النوخذة الكويتي
عضو نشط
- التسجيل
- 9 نوفمبر 2007
- المشاركات
- 106
تجري محادثات لجمع 9 مليارات دولار من تحالف بنوك عالمية وهندية
«بهارتي» تريد تمويلاً طويل الأجل للصفقة... لا قرضاً معبرياً
في عالم الأرقام... 25 و26 فبراير لهما معنى أكبر لدى «زين» الكويتية (تصوير موسى عياش)
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
|كتبت كارولين أسمر|
انشغلت الصحف الهندية والعالمية أمس بالحديث عن تفاصيل تمويل صفقة «زين» والطريق الذي ستسلكه «بهارتي» للحصول على الأموال اللازمة لهذه الصفقة والجهات التي ستشارك في عملية التمويل. منوهةً إلى أن الحماس الذي أبدته المصارف العالمية للمشاركة في التحالف المصرفي الهندي والعالمي لتقديم تسعة مليارات دولار اللازمة لتمويل الصفقة، يضاف اليه المخاوف من أي محنة مالية عالمية طارئة وانخفاض مستوى مديونية الشركة العام، دفع ببهارتي لتغيير مسار خططها السابقة والتحول نحو الحصول على قروض طويلة الامد بدلاً من اللجوء الى خيار القروض القصيرة الامد أو الاخرى المعبرية. ما سيبقي خيار زيادة رأسمال الشركة أو أي اصدارات أخرى مطروحاً على الطاولة، ليفسح المجال امام «بهارتي» لتسديد هذه القروض بشكل مسبق في مرحلة لاحقة.
وذكرت الصحيفة أن مصرف «باركليز» البريطاني التزم بتقديم مبلغ 5 مليارات دولار لتمويل الصفقة، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر خاصة بها أن مصرف «ستاندرد شارترد» يقود تحالف البنوك المعنية بتمويل الصفقة وقد التزم بدوره بمبلغ 5.5 مليار دولار منفرداً.
وفي هذا المجال، أوردت صحيفة «ايكونوميك تايمز» الهندية، في تقرير لها أمس ان شركة «بهارتي ايرتيل» تضافر الجهود لجمع تمويل مجمع من 9 مليارات دولار من سلسلة من البنوك الاجنبية والمحلية لصفقتها المقترحة لشراء الاصول الافريقية لمجموعة «زين» الكويتية، بعد ان استقرت على تمويل الصفقة بأكملها عبر قروض في المرحلة الاولى، وهي خطوة من المتوقع ألا تفرض أي ضغوط لا داعي لها على الميزانية العمومية الخاصة بشركة الاتصالات الهندية.
وأضافت الصحيفة على لسان ثلاثة مصادر مقربة من الصفقة، أن أكثر من عشرة بنوك، معظمها أجنبية، أصبحت قريبة من الالتزام بـ 9 مليارات دولار على الاقل لتمويل صفقة الشراء على شكل قروض طويلة الاجل، خارجة بهذه الخطوة، عن خططها السابقة لتمويل الصفقة من خلال قروض قصيرة الاجل أو قرض معبري.
كما أن اللجوء الى القروض المصرفية لتمويل الصفقة، يعني أن «بهارتي» لن تتطلع الى أي اصدار للأسهم في المدى القريب. وينسب المصرفيون هذا الى واقع تدني مستوى ديون «بهارتي»، ولذلك هم لا يرون أي حجة مقنعة أمام الشركة لاصدار أسهم جديدة. ومن المتوقع أن يكون مبلغ مليارين إلى ثلاثة مليارات دولار، من بين التسعة مليارات دولار المقرر استدانتها، بالعملة الهندية (الروبية) وأن تتم استدانتها من مصرفين هنديين يحرصان على أن يكونا جزءاً من تحالف البنوك التي تتوق لتمويل هذه الصفقة العابرة للحدود، والتي ستساهم في تحقيق طموحات «بهارتي» بالتوسع والنمو خارج الحدود الهندية. ففي سبتمبر الماضي، تقدمت «بهارتي» بعرض لشراء شركة «ام تي ان» الجنوب أفريقية الا أن الصفقة أُجهضت، بالرغم من انتعاشها في فترات متعددة، ما دفع بالشركة لشراء حصة في شركة «وارد» للاتصالات البنغلاديشية. وقد تكون فائدة القرض الذي يمتد على 7 سنوات، قريبةً من 300 نقطة أساس بالدولار أو 3 في المئة فوق سعر الليبور، ومن المتوقع أن يكون تنافسياً جداً. وقد أضاف بعض المقربين من مجريات الصفقة في هذا المجال أن المصرف البريطاني «باركليز» التزم بمبلغ يقارب خمسة مليارات دولار للشركة، رافضين الكشف عن أسمائهم نظراً لحساسية الصفقة. كما أن «ستاندرد شارترد» و«باركليز» هما المستشاران الماليان للصفقة.
