حوار بوخمسين
أجرى الحوار - فوزي محمد عويس:
ضيف هذا الحوار رجل أعمال كويتي لا يختلف اثنان على نجاحه وعصاميته وكشأن كل الشجر المثمر الذي يقذف بالحجارة, فإن هناك الكثير من الاتهامات توجه إليه والكثير من الشائعات تطلق عليه, ولهذا فإننا في »السياسة« جمعنا من هذه الاتهامات وتلك الشائعات التي سادت وراجت خصوصاً بعد الانتخابات الأخيرة التي جرت في البنك العقاري ورحنا نواجهه بها على طريقة الاستجواب, ففتح الرجل لنا قلبه وعقله وتحدث بأريحية وعفوية وبدا مستعداً لمواجهة أي اتهام حتى ولو كان من العيار الثقيل.
في الحوار مع جواد بوخمسين بدا متفائلاً بشكل ملحوظ بالحكومة التي شكلها سمو الشيخ ناصر المحمد أخيراً معتبراً أن سموه استطاع بحكمة بالغة أن يتعامل بشكل جيد مع مرحلة ما بعد العاصفة, وأكد أنه جمع ثروته بالحلال وعرق الجبين ونماها بهما وكشف النقاب عن تطلعه للاستثمار في القطاع الزراعي قريباً ونفى أن يكون قد غادر الكويت خلال محنة الاحتلال العراقي الغاشم, كما نفى شراء أية أصوات في الانتخابات الماضية بهدف إيصال نجله أنور إلى مجلس الأمة وتحدث عن السبب الرئيسي الذي حال دون تحقيق هذا الهدف.
واستغرب الاتهام الموجه إليه ومفاده أنه سعى لتحويل (العقاري) إلى بنك شيعي لكنه بدا مقراً بشرائه المزيد من أسهمه, قبل انتخاباته وتساءل: هل خالفنا القانون بذلك?
محطات كثيرة توقف عندها قطار حوارنا مع هذا الرجل الذي يعتبر وطنه وأولاده ثروته الحقيقية رغم كل ما يملك من مال يتساءل البعض عنه: من أين له هذا?
محصلة الحوار مع »أبو عماد« تكشف عنها السطور التالية سؤالاً وجواباً:
من نقطة ساخنة بدأنا الحوار وكان السؤال: ما شاء الله ثروتك كبيرة كما يعرف الجميع فمن أين لك كل هذا?
من الحلال وبه وبعرق جبيني وبجهد ومساعدة اولادي وهو قبل ذلك بتوفيق من الله وايضا بحسن نية ومحبة وصدق شركائي السابقين واللاحقين. شوف, في الكويت لا يمكن اخفاء اي شيء خطأ ولا يمكن منع الناس من ان يفضحوا اي سر. في الكويت لا أسرار. كل شيء يقال بالصحف والدواوين والآن على الانترنت والمسجات. واللي ماله حلال وعمله صحيح لا يمكن ان يخشى اي كلام غير صحيح. لكن الناس احرار وفي كثير من المرات تعبر عما في قلوبها وليس بالضرورة ان يكون ذلك صحيحا على الاطلاق. لكن في النتيجة لا يصح الا الصحيح.
لكن هناك من يتهمك ببناء هذه الثروة أو حتى بوضع اساسها مع نهاية عام 1980 على خلفية أزمة سوق المناخ التي كنت كما يقولون احد فرسانها?
كيف اكون من فرسان المناخ وابني ثروتي من السوق غير الرسمية التي شهدت ما شهدت يومها والاثار التي خلفتها وانا كنت امتلك فنادق وعقارات ومجمعات تجارية وسكنية قبل الازمة وقبل ان تعرف الكويت ما سمي بسوق المناخ. انا موجود في السوق المالية وبرصيد مالي ونشاط تجاري وعقاري وصناعي سبق المناخ بسنوات كثيرة. والسوق الخليجية تشهد بذلك. وكلنا يعلم ان مدة ظاهرة المناخ والفورة التي صاحبتها لم تتجاوز الاربع وعشرين شهرا بدأت في اغسطس 1980 وانتهت بسقوط السوق في اغسطس عام 1982 . لذلك لم اكن من فرسان المناخ على الاطلاق. بل اني ممن تضرروا من الازمة وممن اسهموا في تقديم التضحيات من اجل حلها والتخفيف على معاناة من تضرر منها. وقد تم تكليفي من قبل الامير الوالد سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح عافاه الله وحفظه عندما كان وليا للعهد بأن اترأس لجنة وطنية قمت باختيار أعضائها بنفسي بدون ترتيب مسبق معهم اي بدون علمهم. وقد تولت هذه اللجنة ادارة الازمة لتقليل الاذى والخسائر والارباك الذي سببته.
ولكنك في أخطر وأقسى أزمة مرت على الكويت وأقصد الغزو العراقي الغاشم غادرت الديرة وتقاعست كما يقول البعض عن أداء دورك الوطني آنذاك وذلك على طريقة »نفسي... نفسي«?
