وقفات رمضانية

jarrah_aam

عضو مميز
التسجيل
3 نوفمبر 2005
المشاركات
5,279
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , بعد اذن مشرفينا الاعزاء , ارجو ابقاء الموضوع خلال شهرنا الكريم , من باب التذكرة بقيم واعمال هذا الشهر الكريم عل الله جل وعلى ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال .
 

jarrah_aam

عضو مميز
التسجيل
3 نوفمبر 2005
المشاركات
5,279
كيف نستقبل هذا الشهر العظيم ؟

1- نستقبله بالتوبة الى الله الرءوف الرحيم التواب ، ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : \" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح .
ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال : وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي , وأمه خلفه تطرده حتى خرج , فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا , فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه , ولا من يؤويه غير والدته , فرجع مكسور القلب حزينا . فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام , وخرجت أمه , فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه , والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني , ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك . وإرادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت .
فكيف فرحة الله بتوبة عبده ؟ تخيل ذلك في نفسك .

2- استشعار الفضل العظيم والأجر الكبير المترتب على الصيام لان تجديد النية أمر مهم فبعض الناس تعود على الصيام ولم يستشعر الاجر والثواب المترتب على الصيام ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري": المراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضية صومه. وبالاحتساب: طلب الثواب من الله تعالى. وقال الخطابي: احتسابا أي: عزيمة، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه.

3- استشعار الفضل العظيم والأجر الكبير المترتب على القيام في هذا الشهر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه ، فالاهتمام بالمحافظة على صلاة التراويح مع الامام حتى ينصرف من أفضل الاعمال ففي حديث ابي ذر ان النبي قال : من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة. رواه ابو داود وغيره. فهي نصيحة بالمحافظة على القيام مع الامام حتى ينصرف .

4- الابتعاد عن تضييع أيامه بالنوم ولياليه بالسهر فمن كان هذا ديدنه فلم يستفد من شهره شيئا بل لربما كان وبالا عليه .

5- الحرص على افطار الصائمين فعن زيد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (( من فطر صائما كان له مثل أجر صومه غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء )) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح (غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شئ) استدراك لما قد يتوهم من أن إثابته كذلك تنقص ثواب الصائم وإنما لم تنقص إثابته بذلك إثابة الصائم لاختلاف جهة ثوابهما , كما لا ينقص ثواب الدال علي الهدى ثواب فاعله ، ويتلمس المحاويج والفقراء ويعطف عليهم ولاسيما الايتام فالرسول صلى الله عليه وسلم وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والتي تليها .

6- الاكثار من تلاوة القران الكريم وتدبره معانيه وتمعنه فعن عثمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرأن و علمه .
عن أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه” رَوَاهُ مُسلِمٌ. فلقد عرض جبريل القران على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة وفي السنة الاخيرة قبل موته عليه السلام مرتين فلذا كان السلف يختمون القران كل ثلاث ليال وفي العشر الاخيرة كل ليلة يا لها من همم عظيمة عرفت الدنيا والآخرة ففضلت الاخرة على الاولى قال تعالى (وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأولى) سورة الضحى .

7- حفظ اللسان وبقية الجوارح عن الحرام فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه . وان هذه الاشياء صيام الصائم في الصحيح من أقوال أهل العلم لكنها وبدون شك تنقص من أجر الصائم ، فينبغي الابتعاد عنها وتوقيها .

8- نستقبل شهر رمضان بحسن الخلق مع الناس كلهم ولا سيما المراجعين لمعاملاتهم ولا نجعله شهر هم وحزن وطفش ، أو أنه يقرأ القران في عمله ويقول شهر القران ويقول للمراجعين أذا شربنا الماء بعد العيد راجعونا فهذا آثم في عمله وغير مأجور ، فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه.رواه أبو داود وحسنه الألباني ـ رحمهما الله تعالى.
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ان من أحبكم الي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ) رواه الترمذي وحسنه الالباني .

9- ومما يستغل في هذا الشهر الاكثار من الدعاء لأنه شهر الدعاء فأتت ايه الدعاء بين ايات الصيام ليدل دلالة واضحة على أهمية الدعاء .