طريق الـ«SPV» لجمع التمويل
وأضافت «ايكونوميك تايمز» أن ما دفع بالمستحوذ الهندي لتفضيل السيولة على اصدار الاسهم، هو واقع انه «قليل المديونية». اذ ان نسبة الديْن الى حقوق المساهمين كانت في نهاية ديسمبر الماضي (0.1 مرة) فقط، وحتى لو قررت الشركة تمويل الصفقة بأكملها عن طريق القروض، فان هذه النسبة قد ترتفع الى (1.2 مرة) وهي لن تؤثر على ميزانيتها العمومية بحسب المحللين، كما أن «بهارتي» تملك احتياطات نقدية بنحو 1.3 مليار دولار يمكنها أن تعتمد عليها.
وذكرت الصحيفة أن رئيس مجموعة الخرافي ناصر الخرافي أبلغ «ايكونوميك تايمز» في وقت سابق أن «بهارتي» ستزود لـ«زين» مبلغ 10 مليارات دولار نقداً بعد فترة شهر من تاريخ توقيع الصفقة ومن ثم بمبلغ 700 مليون دولار في نهاية السنة. مضيفاً انه الى جانب ذلك، فان المستحوذ الهندي سيتولى أيضاً قروض «زين أفريقيا» المدرجة في ميزانيتها العمومية والبالغة 2 مليار دولار.
وأشارت الصحيفة الى ان العديد من البنوك الاميركية والاوروبية والآسيوية، جنباً الى جنب مع بعض البنوك الهندية، تتوق للمشاركة في الصفقة، وبالنظر للاهتمام الكبير الذي أظهره العديد من البنوك، فان التزام «ستاندرد اند شارترد» قد ينحسر. ومن بين العديد من المصارف الاجنبية الاخرى، التي يُتوقع ان تكون جزءاً من تحالف البنوك الخارجي تظهر أسماء «اي ان زي» و«بي ان بي باريبا» و«سيتي» و«دي بي اس» و«بنك طوكيو ميتسوبيشي» و«جي بي مورغان» و«يو اف جي فاينانشال». فيما تظهر أسماء كبنك الدولة الهندي و«كوتاك ماهندرا بنك» من بين البنوك الهندية الى جانب بعض البنوك المملوكة للدولة التي ترغب في أن تكون شريكة في الصفقة.
ورفض أحد المتحدثين باسم «بهارتي» في اتصال مع «ايكونوميك تايمز» أن «يضيف أي شيء الى التصريح الاساسي الذي أطلقته الشركة في البداية». وبالرغم من أن «بهارتي» أبقت الخيارين مفتوحين - الاول، جمع المال من خلال شركة ذات أغراض خاصة (SPV) بضمان من الشركة والثاني، جمع المال مباشرةً على سجلاتها- فقد رجح المقربون من الصفقة لجوء «بهارتي» لجمع المال من خلال شركة ذات أغراض خاصة.
