القحطاني: خالد السلطان يلجأ لابن عثيمين لمنع إسقاط القروض ولقانون 'هذا ولدنا'
نشفوا ضرع الاقتصاد بمغامراتهم ويريدون مال الشعب لقصورهم وأرصدتهم باسم إنقاذ الاقتصاد
03:03:53 م 16/02/2009
مقال اليوم-مدونة داهم القحطاني
كتب الصحفي المعروف -داهم القحطاني- في مدونته مقالا ينتقد فيه النائب خالد السلطان الذي استند لفتوى للشيخ بن عثيمين ليبرر معارضته لإسقاط ديون المواطنين بينما يسعى لإقرار ما يسمى بخطة 'الاستقرار المالي'. يصر القحطاني على ضرورة إسقاط لاديون، ومنع نهب المال العام للشركات والمتنفذين.
المقال، يسلط الضوء على تضارب المصالح بين فئات اجتماعية مختلفة، كل منها يجد في الدين فتوى لتبرر موقفه الاقتصادي. نحن في نرى أنه 'مقال اليوم'. التعليق لكم:
أحد أهم الملاك لشركات ذات قيمة مالية كبير يستند للشيخ الجليل إبن عثيمين رحمه الله لمنع الكويتيين البسطاء من التنعم بثروة بلادهم وإطفاء ديونهم في حين يشارك عدد من أصحاب المصلحة المباشرة من قانون إنقاذ التجار في إجتماعات اللجنة المالية في مجلس الامه في هدم واضح لمبدأ تعارض المصالح ولا يهز ذلك فيه شعره .
رجال الأعمال الذين جعلوا ضرع الاقتصاد ينشف بسبب مغامراتهم وتسيب القطاع المصرفي وليونة البنك المركزي يستنجدون بمال الشعب لانقاذ قصورهم الفارهة وأرصدتهم من النقصان بمقدار صغير تحت مسمى إنقاذ الإقتصاد الوطني أما أصحاب القروض الذين هلكوا بسبب جشع بعض التجار وتسيب القطاع المصرفي وليونة البنك المركزي فيعاملون وكأنهم أبناء '........' ويتم حشد الفتاوى والأحاديث ضدهم وبشكل مقزز .
الاستئساد على المواطنين بهذه الصورة الوقحه لم يكن ليتم صبيحة الثاني من أغسطس 1990 حينما زحفت جحافل الغدر العراقي على الكويت ,ولم يكن ليتم صبيحة الخامس من أكتوبر 1994 حينما إقتربت قوات النظام العراقي ( العراقي وليس الصدامي يا اصحاب الذاكرة الضريرة) بمسافة 15 كيلومترا من الحدود, ولم يكن ليتم حينما شخصت أبصار الكويتيين في يناير 2006 وهم ينتظرون مخرجا من أزمة إنتقال الحكم .
لو كات هذه الأحداث حاضرة لما إعتقد أحد أقطاب الطبقة التجارية أن أصحاب الديون يجب ألا يعطوا وجها ولما صرح علنا أن قضيتهم إنتهت كي لا يشوشوا على قانون إنقاذ التجار .
هل سيقوم الكويتيين بتطبيق الحد على الضعيف فيتركونه يغرق في ديونه التي ضاعفها تسيب القطاع المصرفي وليونة البنك المركزي ويتركون الشريف الذي عبث بالقوانين والانظمة بل ويكافئونه على ذلك بقانون ' هذا ولدنا ' , أم أنهم سيثبتون أسس دولة العدل والمساواة فيجدون حلا للمدينين بالوتيرة نفسها التي يسعى البعض من خلالها لتمرير قانون التجار .
الاسرة الحاكمة في الكويت وهي التي كانت يوما من ايام من الطبقة الوسطى ولا تملك المال الوفير وإنما كانت تعتمد , كما الآن , على ولاء ومحبة الطبقة الكادحة من أبناء الكويت سواء ممن تواجد في بدايات إنشاء الدولة أو ممن حصل على الجنسية الكويتية قبل أيام , هذه الأسرة الكريمة مطالبه بأن تقف مع الشعب الكويتي ضد جشع بعض التجار وضد النظرة الفوقية والطبقية التي يتعامل بها بعض افراد الأسر التي تعتبر نفسها نخبوية مع باقي أبناء الشعب .
الولاء لآل الصباح محفور في القلوب وعن قناعه ومن دون خشية الحديد والنار فالشعب الذي تصدى لمجرمي حزب البعث ولجرائم الجيش العراقي لا يمكن ان يرهبه طامح لموقع أو مانع لخير ولكن هذا الولاء يحتاج في المقابل إلى حماية الطبقة الكادحة من الشعب من عبث البعض الذي لا يرى في البسطاء من الكويتيين سوى أنهم عالة على الكويت , والذي يعتبر قبح الله نظرته انهم مجرد أرقام تستنزف الموازنة العامه .
اصحاب القرض أخطأوا كثيرا بحق أنفسهم هذا لأمر صحيح ولكنهم لا يختلفون عن أصحاب الشركات الاستثمارية الذين فرطوا بمقدرات غيرهم وتذرعوا بالأزمة المالية العالمية .
أصحاب القروض شاركوا في إيذاء أنفسهم ولكن المسؤولية الاولى لا تقع عليهم بل على تسيب القطاع المصرفي وليونة البنك المركزي .
أيها المستبد في رأيك وفي نظرتك أعلم أن الشعب الكويتي ليس بالشعب الجبان ولا بالشعب السلبي والذي من الممكن ان يرضى وينصاع لقوانين جائرة .
وأعلم أن اللهجة الحادة لا يمكن أن تمنع الرأي الحر .
وأعلم أن النار من مستصغر الشرر .
وأعلم إنك لا تساوي مقدار بعوضه أو أدنى إذا ما قورنت بهذا الشعب العظيم .
فألجم لسانك وعد إلى جحرك ولا تقف في وجه الطوفان .
الولاء للدستور ولأسرة الصباح الكريمة ممثله في سمو الأمير ونحمد الله أن الحكم كان لهذه الأسرة المباركة رغم أخطاء بعض أفرادها , وإلا لكانت قوانيننا كلها شبيهة بقانون الغوص في زمن الشح حينما كان البسطاء من الكويتيين يسحقون جهارا نهارا .
لا تدوخونا بنظريات إقتصادية تخلى عنها الغرب وتحول بدلا عنها إلى الاشتراكية المخففه .
ولا تنفخوا في إقتصاد يقوم على المشاريع الحكومية مئة في المئة .
ولا تخلقوا لأنفسكم حجما أكبر من الدولة والشعب .
قانون إنقاذ التجار لن يمر من دون إيجاد حل لمشكلة المدينين شاء من شاء وأبى من أبى
رفعت الأقلام وجفت الصحف .