والدعاء له فضل عظيم :
قال تعالى وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) وقال تعالى وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ).
وقال صلى الله عليه وسلم : الدعاء هو العبادة ، ثم قرأ (وقال ربكم ادعوني استجب لكم ).
وقال صلي الله عليه وسلم :أفضل العبادة الدعاء.
وقال صلي الله عليه وسلم :ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء .
وقال صلى الله عليه وسلم :إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرأُ خائبتين .
وقال صلى الله عليه وسلم :لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر.

10- الاعتناء بالعشر الاواخر من رمضان بمزيد عبادة حيث فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، وكان من ديدن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يشد مئزره ويعتزل اهله ويحيي ليله كما قالت أم المؤمنين رضي الله عنها .
وفقنا الله واياكم الى صيام رمضان وقيامه وحسن العمل فيه
 
التعديل الأخير:

نصوح

عضو مميز
التسجيل
21 ديسمبر 2005
المشاركات
8,763
الله يجزاك خير ويرحم والديك
ويتقبل عملك ويزيدك من فضله
اللهم آميييين
 

حربي وربي الله

عضو مميز
التسجيل
13 سبتمبر 2011
المشاركات
3,084
الإقامة
جزيرة العرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Happened_on_this_day_1.gif
 
التعديل الأخير:

حربي وربي الله

عضو مميز
التسجيل
13 سبتمبر 2011
المشاركات
3,084
الإقامة
جزيرة العرب
Happened_on_this_day_2.gif
 

jarrah_aam

عضو مميز
التسجيل
3 نوفمبر 2005
المشاركات
5,279
من حكمة الله سبحانه أن فاضل بين خلقه زماناً ومكاناً، ففضل بعض الأمكنة على بعض، وفضل بعض الأزمنة على بعض، ففضل في الأزمنة شهر رمضان على سائر الشهور، فهو فيها كالشمس بين الكواكب، واختص هذا الشهر بفضائل عظيمة ومزايا كبيرة، فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن، قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان} (البقرة:185)، وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان) رواه أحمد.

وهو الشهر الذي فرض الله صيامه، فقال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة:183).

وهو شهر التوبة والمغفرة، وتكفير الذنوب والسيئات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) رواه مسلم، من صامه وقامه إيماناً بموعود الله، واحتساباً للأجر والثواب عند الله، غفر له ما تقدم من ذنبه، ففي "الصحيح" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه)، وقال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقال أيضاً: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). ومن أدركه فلم يُغفر له فقد رغم أنفه وأبعده الله، بذلك دعا عليه جبريل عليه السلام، وأمَّن على تلك الدعوة نبينا صلى الله عليه وسلم، فما ظنك بدعوة من أفضل ملائكة الله، يؤمّن عليها خير خلق الله.

وهو شهر العتق من النار، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال صلى الله عليه وسلم: (وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة) رواه الترمذي.

وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين، ففي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين)، وفي لفظ (وسلسلت الشياطين)، أي: أنهم يجعلون في الأصفاد والسلاسل، فلا يصلون في رمضان إلى ما كانوا يصلون إليه في غيره.

وهو شهر الصبر، فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها، ولهذا كان الصوم نصف الصبر، وجزاء الصبر الجنة، قال تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} (الزمر:10).

وهو شهر الدعاء، قال تعالى عقيب آيات الصيام: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} (البقرة:186) ، وقال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم) رواه أحمد.

وهو شهر الجود والإحسان؛ ولذا كان صلى الله عليه وسلم -كما ثبت في الصحيح- أجود ما يكون في شهر رمضان.

وهو شهر فيه ليلة القدر، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل في ألف شهر، والمحروم من حرم خيرها، قال تعالى: {ليلة القدر خير من ألف شهر} (القدر:3)، روى ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم).

فانظروا إلى هذه الفضائل الجمّة ، والمزايا العظيمة في هذا الشهر المبارك ، فحري بنا أن نعرف له حقه , وأن نقدره حق قدره، وأن نغتنم أيامه ولياليه ، عسى أن نفوز برضوان الله، فيغفر الله لنا ذنوبنا وييسر لنا أمورنا , ويكتب لنا السعادة في الدنيا والآخرة ، جعلنا الله وإياكم ممن يقومون بحق رمضان خير قيام.
 