وسيكون أمام الشركة الهندية خيار الدفع المسبق للقروض، اذا ما لجأت الى زيادة رأسمالها في وقت لاحق، الارجح على شكل اصدار حقوق. وقال كبار المصرفيين الذي رفض الكشف عن اسمه. أن «بهارتي» تخطط لجمع قرض «من باب إلى باب» (Door to door loan) ما بين 5 الى 7 سنوات لتمويل صفقة الاستحواذ على «زين»، بمعدل نضوج بفترة أقصر يعتمد على الكيفية التي يعمل بها من حيث التكلفة، متوقعاً ان تجمع ما بين قروض الدولار والروبية. مضيفاً «أن قراراً نهائياً بهذا الخصوص سوف يتخذ في الاسبوعين المقبلين» وقد كان من المتوقع الاسبوع الماضي، أن تلجأ الشركة للبحث عن خيار جمع المال من خلال قرض قصير الامد ومن ثم المضي نحو قرض طويل الامد. غير أن الحماس الذي أبدته المصارف للصفقة، والمخاوف من ارتفاع التكلفة في حال أي أزمة عالمية، دفعا بالشركة لاختيار التمويل الطويل الامد في المرحلة الاساسية نفسها.
من جهة أخرى، ذكرت «ايكونوميك تايمز» في تقرير آخر، أن أجندة مجموعة «بهارتي ايرتيل» الهندية مليئة بخطط الاستحواذ التي تتخطى هدف أصول «زين» في أفريقيا. وأكدت مصادر مقربة من الشركة أن سونيل بهارتي ميتال وفريقه، حددوا منذ وقت قريب رزمة من الاهداف العالمية للاستحواذ. وكانت «ام تي ان» و«وارد» و«زين» أول 3 مشاريع على اللائحة. وقد اعتبر أحد المصرفيين الاستثماريين في هذا المجال أن فشل صفقة «ام تي ان» خسارة كبرى وسيتطلب الامر أكثر بكثير من «زين» أو «وارد» لاشباع رغبات وطموحات «بهارتي» العالمية.
ورأى مدير شركة «بي دي اي» الهندية اغريس باجاج، وهي شركة متخصصة بتقديم خدمات استشارية في قطاع الاتصالات، أن «بهارتي» تسعى لاصطياد أي اندماجات أو استحواذات مناسبة في أفريقيا واميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية التي تعد مناطق «ساخنة» للنمو في قطاع الاتصالات». كما ان ميتال يعمل على ملاحقة أهداف عالمية، في حين ان مشغلين عالميين آخرين كـ «تيلينور» و«اتصالات» و«بتلكو» لا تزال تسعى وراء فرص استثمارية في الهند، وهو أمر غير مفهوم حتى الآن.
وقد تُركت «بهارتي» أمام خيارات ضئيلة واضطرت للذهاب خارج الهند وبوتيرة متسارعة جداً. وهو أمر عائد لاسباب متعددة، فبالرغم من بقاء «بهارتي» الرائدة في سوقها المحلي، الا أن سوق الاتصالات بحد ذاته في حال اضطراب في ما يخص عوائد المكالمات الصوتية، الذي لا يزال يشكل حتى الآن أكثر من 90 في المئة من مجموع تدفق الايرادات، وقد انخفض بشكل كبير مع خفض تعرفة الثواني الى النصف. كما أن عوائد خدمات البيانات تبقى غير مهمة الى الآن ومن غير المرجح أن تنمو بطريقة موضوعية حالياً. وخلافاً للغرب، حيث كان التحول من الخدمات الصوتية الى خدمات البيانات سلساً للمشغلين الكبار، من المتوقع ان تواجه الهند الماً شديداً في السنوات الثلاث المقبلة.
