الغموض بشأن مشتري زين يبرز ضعف الشفافية بأسواق الخليج
نشرت بتاريخ - الاربعاء,09 سبتمبر , 2009 -10:53 31
دبي - قال محللون ان الغموض الذي يحيط بالمشتري المزعوم لحصة كبيرة في شركة الاتصالات المتنقلة (زين) الكويتية يبرز كيف أن غياب الشفافية في الاسواق الخلجية يؤثر على المعنويات.
ويوجد بالكويت ثاني أكبر بورصة عربية غير أنه لا توجد بها جهة منظمة لسوق المال كما أن القواعد الخاصة بما يتعين على الشركات الافصاح عنه للبورصة فضفاضة بالمعايير الدولية.
وتجهز مجموعة الخرافي الكويتية ومستثمرون لبيع حصة في ثالث أكبر شركة عربية للاتصالات في صفقة مقترحة ستجعل قيمة الاستثمار 13.7 مليار دولار مما يجعلها احدى اكبر الصفقات على الاطلاق في الشرق الاوسط اذا اكتملت.
غير أنه كانت هناك تكهنات محمومة بشأن مشترين محتملين في الاسابيع التي سبقت التأكيد الاحد على أن مساهما يتطلع لبيع حصته مما دفع أسهم زين للارتفاع بشدة.
وقال طلال اللوغاني نائب الرئيس لاسواق الاسهم الخليجية بالشركة الكويتية للتمويل والاستثمار ان الاطراف المعنية "تستفيد من غياب الشفافية وعدم وجود جهة تنظيمية في الكويت".
وأضاف "هذا يسمح لهم بالمناورة من خلال الصفقة.. وتمديدها لاطول فترة ممكنة مما يتسبب في ارتفاع الاسعار قبل انجاز الصفقة. ورغم ذلك فكل هذه تكهنات."
وقفزت اسهم زين 53 في المئة منذ التاسع من يوليو تموز -وهو اليوم الذي أعقب ابلاغ رئيسها التنفيذي رويترز بأنها في محادثات مبكرة لبيع حصة في عملياتها الافريقية- ووصلت الى أعلى مستوى اغلاق في السادس من سبتمبر ايلول. وزاد متوسط أحجام التداول منذ الثامن من يوليو بنسبة 78 في المئة عن المتوسط المتحرك في 12 شهرا.
وقال رامي سيداني مدير الاستثمار في الشرق الاوسط وشمال افريقيا لدى شرودرز انفستمنت مانجمنت التي تملك 0.5 في المئة في زين "لا نعلم من يشتري. نظرا للحجم غير العادي للتعاملات كان ينبغي أن يكون هناك مزيد من الشفافية بشأن هوية المشتري."
وتحولت محاولة اكتشاف المشتري الى عملية تخمين من خلال استبعاد مشترين محتملين واحدا تلو الاخر.
ونفت ريليانس كوميونيكيشنز الهندية -التي قالت في أغسطس انها تجري محادثات لشراء أصول زين الافريقية- اجراء محادثات لشراء الحصة. كما نفت شركة الاتصالات السعودية ومؤسسة الامارات للاتصالات وهما أكبر وثاني أكبر شركتين عربيتين للاتصالات على الترتيب الدخول في محادثات.
وقالت أوراسكوم تليكوم المصرية أيضا انها لا تسعى الى اتفاق مع زين.
وأعاد ذلك النفي من جانب مشترين محتملين تسليط الضوء على ابوظبي وصناديق الثروة السيادية المملوكة لها.
وقالت شركة ابوظبي للاستثمار وهي أحد صناديق الاستثمار في الامارة الثلاثاء انها لا تجري محادثات مع زين في حين أفادت تقارير اعلامية بأن جهاز أبوظبي للاستثمار لا يجري محادثات بشأن الحصة.
وقال سليمان أبو الحسن المحلل لدى برايم الامارات "نقص المعلومات بالسوق ليس أمرا جديدا للاسف. نعاني منه يوميا."
وأثار الاتفاق المزمع مخاوف مساهمي الاقلية الذين يخشون من ألا تشملهم أي عملية بيع.
ويقول محللون ان مجموعة الخرافي تمتلك نحو 20 في المئة في زين في حين تمتلك الهيئة العامة للاستثمار في الكويت 24.61 في المئة.
وبموجب قواعد السوق الكويتية يتعين على المساهمين الذين يملكون أكثر من خمسة في المئة الافصاح عن مراكزهم. غير أن الشركات قادرة على التحايل على ذلك بامتلاك حصص من خلال وحدات مختلفة.
وقال سيداني "لا توجد قواعد بسوق رأس المال لحماية مساهمي الاقلية في السوق الكويتية لذلك لن يعود ذلك بالنفع بأي حال على ملاك الحصص الاخرى في السوق. هذا تصور نموذجي."
وهوت أسهم زين 11.5 في المئة منذ اغلاق الاحد فيما يرجع جزئيا الى عمليات بيع لجني أرباح واقتناع صغار المساهمين بأن أي اتفاق لن يشملهم.
وحدث ذلك من قبل.
ففي عام 2007 اشترت قطر للاتصالات حصة في الشركة الوطنية للاتصالات المتنقلة (وطنية) من تحالف كويتي في اتفاق لم يشمل مساهمي الاقلية.
المصدر : كالة رويترز