حربي وربي الله

عضو مميز
التسجيل
13 سبتمبر 2011
المشاركات
3,084
الإقامة
جزيرة العرب
Happened_on_this_day_3.gif
 

jarrah_aam

عضو مميز
التسجيل
3 نوفمبر 2005
المشاركات
5,279
رمضان , سباق الى الجنة :

يقول الحسن البصري رحمه الله: (إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا! فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون! ويخسر فيه المبطلون!)
وعلى الإنسان أن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها، قال الله تعالى: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) الآية .المطففين: 26.

ونبدا اولى وقفاتنا مع السباق الرمضاني في هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان .

لم يكن حال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان كحاله في غيره من الشهور، فقد كان برنامجه صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر مليئاً بالطاعات والقربات، وذلك لعلمه بما لهذه الأيام والليالي من فضيلة خصها الله بها وميزها عن سائر أيام العام، والنبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان قد غفر له ما تقدم من ذنبه، إلا أنه أشد الأمة اجتهادا في عبادة ربه وقيامه بحقه.

فقد كان صلى الله عليه وسلم يكثر في هذا الشهر من أنواع العبادات، فكان جبريل يدارسه القرآن في رمضان، وكان عليه الصلاة والسلام -إذا لقيه جبريل- أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن، والصلاة والذكر والاعتكاف.

وكان يخصُّ رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور.

وكان عليه الصلاة والسلام يحث على السحور، وصح عنه أنه قال: (تسحروا، فإن في السحور بركة) متفق عليه، وكان من هديه تعجيل الفطر، وتأخير السحور، فأما الفطر فقد ثبت عنه من قوله ومن فعله أنه كان يعجل الإفطار بعد غروب الشمس وقبل أن يصلي المغرب، وكان يقول (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) كما في الصحيح، وكان يفطر على رطبات، فإن لم يجد فتمرات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء, وأما السحور فكان يؤخره حتى ما يكون بين سَحوره وبين صلاة الفجر إلا وقت يسير، قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية.

وكان يدعو عند فطره بخيري الدنيا والآخرة.

وكان يصوم في سفره تارة، ويفطر أخرى، وربما خيَّر أصحابه بين الأمرين، وكان يأمرهم بالفطر إذا دنوا من عدوهم ليتقووا على قتاله، وفي "صحيح مسلم" عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كنا في سفر في يوم شديد الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة، وخرج عام الفتح إلى مكة في شهر رمضان، فصام حتى بلغ كُراع الغميم، فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال: (أولئك العصاة أولئك العصاة) رواه مسلم.

وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ليجتمع قلبه على ربه عز وجل، وليتفرغ لذكره ومناجاته، وفي العام الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم اعتكف عشرين يوماً.

وكان إذا دخل العشر الأواخر أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد مئزره مجتهداً ومثابراً على العبادة والذكر.

هذا هو هديه صلى الله عليه وسلم، وتلك هي طريقته وسنته، فما أحوجن إلى الاقتداء بنبينا، والتأسي به في عبادته وتقربه، والعبد وإن لم يبلغ مبلغه، فليقارب وليسدد، وليعلم أن النجاة في اتباعه، والفلاح في السير على طريقه.

نسالك اللهم يا معطي يا وهاب ان ترزقنا جوار محمد صلى الله عليه وسلم في جناتك , اللهم ان كنت حرمتنا رؤيته وجواره في الدنيا فلا تحرمنا رؤيته وجواره في الاخرة , اللهم امين
 

حربي وربي الله

عضو مميز
التسجيل
13 سبتمبر 2011
المشاركات
3,084
الإقامة
جزيرة العرب
Happened_on_this_day_4.gif
 

jarrah_aam

عضو مميز
التسجيل
3 نوفمبر 2005
المشاركات
5,279
حرص السلف على استثمار رمضان:



فكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع الأعمال وأقبل على قراءة القرآن، وكان الوليد بن عبد الملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة.



وقال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة وفي كل شهر ثلاثين ختمة.



وكان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة.
 

حربي وربي الله

عضو مميز
التسجيل
13 سبتمبر 2011
المشاركات
3,084
الإقامة
جزيرة العرب
Happened_on_this_day_5.gif
 

jarrah_aam

عضو مميز
التسجيل
3 نوفمبر 2005
المشاركات
5,279
حفظ اللسان :

قال النبي صلى الله عليه و سلم : " من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه " اخرجه البخاري.
وقال عليه الصلاة والسلام :"الصيام جنة, فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب , فإن سابه أحد , أو قاتله فليقل إني صائم".