قبل ان اجيبك على هذا السؤال لابد من ان اوضح حقيقة مهمة وهي ان الضرورة اقتضت خروج من تسنى له العمل من اجل الكويت وشرعيتها وهويتها الوطنية وسلامة اهلها. اما بالنسبة لي فأنا أولا لم اغادر الكويت طوال فترة الاحتلال. ومن بقي خلال فترة الغزو الغاشم يعرف ما دوري. والمجال ليس مناسبا الآن للحديث عن بطولات واعمال تستحق الكويت منا جميعا ان نضحي وان نواجه خطر الابادة والاعدام من اجلها. يكفيني ان اذكر ان لي شرف ان اكون احد سبعة تم تكليفهم من قبل سمو الشيخ سعد بإدارة أمور البلاد في تلك الفترة والحفاظ بكل الطرق الممكنة ومهما بلغ حجم المجازفة من اجل الحفاظ على الهوية الوطنية من جهة والعمل على تقليل اضرار وآثار الغزو الغاشم ومساعدة المقاومة وبقية المواطنين على تحمل ويلات ما كان يحدث. والكل يعرف ويتذكر التعديات الصارخة التي قام بها صدام وضباطه وعصاباته على الكويتيين وهي تصرفات خارجة على الدين وعلى القوانين والاعراف والقيم التي يعمل بها البشر ويكفلها القانون الدولي وتمليها الانسانية على اي طرف. لقد قمنا بما أوكل إلينا في تلك الفترة. وهي تجربة لن أتحدث عن دوري الوطني فيها. لكن بإمكان من يريد ان يتقصى عن هذا الدور, ان يسأل الستة الاخرين الذين كلفتنا القيادة الوطنية الكويتية الحكيمة القيام معهم بدور استطيع ان اصفه الآن بأنه بناء ومدروس فقد اسهم بالفعل في خلق العصيان المدني ضد الطغاة الغازين وفي تقليل الخسائر وزيادة فاعلية الصبر والتمسك بالكويت ديرة ووطنا لا بديل عنه ابدا.
من هم الستة الآخرون اذن?
كنا قد اتفقنا بعد عودة صاحب السمو الامير الشيخ جابر الاحمد طيب الله ثراه الى ارض الوطن, على ان لا نتكلم عن انفسنا. ولكن لكي نسدل الستار على هذه التساؤلات, اذكر الاسماء وهم: الشيخ صباح ناصر سعود الصباح (وكيل وزارة الدفاع الحالي), الشيخ علي سالم العلي الصباح الذي شغل بعد التحرير بفترة منصب وزير المالية, السيد عبدالوهاب الوزان (وزير التجارة الاسبق), السيد جاسم العون (اصبح بعد ذلك وزيرا للمواصلات), السيد محمد البدر (المستشار في الديوان الاميري حاليا), السيد خالد بودي (المستشار في الديوان الاميري هو الآخر).
البنك العقاري
دعني أخوض في محور (البنك العقاري) وأذكرك بتصريحاتك التي صاحبتها جهود جهيدة بذلتها قبل آخر اجتماع لمجلس الادارة, وهذه التصريحات وتلك الجهود وضعت الكثير من علامات الاستفهام بشأن حقيقة علاقتك بهذه المؤسسة المصرفية هذا رغم ان القائمة التي خاضت الانتخابات فيها لم تتضمن اسمكم فهل تلعبون دورا خفيا من خلف الستار?
أنا أحد المساهمين في البنك منذ تأسيسه وواكبت مسيرة هذا البنك من البداية وتعاملت مع القيادات التي تولت ادارته وتسيير اموره وانشطته وهم خالد المرزوق وسعد الناهض والكثير من الاسماء الكريمة اللامعة الأخرى التي شاركت في تعزيز ودعم دور البنك. وفي أواخر التسعينات وبعد توجه اغلب البنوك الكويتية نحو الاهتمام بالعمل المصرفي الاسلامي, عملت جاهدا على تحويل البنك العقاري الى بنك عام اسلامي بدلا من بنك عقاري تخصصي محدود الاختصاص والنشاط وتمكنا بالفعل وبمعاونة المساهمين من البدء بالخطوات الاولى غير أن الصورة لم تكتمل بالنسبة للشكل الجديد المطلوب إلا مع مجالس ادارات البنك التي عملت ابتداء من عام 2000 عندما وفق البنك بمجلس ادارة متفهم ومتجانس برئاسة السيد عبد الوهاب الوزان الذي قام بجهود ممتازة يشكر عليها اوصلت البنك الى الخطة التي بدأتها اساسا في هذا الاتجاه. وكانت الخطوة الثانية ان يأتي البنك بمدير عام من ذوي الاختصاص والخبرة في مجال ادارة البنوك الاسلامية, وقد توفق الوزان والحمد لله بالتعاقد مع عادل أحمد الذي يعمل حاليا مديرا عاما للبنك . لكن وللامانة لابد من ان نشير الى الدور الكبير المهم للبنك المركزي في مساعدة البنك العقاري بانتهاج الطريق الصحيح والاقصر الى هذا التحول فتعليمات وارشادات البنك المركزي كانت الدليل الصحيح خلال هذا الطريق .وهناك عوامل اساسية اخرى في غاية الاهمية والحيوية وعلى رأسها الهيئة الاستشارية الشرعية للبنك العقاري المشكلة برئاسة الشيخ احمد بزيع الياسين لمكانته الرفيعة محاسبيا واطلاعه الواسع في المجال الشرعي. لقد استعان البنك بالهيئة التي تضم نخبة طيبة من العلماء والمتخصصين بالعلاقة بين الاقتصاد والدين والحياة والمجتمع وقد توفق في ذلك. وربما هذه هي التجربة الاولى في المنطقة العربية والإسلامية التي يتحول فيها بنك غير اسلامي الى بنك اسلامي عام وشامل الخدمة وحسب علمي ربما هي اول تجربة على مستوى العالم في هذا المجال. غير ان هذا التوفيق والنجاح ما كان يمكن ان يتحقق من دون تفهم البنك المركزي ومباركته ومن دون الجهد المتميز الذي بذله رئيس البنك الأخ عبد الوهاب وبقية اخوانه في مجلس الادارة ومن دون تعاون الادارة التنفيذية وصبر المساهمين على الرغم من عدم حصولهم على ارباح مجزية خلال الفترة الانتقالية اسوة بما كان يحصل عليه المساهمون في البنوك الأخرى.
