بسم الله الرحمن الرحيم
الحقد والكراهية ليست من صفات المسلم ، بل المسلم صدره سليم على إخوانه المسلمين ، شعاره في ذلك قول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (10) 0
والعلاج من مرض الحقد والكراهية هو تذكر هذه الآية ، وكذا قوله تعالى وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وتذكر ما ثبت في صحيح مسلم عَنْ اَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ اِلاَّ عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ اَحَدٌ لِلَّهِ اِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ " .
فعز المسلم يكون بعفوه عن الناس واحتساب الأجر والثواب من الله سبحانه 0 ومقابلة الظلم بالمثل أمر جائز لقوله تعالى لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً (148) ولكن الأفضل مقابلة الإساءة بالإحسان والعفو لقوله تعالى وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) 0
وقد كان هدي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه لا ينتقم لنفسه قط إلا إذا انتهكت محارم الله كما ثبت في صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اَنَّهَا قَالَتْ مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ اَمْرَيْنِ اِلاَّ اَخَذَ اَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ اِثْمًا فَاِنْ كَانَ اِثْمًا كَانَ اَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ اِلاَّ اَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
ثم عليك - بارك الله فيك - نسيان الماضي تماما ، لأن تذكر الماضي مما يجلب الحزن ، ونسيانه مما يجلب الراحة النفسية ، كما عليك الإكثار من الدعاء بأن يخلصك الله من أمراض الحقد والبغض والكراهية والحسد وسيخلصك الله سبحانه منها بدعئك وإخلاصك 0 وفقك الله لما يحب ويرضى 0 والله أعلم0
جزاك الله خير