قال بعض السلف : أهون الصيام ترك الشراب و الطعام, و قال جابر-رضي الله عنه- :" إذا صمت فليصم سمعك و بصرك و لسانك عن الكذب و المحارم و دع أذى الجار و ليكن عليك وقار و سكينة يوم صومك و لا تجعل يوم صومك و يوم فطرك سواء".


إذا كبَح الصائم المعاصي , نال به منزلة راقية في العبودية لله ؛ لأنَّ الصوم ـ الذي يراد به مجرد الإمساك عن الطعام والشراب ـ يستطيعه كثير من الناس ، لكنه سبحانه أراد من عباده أن يكون صومهم منقياً لهم من المعاصي وما دار في فلكها.
وقد ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني أنَّ العلماء:" اتفقوا أنَّ المراد بالصيام صيام من سلم صيامه من المعاصي قولاً وفعلاً "

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وهو الصادق المصدوق حيث يقول:"رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قائم حظُّه من قيامه السهر"


إذا لم يكن في السمع مني تصاون * وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صمت


فحظِّي إذاً من صومي الجوع والظما * فإن قلت: إني صمت يومي فما صمت

من صام في نهار رمضان، ولم يصم لسانه من غيبة الآخرين وهتك أعراضهم، ولم تصم يده من إيذاء الآخرين والنيل منهم، ولم يصم قلبه من الأحقاد والغلِّ على إخوانه المسلمين، فإنَّ صيامه ناقص، وفيه تفريط كبير لحدود الله. ولهذا فإنَّ هؤلاء الذين فرَّطوا بصيامهم يعتبرون محرومين في شهر الصوم ، مفلسين في شهر الجود والإحسان .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم مرَّة لأصحابه :" أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا، وضرب هذا . فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فنيت حسناته ، قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه . ثم طرح في النار"

ذلك هو المفلس : إنه كتاجر يملك فى محله بضائع بألف , وعليه ديون قدرها ألفان , كيف يُعد هذا المسكين غنيا ؟ والمتدين الذى يباشر بعض العبادات , ويبقى بعدها بادى الشر , كالح الوجه , قريب العدوان كيف يحسب امرءا تقيا ؟

احـفظ لســانك أيهـا الإنســـــان *** لا يلــــدغـنـــك إنـــه ثعــبـــان

كـم فـي المقابر مـن قتيل لسـانه *** كـانت تخــاف لقـاءه الشــجعان

نسال الله لنا ولكم السلامة من افات اللسان , والفوز بالجنان , ومجاورة النبي العدنان.








 

حربي وربي الله

عضو مميز
التسجيل
13 سبتمبر 2011
المشاركات
3,084
الإقامة
جزيرة العرب
Happened_on_this_day_6.gif
 

يوسف_007

عضو نشط
التسجيل
4 أبريل 2007
المشاركات
9,297
جاء الصيام فجاء الخير أجمعه
ترتيل ذكر وتحميد وتسبيح
فالنفس تدأبُ في قول وفي عملٍ
صوم النهار وبالليل التراويح
 

حربي وربي الله

عضو مميز
التسجيل
13 سبتمبر 2011
المشاركات
3,084
الإقامة
جزيرة العرب
Happened_on_this_day_7.gif
 

jarrah_aam

عضو مميز
التسجيل
3 نوفمبر 2005
المشاركات
5,279
مدرسة رمضان :

مدرسة رمضان تفتح أبوابها كالمعتاد، في موعد سنوي لا يتخلف منذ تأسيسها في السنة الثانية من الهجرة النبوية، وهي السنة التي فرض فيها الصوم في الإسلام. أي أنها منتظمة منذ أربعة عشر قرنًا و30 سنة.

إن شهر رمضان وصيام رمضان مدرسة حقيقية للتربية والتعبئة والتكوين والتدريب، ولو بحثنا لوجدنا جميع المتدينين مدينين في صلاحهم وتدينهم لمدرسة رمضان؛ فإما فيها بدأ تحولهم والتزامهم، وإما بفضلها يرمِّمُون ما يتضعضع من أحوالهم، وإما فيها يجددون عزائمهم، وإما في أجوائها يرتقون في مراتبهم.