اذن لماذا عجز هذا البنك عن مجاراة بقية البنوك في تحقيق الأرباح وحتى على صعيد الدور الذي يلعبه في السوق?
السبب بسيط وواضح ومحدد وقانوني وهو انخفاض النشاط المصرفي التقليدي ونحن سعداء لانهم ظلوا مع البنك ليواكبوا عملية التحول وهذا الشكر موصول الى بقية المساهمين الذين صبروا هم أيضا وتجاهلوا الاشاعات والاخبار غير الصحيحة التي كانت تكتب عن البنك باستمرار لزعزعة الثقة بمتانة وضع البنك وسلامة اصول المساهمين وارباك مجلس الادارة. انه وقت الشكر لكل من وقف معنا وتحمل اعباء تلك المرحلة حتى من من نافسنا في الانتخابات الاخيرة فقد كانت المنافسة شريفة ونحن نعتز بهم وبوجودهم معنا شركاء ومساهمين في البنك ونتمنى من الله عز وجل ان يديم علينا نعمة المحبة والثقة والتوفيق والنجاح وفي هذا خير لبلدنا ولاقتصادنا الوطني المتين بقيادة صاحب السمو الأمير وولي عهده وحكومته ورئيس الحكومة والوزراء وجهات الاختصاص مثل وزارة التجارة وادارتي المقاصة والبورصة اللتين نشكرهما على حسن الادارة بالطرق القانونية والحرص على المساواة بالتعامل مع أفراد الشعب.
ما دمت قد عرجت على »المنافسة الانتخابية« فان كلاماً كثيرا يتردد ومفاده انك سارعت الى شراء المزيد من أسهم البنك قبل انعقاد الجمعية العمومية بهدف ضمان دعم قائمتك الانتخابية.. أليس كذلك?
اعتقد انني تصرفت في حدود القانون وبما يتفق واللوائح والانظمة التي تحددها السوق المالية وتتوافق مع اشتراطات البنك المركزي. نحن مثل كل المساهمين والمستثمرين الآخرين فعلنا ما نعتقد انه صواب طالما أنه حق لنا وفي حدود القانون. البنك العقاري سيصبح صرحا ماليا نافعا ومؤثرا بشكل في غاية الايجابية ضمن بقية ادوات السوق في الاقتصاد الوطني وسنفعل الكثير الذي لا يتعارض مع القوانين والانظمة من أجل دعم البنك وضمان وحماية حقوق المساهمين فيه.. من حقنا مثل أي مساهم آخر ان نستنفذ حدود القانون في امتلاك الاسهم في اي مشروع ناجح ولانرى عيبا في ذلك لا عندما يتعلق الأمر بنا ولا عندما يتعلق بسوانا.
بنك شيعي?!
ألم يكن الهدف تحويل »العقاري« إلى بنك شيعي فثمة من يقول بذلك من دون مواربة?
في الكويت لانقبل من أي طرف ايا كان إلا ان يكون وطنيا وان يكون ولاءه للكويت اولا واخيرا ولا نقبل الخلط لا في الولاءات ولا في أي امر اخر يقلل من واجبات المواطن الكويتي تجاه وطنه او يسيء الى العلاقة المقدسة بين المواطنين والوطن. ثمة امر يجب ان يكون واضحا وهو ان المؤسسات المالية الخاصة مثل البنوك, لا تعمل على هوى الملاك والمساهمين وانما وفقا للقوانين المنظمة وتحت رقابة الدولة. والدولة لديها ادوات كثيرة واعية وفاعلة ويقظة وحقيقية وهي مؤسسات تستند في اعمالها وفي القوانين المحددة لمهامها الى الدستور . وليس بمقدور احد ان يظن اي امر تشوبه شائبة لا في الحكم ولا في الدستور. لذلك فان الحديث عن مؤسسات مالية طائفية يمكن ان يقال من قبل غير العارفين بحقيقة الكويت الدولة والكويت النظام والكويت الشعب. نحن دولة تفتخر بانها منذ البداية تختلف عن الكثير من الدول. لا مجال للاهواء أو الاجتهادات أو الممارسات المتعارضة مع الولاء أو مع قدسية تربة الوطن او مع القانون.
