حاطب ليل
عضو مميز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقال بالأمثال: غديت مثل معايد القريتيني **** لا صاد خير ولا سِلِمْ من ملامه
كان هناك رجل يسكن بين قريتين و يقال بأنهما من قرى حايل وهما الروضه و المستجده و اللتان تقعان في الجنوب الغربي منها.
أراد ذلك الرجل في نهار العيد أن يشارك كل من في تلك القريتين أفراح العيد و أجتماعاته و في نفس الوقت و هو المهم مشاركتهم في الولائم.......كانت أحدى تلك القريتين أقرب له من الأخرى فقرر بأن يبدأ بالبعيده ليتسنى له الرجوع بسرعه و يلحق بأجتماع أهل المدينه القريبه و يشاركهم الولائم و الأفراح و من ثم يكون قد أصاب عصفورين بحجر واحد و تسنى له حضور الأعياد في تلك القريتين أي عيدين في يوم واحد.
عندما جد المسير إلى القريه البعيده و أنطلق و كانت قرية الروضه هي البعيده و هي وجهته الأولى ......أقول قد يكون عرض له عارض في الطريق فتأخر وعند الوصول وجدهم قد أنتهوا من ولائم العيد ....فقد كان من عادة أهل تلك القرى أن تكون ولائم العيد بعد تفرقهم من الصلاه مباشره فكان له أن بارك لهم بالعيد و هنئهم به و من ثم أنصرف لكنه لم يشاركهم الطعام....
عند ذلك قرر بأن يرجع لأهل المستجده عله يصل لهم قبل تفرقهم وهم أهل القريه القريبه من مسكنه فكان عند وصوله لهم أنهم قد أنتهوا من الطعام و تفرقوا لمعايدة أهلهم فلم يكن بأحسن حال مما كان له عند أهل القريه الأولى بل فاته مشاركتهم الطعام إضافة لعدم تمكنه من تهنئتهم بالعيد لتفرقهم و أنشغالهم بمعايدة أهلهم....... و كان من عادات أهل القرى فيما مضى إلى وقت قريب أجتماعهم للطعام في العيد مجتمعين في الشوارع و السكيك.
تذكرت هذا المثل عندما رأيت الهجوم على من أراد المساعده و وضع تصوره من جهة التحليل الفني لما يرى و يعتقد و ذكر الأسباب لوجهت نظره و ما ذهب إليه ليناقش من يريد النقاش لتعم الفائده.......لكن الأمر مختلف كليا هنا........ فلا نقاش و لا حاجه للأخذ و الرد بل ترى الصمت الرهيب و كأن هناك من ينتظر الأنقضاض والهجوم ......فأن وفق ذلك المحلل فقليل من يذكره و قد يطويه النسيان و لن يلتفت إليه أحد أما أن لم يوفق فالويل له و الثبور.
أقول صاحب التحليل و واضعه للعلن يريد أن يستفيد غيره لما يرى وينتبه لطريقه و هو بذلك يحاكي بهم العقل بالدليل لذكره أدوات التحليل التي هو يراها من كسر ترند أو أختراقه أو وجود السهم عند مناطق دعم أو مقاومه أو تكون أشكال فنيه متعارف عليها عالميا و لها أصل و مرجع.....و قد يكون بذلك قد أنشغل بغيره عن نفسه و ضاعت عليه بعض الفرص السانحه لأهتمامه بالتحليل للغير و نصحه لهم....فعند ذلك ينطبق عليه القول لا صاد خير ولا سِلِمْ من ملامه فهو مثل معايد القريتيني.
فالعقل و التعقل مطلوب من الجميع و أنتم ترون هنا بأنه لم يسلم من الكلام و التجريح أحد......فمن كان يرى بالأرتفاع تم الهجوم عليه و من كان يرى بالهبوط أيضا تم الهجوم عليه.... و المصيبه الكبرى هي بأن الأمر لم يحسم حتى هذه اللحظه لا بالأرتفاع و لا بالهبوط......و كل الطرفين تم الهجوم عليهم و القدح بهم و التشكيك بقدرتهم الفنيه و بصدقهم.
في الختام يجب على من أراد أن ينفع غيره أن يتسع صدره لنقدهم و عليه أن يتسع صدره و يتحمل منهم الشيء المعقول فأن الأنفس قد تعبت و الصدور قد ضاقت مما حل بها من ألم الخسائر........فأن كان مقصده و هدفه المساعده لأخوانه فعليه أن يتحملهم و ليكن لهم طريق نجاه ليس بذكره للتحليل لهم فقط بل عليه أن يحتويهم بسعة صدره و تحمله لهم فليس أحد بأحسن من أحد و لن يخرق الأرض أو يبلغ السماء أنسان بأمر قد فعله.....فنسأل الله أن نكون مفاتيح للخير مغاليق للشر.
التوفيق للجميع
حـــــــاطب ليل