«وول ستريت غورنال»
من جهتها، نقلت صحيفة «وول ستريت غورنال» عن شخصين مقربين من الصفقة أن مجموعة «بهارتي ايرتيل» تبحث عن قرض بالدولار متوسط الامد لتمويل صفقة الاستحواذ على أصول «زين» الافريقية، بدلاً من القرض المعبري بالدولار التي أخذ بعين الاعتبار في وقت سابق. وأوردت «داو جونز نيوز» على لسان المقربين ان «بهارتي» تبحث عن احتمال تمويل الصفقة، التي تتضمن دفع مبلغ 9 مليارات دولار نقداً، بقرض يمتد على مدى 7 سنوات بفائدة نحو 3 في المئة نقاط أعلى من فائدة الليبور. وأضاف أحدهم «بالعادة، تعمد الشركات للجوء الى القرض المعبري في البداية ومن ثم الى التمويل الطويل الامد في وقت لاحق، وهو ما بدأنا به كقاعدة عامة في هذه الحالة. الا أنه، وبوجود جميع الملفات التي سبق وأُعدت لصفقة «ام تي ان»، من المحتمل أن نمضي مباشرةً في التمويل المتوسط الامد».
وأضافت «وول ستريت» أنه من المتوقع ان تكون الصفقة، ثاني أكبر صفقة تقوم بها شركة هندية بعد مجموعة «تاتا» التي استحوذت على مجموعة «كورس» البريطانية مقابل 13 مليار دولار. ويأتي عرض «بهارتي» لشراء أصول «زين» في أفريقيا بعد فشل محاولتي اندماج بعد «ام تي ان» للاتصالات الجنوب أفريقية.
وأضاف أحدهم ان القرض المفترض سيشمل تسديد المبلغ الاساسي بغضون 5 سنوات مدعوماً بضمان من «بهارتي ايرتيل»، الا أن «بهارتي» رفضت التعليق.
وأضاف المصدر أن خيارات متعددة كاصدارات الحقوق تبقى مطروحة على الطاولة لتسديد القروض المتوسطة الامد قبل موعدها، مضيفاً أن المباحثات تجرى مع جميع المشاركين، بما فيها حوار يجرى مع وكالات التصنيف. «اذ انه لو بقي تمويل الصفقة بأكملها على شكل قروض من دون اي اعادة تمويل في وقت لاحق، فسيكون لها تداعيات على جبهة التصنيفات». وقد وضعت «ستاندرد اند بورز» «بهارتي» يوم الجمعة الماضي في المراقبة الائتمانية السلبية بعد الاعلان عن الصفقة.
«بهارتي» تريد تمويلاً طويل الأجل للصفقة... لا قرضاً معبرياً
في عالم الأرقام... 25 و26 فبراير لهما معنى أكبر لدى «زين» الكويتية (تصوير موسى عياش)
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
|كتبت كارولين أسمر|
انشغلت الصحف الهندية والعالمية أمس بالحديث عن تفاصيل تمويل صفقة «زين» والطريق الذي ستسلكه «بهارتي» للحصول على الأموال اللازمة لهذه الصفقة والجهات التي ستشارك في عملية التمويل. منوهةً إلى أن الحماس الذي أبدته المصارف العالمية للمشاركة في التحالف المصرفي الهندي والعالمي لتقديم تسعة مليارات دولار اللازمة لتمويل الصفقة، يضاف اليه المخاوف من أي محنة مالية عالمية طارئة وانخفاض مستوى مديونية الشركة العام، دفع ببهارتي لتغيير مسار خططها السابقة والتحول نحو الحصول على قروض طويلة الامد بدلاً من اللجوء الى خيار القروض القصيرة الامد أو الاخرى المعبرية. ما سيبقي خيار زيادة رأسمال الشركة أو أي اصدارات أخرى مطروحاً على الطاولة، ليفسح المجال امام «بهارتي» لتسديد هذه القروض بشكل مسبق في مرحلة لاحقة.
وذكرت الصحيفة أن مصرف «باركليز» البريطاني التزم بتقديم مبلغ 5 مليارات دولار لتمويل الصفقة، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر خاصة بها أن مصرف «ستاندرد شارترد» يقود تحالف البنوك المعنية بتمويل الصفقة وقد التزم بدوره بمبلغ 5.5 مليار دولار منفرداً.