\هذا كلام ربما يكون مرسلا وسهلا لكن الثابت أن إدارة البنك كلها من طائفة واحدة?
/ غير صحيح على الاطلاق فالكويتيون اسرة واحدة ولدينا مساهمون كبار وقياديون كبار من أسر معروفة لها مكانتها في المجتمع, أنا أعتقد أن من يطرح سؤالاً أو مخاوف من هذا النوع يجهل أن لدى البنك العقاري هيئة شرعية تضم علماء أفاضل من كبار رجال الدين الذين يرأسهم خبير اقتصادي دولي وعالم دين جليل هو أحمد بزيع الياسين الذي هو في غنى عن أي شهادة ملاءة أو اطراء من أحد لانه قمة من قمم النظام الاقتصادي والمحاسبي والإسلامي, فضلا عن كونه مرجعا عالي القيمة والمكانة في الناحيتين الوطنية والشرعية ولا نريد الدخول في متاهات من لا يعرف ما يريد ونكتفي في الخوض فيما نعرف وفيما نحن متأكدون منه تماما من خلال الهيئة الاستشارية الشرعية التي اعدت التكييف الشرعي للاجراءات والممارسات والانشطة التي سيتولاها البنك بعد صدور المرسوم الأميري الذي يؤذين بتحوله من بنك متخصص محدود النشاط والاختصاص الى بنك عام يمارس اختصاصات وانشطة مالية على جميع المستويات والمجالات التي تعمل بها البنوك الاخرى, وقد يهمك أو يهم الكثيرين أن يعرفوا أن الهيئة الاستشارية الشرعية للبنك لا تقتصر على البزيع وانما تشمل رجال دين من مقام رفيع وهو اكاديمي وفقيه وصاحب مكانة خاصة لدى أغلب الكويتيين وهو د. الشيخ خالد المذكور ومعه نخبة لها مكانتها وتميزها واجتهادها وهم: علي حسين الصالح, د.عبدالعزيز القصار, والسيد مصطفى الزلزلة, وغني عن البيان ان جميع أعضاء الهيئة من الباحثين وأصحاب الرأي ولدى كل منهم قاعدة واسعة من المعلومات والاطلاع.
\ هناك من يأخذ عليك بصراحة كثرة اشادتك بالمسؤولين وتغنيك بالوطنية ويقولون أن ذلك لسد حالة نقص عندك لكون هناك من ينظرون إليك من منظور طائفي بحت فهل هذا صحيح أو يحمل حتى شيئاً من الصحة أم أنها ضريبة النجاح التي لابد وأن تدفعها?
/ أيا كان هذا الذي تقول أو يقوله سواك أو يطرح عن محبة أو عن امتنان وتقدير أو عن حس فان كل ذلك لن يغير من حقيقة الأمر شيئا وهي أن من حق كل كويتي أن يفخر بأن الله خلقه ليكون كويتيا وان يكون هذا الوطن الغالي بيته الكبير وان تكون أسرة الخير هي الحاكم والحكم في حياته اليومية, نعم أسرة الصباح لها دور وفضل لايمكن التقليل منه ولا التنكر له, لأنهم أحبة واخوان واصدقاء على جميع المستويات قبل أن يكونوا أي أمر آخر, الا يكفي ان لا يكون قد مر في تاريخ الكويت حاكم بابه مغلق في وجه ابناء وطنه! اعطني اسم حاكم واحد من آل الصباح ممن ادار ظهره للكويتيين أو تخلى عنهم. الا تكفي تجربة الاحتلال وبيان الولاء والوفاء وتمسك كل الكويتيين بقيادتهم شهادة للتاريخ بأننا نعيش في نعمة, عد قليلاً الى الوراء وتبين اين بدأت التجارة الحرة والبنوك الخاصة وصندوق الاجيال والاستثمارات الخارجية والاستملاكات والمساعدات الداخلية جنبا الى جنب مع الدستور ومع القوانين العصرية واخرها حق المرأة السياسي كاملا.
\ هل صحيح أنكم تسعون الى اقصاء منافسيكم في البنك العقاري بعد أن ادرتم اللعبة الانتخابية فيه بشكل جيد وبطريقة جدا ذكية?
/ اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية, انهم اخوة لنا وشركاء في البنك وفي مشاريع اقتصادية اخرى وقبل ذلك نحن شركاء في وطن واحد اسمه الكويت وهو أكبر وأهم من البنك ومن أي مشروع تجاري أو اقتصادي آخر ثم انهم من أسر واصول كريمة ولها وضعها الاقتصادي ومكانتها في السوق ونحن بحاجة اليهم الآن أكثر من السابق وكل الأبواب مشرعة ومفتوحة امامهم, انها أموالهم مثلما هي أموالنا وهم مساهمون في البنك مثلما نحن مساهمون فيه والمنافسة الشريفة لا تخلق العداء بل تخلق الود والاحترام ونحن نودهم ونحترمهم وهو بنكهم كما هو بنكنا والنجاح مسؤولية الجميع ونأمل ان يباركوا الوضع الجديد لأن الطريق أمام أي مساهم متاح لبلوغ مجلس الادارة من خلال الانتخابات.
