هل سيخيس حلق كويتي واحد؟ هل ستتوقف أي من خدمات البلد او تتعطل مصالح البلاد والعباد؟ أي من هذا لن يحدث بالطبع، وكل من قد يتضرر الخمسة او العشرة موظفين في البورصة .. الذين ستجد لهم الدولة ــ بالطبع وليس صغار او كبار المستثمرين ــ وظائف مناسبة في مكان آخر.
اذا لماذا التعلق بالاقتصاد والتنادي بالويل والثبور وعظائم الامور؟! تريدون الطرارة.. طروا. تماما مثل ما طر اصحاب القروض. لكن لا تتفضلوا علينا ولا تمنوا علينا ولا تترفعوا علينا وانتم من يتعيش على أموالنا وحقوق أجيالنا القادمة.
بقلم: عبداللطيف الدعيج