وفي هذا المجال، أوردت صحيفة «ايكونوميك تايمز» الهندية، في تقرير لها أمس ان شركة «بهارتي ايرتيل» تضافر الجهود لجمع تمويل مجمع من 9 مليارات دولار من سلسلة من البنوك الاجنبية والمحلية لصفقتها المقترحة لشراء الاصول الافريقية لمجموعة «زين» الكويتية، بعد ان استقرت على تمويل الصفقة بأكملها عبر قروض في المرحلة الاولى، وهي خطوة من المتوقع ألا تفرض أي ضغوط لا داعي لها على الميزانية العمومية الخاصة بشركة الاتصالات الهندية.
وأضافت الصحيفة على لسان ثلاثة مصادر مقربة من الصفقة، أن أكثر من عشرة بنوك، معظمها أجنبية، أصبحت قريبة من الالتزام بـ 9 مليارات دولار على الاقل لتمويل صفقة الشراء على شكل قروض طويلة الاجل، خارجة بهذه الخطوة، عن خططها السابقة لتمويل الصفقة من خلال قروض قصيرة الاجل أو قرض معبري.
كما أن اللجوء الى القروض المصرفية لتمويل الصفقة، يعني أن «بهارتي» لن تتطلع الى أي اصدار للأسهم في المدى القريب. وينسب المصرفيون هذا الى واقع تدني مستوى ديون «بهارتي»، ولذلك هم لا يرون أي حجة مقنعة أمام الشركة لاصدار أسهم جديدة. ومن المتوقع أن يكون مبلغ مليارين إلى ثلاثة مليارات دولار، من بين التسعة مليارات دولار المقرر استدانتها، بالعملة الهندية (الروبية) وأن تتم استدانتها من مصرفين هنديين يحرصان على أن يكونا جزءاً من تحالف البنوك التي تتوق لتمويل هذه الصفقة العابرة للحدود، والتي ستساهم في تحقيق طموحات «بهارتي» بالتوسع والنمو خارج الحدود الهندية. ففي سبتمبر الماضي، تقدمت «بهارتي» بعرض لشراء شركة «ام تي ان» الجنوب أفريقية الا أن الصفقة أُجهضت، بالرغم من انتعاشها في فترات متعددة، ما دفع بالشركة لشراء حصة في شركة «وارد» للاتصالات البنغلاديشية. وقد تكون فائدة القرض الذي يمتد على 7 سنوات، قريبةً من 300 نقطة أساس بالدولار أو 3 في المئة فوق سعر الليبور، ومن المتوقع أن يكون تنافسياً جداً. وقد أضاف بعض المقربين من مجريات الصفقة في هذا المجال أن المصرف البريطاني «باركليز» التزم بمبلغ يقارب خمسة مليارات دولار للشركة، رافضين الكشف عن أسمائهم نظراً لحساسية الصفقة. كما أن «ستاندرد شارترد» و«باركليز» هما المستشاران الماليان للصفقة.
طريق الـ«SPV» لجمع التمويل
وأضافت «ايكونوميك تايمز» أن ما دفع بالمستحوذ الهندي لتفضيل السيولة على اصدار الاسهم، هو واقع انه «قليل المديونية». اذ ان نسبة الديْن الى حقوق المساهمين كانت في نهاية ديسمبر الماضي (0.1 مرة) فقط، وحتى لو قررت الشركة تمويل الصفقة بأكملها عن طريق القروض، فان هذه النسبة قد ترتفع الى (1.2 مرة) وهي لن تؤثر على ميزانيتها العمومية بحسب المحللين، كما أن «بهارتي» تملك احتياطات نقدية بنحو 1.3 مليار دولار يمكنها أن تعتمد عليها.
وذكرت الصحيفة أن رئيس مجموعة الخرافي ناصر الخرافي أبلغ «ايكونوميك تايمز» في وقت سابق أن «بهارتي» ستزود لـ«زين» مبلغ 10 مليارات دولار نقداً بعد فترة شهر من تاريخ توقيع الصفقة ومن ثم بمبلغ 700 مليون دولار في نهاية السنة. مضيفاً انه الى جانب ذلك، فان المستحوذ الهندي سيتولى أيضاً قروض «زين أفريقيا» المدرجة في ميزانيتها العمومية والبالغة 2 مليار دولار.