قانون طارد
\ لكن خصومك يتهمونك بأنك فعلت الكثير من أجل الابقاء على (ربعك) على رأس البنك مهما كان الثمن وأيا كانت الطريقة?
/ ليس لدي خصوم لدينا منافسون نعم. لكن خصوم واعداء لا. ولا اظن على الاطلاق انهم ينظرون الينا كاعداء وبالتالي فإن لا قطيعة بيننا وبينهم ابدا. هذا من جانبنا. هذا هو موقفنا تجاه الجميع. ونثق ايضاً انه موقفهم تجاهنا ايضاً. الانتخابات جرت وانتهت ولو كانوا قد فازوا لكان هذا هو موقفنا منهم ايضاً. وبالتالي فهم من وجهة نظري ليسوا خصوم لانهم ليسوا اعداء. انا لا اؤمن بالعداء ولا بالثأر. انا احترم الجميع واحترماً حقوقهم في ان يتنافسوا معي او مع سواي من اجل الاحسن لكن منا رؤياه وتصوره وخططه واجتهاده. من جهتي انا احترم الجميع ولا ارى غضاضة او موجبا للانفعال او اتخاذ موقف ممن يختلف معي قد لا نتفق اليوم لكننا قد نتفق غداً. انا ممن يؤمنون بوجوب ابقاء الابواب مفتوحة للنقاش والتفاوض والاتفاق بدلاً من الخلاف الذي لا مبرر له لقد تعودنا بفعل الممارسة والاستفادة من حسن العلاقة التي تميز الحكم في الكويت مع المواطنين ان نظل احباباً واخواناً واصدقاء وشركاء ولا نرى موجبا للتخلي عن هذه العادات الاصيلة.
\ ماذا عن البورصة وما يقال بشأنها?
/ لا اعرف ولا اريد ان اقول شيئاً سلبياً عن ادارة البورصة وانا مساهم ومتداول ولي حضوري ووجودي.
\ اقصد ادارة البورصة يا ابا عماد?
/ اعتقد ان الادارة على درجة كبيرة من الكفاءة ولجنة السوق لا تنقصها المقدرة ولا ايا من متطلبات النجاح واستطيع القول ان هذه اللجنة تعي جيداً متطلبات النجاح وهدفهم تطبيق القانون
\ هناك من يرى برؤية مناقضة تماما, لماذا?
/ لكل رأيه وهو حر فيه ونحن لا نحجر على رأي احد ولا نملك ذلك وقد سألتني واجبتك اما الاخرون فلست مطالبا بتبرير رؤاهم ولا املك الحديث نيابة عنهم.
\ يبدو أنك راض تماما وترى ان كل شيء على مايرام في البورصة?!
/ ما كان يقال من قبل هو ان القانون لا يطبق والآن طبقوا القانون ولذا يجب علينا كلنا كمتعاملين التعاون.
\ ماذا في شأن القانون نفسه?
/ القانون نفسه لاشك طارد للمستثمر الاجنبي بلا شك لانه يعظم العقاب والرقابة باكثر من اللازم ولكني اقول ما دام هو قانون قائم علينا جميعاً الالتزام به الى ان يتم تعديله.
\ ألست معنا ان الوطن اهم من المصالح الشخصية?
/ بلا شك وعندما يتعلق الامر بالكويت فانها هي الام والاب والاخت والحبيبة وهي المصلحة وهي كل شيء نعم ليس هناك اغلى من الوطن وليس هناك من هو قبله, فالوطن اولى واهم من المصالح الشخصية.
كلام أمير الكلام
\ لنأخذها قاعدة (الوطن اولى واهم من المصالح الشخصية) فالى اي مدى ترى تجذر هذه القاعدة في المجتمع?
/ رأيتها بعين الحق ولمستها بقوة خلال محنة الاحتلال العراقي الغاشم ففي كل الاحوال والاوضاع كان المواطنون يضحون بحياتهم حبا وعشقا وفداء للوطن كما ان الاغلبية لم تغادر الوطن واصرت على البقاء فيه دفاعاً عنه وصمودا لاجله وقد اكد سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد - طيب الله ثراه - ان صمود اهل الكويت هو من ساعد على تحريرها وهذا الكلام قاله للرئيس الفرنسي السابق ميتران .
\ لماذا يتذمر المواطنون الآن من الاوضاع السياسية والاقتصادية في الديرة اذن?
/ نحن دولة ديمقراطية وما يقال في الدواوين والصحف اكثر قسوة احيانا مما يقال في مجلس الامة. لدينا اسرة فاضلة وحكومة صدرها رحب ونظرها بعيد ومحبتها للوطن وللمواطنين لازود عليها والمواطن يتطلع على الدوام الى الاحسن وهذا حقه لكن ارضاء الناس غاية لا تدرك وهذا لايعني غض النظر عن خطورة ما يقال احيانا لان هناك ايضا من يتصيد في الماء العكر وهناك من لايحب الكويت ولا يريد لها الخير وهناك من يفتري على كل الكويتيين ويتطاول على رموزها. لكن في بلد يشارك الحاكم المواطنين فيه ومعه كل اسرة الخير في الافراح في الاعياد والاعراس والمناسبات الرمضانية وسواها ويكون على رأس من يواسيهم ويعزيهم بمصاباتهم لا قيمة للاشاعة ولا لاي كلام يجافي الحقيقة فاما الزبد فلا قيمة حقيقية له. واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض, انها الحقيقة التي يبقون يتذكرونها.
