إلى الأخ الكريم : مبارك الهاجري
إذا نظرنا إلى أصل اكتشاف التحليل الفني نجد أن العلماء لا حظوا أن عملية الشراء والبيع تحتكم إلى آلية محددة، ، فلما طبقوا هذه القواعد وجدوا أنه يمكن من خلالها معرفة أسعار البيع والشراء المستقبلية، على الرغم من أنه لا يوجد قبل هذا معرفة بقية الناس لهذا الفن، وعليه لايحتمل وجود من يتلاعب بدلالة هذه القوانين لأنه لا يعرفها أصلا.
والسؤال كيف يكون ذلك؟
لا يكون ذلك إلا أن يكون ثمة قانون يحكم عملية البيع والشراء ولما اكتشفه العلماء أصبح لديهم القدرة على معرفة سلوك البيع والشراء، بمعنى بسيط أصبح لديهم القدرة على التنبؤ بحركة السهم.
وليس عجبا في ذلك لأن الخلق كله يجري وفقا لنواميس وقوانين أبدعها الخالق.
أما علاقة التحليل الفني بسنن الله عز وجل فهذا ظاهر ، فإنه إذا كان لا يتحرك ساكن ولا يسكن متحرك إلا وفق سنن الله ومقاديره الكونية، فكيف بعملية البيع والشراء.
وقد أرشدنا الشارع لذلك فقال عزوجل : " ( قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [الأنعام : 11]، وقوله تعالى : " فاعتبروا يا أولي الأبصار".
ومن ذلك ما قرره الشارع: أن صلة الرحم توسع في الرزق، وغير ذلك من التصرفات التي لو أتاها الإنسان فإنها تؤدي به إلى كذا.
والخلاصة: ليس عاقل إلا ويستوقفه التحليل الفني - إذا تم تطبيق أسسه من غير خطأ أو تحايل- كيف استطاع أن يتنبأ من خلاله معرفة سلوك السهم، وعليه لو استطعنا معرفة التحليل الفني لكثير من التصرفات التي يأتيها الإنسان لتجنبنا الأسوء متى كانت الأسس المعتمدة تتفق و المقررات الشرعية والأسس الكونية.
ولا زال العلماء يتكشفون كثيرا من الأسرار التي لا يختلف الناس قبل اكتشافها على أنها من علم الغيب ، والأمثلة في ذلك كثيرة..
يبقى أن الموضوع دقيق يتطلب كثير الحذر؛ تجنبا للزلل في جانب العقيدة..
أخي المتوسم ، بارك الله فيك ، وأحسن الله إليك ، تقبل مني هذه المحاورة ، واعتبرها محطة استراحة :
راقب حركة جارك لمدة 24 ساعة ، ثم 48 ساعة ، ثم 7 أيام ، ثم شهر ، ثم سنة مثلا
معاي
ستعرف مخرجه ومدخله ووووو ، كل ما أردت دراسته من خلال مراقبتك إياه ، حتى طريقة مشيته ، وملبسه ، وأصحابه ، واختلاف ذلك باختلاف الأوقات ، وفصول السنة
واضح
يعني سلووووووووك
صح
راقب جارك الآخر ، على المنوال نفسه .
راقب الثالث ، والرابع ، والخامس ، وووو
ستخرج بنتيجة عن جيرانك المحطين بك ، أليس كذلك
معاي
طيب ، هذا كله يعتمد على منهجك ، وهدفك ، ومقدرتك ، ووو ، في دراسة النمط السلوكي لهؤلاء البشر ، واضح
يعني هي مدرستك أنت
إن كنت بارعا ستضع ضوابط عامة وخاصة ، واضح
ستخرج بننتائج واستنتاجات مبنية على الاستقراء لأحوال عدد من الناس
ستضع لك جداول وأنماط ( أشكال حركة الأسهم ) تسبر بها سلوكيات محل التجربة
معاي
طيب لا تنسى ، انه قد يكون الجار العاشر ، او الثلاثين ، أو أو خارج مجال التجربة والمشاهدة والاستنتاج ، لعدم انضباطه تحت الأسس والمعايير التي سلكتها أولا في منهجك الاستقرائي حول سلوك جيرانك
واضح
طيب ، بعد فترة من الزمن سترسم لك قانون ( قائم على الأغلبية واضح لأن هناك جيران خارج نطاق السيطرة ) يدل على سلوك جيرانك .