وأشارت الصحيفة الى ان العديد من البنوك الاميركية والاوروبية والآسيوية، جنباً الى جنب مع بعض البنوك الهندية، تتوق للمشاركة في الصفقة، وبالنظر للاهتمام الكبير الذي أظهره العديد من البنوك، فان التزام «ستاندرد اند شارترد» قد ينحسر. ومن بين العديد من المصارف الاجنبية الاخرى، التي يُتوقع ان تكون جزءاً من تحالف البنوك الخارجي تظهر أسماء «اي ان زي» و«بي ان بي باريبا» و«سيتي» و«دي بي اس» و«بنك طوكيو ميتسوبيشي» و«جي بي مورغان» و«يو اف جي فاينانشال». فيما تظهر أسماء كبنك الدولة الهندي و«كوتاك ماهندرا بنك» من بين البنوك الهندية الى جانب بعض البنوك المملوكة للدولة التي ترغب في أن تكون شريكة في الصفقة.
ورفض أحد المتحدثين باسم «بهارتي» في اتصال مع «ايكونوميك تايمز» أن «يضيف أي شيء الى التصريح الاساسي الذي أطلقته الشركة في البداية». وبالرغم من أن «بهارتي» أبقت الخيارين مفتوحين - الاول، جمع المال من خلال شركة ذات أغراض خاصة (SPV) بضمان من الشركة والثاني، جمع المال مباشرةً على سجلاتها- فقد رجح المقربون من الصفقة لجوء «بهارتي» لجمع المال من خلال شركة ذات أغراض خاصة.
وسيكون أمام الشركة الهندية خيار الدفع المسبق للقروض، اذا ما لجأت الى زيادة رأسمالها في وقت لاحق، الارجح على شكل اصدار حقوق. وقال كبار المصرفيين الذي رفض الكشف عن اسمه. أن «بهارتي» تخطط لجمع قرض «من باب إلى باب» (Door to door loan) ما بين 5 الى 7 سنوات لتمويل صفقة الاستحواذ على «زين»، بمعدل نضوج بفترة أقصر يعتمد على الكيفية التي يعمل بها من حيث التكلفة، متوقعاً ان تجمع ما بين قروض الدولار والروبية. مضيفاً «أن قراراً نهائياً بهذا الخصوص سوف يتخذ في الاسبوعين المقبلين» وقد كان من المتوقع الاسبوع الماضي، أن تلجأ الشركة للبحث عن خيار جمع المال من خلال قرض قصير الامد ومن ثم المضي نحو قرض طويل الامد. غير أن الحماس الذي أبدته المصارف للصفقة، والمخاوف من ارتفاع التكلفة في حال أي أزمة عالمية، دفعا بالشركة لاختيار التمويل الطويل الامد في المرحلة الاساسية نفسها.
من جهة أخرى، ذكرت «ايكونوميك تايمز» في تقرير آخر، أن أجندة مجموعة «بهارتي ايرتيل» الهندية مليئة بخطط الاستحواذ التي تتخطى هدف أصول «زين» في أفريقيا. وأكدت مصادر مقربة من الشركة أن سونيل بهارتي ميتال وفريقه، حددوا منذ وقت قريب رزمة من الاهداف العالمية للاستحواذ. وكانت «ام تي ان» و«وارد» و«زين» أول 3 مشاريع على اللائحة. وقد اعتبر أحد المصرفيين الاستثماريين في هذا المجال أن فشل صفقة «ام تي ان» خسارة كبرى وسيتطلب الامر أكثر بكثير من «زين» أو «وارد» لاشباع رغبات وطموحات «بهارتي» العالمية.