\ احيانا يلاحظ انك تهادن النواب وتحاول التهوين من قسوة هجماتهم على الوزراء?
/ النواب ممثلون للشعب والشعب بالتالي هو المسؤول عن اختيار نوابه وممثليه في البرلمان فان كان النائب ذا كفاءة فان الكويت هي المستفيدة بالدرجة الاولى وان كان غير ذلك فان المتضرر الاكبر هي الكويت ايضا.
الديمقراطية نظام او اختيار بشري غير معصوم من الاخطاء ومثل اي تجربة وممارسة فان للديمقراطية منافع ولها ايضا بعض السلبيات خصوصا عندما تكون ظروف المنطقة ملتهبة كما هي الفترة التي نعيشها في حقيقة الامر منذ اكثر من عشرين عاما ولنقل انها مع بداية الحرب العراقية الايرانية والغزو الغاشم للكويت والجرائم التي ارتكبت خلاله وامور كثيرة اخرى وما يدور حاليا في العراق ولبنان وفلسطين....
\ استشعر ان رؤيتي سليمة?
/الثناء على الديمقراطية والتمسك بالدستور والحياة النيابية لا يعني القبول بالاخطاء والخلط في الاولويات انت لم تدعني اكمل اجابتي ذلك ان في الكويت اموراً كثيرة هي افضل بكثير مما لدى سوانا كما ان الحكومة الحالية تعرضت الى حالات اعسار متعمد, والامر وان كان لا يتطلب بطاقات صفراء وضربات جزاء كما في مباريات كرة القدم لكن التعاون مطلوب والثقة لابد منها والحقيقة ان المجلس الحالي والمجلس السابق تسببا في ثلاث حالات اعسار للحكومة وحالتي طرد للحياة البرلمانية وفي النتيجة فان ضرر ذلك انعكس على الاقتصاد الوطني وعلى المواطن وعلى مسيرة التنمية وعلى الاستقرار في البلاد.
اقتصاد قوي
اود الوقوف على رؤيتك كقطب اقتصادي ازاء تشكيلة الحكومة التي اكتملت بعد مخاض اسابيع ثلاثة?
/ التأخير في تشكيل الحكومة اجتهاد من سمو رئيس الوزراء لاختيار الافضل ثم لندعها تعمل اولا ثم نحكم على عملها. مطلوب اعطاء الفرصة الكافية للحكومة قبل محاسبتها, اما استجواب بعض الوزراء على خلفية ما عمله من كان قبلهم فهو امر يحتكم فيه الى الجهات الدستورية ولا يجب ان يكون للافراد من غير اصحاب الاختصاص القضائي الرسمي دور او او رأي فيه لانه »ولا تزر وازرة وزر أخرى« كما قال الله عز وجل.
\ استمرار الخلافات النيابية مع الحكومة هل له من ضرر على الاقتصاد الوطني?
/ الضرر كبير فرأس المال جبان وهزات سياسية كالتي حدثت او تحدث في الكويت بسبب مواقف وتعصب وتطرف بعض النواب كادت ان تدفع بنا الى متاهات لولا حكمة القيادة وفطنة وحنكة وارادة صاحب السمو امير البلاد المفدى وعلينا جميعا الا ننسى اننا في نعمة
وان بعض ما يقال في الكويت يمكن ان يتسبب في اعتقالات واعدامات لو قيل في دول اخرى.
هل انت خائف على الاقتصاد الكويتي?
لا اعتقد لان اقتصادنا الوطني قوي وهو من الاقتصادات المؤسسية القوية في العالم وليس في المنطقة فحسب لكن قد يتضرر السوق من اي اداء سلبي او تصعيد في الخلافات يمكن ان يقود الى حالات حل للحكومة او البرلمان.
لقد قادنا التصعيد في الخلافات اخيرا الى حل الحكومة فهل تعتقد بامكانية حل البرلمان لو استمر هذا التصعيد?
لو تكرر الموضوع والتصاعد فسيكون هناك استخدام للدستور ولادواته.
في ضوء المعطيات القائمة وقراءاتك للساحة هل تتوقع استمرار التصعيد?
لقد مررنا بعاصفة اعقبها تشكيل حكومة بعد تأن من قبل سمو رئيس مجلس الوزراء الذي يتسم بالحكمة واعتقد ان هذه الحكمة كفيلة بضبط الامور واحداث التفهم بين السلطتين.
اسألوا الغنيم
استخدمتم المال السياسي واشتريتم اصوات الناخبين بهدف ايصال نجلكم انور الى مجلس الامة بأي شكل وبأية طريقة?
والدي طيب الله ثراه كان يقول لي (بين الحق والباطل مطرح اربع اصابع) »وان ما تراه العين حق وما تسمعه الاذن باطل« فان كان هناك من يقول بأننا استخدمنا المال السياسي واشترينا اصواتا فإن البينة على من يدعون ...إننا لانقر هكذا اسلوب ولايمكن لنا بحال ان نقترفه على الاطلاق.
لماذا خاض انور الانتخابات?