مدرسة رمضان -كما هو معلوم- لا تستمر سوى شهر واحد، ولكنها تقدِّم مواد دراسية وتدريبات عملية مكثفة، بمستويات عالية الجودة والفعالية؛ مما يجعل الشهادة المحصلة للناجحين تفوق في قيمتها الشهادات المحصل عليها في سنة كاملة، أو حتى في عدة سنوات من الدراسات العادية. أما موادها الدراسية والتطبيقية فهي:

• مادة الصوم.

• مادة احترام الوقت.

• مادة الصلاة.

• مادة القرآن الكريم.

• مادة الكرم والإنفاق.

• مادة التزاور والتغافر.

• فأما المادة الأولى، فهي المادة الرئيسية في مدرسة رمضان، وهي التي تستغرق أكبر عدد من الساعات الدراسية. ومضمونها الامتناع والانقطاع عمّا هو مباح من شهوات البطن والفرج من الفجر إلى الغروب، ومن باب أولى الامتناع والانقطاع عمّا هو محرم من أصله.

ومقصود هذه المادة هو تمكين الصائمين من تحصيل التقوى وتدريبهم على ممارستها، وهو المقصد الذي أشارت إليه الآية الكريمة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

والتقوى في جوهرها منهج سلوك يتسم باليقظة والانتباه والاحتياط، ومقتضاه أن الإنسان عند كل خطوة يريد يقدم أن عليها: ينظر فيها، وينظر حواليها، وينظر ما قبلها وما بعدها.. وبعد ذلك يُقدِم عن بيِّنة ويمشي على بصيرة. وبيان هذا ومثاله ما روي "أن عمر بن الخطاب ، سأل أبيَّ بنَ كعب عن التقوى؟ فقال له أُبيُّ: أما سلكت طريقًا ذا شوك؟ قال: بلى. قال: فما عملتَ؟ قال: شمرت واجتهدت. قال: فذلك التقوى".

ومِثلُه عن أبي هريرة: "أن رجلاً قال له: ما التقوى؟ فقال: هل أخذتَ طريقًا ذا شوك؟ قال: نعم. قال: فكيف صنعت؟ قال: إذا رأيتُ الشوك عدلتُ عنه، أو جاوزته، أو قصُرت عنه. قال: ذاك التقوى".

وقد نظّم الشاعر هذا المعنى بقوله:

خَـلِّ الذنوب صغيـرَهـا *** وكبيـرَهـا.. ذاك التُّـقَى

واصنع كمـاشٍ فـوق أر *** ض الشوك يحـذر ما يـرى

فالصائم حين يصبح ويظل حذرًا متيقظًا؛ خشية أن يتناول ما يفسد صومه، من جرعة ماء، أو حبة تمر، أو لقمة طعام... وحين يغفل لحظة ثم ينتبه فيسحب الطعام أو الشراب من بين شفتيه، وحين يمسي خائفًا متوجسًا أن ينطق بكلمة غيبة أو كذب أو شهادة زور... وحين يغدو صارفًا سمعه وبصره عن هذه وتلك وهذا وذاك... وحين يُغضبه أو يستفزه أحد فتـثور ثائرته، لكنه يتذكر ويقول: اللهم إني صائم... وحين يهُمُّ بكسب حرام ثم يخاف على نفسه وعلى صيامه... حينئذٍ يكون فعلاً "كَمَاشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى". وتلك هي التقوى، وهو المعنى الذي يعبر عنه المغاربة بالمشي على البيض.

• وأما مادة احترام الوقت، فهي أن الإحساس بالوقت وضبطه والتقيد به، يكون في رمضان بما لا مثيل له ولا قريب منه في أي وقت آخر من السنة؛ فشهر رمضان يَعُدُّه الناس يومًا بيوم، فلا يكاد أحد يخطئ أو يتردد في كم مضى منه وكم بقي، بل يعدون أيامه ولياليه ساعة بساعة، ويعدون بعض مواعيده دقيقة بدقيقة، كما هو شأن وقت الإمساك ووقت الإفطار. وهذا فضلاً عن ضبط مواعيد الصلوات الخمس وصلوات التراويح.

• وأما مادة الصلاة، فهي وإن لم تكن خاصة برمضان، فإنها تعرف في رمضان زيادة كبيرة كمًّا وكيفًا، سواء بالمحافظة على أوقات الصلوات، أو بأدائها في المساجد والجماعات، أو في زيادة الصلوات النافلة، وخاصة منها صلاة التراويح. ولكن أهم ما تعرفه الصلاة في رمضان هو كثرة المنخرطين الجدد في صفوف المصلين.