ورأى مدير شركة «بي دي اي» الهندية اغريس باجاج، وهي شركة متخصصة بتقديم خدمات استشارية في قطاع الاتصالات، أن «بهارتي» تسعى لاصطياد أي اندماجات أو استحواذات مناسبة في أفريقيا واميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية التي تعد مناطق «ساخنة» للنمو في قطاع الاتصالات». كما ان ميتال يعمل على ملاحقة أهداف عالمية، في حين ان مشغلين عالميين آخرين كـ «تيلينور» و«اتصالات» و«بتلكو» لا تزال تسعى وراء فرص استثمارية في الهند، وهو أمر غير مفهوم حتى الآن.
وقد تُركت «بهارتي» أمام خيارات ضئيلة واضطرت للذهاب خارج الهند وبوتيرة متسارعة جداً. وهو أمر عائد لاسباب متعددة، فبالرغم من بقاء «بهارتي» الرائدة في سوقها المحلي، الا أن سوق الاتصالات بحد ذاته في حال اضطراب في ما يخص عوائد المكالمات الصوتية، الذي لا يزال يشكل حتى الآن أكثر من 90 في المئة من مجموع تدفق الايرادات، وقد انخفض بشكل كبير مع خفض تعرفة الثواني الى النصف. كما أن عوائد خدمات البيانات تبقى غير مهمة الى الآن ومن غير المرجح أن تنمو بطريقة موضوعية حالياً. وخلافاً للغرب، حيث كان التحول من الخدمات الصوتية الى خدمات البيانات سلساً للمشغلين الكبار، من المتوقع ان تواجه الهند الماً شديداً في السنوات الثلاث المقبلة.
«وول ستريت غورنال»
من جهتها، نقلت صحيفة «وول ستريت غورنال» عن شخصين مقربين من الصفقة أن مجموعة «بهارتي ايرتيل» تبحث عن قرض بالدولار متوسط الامد لتمويل صفقة الاستحواذ على أصول «زين» الافريقية، بدلاً من القرض المعبري بالدولار التي أخذ بعين الاعتبار في وقت سابق. وأوردت «داو جونز نيوز» على لسان المقربين ان «بهارتي» تبحث عن احتمال تمويل الصفقة، التي تتضمن دفع مبلغ 9 مليارات دولار نقداً، بقرض يمتد على مدى 7 سنوات بفائدة نحو 3 في المئة نقاط أعلى من فائدة الليبور. وأضاف أحدهم «بالعادة، تعمد الشركات للجوء الى القرض المعبري في البداية ومن ثم الى التمويل الطويل الامد في وقت لاحق، وهو ما بدأنا به كقاعدة عامة في هذه الحالة. الا أنه، وبوجود جميع الملفات التي سبق وأُعدت لصفقة «ام تي ان»، من المحتمل أن نمضي مباشرةً في التمويل المتوسط الامد».
وأضافت «وول ستريت» أنه من المتوقع ان تكون الصفقة، ثاني أكبر صفقة تقوم بها شركة هندية بعد مجموعة «تاتا» التي استحوذت على مجموعة «كورس» البريطانية مقابل 13 مليار دولار. ويأتي عرض «بهارتي» لشراء أصول «زين» في أفريقيا بعد فشل محاولتي اندماج بعد «ام تي ان» للاتصالات الجنوب أفريقية.
وأضاف أحدهم ان القرض المفترض سيشمل تسديد المبلغ الاساسي بغضون 5 سنوات مدعوماً بضمان من «بهارتي ايرتيل»، الا أن «بهارتي» رفضت التعليق.
وأضاف المصدر أن خيارات متعددة كاصدارات الحقوق تبقى مطروحة على الطاولة لتسديد القروض المتوسطة الامد قبل موعدها، مضيفاً أن المباحثات تجرى مع جميع المشاركين، بما فيها حوار يجرى مع وكالات التصنيف. «اذ انه لو بقي تمويل الصفقة بأكملها على شكل قروض من دون اي اعادة تمويل في وقت لاحق، فسيكون لها تداعيات على جبهة التصنيفات». وقد وضعت «ستاندرد اند بورز» «بهارتي» يوم الجمعة الماضي في المراقبة الائتمانية السلبية بعد الاعلان عن الصفقة.