العميل يلتزم بتغطية الفارق في قيمة الدين
البنوك بدأت تسييل رهونات الأسهم
علي الخالدي:
افادت مصادر مصرفية لـ«الدار» ان اغلب البنوك الكويتية بدات بعمليات تسييل «رهونات الاسهم» منذ فترة طويلة .. بعدما استنفدت كافة السبل مع عملائها «الراهنين» في تغطية فرق السعر بين «قيمة الاقراض» و« الرهونات» ..
وكشفت المصادر ان اخر عمليات التسيل تمت خلال الاسبوعين الماضيين ، وقام بها «بنك محلي».
وبينت ان «محفظة الاسهم المرهونة التي تم تسييلها على مدى اسبوع» تخص العميل «ط ح» وتحتوي على 120 مليون سهم لاحدى الشركات الاستثمارية «التقليدية» والتي يتم تداول اسهمها عند الـ 85 فلسا ..
موضحة ان قيمة اسهم الشركة عند الرهن كانت تفوق الـ 900 فلس ..
وقالت المصادر ان البنوك لايوجد لديها «مهرب» من عمليات التسييل ، متى ما ساعد السوق .. اذا ما اخذنا في عين الاعتبار ان «العملاء» من المستحيل ان يقوموا بسداد «فرق الانخفاض» بين القيمة السابقة للسهم المرهون وماهي عليها الآن .. اذ نجد ان فرق السهم بين قيمة الامس والحاضر قد تصل الى اكثر من «90 بالمئة» .. «فالعميل هنا يفضل لو كانت لديه سيولة ان يقوم بالشراء من خلال السوق» ويقوم بإرجاع اسهمه «كاملة ومحررة» وباقل الاسعار ..
واستدركت المصادر بقولها وان كانت العقود الموقعة مع البنك تجبر العميل على السداد الكامل لقيمة القرض .. فإن «تجارنا ما تطوف عليهم هالسوالف» يقومون بعمليات الشراء باسماء ابنائهم او اقاربهم «حتى يتفادوا عمليات الحجز القضائي» .
ولفتت المصادر الى ان البنوك المحلية وحتى الاجنبية ، تجني الآن ثمار «تهاونها» بعدما تراجعت اسعار الاصول وعادت الى حجمها الطبيعي بل الاقل منه ..
إغراء البنوك
وتمضي المصادر قائلة ان الامر الادهى من ذلك كله «البنوك كانت تقوم بإغراء العميل» وتحثه على زيادة «اقراضه» مقابل رهوناته «كلما ارتفعت قيمة اصوله في السابق ..ولم تضع في حسبانها اية عملية تصحيح قد تطول اسعار الاصول في يوم من الايام .. والاكيد ان ادارات المخاطر لديها» كانت نائمة، وموجودة للوجاهة والبرستيج ..
وتسرد المصادر قصة جمعتها مع رئيس مجلس ادارة احد البنوك المحلية الاسلامية ، اذ سألت المصادر رئيس البنك ، هل يعقل ان تقوموا بمنح «شركة خدمية ورقية» قرضا يفوق الـ 50 مليون دينار .. فأجاب الرئيس «قمنا باخذ ضمانات كافية منها «عبارة عن» رهن لاسهم احدى الشركات الاستثمارية التابعة لها» وبقيمة 350 فلسا ..في حين ان السعر السوقي للشركة المرهونة يتداول «في ذلك الوقت» بـ 650 فلسا ..
وتقول المصادر ان «رئيس البنك كانت الثقة تملأ حديثه» وهو يقول اننا قمنا برهن السهم الواحد بقيمة «350 فلسا».. ولقد التقيته قبل فترة قصيرة ، بعد استقالته «وقلت له» تذكر يا بوفلان سالف رهونات الشركة الورقية .. فقال لي بالحرف الواحد «صدقت».. وللاسف الشركة الآن موقوفة عن التداول وقيمتها بالحضيض ..
وسألت «الدار» المصادر عن نظرتها للسوق خلال الفترة القادمة فقالت، سوق الكويت للاوراق المالية معروف عنه دائما ان تداولاته ترتفع في شهري «فبراير ومارس» وهي فترة الاعلانات السنوية للشركات .. وانا من هنا اتوقع ان يلامس المؤشر السعري للسوق حاجز الـ7.500 خلال الفترة القصيرة القادمة .. لكن ماذا بعد هذه الارتفاعات .. هل الشركات اطفت خسائرها ..؟ هل السوق «نظف نفسه» من بعض الشركات الورقية .. هل تم الاعلان عن «افلاسات» ..؟
وبينت ان هناك دولا مثل «البرتغال واليونان» وامارة مثل «دبي » انطحنوا في الازمة المالية وهم قاب قوسين او أدنى من الافلاس .. ايعقل ان شركاتنا رغم عدم ملاءتها لم تعلن شركة واحدة عن افلاسها ولا تصفيتها حتى هذا الوقت ..؟!
متوقعة بان يبدأ السوق التعافي الحقيقي بعد عام 2012 بعدما تتضح الرؤية .. ويتخلص السوق من جميع الشوائب ..
وذلك بعد ماتقوم البنوك من تغطية انكشافات قروضها من خلال ارباح مساهميها..
جريدة الدار
تاريخ النشر: الاثنين, فبراير 15, 2010
مسكينة يا الأبراج الطق من كل صوب