وربما استخدمه الآخرون لمعرفة سلوك جيرانهم أيضا ، عند تطبيق تللك المعايير المأخوذة من تصرفاتهم على الجداول والأنماط ( أشكال حركة الأسهم ) ، ليصلوا إلى نتائج مفيدة لهم
واضح
مثلا هذا جار مسالم ، اجتماعي ، منغلق ، متغير الأطوار ، وهكذا
معاي
ترى للحين ما خلصت
طبعا كلما كنت في دراستك التجريبة دقيقا وحياديا وشموليا ( وهذا مهم جدا ) ، ومنصفا ووو ، كلما كانت القواعد والأسس المتفرعة عن هذه الدراسة دقيقة
وكلما كانت الفائدة المرجوة منها أكثر دقة وهكذا
طيب
كذلك المطبق لهذه الأنماط والجداول والأسس التي توصلت أنت إليها بعد دراسة مستفيضة وعناء ، كلما كان فاهما وعارفا لأسسها ، وانماطها وتطبيقاتها ، وكان دقيقا وذكيا ، كلما استطاع أن يحصل مراده بدقائق معدودة لا بشهور وسنوات ، كما صنعت أنت
واضح
وإذا أراد أن يطبق دراستك ويستعمل نتائجك : شخص آخر ، وثالث ، ورابع ، وخامس ، ووووووو ، كلما تفاوتت النسب في الوصول إلى النتيجة المرجوة
معاي
طبعا لا تنسى أن هذا الكلام فقط في دراستك أنت فحسب ، وقواعدك أنت فحسب ، فأنت الذي رسمت مخططها ومسالكا ومدرستها
طبعا بناء على دراسة ومتابعة
ومع أنها من شخص واحد ( وهو أنت ) ، لكن جزما تتفاوت النسب ، والمدارك في ضبط النتائج ، ومعرفة المدلولات ، بإختلاف - طبعا - الممارسين لهذه الأنماط أولا ( من حيث قوة ذكائهم وحدسهم وووو ) ، وثانيا لإختلاف نوعية المطبق عليهم تلك الأنماط والأشكال ( أقصد الجيران يعني الأسهم )
واضح
ثم ربما وقع الاختيار من بعض الممارسين على شريحة من الجيران سلبية أصلا لا يمكن أن تطبق عليها أيا من تللك الجداول و الأنماط ، وسبق أن هناك شريحة من الجيران أولا ، التي هي محل التجربة الأولى خرجت عن مجالها
الحاصل ربما وقع التفاوت والخلل في التطبيق وكان واضحا بأي نوع كان الخلل
ثم
:
هناك شخص آخر ( لابتوب مثلا ) قام بدراسة مماثلة على جيرانه ، الواحد تلو الآخر ، إما على نمط مشابه لنمطك المختار ، أو سلك مسلكا آخر ومدرسة أخرى ، وعانى ما عنيت من اختلاف الشرائح المطبقة عليها الدراسة ، ثم خرج بنتيجة وقواعد وأنماط و جداول ( أشكال حركة الأسهم = الشموع بأنواعها مثلا )
وهناك شخص ثالث ( أبو طلال مثلا ) ، ورابع ( بو بشير مثلا ) ، أسسوا مدارس ، ومشارب ، واجتهادات في معرفة أنماط وجداول ممكن عن طريقها معرفة سلوكيات الجيران
واضح
هذه بلا شك دراسات مفيدة ، وجيدة ، وتعطيك اختصارات للزمن ، والجهد ، والمادة
وممكن تتطور ، وتنمى ، ويكون لها أسس ، فيما بعد
ويتعصب لكل منها تلاميذ ، وهكذا
واضح
هذه كلها تعتمد على ألية التطبيق والاستفادة منها ، والذكي ، والمحلل الجهبذ يعرف مواضع الزلل ، ويعرف التشخيص ، وصوابه أقل من خطئة
واضح
هذه مدارس تجريبة سلوكية ، مفيدة ، لا تخالف الشرع
لكن هل هي مسلمات ، وبدهيات أو بمعنى ناموس كوني لا يتغير ، كالبرودة والحرارة ، ومغيب الشمس ومغربها ، والليل والنهار
أبدا
لكنها من بديع التفكر في خلق الله عز وجل
وهي مما ينفع في مسالك الناس
وللحديث بقية إن شئت فيما يأتي
ودمت سالما .