• أما مادة القرآن الكريم، فتأتي أهميتها وخصوصيتها من كون رمضان هو شهر القرآن {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]. وكان جبريل يأتي النبيَّ فيدارسه ويعارضه القرآن مرة أو مرتين كل رمضان.

• وأما الكرم والإنفاق، فهما أيضًا مما يتضاعف ويزدهر في رمضان؛ وذلك أثر من آثار الصيام والإقبال على الله في هذا الشهر الذي يُوصف بالشهر الكريم. فحينما يهنِّئ الناس بعضهم بعضًا بحلول رمضان يقولون: "رمضان كريم". فرمضان شهر الجود والكرم والإنفاق، وفيه اشتهرت "موائد الرحمن" قديمًا وحديثًا. وهذا مما سنَّه رسول الله . قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلَرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة".

وهو القائل : "من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا".

غير أن أعظم كرم يعرفه رمضان هو كرم الله تعالى الموصوف في الحديث النبوي الشريف: "إذا كان أولُ ليلة من شهر رمضان صُفِّدت الشياطين ومردة الجن، وغُلِّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ كل ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة".

• وأما مادة التزاور والتغافر التي يكثر تداولها في رمضان بين الأقارب والجيران والأصدقاء، فلأن رمضان شهر المغفرة والتغافر، فمن يحب أن يغفر الله له فليغفر وليتغافر مع عباد الله {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22].

ومعلوم أن الأعمال الصالحة والإنجازات الناجحة -وهي كثيرة في رمضان- تبقى موقوفة القبول عند الله تعالى لكل من بينهم خصومة وقطيعة وتدابر. فمن هنا يبادر الناس إلى التزاور والتغافر والتصالح والتسامح في رمضان. ومن لم يكن عندهم شيء من هذا، فتواصلهم وتزاورهم خير على خير في شهر الكرم والخير.

وبقي أن أذكِّر كافة المسجلين في مدرسة رمضان أن الامتحانات النهائية تبدأ منذ "العشر الأواخر" من الشهر الكريم، وتبلغ ذروتها في ليلة القدر. وفي هذا الصدد يجب على الجميع أن يتذكروا قول السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان النبي إذا دخل العَشرُ شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله".

فمدرسة رمضان -ككل المدارس الجدية- ليست مضمونة النجاح لكل من يدخلونها ويمضون أوقاتهم بين جدرانها، وإنما النجاح فيها يكون بقدر ما تم تحصيله من موادها وتدريباتها، وما تم تحقيقه من مقاصدها وفوائدها. وقد حذّر النبي من بعض الحالات التي لا يخرج أصحابها من مدرسة رمضان بشيء، قال : "رُبَّ صائمٍ حظه من صيامه الجوع والعطش, ورُبَّ قائمٍ حظه من قيامه السهر". وقال: "من لم يدَعْ قولَ الزور والعملَ به، فليس لله حاجة في أن يدَعَ طعامه وشرابه".

وفي الحديث أيضًا "أن رسول صعد المنبر، فلما رقيَ عتبة، قال: "آمين". ثم رقي عتبة أخرى، فقال: "آمين". ثم رقي عتبة ثالثة، فقال: "آمين". ثم قال: "أتاني جبريل، فقال: يا محمد، من أدرك رمضانَ فلم يغفر له، فأبعده الله، قلت: آمين. قال: ومن أدرك والديه أو أحدَهما، فدخل النار، فأبعده الله، قلت: آمين. فقال: ومن ذُكرتَ عنده فلم يصلِّ عليك، فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين"


جعلنا الله واياكم ممن يرزق النجاح في هذه المدرسة الربانية , وممن يقبل منهم اعمالهم , اللهم امين
 

حربي وربي الله

عضو مميز
التسجيل
13 سبتمبر 2011
المشاركات
3,084
الإقامة
جزيرة العرب
Happened_on_this_day_8.gif
 

jarrah_aam

عضو مميز
التسجيل
3 نوفمبر 2005
المشاركات
5,279
قـال الـحجاج لأعـرابي:كـيف تـصوم فـي حـر هـذا الـيوم....؟!
قـال:أصـومه لـيوم أحـر مـنه....!!
 

حربي وربي الله

عضو مميز
التسجيل
13 سبتمبر 2011
المشاركات
3,084
الإقامة
جزيرة العرب
Happened_on_this_day_9.gif
 
أعلى