هذا حقه كأي مواطن ثم اننا عملنا من قبل لاثنين من المرشحين الاخوة الفضلاء واوصلناهم الى ان يكونوا قاب قوسين او ادنى من البرلمان وماحدث ان اهالي المنطقة جاؤوا وقالوا: انتم تعبتم ولابد ان يخوض انور الانتخابات وقد كان الا ان الفترة كانت قصيرة وفقط 35 يوما.
الفترة كانت قصيرة عليكم وعلى غيركم يا ابا عماد?
لا.. لا..لا.. غيرنا بعد ان تم الاعلان عن الانتخابات يوم الخميس فورا خلال 24 ساعة قام بنصب خيامه التي كانت في المخازن وهناك مرشحون مخضرمون ومنهم (الله يذكره بالخير) من خاض الانتخابات اربع او خمس مرات وكان وزيرا وعموما لقد دخلنا منافسة شريفة ووطنية ومن يصل يمثل الجميع.
ما سبب عدم توفيق انور برأيك?
لقد تضررنا في المنصورية فيوم الانتخابات كان (خميس) والحر كان شديدا جدا وكانت هناك مناسبة دينية عند جماعتنا استدعت ان يذهبوا لها في الصباح ثم في الانتخابات السابقة حيث كان الناخبون فقط رجالا وعددهم لايتجاوز الالف ورغم هذا اعتمدوا لهم لجنتين اما في الانتخابات الاخيرة فالعدد رجال ونساء تجاوز ال¯ 1300 ومع ذلك وضعت لجنة واحدة وفوجئت في الساعة العاشرة بمن يهاتفني وكان هو الاخ الوزير السابق يعقوب الغنيم وقال لي: لقد اتيت واخواني من الساعة 8 صباحا والان الساعة العاشرة ولم نستطع الوصول الى اللجنة وعلى الفور ذهبت وشاهدت الطابور الطويل وكان هناك الاخ عبدالله الغنيم والدكتور مرزوق وبالكاد دخلوا عند العاشرة والنصف , واقول لك انه في كل انتخابات كان الحضور يفوق نسبة ال¯ 90 في المئة وفي الانتخابات الاخيرة ولان الناس انفضت واللجنة كانت وحيدة واليوم كان عطلة لم يصل الحضور الى نسبة ال¯ 60 في المئة, وقد فقدنا في المنصورية اكثر من 600 صوتا لو اتى بعضهم لتغيرت الحسابات ومع ذلك كان انور الاول في المنصورية وانا اعتبره ناجحا ولك ان تنظر الى الفارق بينه وبين الثاني والفارق بينه كثالث وبين الرابع.
ضريبة نجاح
لكن هناك اشاعات كثيرة ترددت عن نجلكم انور?
لكن للنجاح ثمنا وللكفاءة ثمنا وهناك حسد وهناك امور اخرى كثيرة تصادف الناجحين وابني انور كفاءة وطنية فهو اقتصادي مرموق واداري ومخطط ناجح وبديهي كما اعتقد ان يصادف الناجحين مثل هذه المشكلات. للنجاح ثمن ومن يريد ان يعمل عليه ان يتحمل وان يواجه البعض بصدر رحب. الاسواق والاعمال الناجحة تحتاج الى كفاءات لا تحتاج الى محاربين ومتغطرسين وحمقى. نحن لسنا في ساحة حرب. لقد ادعوا الكثير من الامور على انور لكنهم في النهاية تبينوا خطأهم وعرف الكويتيون سبب الهجمة التي تعرض لها ولماذا حاول البعض تشويه سمعته ايام الانتخابات وبعدها. نحن لم نفعل ولم نواجه الاساءة باي نوع من محاولة الانتقام او التصعيد. نؤمن بان العقل والمنطق هما سيدا الموقف وان لا قيمة للحماقة ولن تصلح لان تكون سلاحا بديلا عن العقل, هاهو انور الان كما يراه الناس على حقيقته وعلى جوهره الاصيل انه انسان ناجح وكان قاب قوسين او ادنى امام الدخول الى البرلمان في الانتخابات النيابية الاخيرة في واحدة من اصعب الدوائر في الكويت لا نزعل بدورنا من احد ولانميل الى محاسبة الاخرين على اخطائهم.
لكنكم رفعتم دعاوى وقاضيتم البعض على ما كتب عنكم مع انكم تقولون عنهم ما يقولونه عنكم?
ابدا وهذا غير صحيح فنحن لانفتري على احد لاننا نخاف الله بالدرجة الاولى ولانرى ان في اختلاق الكذب والدس على من يختلفون معنا وسيلة صحيحة لاصلاح ذات البين بيننا وبينهم ولو كانت هناك طريقة اخرى اكثر حضارية من اللجوء الى القضاء للدفاع عن سلامة مواقفنا لاخذنا بها نحن لانزعم اننا ملائكة ولا نتهم الغير بانهم شياطين لكننا نتوخى بناء على حسن نوايانا ومعرفتنا بالصح والخطأ ان نتفادى الوقوع فيما يمكن ان يخالف القانون او يدفع بنا الى المحظور من ناحيتنا لم نفتري على احد لا عليهم ولا على سواهم بينما هم قالوا ما قالوه واعترفوا بذلك عند رفض الدعوى.
حتى وانتم احد الذين شملتهم العقوبات بعد ان خالفت القانون في بعض شركاتك بعدم الافصاح عن مشترياتك وفقا لقانون السوق?
ربما هذا صحيح في بعض الاسهم وتم ذلك من دون تعمد. ربما بسبب حركة السوق او بسبب تعدد عمليات الشراء والبيع وربما بسبب اخطاء من يعملون معنا فيما يتعلق بالتقيد بمواعيد واجراءات الافصاح لكننا لم نعترض على التحييد. لقد حيدوا لنا بعض الحصص. لقد فعلوا الصحيح وطبقوا علينا القانون كما طبقوه على سوانا. احترمنا القانون ولم نعترض ولم نوجه اللوم لاحد. فهل في هذا خطأ!
هناك من وجه اللوم الى الحكومة بسبب اجراءات التحييد المتعلقة بعدم الافصاح?
ليس من حق احد ان يلوم الحكومة على تطبيقها القانون بشكل صحيح بالمناسبة بودي ان اشير الى نقطة في غاية الاهمية الا وهي ان وزارة التجارة كانت في غاية المسؤولية والامانة في تعاملاتها مع الجميع من دون استثناء بما في ذلك خلال اجتماع الجمعية العمومية للبنك العقاري ومن ثم في بيان نتيجة الانتخابات. وهذا الكلام يشمل ادارتي المقاصة والبورصة ففي الحقيقة فان السوق المالية في الكويت مسألة تستحق الثناء والاشادة وهي كلمة حق لانقصد منها الاطراء نحن في الكويت نتمتع بخبرات رائعة وعالية وهي امور نحسد عليها كما هو الحال بالنسبة للمقاصة والبنك المركزي ولكل منهما دوره الحقيقي وانا سعيد ان اقول كلمة حق بشأن مؤسساتنا المالية. اما موقف الحكومة ككل من قضايا الافصاح فانها مارست القانون وكانت امينة في تعاملها مع الجميع وفي تصحيح اخطاء لايضرني ان اعترف اننا وسوانا ربما وقعنا بها بنسب مختلفة واعتقد ان تطبيق القانون سبب نوعا من الالام للسوق ولعدد من كبار المساهمين والمستثمرين لكن القانون في النهاية هو القانون.
يتردد انكم تسعون لتوسعة نشاطكم ليطول القطاع الزراعي فهل هي النزعة التجارية التي باتت تتحكم فيكم ام انه البذخ كما يقول البعض?
بامكان من يريد ان يقرأ الامور ويفلسفها على طريقته ان يقول الكثير وهناك من يتحدث جهرا وبصوت عال عن ان الديمقراطية في الكويت نوع من البذخ وان لا حاجة لمجتمعاتنا الى دساتير وحرية رأي وانتخابات وبرلمانات ومجالس امة ودواوين محاسبة وصحافة غير حكومية ربما يعني مثل هذا الكلام اناسا اخرين غير الكويتيين نحن في الكويت تربط الحاكم بالمحكوم علاقة نحن سعداء جدا بها لدينا ضمانات تكفل الملكية الخاصة وتكفل الكرامة للانسان وعندما يفيض الله بالخير على من يعمل ويتوفق في عمله فمن حقه ان يفكر في الاستثمار في اي مجال يخدم مصالحه ويحقق المزيد من الخير للاقتصاد الوطني. وردا على سؤالك اجيبك نعم انا اخطط لمشاريع زراعية كبيرة وتقدمت بطلب الى الهيئة العامة للزراعة للسماح لي بممارسة العمل الزراعي في مجال النخيل والبطاط ومجالات اخرى صناعية لكنها تعتمد على الانتاج الزراعي وبما يتوافق واشتراطات الهيئة وبقية اجهزة الدولة المعنية بهذا القطاع ومن الافضل في هذه الحالة ان ينتظر البعض ماذا يمكن ان نفعل للحكم على جدوى مشاريعنا ذلك ان من الخطأ الحكم على مثل هذه التطلعات على انها نوع من البذخ لانها في حقيقة الامر تدخل في صلب عمل واهتمام رجال الاعمال الذين يخططون لمصلحة بلدهم وقيمة العمل الزراعي تكمن في مدى فائدته للناس ومدى مساهمته في تحقيق الاكتفاء الذاتي وخدمته لمفهوم الامن الغذائي والكويت بحاجة الى الكثير من المحاصيل والمنتجات الاساسية مثل التمور والطماطم والبطاط والخضار وسواها.
ويقولون انكم تخططون لمشاريع كذلك اخرى سياحية وترفيهية رغم انكم من كبار ملاك الفنادق والمجمعات العقارية?
الزراعة تعني الزراعة والثروة الحيوانية اما الفندقة والترويح فلدينا مؤسساتنا المعروفة التي لديها انشطة معروفة وهي جهودي وجهود ابنائي واموالي التي اريد ان استثمرها في بلدي ولا اعتقد ان في هذا التوجه شيء معيب.
بعيدا عن قيد السؤال ما الذي تودون اضافته?
كل التحية والتقدير لجريدتكم »السياسة« ولعميدها الاخ الفاضل احمد الجار الله الرجل العصامي الذي يستحق ان نرفع له القبعات.